بلا شراع ..!!

:: ومن الروتين السنوي (المًمل)، ما يَحاضر به المجلس الأعلى للأجور المواطن بلا جدوى .. نعم في مثل هذا الأسبوع من كل عام، أي بالتزامن مع موسم تجهيز الميزانية العامة، يظهر المجلس الأعلى للأجور ليحاضر الناس والصحف والحكومة عن (تكلفة المعيشة)، ثم يختفي .. وفي هذا العام، يقول رئيس المجلس الأعلى للأجور : وفقاً لدراسة، فان تكلفة المعيشة لأسرة – من خمسة أفراد – تبلغ شهرياً (5.800 جنيه)، وذلك لتوفير (78 سلعة).. وهذا يعني أن الدخل السنوي لهذه الأسرة يجب أن يبلغ (67000 جنيه)..!!
:: وبما أن ديوان الزكاة قد حدد نصاب الفرد من الزكاة بمبلغ ( 69500 جنيه )، وهي أقرب إلى الحد الادنى المطلوب للأجور، فهذا يعني أن السواد الأعظم من العمال والموظفين يستحقون الزكاة، وناهيكم بان يكونوا فقط خارج نصابها.. ولذلك يطالب رئيس المجلس الأعلى للأجور الحكومة – كالعادة – باعادة النظر في (تكلفة المعيشة) ، ثم يطالب بسد الفجوة ما بين الاجور الحالية ونفقات المعيشة.. هكذا قال المجلس الأعلى للأجور قبل أن يختفي سريعاً كاختفاء الأجور يوم صرفها..ولن يظهر إلا في مثل هذا الاسبوع من العام القادم، ليخاطب من تبقى على قيد الحياة من الموظفين والعاملين..!!
:: المهم.. (مُركب على الله)، كان بلا شراع وبلا دفة قيادة..وتقريباً – حسب وصف الحال من قبل الأجداد – كان العم على الله يقف بمركبه على شاطئ النيل ويملأ به الناس والأنعام ثم يتواكل ولا يتوكل.. أي يبحر به بلا شراع وبلا دفة قيادة بقصد الوصول إلى الشاطئ الآخر..يتحرك المركب ويمضي حيث تشاء (الأمواج)..تارة يرسى مركب على الله بأي مكان على الشاطئ الآخر، وتارة يلف ويدور حول نفسه ثم يعود إلى ذات الشاطئ الذي تحرك منه بشكل عشوائي ..وهكذا كان عبور النيل – بمركب على الله – محفوفاً بالمخاطر وكذلك ضياعاً للزمن، لأنه كان بلا شراع وبلا دفة قيادة..!!
:: وهكذا تقريباً حال إقتصاد البلد، بحيث يمضي بلا تخطيط، ليدفع المواطن الثمن ضنكاً ورهقاُ.. وفي الذاكرة وصف الدكتور الحاج آدم النائب السابق لرئيس الجمهورية للواقع الاقتصادي المأزوم، إذ قال بالنص : ( الواقع في السودان تجاوز لغة الأرقام ويعتمد على الله).. فالتخطيط لميزانية الدولة وإدارة تلك الميزانية بحيث تنتج وتصدر أو تنتج لحد الإكتفاء وعدم العجز، مثل هذا التخطيط – المسمى بالإقتصادي – لم يعد يعتمد على( لغة الأرقام)، بل يعتمد ( على الله)..لقد صدق حاج آدم عامئذ، ولكن يُخطئ من يظن بأن هذا الوصف( توكل على الله)، بل هو التواكل واللامبالاة..!!
:: كما وهب أهل ونخب وساسة تركيا العقول للتفكير السليم ، لقد وهبنا الله أيضاً العقول للتفكير السليم.. وإلغاء العقول بحيث يبحر الاقتصاد – كما مركب على الله – بلا تخطيط أو قيادة مهنية، فهذا نوع من العجز والفشل..ثم أن تجاهل القضايا – أو تخديرها بما يحدث حالياً من صخب سياسي – من أسباب الكوارث.. وعليه، ما لم تطرح الحكومة الحلول الجذرية لتجاوز (الازمة السياسية)، فلن يغادر حال الاقتصاد حال (مركب على الله)…!!
[email][email protected][/email]
علي الله ذاتو لمن شاف اللهط والهبر زهج ونزل من المركب خلاها للكيزان
(….الواقع في السودان تجاوز لغة الأرقام، ويعتمد على الله)، عبارة في منتهى البؤس والغباء والجهل.
لماذا أتيتم؟ لماذا لم تتركونا لله ؟؟ ولماذا أنتم باقون،، اذهبوا واتركونا لله.
علي الله ذاتو لمن شاف اللهط والهبر زهج ونزل من المركب خلاها للكيزان
(….الواقع في السودان تجاوز لغة الأرقام، ويعتمد على الله)، عبارة في منتهى البؤس والغباء والجهل.
لماذا أتيتم؟ لماذا لم تتركونا لله ؟؟ ولماذا أنتم باقون،، اذهبوا واتركونا لله.