مشاهد من سرادق عزاء والدي رحمه الله (1-2)

سفوح الوطن
في البدء أحمد الله كثيرا على أن منًّ على اسرتنا بأصدقاء ومعارف وزملاء مهن مختلفة من شتى البقاع داخل السودان وخارجه خففوا علينا الكثير من احزاننا على رحيل عميد الاسرة المغفور له بأذن الله تعالى الوالد رحمة الله عليه، واشكر الله أن مكنني من اللحاق بالمأتم وحضور رفع الفراش، والذي امه جمع غفير من المعزيين.
وطوال فترة اقامتي بست المدائن ظللت استقبل جموع من الأصدقاء لاسيما من الوسط الرياضي والذي لازلت احتفظ خلاله بصلات أخوية صادقة، ولم تخل كالعادة محاور نقاش الرياضيين المغلوب على أمرهم عن حال الكرة بمدني وتدهورها وما وصلت اليه من تدن مريع أدى إلى هبوط سيد الاتيام من الدوري الذي يسمى جزافا بالممتاز وعجز الرومان في تبوء مقعده الشاغر في البطولة الأولى بالبلاد.
وللحقيقة والتاريخ رمى كل المشاركين في هذه النقاشات اللوم أكمله على قائد ركب الولاية محمد طاهر ايلا، واجمعوا على سياسته العرجاء تجاه الرياضة وعدم الاهتمام بدعمها مقارنة مع بقية الولاة والذين أضحوا نغمة على شفاه مواطني تلك الولايات والتي لا يقاس تاريخها ولا ماضيها القريب بمدني والجزيرة في شتى مجالات الابداع الرياضي.
أجمع المتحدثون على نجاح ايلا في تجميل الولاية من خلال تطوير الطرق والمستشفيات ومحاربة الفساد والمفسدين، بيد أنهم اتفقوا جميعا على الدعم المادي المخجل الذي قدمه للأندية وخاصة الأهلي في ظل الظروف العصبية التي مر بها وأدت به إلى الهاوية في نهاية الأمر، لتجسد اسوء المسرحيات المحزنة التي مرت على رياضة ودمدني. وللأسف الشديد كان بطلها والينا ايلا.
نعم ما حققه ايلا من إنجازات واعجازات خلال الفترة الوجيزة التي تولى فيها إدارة شؤون ولايتنا المعطاء لا تخطئها عين، اذ فشل من قبله ولاة الترضية السياسية فشلا ذريعا، وتاهت ولايتنا في عهدهم في براثن التخلف والفساد.
وما ادل على ذلك توهاني خلال في اجازتي السنوية قبل شهور، في شوارع ست المدائن ومسقط رأسي وتحديدا بحي أركويت، للدرجة التي اضطررت للاستنجاد بالمارة بعد ان أبهرني تعدد الشوارع المسفلتة داخل الاحياء لأول مرة في تاريخ المدينة العريق.
وبمثل اشادتنا بما حققه ايلا من طفرات هائلة كان لا بد من انحيازنا لآراء الوسط الرياضي في تحميله وزر هذا الانهيار المريع للرياضة بولاية الجزيرة مقارنة ببقية الولايات.