بنك الثروة الحيوانية.. خسر البيع!

(هل يحسن السودان إدارة ثروته الحيوانية الهائلة التي تبلغ نحو 150 مليون رأس من الماشية، أي نحو أربعة أضعاف ما تملكه هولندا إضافة لخمسين مليوناً من الدواجن؟ حرفة الرعي هنا قديمة وتقليدية بفضل وجود مساحات هائلة من أراضي الرعي والغابات المفتوحة، أوجدها تساقط نحو مائتي مليار متر مكعب من مياه الأمطار سنويا على مختلف مناطق السودان. إذاً فالعوامل الطبيعية لتنمية الثروة الحيوانية في السودان موجودة ومتوافرة فهل قصر المسؤولون في أهدافهم؟ ولماذا رغم الأعداد الهائلة لقطعان الماشية في السودان نجد أن إسهام ذلك القطاع في الناتج المحلي السوداني يعد ضئيلا نسبيا..؟).
لبعد صلتي بقطاع الثروة الحيوانية في السودان.. لجأت إلى مصفح البحث (قوقل) للاطلاع على بعض الحقائق الأساسية في هذا القطاع.. فوجدت هذه المقدمة لتقرير مطول أعدته فضائية عربية قبل سنوات.. غير أن الحقائق الأساسية تظل ثابتة.. بيد أن أكثر ما لفت نظري وشدني لهذه المقدمة تلك المقارنة بين حجم الثروة الحيوانية من جهة.. وحجم الدواجن من جهة أخرى.. إذ يبلغ.. وفق التقرير.. حجم الدواجن ثلث حجم الثروة الحيوانية.. والمفارقة أن شركة تعمل في مجال الدواجن.. أي الثلث.. قد وضعت يدها على بنك للثروة الحيوانية.. أي الثلثين.. مسؤول.. أو هكذا يفترض.. عن تطوير قطاع الثروة الحيوانية..؟
هذا المصرف الذي أنشأته الدولة لهدف واحد وهو تمويل قطاع الثروة الحيوانية.. وتأهيله وتطويره.. من خلال الاستثمار الصحيح في الموارد الضخمة لهذا القطاع.. عبر تمويل إنشاء المزارع ورعاية المراعي.. الطبيعية منها والمستزرعة.. ثم إنشاء المسالخ الحديثة.. دعما للصادر عبر تحقيق قيمة إضافية لذلك الصادر.. الخ.. ويعلم الجميع أن بنك الثروة الحيوانية قد تأسس عام 1992 مستحوذاً على أصول المؤسسة العامة لتطوير الماشية قائما على أنقاضها.. ولمن لا يعلم.. فتلك المؤسسة كانت تمتلك أصولا في كل مناطق الإنتاج والمدن القريبة منها تقريبا.. وقد أصبحت كلها ملكا لبنك الثروة الحيوانية.. باعتباره مشروعا قوميا.. ورأس الرمح في تطوير قطاع الثروة الحيوانية.. فما الذي حدث..؟!
بعلم ورعاية ومباركة البنك المركزي.. استحوذت شركة تعمل في مجال الدواجن على أكثر من نصف أسهم هذا البنك العملاق.. وبمبلغ لم يتجاوز الأربعة ملايين دولار.. علما بأن قيمة المقر الرئيس لهذا البنك فقط.. تتجاوز ضعف هذا المبلغ.. وفيما يكاد يسيطر هذا (الثلاثي) على كل البنك، فالمفارقة الثانية أن مستثمرين عرب قد دفعوا أكثر من خمسة عشر مليون دولار.. ولا يكادون يجدون موطئ قدم في مجلس إدارة البنك.. فعن أي جذب للاستثمار يتحدثون..؟.
أما المفارقة الثالثة.. فهي أن هذا الاستحواذ قد تم دون أية إجراءات متعارف عليها.. تقتضيها الشفافية.. ومبدأ المساواة في الفرص.. والعدالة في توزيع الثروة.. ونعني بها تلك الإجراءات التي تتبع في برنامج الخصخصة على سبيل المثال.. ناهيك عن قواعد التصرف في الأصول الحكومية أو بيعها.. وهي مما لا يغيب عن فطنة البنك المركزي وعلمه.. أما المفارقة الكبرى.. التي ترتقي لمصاف الفضيحة في حق البنك المركزي.. إن صحت هذه المعلومات.. فهي أن من اشتروا حصة البنك المركزي في بنك الثروة الحيوانية.. متعثرون لدى الجهاز المصرفي نفسه بنحو أربعمائة مليون جنيه..!؟ هل عرفتم الإجابة على الأسئلة التي أوردها التقرير أعلاه في مقدمته..؟
والآن.. إن كانت ثمة جهة لا تزال حريصة على الإصلاح في هذا البلد.. فأقل ما يجب أن تفعله هو إيقاف كافة الإجراءات ذات الصِّلة بهذه الأسهم.. لحين التحقق من مزاعمنا هذي على الأقل..!
سيل من الرسائل انهمر على بريدنا أمس، تشيد بمسلك العميد يحيى محمد النور الذي نشرناه بالأمس، ونفرد لها مساحة الغد إن شاء الله.

اليوم التالى

تعليق واحد

  1. شكرا استاذ محمد ولكن اسالك عن اي شفافية تتكلم ؟؟؟وعن اي اجراءات يتبعها البنك المركزي وهي معلومه بالضرورة لراعي الضان في الخلا يا سيدي وانت سيد العارفين ببواطن الامور ان السودان يدار بواسطة مافيا صنعتها الانقاذ هذه المافيا صارت اكبر من الحكومة واقوي منها بل صارت دولة داخل دولة !!!ارجو منك ان تذهب لبورسودان وتسال عن شركة الحبوب الزيتية وكيف ان المافيا حولتها لمصلحة شخصية وانتهي دورها الي جيوب المافيا وقد تجد المثير اكثر من بنك الثروة الحيوانية الذي كان يراسه جمال الوالي واستعجب خبير اجنبي بعد ان اجمتع بالوالي خرج ليقول في جلسات خاصة كيف لمثل هذا الرجل ان يراس مجلس بنك ؟؟؟ثم اردف (كنا نستفيد من خبرات السودان ونتدرب فيه الان السودان يحتاج لثورة في التدريب !!! اليس من المفارقه ان يكون بلد غني وفقير في ان واحد والسبب سوء الادارة فقط ليس الا !!! ولك صيد ثمين في البحبوب الزيتية خاصة من بعد وفاة ربانها وسادنها الراحل سيد محمد مختار الذي يقال انه قتل ليخلو الجو للفساد !!!وهو قد رفض رحمه الله عن الافصاح لمن فعل به هذا قائلا للمحقق (تركتهم للله )ليموت مع اذان الجمعه وقد رموه من الطابق الثاني وهو يتاهب لصلاة الفجر !!!

  2. أنت تعرف يا محمد لطيف أن رئيس مجلس إدارة البنك الذي تتحدث عنه هو جمال الوالي أو على الأقل كان هو الرئيس و لا أدري إن كان لا يزال كذلك – تبقى كارثة – و أنت قطعا تذكر الفضيحة قبل سنوات قليلة التي دارت حول هذا البنك و لا أذكر تفاصيلها و قد تداولت الوسائط الإعلامية في ذلك الوقت أنه رئيس مجلس إدارة سبعة من المؤسسات الكبيرة بما فيها نادي المريخ… أرأيت أي عبقرية إقتصادية هو؟

    و أنت قطعا بحكم علاقتك بالكيزان و بالرئيس بالتحديد تعرف الكثير عن هذا الأمر و أمور أخرى… فهلا كنت رجلا أمينا كما تقتضي مهنتك كصحفي و حدثتنا عن هذا الأمر و دور هذا العبقري و أمثاله من منتسبي المؤتمر الوطني – و هم كثيرون – في تدمير مؤسساتنا و اقتصادنا بسبب فسادهم و جهلهم و عجزهم البائن عن إدارتها.

    على الأقل قل لنا من هي شركة الدواجن التي استحوذت على بنك الثروة الحيوانية و من هو صاحبها

    بس فالحين في اللغف و التهليل و التكبير بمناسبة و بدونها لتغطية ذلك اللغف

  3. شكرا استاذ محمد ولكن اسالك عن اي شفافية تتكلم ؟؟؟وعن اي اجراءات يتبعها البنك المركزي وهي معلومه بالضرورة لراعي الضان في الخلا يا سيدي وانت سيد العارفين ببواطن الامور ان السودان يدار بواسطة مافيا صنعتها الانقاذ هذه المافيا صارت اكبر من الحكومة واقوي منها بل صارت دولة داخل دولة !!!ارجو منك ان تذهب لبورسودان وتسال عن شركة الحبوب الزيتية وكيف ان المافيا حولتها لمصلحة شخصية وانتهي دورها الي جيوب المافيا وقد تجد المثير اكثر من بنك الثروة الحيوانية الذي كان يراسه جمال الوالي واستعجب خبير اجنبي بعد ان اجمتع بالوالي خرج ليقول في جلسات خاصة كيف لمثل هذا الرجل ان يراس مجلس بنك ؟؟؟ثم اردف (كنا نستفيد من خبرات السودان ونتدرب فيه الان السودان يحتاج لثورة في التدريب !!! اليس من المفارقه ان يكون بلد غني وفقير في ان واحد والسبب سوء الادارة فقط ليس الا !!! ولك صيد ثمين في البحبوب الزيتية خاصة من بعد وفاة ربانها وسادنها الراحل سيد محمد مختار الذي يقال انه قتل ليخلو الجو للفساد !!!وهو قد رفض رحمه الله عن الافصاح لمن فعل به هذا قائلا للمحقق (تركتهم للله )ليموت مع اذان الجمعه وقد رموه من الطابق الثاني وهو يتاهب لصلاة الفجر !!!

  4. أنت تعرف يا محمد لطيف أن رئيس مجلس إدارة البنك الذي تتحدث عنه هو جمال الوالي أو على الأقل كان هو الرئيس و لا أدري إن كان لا يزال كذلك – تبقى كارثة – و أنت قطعا تذكر الفضيحة قبل سنوات قليلة التي دارت حول هذا البنك و لا أذكر تفاصيلها و قد تداولت الوسائط الإعلامية في ذلك الوقت أنه رئيس مجلس إدارة سبعة من المؤسسات الكبيرة بما فيها نادي المريخ… أرأيت أي عبقرية إقتصادية هو؟

    و أنت قطعا بحكم علاقتك بالكيزان و بالرئيس بالتحديد تعرف الكثير عن هذا الأمر و أمور أخرى… فهلا كنت رجلا أمينا كما تقتضي مهنتك كصحفي و حدثتنا عن هذا الأمر و دور هذا العبقري و أمثاله من منتسبي المؤتمر الوطني – و هم كثيرون – في تدمير مؤسساتنا و اقتصادنا بسبب فسادهم و جهلهم و عجزهم البائن عن إدارتها.

    على الأقل قل لنا من هي شركة الدواجن التي استحوذت على بنك الثروة الحيوانية و من هو صاحبها

    بس فالحين في اللغف و التهليل و التكبير بمناسبة و بدونها لتغطية ذلك اللغف

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..