كل زول يأكل نارو!ا
كل زول يأكل نارو!!
تيسير حسن إدريس
[email protected]
لا شك أن الكمين الذي نصبه الجيش الشعبي للقوات المسلحة السودانية يوم الخميس الموافق:19/05/2011م وراح ضحيته مائتي فرد بين قتيل وجريح كان عملا أخرق عسكريا وسياسيا وكذلك قيامه من قبل بعملية جس النبض التي أرسل فيها ألف من جنديه في ملابس الشرطة لدخول منطقة آبيي المتنازع عليها وفرض سياسة الأمر الواقع، لم تحسن قيادة الحركة الشعبية حساب خطوة التصعيد هذه فكانت قفزة في الظلام قد تكلفها أثمانا باهظة وهي على مرمى حجر من تاريخ إعلان دولتهم.
وعلى ما يبدو أن قيادات الحركة الشعبية ما زالت أسيرة سياسات ما قبل ظهور نتيجة الاستفتاء على تقرير المصير الذي خلق واقعا جديدا جعل من السودان دولتين رغم عدم تواؤم البعض نفسيا مع هذه الحقيقة المحزنة، لذا كان من المنطقي أن تقوم الحركة بقراءة الواقع والمناخ السياسي السائد في الشمال جيدا قبل الإقدام على هذه الخطوة التي تعقد علاقتها مع أهم جار لها وهذا من أبجديات العمل السياسي.
فالتضارب في تصريحات قيادات الحركة والمبررات الباهتة ونفي تورط الحركة في نصب الكمين والقول بأنه قد نصب من قوات أخرى في إشارة غير ذكية للقوات المعارضة لنظام جوبا والتي تكاثرت نتيجة لعجز وعدم مقدرة الحركة الشعبية على إدارة الصراع السياسي في الجنوب بالحصافة المطلوبة لا يعفي الحركة الشعبية عن المسئولية بل على العكس يكشف عن مدى ضعفها وعدم قدرتها على السيطرة مما يبعث برسائل سالبة وغير مطمئنة لمواطن الدولة الوليدة ودول الجوار والمجتمع الدولي الذي يراهن على قيامها واستقرارها لاعتبارات كثيرة سياسية واقتصادية.
إن تحرك قيادة الحركة الشعبية السريع والعمل بحكمة على احتواء الأزمة مع نظام الخرطوم (المتسبب) والباحث عن الذرائع للخروج من مشاكله وأزماته الداخلية مطلوب وفي نفس الوقت السعي الحثيث من أجل الوصول لتفاهمات عميقة مع الفصائل المعارضة لتأمين الوضع الداخلي وإثبات القدرة على بناء دولة ناجحة قبل تاريخ إعلان قيامها فلا وقت ولا مجال لأي مناورات سياسية خائبة.
وعلى قادة الحركة الشعبية أن يبارحوا عقلية وإستراتيجية ما قبل الانفصال التي كانت تضع في حساباتها مواقف القوى المعارضة الشمالية التي قنعت من برنامج (السودان الجديد) بعدما ظلت طويلا متعاطفة ومساندة له، فقد ولَّى هذا الزمان وانقضى ولم يتبقَ في الذاكرة الشمالية المعارضة غير الحسرة والأسف بسبب الانتهازية السياسية التي دمغت مواقف الحركة الشعبية في جميع مراحل ذاك التحالف ابتداء من الحوار والتوقيع على اتفاقية (نيفاشا) منفردة وختاما بتخليها عن برنامج (السودان الجديد) الوحدوي وانحيازها للانفصال.
فالحركة الشعبية بخطوتها البائسة قد وفرت فرصة ثمينة طالما انتظرها وبحث عنها النظام لاستعادة توازنه ولملمت أطرافه وبثت الروح فيه من جديد وأمدته دون قصد بمادة خطاب تعبوي يستطيع إن أحسن استغلالها لف الشارع الشمالي عاطفيا من حوله لمجابهة الخطر الخارجي!! وبالتالي تعطيل مد الحراك الجماهيري المتصاعد ولفت الانتباه بعيدا عن كافة الأزمات الخانقة التي يعاني منه المواطن.
فنظام الإنقاذ ظل يعاني منذ أمد بعيد من أزماته الخارجية والداخلية ومؤخرا أضيفت لهما أزمته التنظيمية التي عصفت باستقراره وتجلت في الصراع المحتدم بين مراكز القوى والتيارات في داخله وفي تململ عضويته من الشباب الذين أحرجهم واستفزهم انكشاف الحجاب عن ظاهرة الفساد والتعدي على المال العام لدرجة أصبح الصمت عليها لا يعني زوال النظام في السودان فقط بل نسف كامل تجربة الإسلام السياسي في المنطقة التي باتت تياراتها الإسلامية وأحزابها العقائدية تراقب في حرج وقلق فشل التجربة المريع في السودان وما الزيارات المتكررة لشيوخ التنظيم الدولي للإخوان المسلمين أمثال الشيخ القرضاوي والشيخ الغنوشي ووفد الإخوان المصري إلا محاولات لترميم قوائم المعبد المنهار.
المطلوب من الحركة الشعبية بعد هذه الخطوة (الشَّتْرَه) إعادة ترتيب أوراقها حيث لم تعد الابن المشاكس والضال أو المدلل في نظر شعب السودان الشمالي وعليها التعامل بالجدية اللازمة مع حقيقة أنها غدت دولة مستقلة تربطها ودولة الشمال علاقات قائمة على أسس جديدة بعيدة كل البعد عن العاطفة وفقا للمعايير والقواعد الدولية خاصة وإنسان الشمال ما زال يرزح تحت وطأة الصدمة التي أحدثتها نتيجة الاستفتاء التي انحاز فيه شعب الجنوب بإجماع جارح لخيار الانفصال ضاربا بروابط الدم والنضال المشترك عرض الحائط.
إذن لم يعد أمام الحركة الشعبية وشعب الجنوب خيار في المستقبل المنظور سوى العمل الجاد لبناء دولتهم المستقلة ومحاولة التعايش السلمي ? رغم صعوبة الأمر- مع النظام الحاكم في الخرطوم مع ضرورة العمل بصدق -وبعيدا عن المزايدات السياسية- على إيجاد تسوية مرضية لمشكلة منطقة آبيي وإلاّ ستندلع الحرب التي لن تكون حرب النظام الحاكم وحده، بل ستكون حرب شعب الشمال قاطبة وحينها (كل زول يأكل نارو).
تيسير حسن إدريس 25/05/2011م
حتاكل نارك براك
لن نحارب اهلنا في الجنوب مرة اخرى ،،،،
كفى استغلال للعواطف ،،،
اذهب انت والمؤتمر الوطني فقاتلا
اخطأت الحركة او لم تخطىء فهي ستفصل الجنوب بعد ايام
الاتقاذ متسببة ولا غير متسببة هي في ورطة كبرى (خسارة السودان للجنوب خسارة السودان للسلام)
كتب التاريخ الان ….
ما هي مسوغات الذهاب لحرب جديدة بالجنوب ؟؟؟ من سيقنع من ؟؟؟؟
السلام الحقيقي يبدأ من الشمال …
مشكلة الجنوب في مشكلة الشمال ….
حل مشكلة الشمال في ازالة الادارة الفاشلة والعقول الفاسدة اولا
حينها سيعود الجنوب بلا قتال !!!!!