الوقفة الاحتجاجية لنساء قيسان بقنيص شرق

* بينما كان العام 2017م يجرر أذياله، ملوحا بالوداع الاخير، اكدت نساء قيسان الماجدات بقنيص شرق إصرارهن علي تسجيل موقفهن علي صفحات هذا العام، ووضع بصمتهن في أواخر أيامه، والإعراب عن رفضهن لحرمانهن من مياه الشرب النقية والحياة الحرة الكريمة، ونهرالنيل الأزرق الدفاق علي بعد كيلو مترين منهن، وذلك عندما خرجن صباح الأحد 24 /12 /2017م إلي الشارع الوحيد الرابط بين مدينتي الدمازين والروصيرص، وتزامن ذلك مع مرور السيد والي الولاية الاستاذ حسين يس حمد، مع وضيوف من المسؤلين الاتحادين كانوا في طرقهم الي مدينة التعلية علي ما يبدو، حسبما أشارت المعلومات …
* خرجن ويحملن علي أيدهن باقات مياه فارغة لوحن بها، وليس باقات ورود للترحيب، تعبيرا صادقا عن عطشهن وحرمانهن من المياه النقية والصالحة للشرب، حيث تساءلن عن دلالات ومغزي حصولهن علي برميل المياه بمبلغ {20}ج بينما الآخرين يدفعون هذا المبلغ للاستهلاك الشهري ؟
* ولقد كانت هذه الوقفة النسائية الاحتجاجية الحضارية مفاجئة لحكومة الولاية وللأجهزة الرسمية علي حد سواء، حيث بدا ذلك واضحا من خلال ردود الفعل التي صاحبت هذا الحدث التاريخي الذي سيسجل لنساء قيسان الماجدات موقفهن البطولي، وسلوكهن الحضاري وطريقتهن الخاصة جدا في ابتكار أدوات التعبير عن مطالبهن بأحرف من نور . وبدلا من السعي للوقوف علي الأسباب الحقيقية لانعدام المياه وحرمان مواطني هذه المنطقة، والعمل علي إيجاد الحلول الناجعة، استشاط المسؤلون غضبا، وتورمت أوداجهم، واحمرت عيونهم وانتفخوا كما الطاؤوس، وأصبحوا يتخبطون و يكيلون الاتهامات جزافا علي الأبرياء، متوهمين وجود خلايا تقف وراء هذه الوقفة الاحتجاجية لنساء قيسان، مستبعدين علي ما يبدو إمكانية ظهور مثل هذه المواقف النضالية الباسلة، وتفيد المعلومات عن استدعاء الأجهزة الأمنية لأحدي النساء الماجدات والتحقيق معها ومن ثم الإفراج عنها لاحقا، بعد أن خابت توقعاتهم، ونتساءل لماذا كل هذا الانزعاج و الاستياء والتبرم الذي بدا علي عدد من المسئولين الهمام ؟ وماذا كنتم تتوقعون وسلسلة إخفاقاتكم في استمرار دائم والعطش والجوع والمرض قد استحكمت حلقاته وصفوف الخبز وارتفاع الأسعار يسحق المواطنين؟؟ هل كنتم تنتظرون رفع القبعات، والتلويح باغسان الزيتون، والتهليل والتكبير وتريد أهازيج طلع البدر علينا من ثنيات الوداع، ووجب الشكر علينا؟؟
أفيقوا أيها الواهمون وتذكروا دائما يقظة العملاق لشاعرنا الكبير الفيتو ري …
الملايين أفاقت من كراها ** ما تراها ملأ الأفق صداها ؟؟
فالتحية والتجلة للنساء الماجدات والأمهات الفضليات وهن يسجلن حضورهن الباهي الزاهي علي صفحات تأريخ العام 2017م بمداد من نور وأحرف من نار،، وعام جديد سعيد،،،، والله الموفق والمستعان.
التحية لك عبد الرحمن نور الدائم التوم
وانت ترصد البعيد والتحية للنساء المجيدات حقا في ارض الجمال قيسان.
التحية لك عبد الرحمن نور الدائم التوم
وانت ترصد البعيد والتحية للنساء المجيدات حقا في ارض الجمال قيسان.