الحقيقة الغائبة في زيارة اردوغان للسودان هل هم 200 مستثمر ام

قراءة الاحداث وفق المعطيات الحالية والقديمة تعطي صورة حقيقة لما يجري على مسرح الاحداث
فمنذ ان استولت الحركة الاسلامية على الحكم وحتى تاريخه فانها سعت على استحواذ كل موارد السودان لخدمة
الحركة وافرادها دونما اي نازع وطني او حتى اخلاقي عاملين بمبدأ الغاية تبرر الوسيلة ومن المؤسف اننا حتى الان لم نعرف ما هية غاية الاسلاميين
فمنذ 89 وكل الممارسات التي تمارسها السلطة الاسلاموية تنافي كل الشرائع والاديان سماوية كانت او ارضية بل اصبح اللا اخلاقي هو السلوك السائد في المجتمع والاخلاقي هو الاستثناء
حيث انتشرت كل الموبقات من سرقة بمختلف الاشكال وقتل ومخدرات ودعارة وانعدام الامن النفسي للمواطن فاذا نظرنا للميزانية الاخيرة فنجد ان مخصصات الامن 70 مليار
وما خصص للتعليم والصحة مجتمعتين قد يتجاوز المليار قليلا
وفي ظل ظروف السودان الحالية وعدم وجود اموال للصرف على الميزانية والتي في مجملها ضرائب مباشرة وغير مباشرة ( مكوص)
وانها تعمل برزق اليوم باليوم فلا اعتقد ان مايجبي يمكن ان يكفي الامن والدستورييين بما يعني ان المواطن غير المنتمي للجماعة الاسلامية مواجه بخطري المرض والجهل
ومن المتابع لحركة السياسة الخارجية فانها تقوم على استراتيجية المناورة لكسب الوقت لكي تظل اطول فترة ممكنة في الحكم
فبدأت بالحلف الايراني وحينما لم تجد من ايران دعم مادي اتجهت للخليج وحينما اكتشف الخليج نتانة السلوك السياسي لجماعة الانقاذ توقف عن الدعم المادي والسياسي
فاتجهت البوصلة الحمقاء لروسيا وكان ما كان
وعندها رجعت ريمما لعادتها القديمة واسفرت عن وجهها الاسلاموي بدعوى رجب اردوغان والذي هو رمز الحركات الاسلامية الان والذي نزل مطار الخرطوم ملوحا باشارة رابعة للسذج من الاسلاميين
واردوغان ليس بالاسلامي الساذج وهو يعرف حدوده داخل تركيا فتركيا تتمتع بدستور علماني وهو يعرف كيف جرت الانتخابات التركية لتاتي بالاسلاميين في بلد علماني
وبما ان وجود قطر في مجلس التعاون الخليجي رهين بطرد الاخوان فلابد من وجود ملاذ امن للاسلاميين والذين في معظمهم من المصريين
فاردوغان يشجع الهجمات الارهابية خارج تركيا ولكنه لن يسمح للاسلاميين باي تفجيرات داخل تركيا
ولان السودان الان اصبح حديقة خلفية للنفايات السياسية تفتح لمن يدفع فان اردوغان الان يضرب اكثر من عصفور بحجر
فانه وجد في البشير المتهالك الخائف فرصة ذهبية لتنفيذ اجندته
1- اكتراء اكبر قدر من المساحات في الارض السودانية وبناء ما يشاء عليها من قواعد تطل على الحرمين الشريفين
2- استثمار اموال الحركة الاسلامية بعيدا عن الاراضي التركية وجني الارباح لتركيا
3- الدخول التركي للسودان عبر بوابة الاستثمار وبالتالي يهزم السودان برضاه ( الاستعمار الناعم)
4- التحكم في الحركة الاسلامية العالمية عن طريق التحكم في الاموال الخاصة بها
( معلومة لمن لا يعرف فايران تركيا وباكستان تعتبر اكبر مثلث لترويج المخدرات في العالم)
ووجود تركيا في الحديقة الخلفية المسماة السودان يعمل على زعزعة الاستقرار في مصر وهو ما ترمي اليه الحركة الاسلامية
ثم
اذا نظرنا للمحصلة النهائية لهذا الحلف فاننا نجد
– تخلصت قطر من العبء الاسلامي ورجعت لابناء عمومتها واستقرت سياسيا
– تخلص اردوغان من هم استضافة الاسلاميين لتركيا والذين قد يكون لوجودهم خطر عليه وعلى الطموحات التركية في الانضمام للاتحاد الاوروبي
– ابتعاد السودان عن المحيط العربي تماما مما قد ينعكس على حركة ووجود الجالية السودانية المنتشرة في الخليج العربي
– انعدام البعد الافريقي للسودان اللهم الا مع اثيوبيا وتشاد بما يعني ان السودان سيعيش حالة من الاختناق لم يشهدها من قبل
اما اقتصاديا فليست هناك بنود اقتصادية واضحة تم التعاقد عليها فمازال الشعب مغيب ونجد ان الترحيب تقوم به الجماعات الاسلامية بمختلف فصائلها وطني وشعبي واصلاح
اما السواد الاعظم من الشعب فه مغيب تماما
والسؤال
هل زيارة اردوغان اقتصادية ؟
الاجابة قطعا لا
ما هو المغري للاستثمار في السودان ؟
ان كان الاستثمار مغري في السودان وان الفرص الاستثمارية في السودان هائلة
اذن لماذا هرب السودانيون اموالهم للخارج ( ماليزيا ودول شرق اسيا وغيرها من البنوك الخارجية)
فمن المعلوم ان راس المال جبان وان له استشعار بالامان عالي لان اي مستثمر عاقل يسال نفسه لماذا هربت كل الرساميل الخارجية من الاسودان؟
فتاريخ الاستثمار الخارجي في السودان اسود
بدءا من استثمارات بن لادن وحتى عصابات غسيل الاموال ابتعد عن السودان حيث لم يجني احد من المستثمرين في السودان مال وان كل مال يجنى يتم تهريبه فورا خارج السودان
وفضيحة مطار الخرطوم الاخيرة وتهريب الذهب تجعل اي مستثمر يفكر الف مرة في الاستثمار في السودان
وحتى لو غامر بعض المستثمرين بالاستثمار في السودان فانه يتجه للاستثمار الجبان مثل تهريب المعادن او العمل في تجارة العملة ممايزيد من فقر المواطن وافقار الدولة
هذه الزيارة بكل المقاييس هي زيارة لهندسة الوضع لمستقبل الاسلاميين من خارج السودان
ويبدو ان البشير اسفر عن حقيقة ديكتاتوريته بمساندة الاسلاميين
فماذا نحن فاعلون؟
[email][email protected][/email]