الإحتفال بالإستقلال فى زمن الإستعمار

الرأى اليوم

💎نالت بلادنا إستقلالها الأول بعد ثوره شعبية عارمه ، شارك فيها معظم أهل السودان، كانت مثالاً للتضحيه ، من أجل الحريه والكرامه الإنسانيه قادها الأجداد، بزعامه الأمام المهدى، مُلهم الثوار ومفجر طاقاتهم الفدائيه بإمكانيات ماديه محدوده ، فى مواجهه إحتلال من دوله عظمى فى وقتها ، دان لها معظم العالم الإسلامى ،وجزء كبير من آسيا و أوربا ، فيما عرف فى التاريخ بالإمبراطوريه العثمانيه ، لم يُقعِد عدم التكافؤ فى القوه الماديه الآباء المؤسسون للوطنيه ،عن المقاومة و واجبهم الثورى، فطلبوا الموت فداءاً للمبادئ فكتبت لهم الحياه والمجد والخلود .

💎عاد الإستعمار بقوة أكثر شراسة للسيطرة على البلاد، وواجهة شعبنا بعناد وتصميم لايعرف الضعف ، كما قال تشرشل المراسل الحربى ، هم أشجع الرجال الذين، حاربناهم ، لقد دمرناهم بالتفوق العسكرى ، ولكننا لم نكسر إرادتهم ورغبتهم فى المقاومة ، فكانت الصفوف تسقط ، وتحل محلها أخرى غير عابئةً بالموت ، هذه الدماء الذكية هى التى وضعت أساس الإستقلال الثانى .

💎الإستعمار ،هو السيطرة التي تمارسها دولة من الدول، أو جماعة من الناس على شعب من الشعوب ،والتحكم بمصيره ،وإستغلال خيراته ،لصالح البلد المستعمر، فالمستعمر لم يختاره الشعب ، وهوغاصب لإرادته ، هدفه هو إغناء جماعته ، وإفقار المستعمرين من الناس ، الذين يسلبهم كرامتهم بالإعتقال التعسفى ، ويستخدمهم كلب صيد ، أكثر من يتعب و آخر من يأكل المستعمر لاتهمه تنمية الموارد ومستقبل الأجيال ، إنما يهمه الفائض الذى يحصل عليه ، المستعمر بهذا المعنى ليس بالضرورة أن يكون أجنبى ، من الممكن أن يستعمر الشعب، وتنطبق عليه كل هذه التصرفات ، ممن يسمون أنفسهم مواطنيه ، فالإنقاذ منذ يومها الأول ، قامت بكل واجبات الإستعمار تجاه الشعب السودانى.

💎الإنقاذ تحتفل بالإستقلال وهى قد خانت وحدة وسلامة التراب الوطنى ، رُفع علم الإستقلال معلناً خروج 12ألف جندى أجنبى من البلاد ، وغداً يرفرف العلم والبلاد بها 35ألف جندى أجنبى، و 62 قرار إدانه تحت الفصل السابع لميثاق الأمم المتحدة ، ومازال قصر غردون، يحتفل بالإستقلال فى ملهاه ليس لها مثيل فى تاريخ الشعوب ، رُفع علم الإستقلال معلناً عزه وكرامه السودانى على أرضه ، غداً يرفرف العلم و أى عسكرى نفر فى جهاز الأمن يمكنه أن يقودك للمعتقل، ويمسح بكرامتك الأرض ، ويمكن أن يخرج مسدسه ويصوبه لرأسك، وهو يستمتع بزجاجه كوكاكولا فى صيف الخرطوم ، مطلقاً رصاصه على متظاهرين سلميين ، ضد أمير المؤمنين فى قصر غردون وهو يهتف هى لله هى لله ، رُفع علم البلاد معلناً نبذ العنصريه والجهويه والمباغضه ، وحسم قضايا البلاد بالسلاح ، غداً يرفرف العلم والبلاد تحارب سكانها فى القبل الأربعه ، و أصبحت القبليه والعنصريه ،هى الحزب الحاكم فى السودان ، رُفع علم الإستقلال والجنيه الوطنى يساوى 3 دولار أمريكى غداً يرفرف العلم والجنيه الوطنى ببلاش ومافى مشترى ، رُفع العلم والبلاد واعده أُطلق عليها سله غذاء العالم ، غداً يرفرف العلم ،و البلاد المتسول الأول على موائد الدول الأجنبيه بمديونيه تتجاوز 47 مليار دولار ، سودان العزه والكرامه اليوم دوله فاشله، منعدمه الشفافيه ، تمثل مؤخرة الشعوب ، فى حريه الفرد وفى الفساد ،و فى حريه الصحافه، و فى الحكم الرشيد ، عندما رُفع العلم كانت الخرطوم صِنواً لباندونق وجاكرتا والقاهره وبراغ والصين الجديده ، كما غنى بذلك الحسين الحسن، فى رائعته آسيا و أفريقيا، وغداً يرفرف العلم ،والخرطوم ومقديشو وكابول متسابقين على المركز الأخير فى كل شئ.

💎من المسئول عن هذه الحاله المتأخره التى يعيشها شعبنا ؟؟؟الإجابة المسئول هم المستعمرين الجدد ، الذين يمارسون سلوك الإستعمار ، ويحتفلون بالإستقلال ، نحن نعلن أننا شعب مستعمر ،من قبل نظام الإنقاذ ، مارس علينا كل ما يمارسه المستعمر، ضد الشعوب المستعمرة ، وأننا الشعب الآن نقاوم لنيل إستقلالنا ،و إستعادة حريتنا ، مهما كلفنا ذلك من معاناة ودماء ، فالكرامة والعزة لاتقدر بثمن ، طوال التاريخ، لم يوجد شعب يستكين لمستعمره، مهما كانت قدرته على البطش والقهر .

💎إن المقاومة لنظام الإنقاذ المستعمر للبلاد ، لم تنقطع ، فقد قدم شعبنا ،ما لايقل عن 500ألف شهيد ، من أجل الحرية والإنعتاق من الإستعمار الإنقاذى المقاومة المدنية لم تنقطع ، والسجون تُفرغ لتمتلئى ،طوال حكم هذا النظام الإستعمارى ، الذى مارس على أبناء وبنات شعبنا ، أبشع أنواع التعذيب والإذلال.

💎أننا شعب السودان وحده لا غيره ،نستعد لجولة حاسمة، مع هذا النظام الإستعمارى ، يحتشد فى صفوفها ، قادة العمل الوطنى ، والعمال والمهنيين ، وكل جماهير الفئات من طلاب ونساء ، وفقراء المدن ، ومهمشى الريف ، إننا سنقاوم حتى ننتصر

💎نتطلع لبناء أوسع جبهة تضامن دولى مع شعبنا ، للتخلص من الإستعمار الداخلى ،تضامن ننسجه ، مع شعوب العالم ، وحكوماته الصديقة ، من أجل أن يستعيد الشعب السودانى حريته ،وكرامته وعزته المهدرة ، ليكون عوناً وعضداً لإشقاءه ، وأصدقاءة من الشعوب المحبة للحرية والسلام والإخاء الشريف ، من أجل التقدم والإزدهار

💎فى مثل هذا اليوم ،التحيه و الإعتذار للسيد عبدالرحمن المهدى أبو الإستقلال والتحيه و الإعتذار للسيد إسماعيل الأزهرى، ومحمد أحمد محجوب رافعى العلم ، والتحيه و الإعتذار للشعب السودانى الكريم.

💎ختامة
الأوطان تمرض ولكنها لاتموت ، وتمتلك القدره على تجديد شبابها و إستعاده فتوتها ، إنى أرى شجراً يسير خلف ذاك الجبل، وشعب موعود بالتقدم و الإستقرار، كما قال إبن خلدون الأزمات العظيمه، تصنع قياداتها العظيمه وعلمتنا الطبيعه، أن الميلاد دائما ياتى ما بين فرث ودم ( حريه سلام وعداله والثوره خيار الشعب) ونحن نغنى مع شاعر الشعب الصناجه ، السفير محمد المكى أبراهيم لحلمنا القادم حيث قال:-
جيل العطاء لعزمنا …
حتماً ُيذلُّ المستحيل .. وينتصر
وسنبدعُ الدنيا الجديده وفقَ ما نهوى
ونحمل عبءَ أن نبني الحياه ونبتكر
جيلى أنا

💎نختتم العام الماضى ونستهل العام الجديد ،ونحن أكثر تفاؤل مما مضى بحتميه إنتصار شعبنا على المستعمرين الجدد ، وينتصر لقيم الحريه والسلام والعداله هذا الشعب العظيم يستحق أفضل مما هو قائم، أجمل الأطفال قادمون، و أينع الأزاهر لم تتفتح بعد ، أننا فى مطلع هذا العام الجديد، على موعد مع النصر وجلاء المستعمرين الجدد .

صلاح جلال

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..