مقالات سياسية

ما المُخجل في جامعتنا؟

في الرابع من يونيو 2009 زارَ الرئيس الأمريكي باراك أوباما جمهورية مصر العربية وتعمَّد أن يختار جامعة القاهرة، ليلقي منها خطاباً تاريخياً موجهاً لكل المسلمين على امتداد الكرة الأرضية..

جامعة الخرطوم أمس احتفتْ بزيارة الرئيس التركي رجب أردوغان ومنحته الدكتوراة الفخرية.. وألقى الضيف الكبير محاضرة قيمة بين يدي هذا التكريم المستحق.. لكن أين كان ذلك؟ في قاعة الصداقة!!

كتبتُ على مدى سنواتٍ أحاولُ إقناع إدارة جامعة الخرطوم أنَّها أرفع مقام يجب أن يزار لكل من يمر على الخرطوم من شخصيات عالمية سامقة.. فهذه الجامعة التي يقترب عمرها من قرن وربع هي أفخر ما يعتزُّ به كل سوداني، لأنَّها مهبط الوحي الوطني ومنصة الاستنارة.. لماذا لا تتشرف الجامعة بتقديم شخص في مقام أردوغان من منصتها وقاعاتها لا قاعة الصداقة التي يستطيع أي من يملك ثمن القاعة أن يقيم فيها ما يشاء من مراسم واحتفالات..

سيقول قائل، لا تملك الجامعة قاعات مناسبة تليق بفخامة مثل هذه الشخصيات الرفيعة.. وهنا تكمن المأساة الحقيقية.. أن تظن إدارة الجامعة أنَّ (الفخامة) في شكل وأثاث القاعات.. في هذه الحالة يجب إرسال إدارة الجامعة في زيارة قصيرة إلى لندن لترى مقر رئاسة الحكومة في ?10 دواننج ستريت? وتعرجُ على مقر البرلمان.. لتدرك أنَّ (الفخامة) في التاريخ.. فهو القيمة الأثمن التي لا تُشترى ولا تُباع..

الأمر لا يحتاج إلى مال بل خيال، من الممكن أن تكون الحديقة أمام المكتبة، بتلك الخلفية الشهيرة التي ظلت مطبوعة على العملة، بل كانت في طوابع البريد لتمثل وقار العلم وهيبة الجامعة..

ربما يظنُّ البعضُ أنه أمر شكلي لا يفسد الجوهر.. هذا محض تبسيط وتهوين من الرمزيات الوطنية التاريخية.. نحن لسنا أمة مصنوعة حديثاً.. لنا تاريخ معتق أرفع ما فيه كوننا محط حضارة واستنارة لأكثر من سبعة آلاف سنة.. ولكننا نتجاهل تاريخنا إما لأننا لا نوقره حق مقداره، أو لأننا لا نرى فيه شيئاً يستحق الذكر والفخر.. بينما حولنا في العالم أمم كثيرة لها مقامات تاريخية أقل وأدنى مما لنا، لكنها تبالغُ في الحفاوة وتبذل وسعها لتلفت النظر إليها..

قاعة الصداقة هي هدية من شعب صديق، دولة الصين قدمتها لنا عربوناً لتعاون مشترك طويل المدى.. لكن جامعة الخرطوم هي المقام الذي نبتتْ فيه شجرة العلم الحديث وتخرجت فيه أجيال عبقة نالت شرف خدمة بلادنا في مختلف المرافق لسنوات طويلة.. فأيهما أحق بالتمجيد وشرف استضافة مثل هذه المناسبات التاريخية..

بالله عليكم يا إدارة جامعة الخرطوم.. أرعوا مقام هذه الدُرَّة الوطنية الثمينة.. فهي ليست محض مدرسة لتعليم الطلاب.. هنا عز السودان وفخره..

ما المُخجل في جامعتنا ولا نودُّ أن يراه أردوغان..

الأمر لا يحتاج إلى مال.. بل خيال..!!
التيار

تعليق واحد

  1. جامعة الخرطوم ليست اقل اهمية من القصر الجمهوري ، بل تتفوق على القصر الجمهوري لانها منارة و قلعة العلم.

  2. صحيح أن أي مناسبة تخص جامعة الخرطوم يجب أن تتم داخل الجامعة ، ولكن في المقابل فإن أردوغان لا هو الضيف الكبير ولا الشخصية الرفيعة .. جاء ليدعم المجرمين والإرهابيين ويستغل ضعف النظام لتقوية حلفه مع قطر … ماذا قدم للسودان غير الاستغلال وقليل من المطاعم ؟؟؟
    يا عالم لا تجعلوا من الجحش جواداً …

  3. جامعة الخرطوم ليست اقل اهمية من القصر الجمهوري ، بل تتفوق على القصر الجمهوري لانها منارة و قلعة العلم.

  4. صحيح أن أي مناسبة تخص جامعة الخرطوم يجب أن تتم داخل الجامعة ، ولكن في المقابل فإن أردوغان لا هو الضيف الكبير ولا الشخصية الرفيعة .. جاء ليدعم المجرمين والإرهابيين ويستغل ضعف النظام لتقوية حلفه مع قطر … ماذا قدم للسودان غير الاستغلال وقليل من المطاعم ؟؟؟
    يا عالم لا تجعلوا من الجحش جواداً …

  5. ومن أراد أن يعرف إن العراقة هى الأهم.. فليذهب ليزور جامعة ييل فى أمريكا ليرى المبانى العتيقة وبل ويرى طلابها يسكنون فى الطابق السادس بلا أنسانسيرات …
    الكيزان أخى الكريم مستجدين نعمة تبهرهم المبانى الجديدة المزركشة إيه فهمهم فى العراقة والتاريخ القديم …هم أولادالنهار ده زى مابقولوا أولاد بمبة…

  6. ومن أراد أن يعرف إن العراقة هى الأهم.. فليذهب ليزور جامعة ييل فى أمريكا ليرى المبانى العتيقة وبل ويرى طلابها يسكنون فى الطابق السادس بلا أنسانسيرات …
    الكيزان أخى الكريم مستجدين نعمة تبهرهم المبانى الجديدة المزركشة إيه فهمهم فى العراقة والتاريخ القديم …هم أولادالنهار ده زى مابقولوا أولاد بمبة…

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..