لماذا لا اكتب فى المواضيع الفنية ؟

لا احبذ الكتابة فى المواضيع الفنية – واقصد بالفنية ضروب الغناء والتمثيل – لا احبذ الكتابة فيها ليس لانني لا اتابع انشطتها وفاعلياتها ، لكن لانني اذا كتبت فيها بالضرورة ساكتب ناقداً لها ولكل ابتكاراتها التي اجدها ابتكارات رجعية لاجديد فيها اللهم الا تدوير القديم المملل الذى لايخدم قضية ولا يطرح معالجة تفيد المجتمع ، لذلك احاول قدر الامكان الابتعاد عنها وعن مناطقها (العشوائية ) وعن كل مايمت اليها بصلة ، فالمغنين فى نظرى ليسوا فنانين يعتمد على فنهم فى ترقية الذوق العام وفى التطوير وفى التهذيب بالكيفية التى تحقق رسالة الفن ، لان معظمهم يفتقر الى التهذيب فى نفسه ! – وفاقد الشي لايعطيه – ، واكثرهم يخلط مابين الغناء كضرب من ضروب الفن وكنوع من انواع التجارة التي تقوم على الغش والفهلوة والسطو على مجهودات الغير بطرق غير شرعية ، مايبرر وجود مغني قصاد كل مواطن ! وبالتالي مايبرر ايضاً كل هذا الفساد والافساد فى الاصوات وفى الاشعار وفي الالحان وحتى فى توزيع النوته الموسيقية ، فالغناء فى نظرى انتهي بنهاية المغني محمود عبدالعزيز – طيب الله ثراه – فهو كان اخر العنقود فى سلسلة عملاقة الفن الممتده من رواد اغاني الحقيبة والى نهاية حقبة اجيال الاساتذة محمد وردى وما سبقهم وماتلاهم من الاساتذة الاجلاء ، اما دون ذلك فهم ( عربجية ) و ( سمكرجية ) يلزقون الكلمات السوقية بعضها فوق بعض ويخيطونها بمصطلحات ( الشماسة ) التى يستعملونها فى التغرير بضحاياهم ، ثم يضيفون اليها نكهات موسيقية فى الغالب الاعم مسروقة من الموسيقي الحبشية او من السيمفونيات الهندية القديمة التي تمجد ( بوزا ) وفى الاخر يقدمونها للمراهقين على اساس انها اغانى !!.
اما بخصوص التمثيل فهذه القصة تثير الغثيان ، فالممثلون يواجهون صعوبة كبيرة فى تفهم مسألة التمثيل بالطريقة الفنية المتعارف عليها فى كل العالم ، هم يسرفون فى تصوير الواقع بالهزل الذى يعتقدونه اصيل واساسي فى العملية التمثيلة …، لهذا المتابع او المشاهد يتعذر عليه توصيف احوالهم فى التمثيل هل هى نوع من انواع ( العبط ) ؟ او درجة من درجة الطفولة المتأخرة التى تصيب كبار السن فى منتصف اعمارهم ؟ … انهم لايتقمصون شخصية التمثيل كما يقول فن التمثيل ، وهم بذلك يضحكون اولاً على ذقونهم قبل ان يضحكوا على ذقون الاخرين ، فالتكلف يثير حفيظة المتابع ، والمبالغه تدعوا الي رميهم ( بالشباشب ) …. لا ادرى ماذا يدرسونهم فى كليات الداما والموسيقي ؟ ولا ادرى كيف حصل بعضهم على شهادات فى التمثيل ؟ .. .. لهذا و لذلك كما اسلفت لا احبذ المرور بهذه المناطق الطافحة ولو على عجالى ، لان ملاك الصحف ايضاً لن يجروء على نشر هكذا انتقادات ! و هذه واحدة من الامور التي تخنق الحريات بالبلاد .
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. “لهذا و لذلك كما اسلفت لا احبذ المرور بهذه المناطق الطافحة ولو على عجالى ، لان ملاك الصحف ايضاً لن يجروء على نشر هكذا انتقادات ! و هذه واحدة من الامور التي تخنق الحريات بالبلاد”
    لله درك ياراقي الاحساس الفني،يسلم يراعك.. كفيت ووفقت، ولا حاجة لك ولا لنا بعد عبارتك اعلاه، إضافة نقطة واحدة أو شرح لحال الفن من غناء أو تمثيل، فقد شيعته الى قبره الذي يستحق أن يوارى فيه منذ تسعينيات القرن الماضي، حيث لم نعد نسمع غير ترديد شائه وناشذ ومؤذ للجميل الفن الذي كان ومضى مع أهله. وليت شرطة النظام العام تلك تعمل على منع هذا العبث الضار بدلا من مطاردة الفتيات بتهمة الزي الفاضح.. فالغناء صار فاضحا ومؤذيا وخادشا للحياء والذوق السليم وهو أولى بالترصد والمطاردة.
    شكرا لك على القاء هذا الحجر الكبير على تلك المياه الراكدة الاسنة.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..