مالا يراه البشير بعين الشعب..

في البدء كان لابد أن أعتذر لكم عن غياب قسري فرضته ظروف خاصة تتعلق بمهام في إدارة عملي المتنقل بين أكثر من دولة غربية وقد ربطتني بقيد المشاغل وصرفتني عن الكتابة وهي طبعاً تتطلب متابعة لصيقة للأحداث التي عدت اليها بالكاد وأنا أتابع عبر الفضائيات إحتفالات البلاد في رتابتها البائسة باعياد الإستقلال في الأول من يناير الحالي.
بالتأكيد لم يكن متوقعا أكثرمما كان من عروض فنية مسجلة معلبة قصدمنها حشوالفراغ في عدمية الموضوع كما يقول شباب اليوم !
وتبعتها أغنيات مكررة و لوحات حية بعضها كان مرتجلاً كما بدأ في تنافره..ومن ثم جاء تكريم بعض الشخصيات كعادة سنوية ..فحواها محدودالأثر قياسا الى تفاوت ادوار المكرمين والمكرمات مابين البعد الوطني والتاريخي وانتقائية الولاء للنظام .
لكن ثالثة الأثافي كانت هي خطاب الرئيس البشير الذي صاغة له القاصدون تغييبه بالتعمية عن رؤية واقع الحال على كافة الصعد التي بسطوا أمامه صورتها على اللوحة التي كان يقرأ منها ليبدو وكأنه يجتر الخطابة من ذهن يتعايش بالفهم مع المشهد العام للحياة في وطن يراه بعين الرضاء المعتمة الضوء كجنة الله في الأرض..وليس بعين السخط الشعبي التي ترصد مساوي النظام وهي تتفاقم مثل ركام القمامة في شوارع الخرطوم !
فليس هنالك أزمة إقتصادية في نظر الرئيس الغائب ..بل هي مجرد منغصات تراكمت على نظامه الراشد منذ نشأة الحكم الوطني بعد الإستقلال..وهويعلم أن برلمانه قد أكمل آخر شعرات رؤوس أعضاء وعضوات لجنته الإقتصادية شداً بايادي الحيرة حول كيفية إجازة ميزانية العام الحالي التي لا ولن يجدي معها التلفيق والكذب نفياً لعجزها وجل ثقلها عديم الفائدة سيذهب الى الإنفاق على الأمن كما صرح رئيس البرلمان وكأنه ..يقول للناس أمننا عنكم أهم من اشباع البطون لديكم..على عكس ما جاء في القران الكريم..الذي قدم الإطعام من الجوع ..على التامين أوالأمان من الخوف !
فمن الواضح إن هذا الرئيس بات أكثر تغريداً وبعداً عن سرب الجماهير المغلوبة التي ظلت ولازالت تضحك مما تسمع ولم تتوقع اطلاقا ان يأتي خطاب الرجل ببشريات جديدة..وهو أمر يرمي اليه النظام الذي تعودعلى الإمعان في الخطب الجوفاء إذ انه ما انفك منغمساً في سراب وأوهام شعاراته التي تجاوزها الزمن ..ولم تعد حتى تهتزلها طبلات المسامع بالإصغاء …!
وهاهوالشعب الإيراني الذي كان نظامه الى عهد قريب القدوة المضللة والأسوة السيئة لنظام الإخوان في السودان قد بدأ بالأمس إنتفاضته الجديدة التي اينعت كامتداد لتلك الخضراء التي روتها دماء الجسارة في العام2009 ..لتبلغ حصيلة القتلى حتى ليلةالأمس نحو خمسة عشر شهيداً دفعوا حياتهم ثمنا لرفض شعارات نظام ولاية الفقيه الذي أشعبهم جوعاً بخواء مضامينها ..بعدأن انتشر فساد رجال الحكم المنافقين بالدين..والطامعين في بلادالغير صرفا على نواياهم التوسعية خصما من قوت المواطن الذي طفح به الكيل مداه ووصل سيله الى أقاصي زباه!
فمتى تتحرك فينا اشراقات سبتمبر 2013من جديد وقد طالت ململة الشهداء في مراقدهم دون أن تهتز سيوف الثأر لهم في ايادي القابضين عليها وهي التي لا زالت معطرة بزكاوة دمائهم الحارة .. وتنادي وا..منتقماه ..!
وكل عام وانتم والوطن بخير بعيدا عن شرور الفساد..التي ملأت رائحته الآفاق..في ظل حكم البشير وعصابة الكيزان..الذي هوالى زوال مهما توهم الخلودالمستحيل ..!

[email][email protected][/email]