شطة بين اليوم وأمس!!!

بين شطة اليوم والأمس ليست ثمة مفارقة فقط، أو حتى مقاربة إن جاز التعبير، إذ شتان ما بين أمس شطة ويومه، عندما كان مدافعاً ومنافحاً، عن منبر السلام العادل ورئيسه الطيب مصطفى، فلا بأس إن قلنا إن الرجال تتغير والمواقف تتبدل، وقاتل الله الفقر كما قال شيخنا الجليل الراحل حسن عبد الله الترابي، حينما دلق هذا الوصف على أحد رجاله المقربين، الذي تركه وذهب للمؤتمر الوطني متبؤاً منصباً رفيعاً، لم يجد الشيخ الحاذق وقتها وصفاً لحالة الرجل القريب منه الذي باعه، غير أن يقول (قاتل الله الفقر)، حتى هذه المقاربة بين ما حدث للشيخ الترابي من المقرب إليه، وبين ما حدث للمهندس الطيب مصطفى من شطة الذي قربه إليه ورفعه مكاناً علياً تبدو غير موجودة، فذاك تخاذل وارتد على أعقابه، وهذا خدع وكذب وخان، عندما ادعى بعد أربعة أعوام حسوماً قضاها خارج منظومة المنبر مفصولاً منه، وكان فيها عضواً مستقلاً بعد أن فاز في إحدى دوائر جنوب كردفان، ليصحو شطة فجأة من نومه الطويل بعد السنوات الأربع، ليجد نفسه رئيساً لتيار الإصلاح في حزب منبر السلام العادل!!! ويبايع المؤتمر الوطني باسم المنبر مدعياً أن معه أكثر من 400 قيادي، وأربعة آلاف عضو من عضوية المنبر بولايات السودان، جل من جاءوا بقائمة شطة التي قدمها للمؤتمر الوطني نفوا أن تكون لهم صلة أو علاقة بهذه القائمة أو بشطة، وهذا ما سنفصل فيه لاحقاً، إليكم مقارنة بين ما كتبه شطة أمس عندما كان نائب رئيس المنبر وبين ما يكتبه اليوم أملاً في مكاسب نهاية الخدمة من المؤتمر الوطني، وهذا ما لن نتركه يمر مرور الكرام، فتابعونا..
هنا يبدأ مقال شطة الذي كتبه قبل أربع سنوات عن المنبر ورئيسه وكيف كان يثني عليه ويمدحه وكتب شطة في مقاله الذي عقب فيه على مقال للكاتب عبدالماجد عبدالحميد الآتي:
…………………………………………………
في صورته التي رسمها عن الطيب مصطفى وُفِّق إلى حد كبير وقدَّم مقاربة وصورة نقدية معتبرة، ولكن بالطبع لا نتفق معه في كل ما ذهب إليه من تحليل ومتابعة، لكني أزعم أن عبد الماجد ربما يكون أول من كتب حول جدلية تأثير شخصية الطيب مصطفى في الوسط السياسي والثقافي والاجتماعي في تاريخ السودان الحديث، وإن كنا قد سمعنا كلاماً كثيراً مشافهة عن الأثر المدوِّي الذي أحدثته توجهات الطيب مصطفى الفكرية خاصة فيما يتصل بشؤون علاقات الشمال بالجنوب وفكرة هوية أهل شمال السودان السياسي لا الجغرافي.. فعلاً كما قال الأخ عبد الماجد «سيحتل الرجل موقعاً متقدماً في قائمة أكثر الشخصيات تأثيراً في تاريخ السودان الحديث». وإن كان الأخ عبد الماجد كتب أحرف صورته هذه متكئاً على ذهنية صلبة مرت عليها شهور وأيام وربما سنون تجدني متفقاً معه في هذا التوجُّه وأملك تفسيراً معزَّزاً بالدليل لجهة قربي الآن من الرجل حيث يجد اهتماماً من أجهزة الإعلام العالمية خاصة الغربية، قنوات وشخصيات تبلغ حد الإزعاج والدهشة.. وصدق الأخ عبد الماجد حين وصف الطيب مصطفى بأنه «شخصية موّارة بالحركة.. مليء بالحماس»، ولو أني ذكرتُ من صفات الرجل في هذا المنحى كما فعل الأخ عبد الماجد لحار الناس. وأتفق مع الأخ عبد الماجد أن هذا الرجل «الطيب مصطفى» وقد تجاوز الستين ببضع سنوات يمتلئ ما شاء الله حيوية ونشاطاً وطاقة يحار عندها المراقب لدفتر حركته اليومية.
هنا يتفق شطة ويختلف مع الصحافي عبد الماجد عبد الحميد، والآن يختلف مع نفسه ذاتها… لكني أتفق مع الأخ عبد الماجد حول أثر رمزية الطيب مصطفى وبريقه الإعلامي، لكن هذا مرده إلى مسألة أخرى ربما غفل عنها الأخ عبد الماجد وهي خبرة الطيب مصطفى الطويلة في العمل السياسي والإعلامي، وخاصة الإعلامي حيث ظل في معترك الصحافة والكتابة ما يزيد عن ثلاثين عاماً، وهذه كافية أن تجعل له هذا البريق الإعلامي والحضور المؤثر في ساحة الإعلام والسياسة، وهما عنصران يصعب الفصل بينهما وإن عاشا على تنافر وتقاطع.. لكن تظل نظرية الإعلام هو الدولة، والدولة هي الإعلام ذات تأثير بالغ.
ووصف الأخ عبد الماجد لمنبر السلام العادل بأنه تكوين سياسي رمزيته في الطيب وبريقه الإعلامي حكم قاسٍ أرجو ألاّ يكون الأخ عبد الماجد قد تعمّد ذلك.. وإلاّ فكيف يفسِّر لنا الأخ عبد الماجد كيف استطاع المنبر أن يُحدث هذا الأثر المدوِّي في الساحة السياسية حيث كسب أنصاراً كثراً حتى صار شعاره صوت الأغلبية الصامتة، وعبارة الصامتة هذه ليست عبارة سالبة كما يعتقد بعض الناس، وأعتقد أن هذه الأغلبية سوف تعبِّر عن نفسها قريباً ليس بالصراخ والتظاهر ولكن في مواقع أكثر تأثيراً في مسيرة المسألة السياسية السودانية، ولذا نقول للأخ عبد الماجد كيف حدث هذا الحراك الدؤوب إن كان يقوم على جهود فرد واحد وليست مؤسسات وخريطة طريقة سياسية تم التواطؤ عليها.. ولعلّ عبارة «تكوين سياسي» التي ذكرها الأخ عبد الماجد توحي بأنه لا يزال يتعامل مع منبر السلام العادل أيام «كوبر» وأيام كان تياراً عاماً.. لكن المنبر اليوم حزب سياسي معترف به ومسجل قامت له مؤسسات ابتداءً من مؤتمره العام الذي عُقد بقاعة الصداقة في «18» أغسطس عام «2009» ومجلس شورى فرغ قبل ثلاثة أشهر من جلسة انعقاده الرابعة التي شهدت اعتماد إدارة الحزب على نظام رئاسي بدلاً من نظام الأمانة العامة، وكان في ذلك تطور إيجابي كبير ومشهود، وله هيئة قيادة عليا ومكتب قيادي تنفيذي، ثم تأتي بعد ذلك قطاعات وأمانات على مستوى المركز والولايات، وبهذا يتضح أن منبر السلام العادل حزب سياسي وتنظيم قائم على مؤسسات وليس مجرد «تكوين سياسي»، ولا يقدح بعد ذلك أن يكون رئيسُه ذا رمزية خاصة، ولكن هذا لا ينفي أن يكون هناك مجموعة من قيادة أخرى تقوم بواجبها نحو التنظيم في دَأب وإخلاص، وإن صناعة القرارات فيه تتم عبر هذه المؤسسات حسب الصلاحيات والتفويض الذي يتضمنه دستور الحزب ونظامه الأساس، ولوائح داخلية مفسِّرة ومنظِّمة لدولاب العمل.. انتهى مقال شطة.
وقيع الله حمودة شطة
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. وقاتل الله الفقر كما قال شيخنا الجليل الراحل حسن عبد الله الترابي

    اضحكتني حتي استلقيت علي قفاي

    انت جادي؟

  2. وقاتل الله الفقر كما قال شيخنا الجليل الراحل حسن عبد الله الترابي

    اضحكتني حتي استلقيت علي قفاي

    انت جادي؟

  3. وقاتل الله الفقر كما قال شيخنا الجليل الراحل حسن عبد الله الترابي

    اضحكتني حتي استلقيت علي قفاي

    انت جادي؟

  4. وقاتل الله الفقر كما قال شيخنا الجليل الراحل حسن عبد الله الترابي

    اضحكتني حتي استلقيت علي قفاي

    انت جادي؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..