“الشينة منكورة”

لعل المتابع لخيبات النظام القائم لا يجد عناءا في الوصول الى النتيجة الصفرية على مستوى الخدمات وإحتياجات المواطن ، بل على مستوي سياساته جملة بما فيها العلاقات الخارجية التي جرت البلاد الى راهنها البئيس، و يظل المنهاج خبط عشواء “وشختك بختك” ولعل الأمر لدى العقل الإنقلابي لا يتجاوز الوصول الى سدة الحكم، والباقي هيِّن، وهو ليس أكثر من مجرد تصريحات يناقض معناها مبناها، يتوهمون فيها سياسة مقنعة على الحضور كحكومة … “إحم.. إحم نحن هنا” والأمر اقرب في أحبولته الى ما رواه لي صديق يعمل بمؤسسة كبرى.. يقول الصديق ذات يوم خرجت مع الزملاء في الادارة تقصيا لأحوال بعض الفروع وهو صميم عملنا بالادارة التابعة للمؤسسة، وحين عودتنا بتقرير وافٍ شافٍ، إستشاط المدير العام غضبا، ووصفنا بأننا لا نجيد العمل.. المهم في الأمر وبعد أن ألقى على مسامعنا محاضرة مطولة تتعلق بفنون العمل، سألنا هل لديكم مكتب ؟ فأجبنا بلا ،مردفين بأن عملنا ميداني، فقال لا… لا بد من مكتب وأثاثات ودوسيهات لحفظ المكاتبات .. لا بد من ورق.. ورق للمطالبات والمكاتبات… نعم لابد من حركة وعمل دؤوب … شفتو كيف!؟ “كل حركة ووراها بركة” … عقلية المدير ذاك هي ذات العقل السياسي للنظام ـ الحركي الراهن هذا .. تصريحات .. تصريحات وحركة وحركات .. مؤتمرات .. إحتفالات ..وأردوغان وهلمجرا وهجرة الى الله .. شعارات ما تديك الدرب وهكذا ـ “دلاليك” ثلاثين عاما من التصريحات والحركات، ولا منتج سوى مضغ عِلكةـ “الإنتاج والإنتاجية” التي لم نر لها طحينا ،ولأن سياسة القوم لاتعدو كونها محض شعار بالٍ، فلا غرابة في المحصول الصفري الراهن…. وليس بين يدي المواطن المغلوب على أمره سوى ـ و”قبضت الريح” غير انهم يمنون عليه بتلكم الريح النتنة، الشاهد ان النظام الراهن ـ “طويل العمر” ومع مطلع العام 2018 “محلك سر” ولا يزال كحاله كما حدفت به الظروف وحظ المواطن العاثر لم يجر حتى تحديث حالة على هيئة تصريحاته وحركاته، ونفس “صوت الإستحالة” ومع ذلك نحمد له مجرد يقينه بأنه كذلك في سياق ـ “الشينة منكورة” وقد جا ضمنيا بالخبر المنشور بـ”الراكوبة”
أصدر المؤتمر الوطني توجيهات صارمة لنوابه بالبرلمان بعدم المشاركة في الإنتقادات المتوقعة على موازنة ٢٠١٨م؛ وذلك بعدما تم ايداعها المجلس الوطني تمهيدا لاجازتها، في وقت أعلنت فيه كتلة المؤتمر بالبرلمان دعم إجازة الموازنة في البرلمان، ووصفتها بانها أفضل الموازنات منذ العام 2012م، بيد انها طالبت بعدم منح إعفاءات ضريبية جديدة لتحقق الموازنة الربط المحدد،
وعلمت (الراكوبة) من مصادر مطلعة ان عددا من نواب المؤتمر الوطني بالبرلمان رفضوا توجيهات النائب الأول لرئيس الجمهورية الفريق اول ركن بكري حسن صالح، بحجة أن الموازنة لا تلبي طموحات المواطنين، مبينين ان رئاسة ألزمت الأعضاء الرافضين بعدم إنتقاد الموازنة بالإنصياع للتوجيهات بإعتبارها توجيهات حزبية يجب الإلتزام بها، واشارت المصدر إلى ان إجتماع الهيئة البرلمانية لنواب المؤتمر الوطني شهد ملاسنات حادة من بعض الأعضاء رفضاً لتوجيهات عدم إنتقاد الموازنة. ، “الناس دي حساسة أوي”… شفتو كيف، وما أشبه الليلة بالبارحة، ولي نص بعنوان “هذيان” كتبته مطلع التسعينات يصلح ـ شاهد ملك ـ على الحركة والبركة ونفس الملامح والشبه:
تثرثر الآن الجرائد/ عن بلادٍ لانراها ولا ترانا/ وليس يقطنها سوانا
بائعات الشاي/ باعة النيل المعبأ في الفخار/ والنازحين من أقصى الموات الى الموات/ هكذا المضمار.. تركض الأفواه صوب اللامناص من الجحيم/ كيف المدينة تغوطت على سروالها الشعار/ وطن كأنثى الحلم مسكنها القصيدة / صاغها الشعراء وهما / والطلول لم تكن أصلا سوى هذا الخراب/ والغراب هو الغراب.
وحسبنا الله ونعم الوكيل
[email][email protected][/email]