فرنسا وحلفاؤها العرب يحصدون ما زرعوا في ليبيا!

عقب الانتهاء من المعارك بين قوات الجيش الليبي والمعارضة المدعومة بحلف شمال الأطلسي في أغسطس 2011 والذي راح ضحيتها آلاف الضحايا من الجانبين، يمثل عدد ضحايا حلف شمال الأطلسي السواد الأعظم، حيث وطوال ثمانية أشهر متواصلة لم يتوقف القصف الجوي على المراكز الحيوية للدولة وقد طالت يد الغدر المدنيين الأمنين، ولنا في ذلك الكثير من الشواهد، وما شهداء وادي ماجر وسوق الجمعة والبريقة وصرمان الا دليل على ذلك، توقع الليبيون البسطاء حياة أفضل وعيشاً كريماً واستبشروا خـــــيرا في المستقبل سواء الذين يؤمنون بضرورة التغيير او الرافضين له، إلا أن المستقبل الذي انتظروا كان أسوأ ما عاشــــه أولئك البسطاء في حياتهم، فقد كان مطلبهم الرفاهية وتحسين مستوى المعيشة والكماليات الحياتية بصورة عامة، أصبح مطلبهم اليوم الأمن والأمان والتمتع بالعيش فقط.
ولن يستوقفنا الماضي كثيراً لما له من مأس ونقوش أليمة في الذاكرة، وعدم توافــــــق على تحديد ملامح المشهد الليبي في هذه الحقبة من الزمن، فالكـــــل له وجهة نظر فيما جرى، وبالتالي تركه للتاريخ أفضل للجميع.
ان المشهد اليوم يختلف كثيراً عن ما سبق فلو أمنا بضرورة التغيير في ما مضى وسلمنا بأنها ثورة حقيقية وإنتفاضة جيل مطلبها سد الحاجات والتمتع بحياة أفضل، فالدعوة اليوم ملحة لثورة شعب وإنتفاضة أمة لحفظ الأمن والأمان وردع المجرمين الذين عاثوا في الأرض فساد، الدعوة ملحة لإنقاد الوطن من براثن القوة الخارجية المسيطرة والمهيمنة على الممتلكات والثروات النفطية التي تسحب بكميات مأهولة لم يشهد لها تاريخ ليبيا مثيلا ودون أي مقابل، الدعوة ملحة لإسترداد سيادة ليبيا المهانة على أيدي الفرنسين وبعض العرب وغيرهم، الدعوة ملحة لردع المجرمين الذين نصبوا أنفسهم سادة على الشعب الليبي دون اي وجه حق بل نصبوا أنفسهم شرطة تقبض وتداهم والشرطة من أعمالهم بريئة، روعوا الامنين، وشردوا العوائل، ويتموا الأطفال، وحرقوا البيوت، وعينوا حاشية لخدمة مصالهم وكأنهم عادوا بنا الى عصور ما قبل التاريخ.
ان الأرض اليوم تهتز تحت أقدام الخانعين والمنبطحين والحذاق ان صح التشبيه، في كل يوم يظهر أحد الساسة ليعلن ان الأوضاع في ليبيا متأزمة بشكل أصبح الرجوع بها الى بر الأمان أشبه بالخيال.
– برلسكوني وفي أسبوع واحد ألقى ثلات كلمات عن مأساة ليبيا وضياعها ونهب مقدراتها.
– مستشار الرئيس الفرنسي الذي كان يعتبر ما جرى في ليبيا أشبه بالثورة الفرنسية يعتبر ليبيا بلدا موبوءة اليوم، وزير خارجية بريطانيا الدولة الحليفة والداعمة للثورة والثوار يقول ما يحدث في مالي هو من تداعيات الفلتان الأمني في ليبيا.
– وزير خارجية الجزائر يصرح بأن الخلية الأرهابية التي دخلت الجزائر قادمة من ليبيا وبأسلحة مهربة من ليبيا.
– المصريون يستغلون هذه الفوضى وتفكك الجيش وضياع الامن وتلاشي مؤسسات الدولة ويطالبون بالجغبوب وجزءا من شرقنا العزيز!
أخيراً عراب الثورة ومفكرها محمود جبريل يصرح علانية ان ليبيا مستباحة برا وجوا وتقودها الأجندات الخارجية والتغيير أمر ضروري.
ايها الشعب الليبي العظيم، انهم اليوم يحاولون سرقة الوقت ولا شيء غير الوقت لأنهم يعلمون جيداً أنهم زائلون، وما يحدث اليوم من مماطلة ما هو الا لشراء الوقت وإتاحة فرصة أكبر للسرقة والنهب وتجميع الأموال، وبعد أن تصبح ليبيا بلدا فقيرا سيهربون جميعهم ليتركونكم تواجهون مصيركم وحدكم.
اسعد زهيو
[email][email protected][/email] القدس العربي




الان ادركت مدي رجاحة عقل معارضتنا