الواضح والفاضح في أصداء زيارة أردوغان

زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى الخرطوم هذه الأيام ، تكتسب اهتماما إقليميا كبيرا بسبب وزن تركيا ودورها وتأثيرها في قضايا المنطقة.
وقد يكون أحد أهداف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في جولته الأفريقية هي تعزيز انفتاح تركيا الاقتصادي والسياسي على القارة الأفريقية وهو بالتأكيد هدف مشروع ومرحب به في السودان في إطار تطوير علاقات بلادنا مع القوى الاقتصادية الدولية وانفتاح السودان إقليميا ودوليا.
لكن قطعا لا يوجد ما يجعل السودان يحسب نقاط تطوير علاقاته مع تركيا أو غيرها من حساب ورصيد علاقاته العربية وبالتحديد علاقاته الاستراتيجية مع المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية وتحالفه الخليجي ، فالعلاقات الخارجية لأية دولة مع دولة أخرى لا يتم التعامل معها بحسب مستوى وحزمة علاقات تلك الدولة الأخرى مع الآخرين.. وإلا فما كان من الممكن أن يأتي دونالد ترامب إلى الرياض ويتجه منها مباشرة إلى تل أبيب.
وكذلك الرئيس البشير في آخر جولاته الخليجية أقلعت طائرته من قطر وحطت في الرياض قبل أن يعود إلى الخرطوم ولم ينتقص ذلك من حفاوة استقبال خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان للبشير بكل بشاشة.
كذلك وفي أوج الغضب العربي والخليجي الرسمي والشعبي من تدخل روسيا في سوريا كانت هناك زيارات من قادة الخليج تتم إلى موسكو في إطار بحث ملف سوريا نفسه وأداء مهام أخرى في إطار تطوير علاقاتهم الاقتصادية مع روسيا.
فلماذا تركت منصات الفتنة في الأسافير ومواقع التواصل الاجتماعي الأهداف الحميدة والمكاسب والمنافع الاقتصادية والتنموية التي يتوقع أن يستفيدها الشعب السوداني والشعب التركي على حد سواء من تطوير علاقاتهم الاقتصادية بهذه الزيارة .. تركوا كل هذه المعطيات الواضحة والأهداف الاقتصادية المعلنة من زيارة أردوغان للسودان ضمن جولته الأفريقية وهو يصطحب معه وفدا كبيرا من رجال الأعمال .. تركوا كل هذه الشواهد الواضحة لأهداف الزيارة وانصرفوا للحديث عن أوهام التقارب بين إسلاميي السودان وإسلاميي تركيا لتدبير مؤامرة لزعزعة استقرار المنطقة.
هذه الخزعبلات بثتها منصات الفتنة وريحها النتنة التي تهب علينا من الشمال في محاولة جديدة منهم لضرب علاقات السودان الاستراتيجية مع دول الخليج وتصوير السودان وكأنه يلعب على كل الحبال وهم ينسون تماما أن القوات السودانية موجودة الآن في الخطوط الأمامية لقوات التحالف في الأراضي اليمنية.
مرحبا بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان وهو يزور عاصمة بلد لديه مع تركيا علاقات تاريخية عميقة وثقافة تركية تظهر في محيط مجتمعنا السوداني وفي الكثير من ملامح حياتنا بل حتى في مفردات لغتنا العامية تجد الكثير من المفردات التركية كإرث وتأثير طبيعي على بلادنا من حقبة الحكم التركي في السودان..
أردوغان وبعيدا عن خزعبلات وأوهام مثيري الفتنة يزور الخرطوم وفي جيبه حاسبة آلية لمضاعفة حجم التعاون الاقتصادي وزيادة عدد المشاريع التركية الاستثمارية في السودان والبالغة حاليا حوالي 300 مشروع استثماري تركي قائم في السودان وتفعيل الاتفاقيات وتوقيع اتفاقيات أخرى جديدة.
هذا ما يرجوه الشعب السوداني من تطوير علاقات السودان مع تركيا وهذا ما يأمله الشعب السوداني في نتائج زيارة الرئيس أردوغان إلى السودان.. لدينا قضية أساسية تؤرق تفكير السودانيين وهي المخرج الاقتصادي من ضوائق العيش وبالتالي فإن كل من لديه استعداد للتعاون مع السودان بصدق في هذه المرحلة هو بالتأكيد مرحب به.. وأردوغان شخصية عالمية متميزة وصاحب تجربة نهضة مذهلة أحدثها في بلاده وهذا هو الذي يهمنا.
شوكة كرامة
لا تنازل عن حلايب وشلاتين.

اليوم التالى

تعليق واحد

  1. يا اخي الكريم إن مشاكلنا حلولها ليست في السعودية ولا روسيا ولا أمريكا ولا الخليج ،، حلول مشاكلنا داخل السودان
    على حكومة البشير واللصوص اللذين معهم ان يعوا ان مشاكل السودان يتم حلها من خلال الاهتمام بالمواطن السوداني الذي يصارع الحروب والجوع والفقر والمرض وليس استرضاء أمريكا وروسيا وتركيا والخليج
    على الرئيس الرقاص ان يعلم ان الشعب قد يأس منهم وهو يجري وراء سراب الخارج
    ما الذي ستقدمه لنا تركيا
    ما قدمت لنا ايران من قبلها
    ما قدمت لنا دول الخليج
    ما قدمت لنا أمريكا
    كلها أوهام وسراب يجري ورائها البشير ولصوصه خوفا من مواجهة الحقيقة والواقع السوداني البائس
    لعنة الله عليهم جميعا

  2. يا اخي الكريم إن مشاكلنا حلولها ليست في السعودية ولا روسيا ولا أمريكا ولا الخليج ،، حلول مشاكلنا داخل السودان
    على حكومة البشير واللصوص اللذين معهم ان يعوا ان مشاكل السودان يتم حلها من خلال الاهتمام بالمواطن السوداني الذي يصارع الحروب والجوع والفقر والمرض وليس استرضاء أمريكا وروسيا وتركيا والخليج
    على الرئيس الرقاص ان يعلم ان الشعب قد يأس منهم وهو يجري وراء سراب الخارج
    ما الذي ستقدمه لنا تركيا
    ما قدمت لنا ايران من قبلها
    ما قدمت لنا دول الخليج
    ما قدمت لنا أمريكا
    كلها أوهام وسراب يجري ورائها البشير ولصوصه خوفا من مواجهة الحقيقة والواقع السوداني البائس
    لعنة الله عليهم جميعا

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..