مولانا.. و(ولادة الحبل )..!

منكم
من السهل ان نطلق شعار ولكن من الصعب جدا علينا ان تطبيقه على ارض الواقع وكذلك تاليف النظريات ..تجد ان اي انسان يبرع فيها الا انه يفشل في كثير من الاحيان على جعلها واقعا معاشا وتبقى المفارقه مابين الشعار والحقيقه ومابين النظريه والتطبيق واضحه (زي عين الشمس ) .
اطلق مولانا احمد محمد هارون والي ولاية شمال كردفان شعارا تنمويا (فضفاضا) (اسماه ) نفير نهضة شمال كردفان وصار هذا هو برنامجه التنموي الدائم لحكومة الولايه ..و(لابتاول ولا بتحول ولابتغير) ،،وجعل تفكيك طلاسمه ..وتنفيذ ماجاء فيه من مشروعات غاية مرتجاة لانسان الولاية ،وقام باعطاءه زخما اعلاميا كبيرا ليبني عليه الناس هناك في كردفان كل امالهم واحلامهم.
كثير جدا من الاقلام المحايده وكذلك الاصوات ..كانت ومنذ الوهله الاولى تعتبر ان ماجاء به مولانا احلام (ظلوط) وشعارات لن تتحقق ابدا ..اراد الوالي القادم بدفع رئاسي من وراءها كسب سياسي ( رخيص) ..كيف ذلك هذا ماسنصل اليه في نهاية هذه الزاويه ؟!.
بعيدا عن الغوص في دهاليز محاور نفير نهضة شمال كردفان وماتحقق حتى هذه اللحظه فاننا بداية يجب معرفة سياسة الوالي وحكومته والتي لم ترتب الاولويات ترتيبا صحيحا ..حيث ان النهضة بنيت كلها على (تجميل ) المدن وليست تنمية الريف! ،فهناك قرى وارياف في هذه الولاية لاتزال تنعدم فيها الخدمات الاساسيه من صحه وتعليم وكهرباء …هل تصدقون ان في هذه الولايه التي تتبجح حكومتها ببرنامج تنموي (خطير..ومثير وماليه مثيل )! بها قرى ما انفكت تجري فيها القابلات عمليات الولادة( بالحبل) هذه العاده التي اندثرت في السودان منذ خمسينيات القرن الماضي ، وهل تصدقون ان المدارس الاساسيه فيها غالبية قراهاى (مبنيه) بالقش؟ ..وهل تصدقون ان مواطنوا غرب وشمال الولاية مايزالون يشربون من الحفائر ؟.
كل ذلك يحدث ..ومولانا وحاشيته يتباهون في الاعلام عن انجازات تنمويه كبيره ويقولون دون خجل ان ولاية شمال ستكون جنة الله في السودان.. لدرجة ان بعض ولاة الولايات الاخرى تحسسوا برامجهم التنمويه وحاولوا نسج اوهام مثل هذه التي سميت زورا نفير نهضة شمال كردفان .
يبدو لي من الوقائع على ارض ان مولانا بعيد جدا من اهل الريف..ويبدو لي كذلك انه ليس لديه الرغبه في التواصل معه ..وهذا نتيجته كانت واضحه في (قولبة )اولويات التنميه بالولاية حيث قدم (النافله علي الفرض)فقام بتاهيل بعض المباني في الابيض على معالجة (ولادة الحبل )في قرى الولايه البعيده ..ولو ان احمد هارون انتهج نهج امير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه وركب دابته وضرب في الارض يتفقد الضعفاء لكان قد بدا مشروعه التنموي بدايه صحيحه ..ولكن (ابت) نفسه الا ان يجلس في مكتبه (الوسير )بالامانه العامه لحكومة الولاية ويكتب هذه الورقه (المجحفه)! .
احدهم قال لي ان الغرض من اطلاق هذا الشعار التنموي البراق هو خديعة الحكومه الاتحاديه لكي تقدم دعما سخيا للولايه وكذلك جمع مبالغ ماليه كبيره من ابناء الولايه بالداخل والخارج والهدف النهائي هو رغبة مولانا الاكيده في خلق زخم اعلامي حوله يحصل به على تاييد محلي يجعل المركز واثقا منه ولايفكر ابدا في تغييره ..ووفقا لما قال لي هذا الصديق ..فان هذه هي خطه (مولانا الذي جانا) قد نجحت ..فالرجل استطاع بذكاءه الشديد ان يحمي نفسه من الرئاسه.. ويظل عندها خالدا مخلدا كما نجح ايضا في استقطاب الدعم اللازم لتمتين سلطته وسطوته! .