المهدي : يوجد ميثاق لتوحيد أهل القبلة يدخل فيه كل الناس لتوحيد كلمة المسلمين،

دعا الإمام الصادق المهدي رئيس حزب الأمة القومي، زعيم الأنصار، الخرطوم وجوبا لتغيير سياساتهما وابتداع وسائل جديدة لحل مشاكلهما، واعتبر أن حكومة الإنقاذ لن تستطيع حسم القضايا الخلافية مع الجنوب لجهة ما أسماه بالاختلافات العديدة خاصة الفكرية والأيديولوجية، وأشار إلى أن التدخلات الخارجية أسهمت في إذكاء روح الخلاف من جانب حلفاء الدولتين.

وكشف المهدي في خطبة الجمعة بمدينة المرابيع ود اللبيح بولاية النيل الأبيض أمس عن تحفظاتهم على وثيقة (الفجر الجديد) التي قال إن بها أخطاءً أساسية منها أجندة الاجتماع وزمانه ومكانه وحل أجهزة الدولة والمقصود به هو إعادة هيكلتها، وأكد معارضتهم لأي نظام جديد يقوم على أساس العمل العسكري رغم معارضة حزبه لسياسات المؤتمر الوطني، وقال: لسنا ضد مستقبل السودان ولا مجال لإطلاق تقرير المصير، وإنما على سودان متساوٍ في السلطة والثروة، ونوه إلى أن حزبه يواصل الحوار مع كل الأطراف، لكنه حذّر من أن ما وصفه باستمرار الحكومة في العناد و(ركوب الراس) سيفضي لاعتصامات في الميادين العامة. وفي السياق، حمل المهدي سياسة الحزب الحاكم مسؤولية هجرة السودانيين وتكفيره للذين يعادون سياسات الحزب ومنهجه، وأكد وجود ميثاق لتوحيد أهل القبلة يدخل فيه كل الناس لتوحيد كلمة المسلمين، وأنهم دعوا له للعمل على تحقيق العدالة ووقف الاقتتال بين المسلمين والمساواة في حقوق المواطنة، ونوّه بدور النيل الأبيض العظيم في عهد المهدية التي وحّدت أهل السودان، وأكد أهمية دورها مع دولة الجنوب في الزراعة وتجارة الحدود والتداخل القبلي، وأوضح أن النيل الأبيض ستكون هي المتضرر الأكبر إذا وقع أي اقتتال أو حروب مع دولة الجنوب – لا قدر الله – والعكس.

الرأي العام

تعليق واحد

  1. أبو زهانة ما زال في ضلاله القديم، بأنه السوداني الوحيد الذي بإمكانه تقديم حلول!!! بالرغم من أكثر من 45 سنة سياسة قضاها هرج ومرج وزعيق سياسي حصيلته صفر كبير.

    الفجر الجديد أصبح لملك للمهمشين والوطنيين والديمقراطين ولن نسمح لأحد أياً كان بالتراجع عنه أو افراغه من مضمونه، حتى لو كانت الجبهة الثورية نفسها.

  2. اتمنى على الامام ان يراجع تاريخه السياسي وتاريخ الحزب ويعمل على معالجة الاخطاء التى جعلت حزب الامة احزابا وجماعات وان يعمل على توحيد الرؤى داخل الحزب وان يكون واضحا مع اهل السودان فعقل اليوم ليس هو عقل الماضى فلك سيدى الامام تاريخ طويل في العمل السياسي فيه الايجابيات ولكن فيه سلبيات كانت سببا في هذا البؤس الذى نحن فيه لاعيب ان نجلس ونحاسب انفسنا ونرجع الى الحق ونحترف ونعتزل عن الاخطاء فانتم تعتبرون انكم حزب الاغلبية وذلك نتاجا لنتائج العام 86 تذكر سيدى الامام ان ذلك زمان كان له رجاله ونحن اليوم في زمان له رجاله فقد تغيرت الخارطة السياسية بكل تاكيد وتبدلت الموازييين فلايتحدث احد عن انه يمثل الاقلبية فهذا ماسيقوله اهل السودان عبر الصندوق حينما يحدث التغير مهمتكم اليوم هو العمل بتجرد ودون ان تفرضو وصايتكم على احد او ان تخاطبو باقى التيارات بانكم اكبر حزب رجاء اعتبرو من الماضى وتجردو من الانتماء الحزبي وانتمو لحزب السودان واتفقو تراضيا على وثيقة تخرج اهل السودان من الظلمات الى النور وان اعلم سيدى الامام بان كل يوم يمر في وجود هذا النظام الخطر اكبر على بلادنا لذا حتى نتجنب الانزلاق في مستنقع ليبيا وسوريا تسارعو في الاتفاق على وثيقة العهد لما بعد اسقاط النظام على ان تكون شاملة لكل قضيا ومطالب اهل السودان وان تحرصو على ان تكون الفترة الانتقالية لا تقل عن 4 سنوات ومن ماضيكم نزكركم بالفترة الانتقالية في 64 و85 لم تكن كافية لتاسيس نظام ديمقراطى لذا فشلنا وجاء العسكر وانتم حسب علمى مازلتم تصرون على قصر الفترة الانتقالية وهذا لايمهد للديمقراطية التى ينشدها اهل السودان وانت تعلم سيدى الامام ان الديمقراطية ممارسة وليست علم يدرس نريد فترة انتقالية نتعلم فيها ممارسة الديمقراطية لنعرف في اى مقلب نكون

  3. برضو تاني أهل القبلة يعني المسيحيين و اللا دينيين ما عندهم مكان في سودان بيت المهدي. ما قرفتنا

  4. (وأكد وجود ميثاق لتوحيد أهل القبلة يدخل فيه كل الناس لتوحيد كلمة المسلمين،)
    ابدء بتوحيد حزب الامة اولا فهم اقرب اليك من بقية الفرق

  5. الدعوة لوقف الإقتتال بين المسلمين وتوحيد أهل القبلة أمر واجب وهدف يجب علي كل مسلم العمل من أجل تحقيقه بغض النظر عن الجهة التي تتبني هذه الدعوة.. أما وثيقة الفجر فهي أصلا فكرة خاوية لاتحمل مضمونا لذلك لم ولن تجد من يصغي لها.

  6. برضو لسه قابضين ومصممين على الثوابت الدينية الاسلامية وماادراك مع اهل القبلة والمسلمين ؟ ماهو المطلوب وحدة اهل السودان ام وحده المسلمين ؟

  7. اول اخطاء الممارسة الديمقراطيه للسيد الامام الصادق هو قيام حزبه باخلاء دائره انتخابيه له ليتمكن من دخول الجمعيه التأسيسية دون مراعاة لحقوق اهل هذه الدائرة و حق النائب الذي حاز علي رضي اهل الدائرة ؟؟؟ كان ممكنا للسيد الامام الانتظار حتي الدورة البرلمانيه التاليه و من ثم يترشح الا ان اصراره علي الحكم بمجرد وصوله للسن القانونيه {30 سنه} لم يمكنه من اكتساب التجربه السياسيه التي تمكنه من الحكم الراشد و الدليل تأمر الطائفيه {الاتحادي الديمقراطي وحزب الامه}مع جبهة الميثاق {حزب الترابي و جماعته الحاكمه الان وتلك التي تعارض} بجريمه حل الحزب الشيوعي اثر حادثة معهد المعلمين العالي {حديث الافك} و التي امرت المحكمه الدستوريه ببطلانه الا ان اصرار السيد الامام عليه بحجة ان حكمهاتقريريا و ليس ملزما كان اول معول لهدم السلطة القضائيه و استقلالها؟؟؟؟ كما ان الممارسه الديمقراطيه غابت عن هذا الائتلاف {الطائفيه و الاخوان المسلمين} اليسوا هم اول من هدم الممارسه الديمقراطيه ابتداء من تسليم السلطه للجنرال عبود ثم قيامهم باول انقلاب عسكري ضد حكم عبود ؟؟؟؟؟ اليسوا هم من اتوا بالامريكان الي ديارنا عندما قبلوا المعونه الامريكيه و الان انبطحوا لها و سلموها مقاليد الامور حتي انفصل الجنوب؟؟؟؟؟؟؟
    اهل القبله الذين يتحدث الامام باسمهم الان ما هوالا تنطيم قوي الشر التي تريدحكمنا بالحق الالهي والا ماذا نفسر مشاركة الطائفيه لهؤلاء القتله و المجرمون في الحكم؟؟؟؟ ماذا نفسر مشاركة الطائفيه للطغيان و الاستبداد و الفساد و الافساد و القتل و التشريد و التمكين باسم الدين لكوادرهم في مفاصل الدوله التي تمثلهم فقط و تستبعد و باصرار و تقصي بمنهجيه بقيه النخب التي تدعو لدوله مدنيه تسع الجميع و يتساوي فيها المواطنين دون اعنبار للخلفيات الاثنيه و الدينيه و السياسيه و الاجتماعيه.نحن نتطلع الي حلول الي مشاكلنا الاقتصاديه الخانقه و قضايانا الاجتماعيه المتفجره و الس حقوقنا السياسيه و الدستوريه المصادرة هذه الحلول علي الارض و ليست في السماء لن يحلهافتاوي هيئة علماء السودان و لا الايادي المتوضئة بدماء شعبنا.نريد وطنا نعيشه و لا جنات الخلد و الحور العين الذين ظلوا يبشرونا بها وهم ينهبون خيراتنا و حقوق اجيالنا القادمه ونحن في خدر الجنان الحور العين؟؟؟؟؟ هذه النخب الفاسده المدنيه و العسكريه ظلت و منذ استقلال السودان تتلاعب بالدين و التدين؟؟؟؟؟
    هذا الصراع افرز الان معسكران : معسكر الطغيان و الاستبداد و الفساد و الافساد و القتل و التشريد باسم الدين و اهل القبله تلك الجمله التي ظل يتقيئها الشرير اللعين الطيب مصطفي ثم التقطها السيد الامام الان؟؟؟؟
    اما المعسكر الاخر فهو معسكر المهمشين و المقصيين و المستبعدين الذين تتولي امرهم و تتحدث باسمهم النخب الوطنيه التي لم تلن قناتها و لم يرهبهاعنف و استبداد اهل القبله الذين اختطفوا الدين و الوطن .هذه القوي ماضيه في برامجها الي ان يتم التغير لصالحها باستعادة الدوله المدنيه التي تسع الجميع وو فق دستور و قوانين يتراضي عليها كل مكونات الوطن دون اقصاء الا اؤلئك المجرمين الذين تلطخت اياديهم بدماء الشهداء من ابناء و بنات شعبنا و اؤلئك الذين نهبوا الاموال العامه و الخاصة
    حيث لا افلات من العقاب و لا عفا الله عنما سلف.

  8. أبعد هذا الكلام الواضح والصريح “توحيد أهل القبلة”، لا يزال البعض يأمل خيراً في الصادق؟!.
    هل يوجد أي فرق – ولو كان ضئيلاً- بين هذا الحديث وكلام المؤتمر الوطني.
    قوموا إلى فجركم الجديد، وأرموا طوبة هذا الرجل.

  9. الزول ده خرف..بيخاطب في ناس مساكين وطبعا نحنه كلنا مساكين لكن اكثرمسكنه من يجلس ليستمع اليه بعد كل التنظيرات والمقترحات التي تراوح مكانها منذعقود!!! يعني بالبلدي كده زول حزبوا مقسم زي لحمة السماية !!حيوحد منو بس كده بالعقل!!! حسبنا الله عليك يابلد!! قادمها اكثر بؤسا من حاضرها !!!

  10. الامام ناسى نفسو ولاشنو الدين الاسلامي هو يوحد بين المسلمين في بلاد السودان لكن في ناس مسيحين وفي ناس لادينين القبلة ما بتوحدهم معانا خلاص يعني ماعندهم حق في السودان ولاشنو يا شيخ الصادق الكهنوت……….يلا الفكرة تكون كالاتي سودان علماني فيدرالي ليبرالي ديمقراطي متعدد يقبل من له دين ومن ليس له دين يا شيخنا تعال نعلمك السياسة ……من أ.ب.ت .وشكرا يا اقصائي يا عنصري يا كهنوت …..انت عنصريتك ضارب الجزور وتفترض الغباء على الاخرين

  11. لمحة تأريخية: حل الحزب الشيوعي وطرد نوابه من البرلمان 1965

    مساء الإثنين 9/11/1965 نظمت جبهة الميثاق الإسلامي (الإخوان المسلمين) ندوة في معهد المعلمين العالي في إمدرمان. ودار نقاش حول موضوع البغاء. فنهض طالب أعلن أنه ماركسي، وقال إن الزنا كان يمارس في بيت الرسول وخاض في حديث الإفك. وفجر الحديث مشاعر غاضبة وسط جمهور الطلبة،وأصدرت تنظيماتهم بيانات تدين الطالب وتطالب بمعاقبته. كما أصدرت رابطة الطلبة الشيوعيين بيانآ وضحت فيه أن الطالب ليس عضوآ في الحزب الشيوعي بل هو يصدر صحيفة حائطية يهاجم فيها الحزب. أما الإخوان المسلمين فقد حولوا المعركة نحو الحزب الشيوعي مصرّين علي أن الطالب عضو فيه، واتهموا الحزب بالكفر والإلحاد.
    وتصاعد الموقف يوم الجمعة عندما خرجت عدة مظاهرات نظمها الإخوان في أمدرمان بعد الصلاة. واتجه المتظاهرون إلي منزل إسماعيل الأزهري رئيس مجلس السيادة. فخطب فيهم مؤكدآ أن الحكومة والجمعية التأسيسية ستضع حدآ لهذا الفساد، وإن لم تفعل فإنه سينزل معهم إلي الشارع لتطهير البلد . وكان ذلك منعطفآ حاسمآ وخطيرآ في تطور الأزمة. فدخول أزهري بثقله السياسي وبشعبيته حمل المعركة خارج قدرت الإخوان المسلمين المحدودة. كما أن أزهري قرر ما ستتخذه الجمعية التأسيسية بالنسبة للقضية قبل طرح الأمر عليها. ودخل أيضآ الإمام الهادي إلي المعركة واستدعي مجموعات من الأنصار إلي العاصمة.
    ويبدو أن الأحزاب السياسية قررت إستغلال الحادث لتصفية حساباتها مع الحزب الشيوعي فدفعت بأعداد من مؤيديها لمهاجمة دور الحزب بالأسلحة وبأسلوب همجي أطلق عليه عبد الخالق “عنف البادية” وازداد تصاعد الموقف عندما قامت بعض جماهير الأحزاب بمحاصرة البرلمان مطالبة بحل الحزب الشيوعي. وتراجع موضوع الطالب الصفيق.
    إجتمعت الجمعية التأسيسية في 15 نوفمبر 1956 وبدأت سلسلة الإجراءات العجولة، حيث علقت اللوائح وخرق الدستور واستخف بالأعراف والتقاليد السياسية والبرلمانية وأهينت الثقافة وامتهن الفكر.
    فما الذي حدث؟ تقدم محمد أحمد محجوب زعيم الجمعية ورئيس الوزراء يطلب إلي رئيس الجمعية برفع المادة 25 ( من اللائحة الداخلية لمناقشة أمر عاجل. ثم قرأ الرئيس اقتراحآ تقدم به ستة أعضاء يقول ” أنه من رأي الجمعية التأسيسية بالنسبة للأحداث التي جرت أخيرآ في العاصمة والأقاليم وبالنسبة لتجربة الحكم الديموقراطي في البلاد وفقدانه الحماية اللازمة لنموه وتطوره أنه من رأي الجمعية التأسيسية أن تكلف الحكومة للتقدم بمشروع قانون يحل بموجبه الحزب الشيوعي السوداني ويحرم بموجبه قيام أحزاب شيوعية أو أحزاب أو منظمات أخري تنطوي مبادئها علي الإلحاد أو الإستهتار بمعتقدات الناس أو ممارسة الأساليب الدكتاتورية”.

    وأعقب ذلك مناقشات مطولة هذه بعضها:

    نائب الدائرة 187 :-
    إن الشيوعية لا تؤمن بالديموقراطية ولا بوجود الله وتنظر إلي الدين مجرد مخدر للشعوب ودستورهم إلا ذر للرماد في العيون وأضاف بأن الشيوعية أفسدت الشباب وجعلتهم يدمنون شرب الخمر وتعاطي المخدرات.

    نائب الدائرة 40 (محمد الكاروري)..
    إن النظرية الشيوعية لا تؤمن بوجود الله وتري الحياة مادة والقرآن أساطير والسيرة خرافة والأنبياء أفاكيين.

    وزير العدل (محمد إبراهيم خليل) :

    بسم الله الرحمن الرحيم وكان لا بد أن أبدأ باسم الله لأرد علي الحزب الشيوعي الذي يستهل حديثه بإسم الإلحاد. ثم يستطرد أن الجمعية التأسيسية لن تحل الحزب الشيوعي بإسم الإلحاد بل بإسم الله والدين والوطن والتقاليد والأخلاق السمحة. وأكد أنه ليس من المهم إن كان الطالب شيوعي أو غير شيوعي لآننا نعرف أنه يسير بوحي العقيدة الشيوعية.

    حسن الترابي :
    ذهب الدكتولر حسن الترابي العميد السابق لكلية الحقوق إلي أن حديث الطالب الغر ليس هو السبب الذي به يطالبون حل الحزب الشيوعي وضرب مثلآ بالرصاصة التي صرعت القرشي في 21 أكتوبر والتي أدت إلي ثورة ضد الحكم العسكري. فالثورة التي إندلعت لم تكن من أجل الإنتقام للقتيل (ولم يقل الشهيد). ولذلك فإن حديث طالب المعهد كان الشرارة التي أخرجت الناس للمطالبة بحل الحزب الشيوعي. ووجه للحزب الشيوعي خمس تهم هي : الإيمان ، الأخلاق، الديمقراطية، الوحدة الوطنية ، والإخلاص للوطن.

    حسن بابكر الحاج نائب الدائرة 3 عن الوطني الإتحادي :

    قال : إن هناك طالبآ سفيهآ يقال إنه أساء للرسول الكريم والدين الإسلامي فقامت مظاهرات أمها المسلمون تطالب بحل الحزب الشيوعي. والنفترض أن أحد أعضاء الحزب الوطني الإتحادي تفوه بمثل ما تفوه به الطالب السفيه فماذا يكون موقف الوطني الإتحادي؟ ثم خاطب النواب قائلآ : رجائي أن تتركوا الحماس جانبآ وتحموا الديموقراطية التي عادت إلينا بعد تضحيات لم نبذل مثلها في معركة الإستقلال ، فتأكدوا أنها ستنزع برمتها منكم كما أنتزعت في الماضي… ولا أريسد أن أسجل حربآ علي الديموقراطية. فخيرآ لأبنائي أن يدفنوني شهيدآ من شهداء الديمقراطية بدلآ من أن أعيش حيآ في عهد وأد الديموقراطية”.

    محمد إبراهيم نقد (دوائر الخريجين) .

    تناول من ضمن ما تناول حديث الترابي فقال إن الحديث عن الأخلاق يكثر في هذا المجلس وذلك كلما واجه المجلس أزمة حقيقية تجاه حل القضايا الكبري. وقد يكون الحديث عن الأخلاق ذا قيمة وينبقي المحافظة عليه. ولكن التحدث عن الأخلاق عند بروز الأزمات يوضح أين تكمن الأخلاق الجريحة. ثم قال إن تصريحات الدكتور الترابي متضاربة، ومن المهم أن يواجه الإنسان خصمآ سياسيآ له رأي واضح أما التذبذب والتلون في المبادئي والأخلاق فلا أجد نفسي في حاجة للرد عليه. وأشار إلي أن النظريات الإجتماعية لا توضع للمناقشة هكذا في البرلمانات فهي لها مجال آخر. ولذلك فإن مناقشة النظرية الماركسية بهذا الأسلوب تطاول ما بعده تطاول.
    وأكد أن الحزب الشيوعي بريئ من تهمة الإلحاد التي يحاولون إلصاقها به. وموقف الحزب من الدين واضح في دستوره وفي تأريخه الطويل وتأريخ أعضائه. ثم قال “نحن لا نقول هذا الحديث عن خوف، وإننا لا نخاف، فلم نتعود الخوف في الماضي ولن نتعوده اليوم” .

    وأجيز الإقتراح بأغلبية 151 ومعارضة 12 وإمتناع 9 . وعندما قدم المشروع في مرحلة القراءة الأولي في جلسة اليوم التالي 16 نوفمبر لإتضح أن المواد 3،4،5، من المشروع تتعارض مع نص المادة الخامسة من الدستور التي تحرم المساس بالحريات العامة. فطلب زعيم الجمعية تأجيل النظر للقراءة إلي اليوم التالي . وفي جلسة 17 نوفمبر تقدمت الحكومة بمشروع قانون لتعديل المادة الخامسة من الدستور في مرحلة القراءة الأولي
    في جلسة 18 نوفمبر. ثم عرض المشروع للقراءة الثانية ومرحلة اللجنة في جلسة 22 نوفمبر وأجيز بأغلبية 145 ومعارضة 25 وامتنع عضوان.

    ثم ظهرت مشكلة جديدة . فتعديل الدستور يتم بثلثي أعضاء الجمعية مكتملة وعددهم 156 ولك التعديل أجيز بأغلبية 145 وهم ثلثي أعضاء المجلس الذي لم تكتمل عضويته لعدم قيام الإنتخابات في الجنوب وكان قد عدل الدستور من قبل بنفس الطريقة الخطأ. وكان ذلك التعديل خاصآ بمجلس السيادة الذي يتكون من خمسة أعضاء وتكون الرئاسة دورية بينهم. فعدل الدستور ليصبح للمجلس رئيس دائم هو إسماعيل الأزهري وذلك من أجل التوازنات السياسية. فأخذ رئيس المجلس بتلك السابقة وأجاز التعديل بدون نصاب قانوني.

    ثم ظهرت مشكلة ثالثة وهي أن التعديل يحرم قيام أحزاب شيوعية ولكنه لا يمنع وجود النواب الشيوعيون في الابرلمان الذين ثارت كل الضجة من أجل إخراجهم منه. فتقدمت الحكومة بمشروع قانون لتعديل الدستور للمرة الثانية لسحب العضوية من النواب الشيوعيين. وأجيز المشروع في مرحلة اتلقراءة الأولي في جلسة 7 ديسمبر. وفي مرحلة القراءة الثانية واللجنة والقراءة الثالثة أيضآ في جلسة اليوم التالي 8 ديسمبر. وفي جلسة 16 ديسمبر تقدم حسن الترابي بمسألة مستعجلة تقول : إنه من رأي هذه الجمعية أن تقرر أنه بحكم الدستور والقانون قد سقطت العضوية من الأعضاء الشيوعيين الثمانية (إستثني القرار الأعضاء الثلاثة الذين أيدهم الحزب الشيوعي) وأن تكلف رئيسها بحفظ النظام بإبعاد هؤلاء الأفراد. ” واعترض عز الدين علي عامر (دوائر الخريجيين) علي الإقتراح المقدم للأسباب التالية: :
    (1) للأنه يتنافي مع المادة 33 (8 ) من لائحة الجمعية التأسيسية التي تنص علي عدم جواز عرض أي موضوع قيد النظر أمام المحكمة. وهناك قضية دستورية رفعها الحزب الشيوعي أمام المحكمة العليا.
    (2) إن إسقاط العضوية ليس من حق المجلس ويتعارض مع المادة (49) من الدستور.

    (2) حسب الإجراءات العتيقة يجب إخطار العضو الغائب ليحضر للدفاع عن نفسه.

    (3) حسب الإجراءات العتيقة يجيب إخطار العضو الغائب ليحضر للدفاع عن نفسه

    (4) هذه الجمعية لها حق التشريع وليس لها حق التنفيذ وفي هذا خرق لمبدأ إستقلال القضاء.

    المصدر معالم في تأريخ الحزب الشيوعي السوداني.
    دكتور القدال
    الناشر دار الفارابي بيروت
    الصفحات 147 إلي 158

  12. وأخيراً تناول الإمام عكازة الإسلام التي تكاد تسقط الجبهة الإسلامية القومية بعد أن فرقت جمع أساطينها شيعاً وأحزاب تناصب بعضها العداء بل الفجور في الخصومة !!!

    وأظن أن الإمام أول من يعلم أن ما حل بالقوم هو جراء غضب الله عليهم لمتاجرتهم بالدين لكسب عرض الدنيا الزائل من السلطة إلى المال إلى البنون!!

  13. 2
    لم يؤخذ بالإعتراضات. وحلت الجمعية الحزب الشيوعي وطردت نوابه منها.

    ولكن القضية لم تنتهي عند ذلك الحد. فتفرعت منها مواقف شعبية وقضايا قانونية. فاستنفر الحزب الشيوعي النقابات العمالية والمهنية. وتضامن معه حزب الشعب الديموقراطي. فخرجت مسيرات في مدن البلاد وبلغت المسيرة في العاصمة 60 ألف. وتكونت هيئة الدفاع عن الديمقراطية.

    رفع الحزب الشيوعي ثلاثة قضايا دستورية. الأولي ضد تعديل الدستور، والثانية ضد قرار الحل، والثالثة ضد طرد النواب.
    وأدي رفع القضايا الدستورية إلي نقل الأزمة من إطار التهريج بإسم الدين ووضعها في حجمها السياسي. وقبلت الأحزاب الإحتكام إلي القضاء. أي قبلت المنهج الديمقراطي السياسي. واستغرق نظر القضية أمام المحكمة قرابة العام وفي 22/12/1966 أعلن قاضي المحكمة العليا صلاح حسن الحكم في القضية. فأعلن أن الحريات المنصوص عليها في المادة الخامسة من دستور السودان المؤقت المعدل لسنة 1964 لا يجوز الحد منها بتشريع أو تعديل دستوري. وحكمت المحكمة بعدم دستورية التعديلات التي أجيزت يوم 22/11/1965 وإلغاء كل ما تعلق عليها من تشريع وإعتباره كأن لم يكن. وأصبح الحكم سابقة قضائية يرجع إليها فقهاء القانون في العالم وفي 20/02/1967 أصدرت محكمة مديرية الخرطوم حكمها في القضيتين المتعلقتين بحل الحزب الشيوعي وطرد نوابه من البرلمان. فقضت ببطلان القرارين لتعارضهما مع الحقوق الأساسية التي نصت المحكمة العليا بأنها حقوق لا تقبل التعديل.

    ولم تنته الأزمة بقرار المحكمة العليا بل أخذت تتصاعد فأعلن الصادق المهدي رئيس حزب الأمة أن حكم المحكمة العليا حكم تقريري، ونسف بذلك أساس الديموقراطية اللبرالية التي يقف اليوم مدافعآ جسورآ عنها. ورفضت الأحزاب التي شاركت في المهزلة حكم القضاء. وإنتقلت المعركة ضد المؤسسة القضائية وإستقلال القضاء. مما دفع برئيس القضاء بابكر عوض الله بتقديم إستقالة مدوية إلي رئيس وأعضاء مجلس السيادة. واختتمها قائلآ “إنني عملت مافي وسعي لصيانة إستقلال القضاء منذ أن كان لي شرف تضمين ذلك المبدأ في ميثاق أكتوبر ولا أريد لنفسي أن أبقي علي رأس الجهاز القضائي لآشهد عملية تصفيته وتقطيع أوصاله وكتابة الفصل المحزن الأخير من فصول تأريخه.
    وبعد شهر من قرار المحكمة العليا أصدر الترابي كتابآ في يناير بعنوان (أضواء علي المشكلة الدستورية) “بحث قانوني مبسط حول مشروعية حل الحزب الشيوعي”. وتولت مطبعة الخرطوم طباعته . والفكرة الأساسية في الكتاب أن الجمعية التأسيسية هي الجهة المناط بها ممارسة السلطة الدستورية وهي مظهر السيادة التي تثبتها الدساتير للأمة من بعد الله. وبما أن السلطة التأسيسية هي التي تمتلك السيادة المطلقة فإن فصل السلطات إلي تشريعية وتنفيذية وقضائية تأتي في المرتبة الثانية بالنسبة للسلطة التأسيسية ، تأتي في مقام الفرع من الأصل.
    ويثير كتاب الترابي العديد من الأسئلة : إذا كانت المحكمة العليا ليس لها حق النظر في قرارات الجمعية التأسيسية فلماذا عرض عليها الأمر من البداية؟. ومن الذي يحكم البلاد هل هو دستور السودان المؤقت لسنة 1964 الذي ينص علي إستقلال القضاء ويعطيه الحق في تفسير ما ينشب من خلاف حول تفسير بعض نصوصه أم الجمعية التأسيسية التي يمنحها الدستور سلطات محدودة وليست أحكامها كما يقول الترابي تعلو ولا يعلي عليها. وهل لأن الجمعية التأسيسية مكلفة بوضع دستور البلاد تصبح فوق الدستور الذي يحكم البلاد؟ يبدو أن الترابي لم يفرق بين الإجابة علي أسئلة أمتحان ببراعة الطالب النبيه وتناول قضايا تخص مستقبل أمة.

    وأدرك الأستاذ محمود محمد طه ما في الكتاب من إضطراب فألف كتابآ في الرد عليه بعنوان “زعيم جبهة الميثاق الإسلامية في ميزان : الثقافة الغربية-الإسلام، أضواء علي المشكلة الدستورية”. فقال أن الكتاب من حيث هو فلا قيمة له ولا خطر ، لأنه متهافت، ولأنه سطحي، وللأنه ينضح بالغرض ويتسم بقلة الذكاء الفطري”.

    تحدث الصادق المهدي إلي مجلة طلاب جامعة الخرطوم عام 1985 فقال : “ما حدث كان إنفعال…إن الذي حدث في موضوع حل الحزب الشيوعي كان موقفآ سياسيآ غير محسوب نتج عن موقف إنفعالي.. ولكن يجب أن أقولها أنه يجب الإستفادة من تجارب الماضي الأولي…إن حديث الطالب في معهد المعلمين فجر المشاعر….وإن مثل الذي حدث قد يتكرر”.
    ولكن مثل حديث السيد الصادق هذا لا يساعد علي تجنب أخطاء الماضي. إن الذي حدث يجب أن يتخطي الإعتذار والتبرير إلي المواجهة الصريحة والمحاسبة الصارمة.

    نفس المصدر السابق
    الصفحات 159 إلي 162

  14. 3″تحدث الصادق المهدي إلي مجلة طلاب جامعة الخرطوم عام 1985 فقال : “ما حدث كان إنفعال…إن الذي حدث في موضوع حل الحزب الشيوعي كان موقفآ سياسيآ غير محسوب نتج عن موقف إنفعالي.. ولكن يجب أن أقولها أنه يجب الإستفادة من تجارب الماضي الأولي…إن حديث الطالب في معهد المعلمين فجر المشاعر….وإن مثل الذي حدث قد يتكرر””.

  15. 4صورة الترابي الحقيقية كانت ظاهرة لأصحاب البصائر منذ زمن بعيد، بالتحديد منذ أن دخل الحلبة السياسية بعد ثورة أكتوبر عام 1964.. لقد كان هو المستشار القانوني لمجلس السيادة.. لقد كان هو وآخرون وراء فكرة تزييف روح الدستور المعدل لعام 1964 بتزيين فكرة تحريم الشيوعية.. هذه الفكرة جاءت في كتابة الأستاذ إبراهيم علي إبراهيم المحامي في هذا البوست:
    الحيرة والربكة الدستورية
    [وفي أعقاب نجاح ثورة 21 أكتوبر تم تبني الميثاق الوطني لسنة 1964 الذي تمت صياغته على غرار الدستور المؤقت لسنة 1956. ومن ثم تبني دستور السودان المؤقت المعدل لسنة 1964 ليحكم البلاد أثناء الفترة الانتقالية، وتقوم بمقتضاه جمعية تأسيسية لوضع الدستور الدائم. وقد خضع هذا الدستور المؤقت نفسه لتعديلات خاصة بإدخال نصوص تتعليق بتحريم الإلحاد والترويج له وعدم الاعتقاد في الأديان السماوية.] انتهى النقل من مقال المحامي الأستاذ إبراهيم علي إبراهيم.
    ويعرف الجميع دور الدكتور الترابي وجبهته “جبهة الميثاق الإسلامي في الأزمة الدستورية التي اشتعلت في ذلك العهد وقادت إلى حل الحزب الشيوعي وطرد نوابه من البرلمان.. لقد كان الدكتور الترابي هو بطل تلك الأزمة بلا منازع..
    راجع كتاب: زعيم جبهة الميثاق الإسلامي في 1. ميزان الثقافة الغربية 2. الإسلام

    http://alfikra.org/books/bk014.htm

    وقد كان الترابي وبعض أعضاء جماعته مثل الدكتور الأمين داوود وعلي طالب الله وعطية محمد سعيد وراء مهزلة محكمة الردة سنة 1968 ضد الأستاذ محمود محمد طه، وهي المحكمة التي انعقدت في نفس السنة التي صدر فيها الكتاب أعلاه.. ولما كان الدستور لا يسمح لأي محكمة بالنيل من حق الإنسان الأساسي في الاعتقاد والتعبير فإن تلك المحكمة الشرعية لم تتمكن حتى من إحضار الأستاذ محمود ليمثل أمامها، ولكنه أخرج كتابا اسمه “بيننا وبين محكمة الردة”

    http://alfikra.org/books/bk016.htm
    كشف فيه هذه المؤامرة كما كشف التزييف الذي مارسه المدعيان الأمين داوود محمد وحسين محمد زكي..

    لم يمض على هذه المهزلة أكثر من ست أشهر حتى جاء الانقلاب العسكري الذي أوقف مهزلة “الدستور الإسلامي” التي كان الترابي وجبهة الميثاق قد ساقوا الحزبين الكبيرين إلى محاولة فرضه عن طريق البرلمان أو الاستفتاء..

    وكان الترابي بعد المصالحة الوطنية التي تمت في عام 1977 يمثل رأس الرمح في محاولة التأثير على نميري لتعديل القوانين لتتمشى مع الشريعة الإسلامية.. وقد استفاد من الدعم الخارجي القادم من السعودية ومن الأخوان المسلمين في مصر [في هذا الوقت قام الرئيس السادات بالإفراج عنهم من السجون وسمح لهم بدخول الحياة السياسية].. هذا الدعم مكن الأخوان المسلمين والسلفيين عموما من السيطرة على المال والتجارة في البلاد [البنوك الإسلامية] وهذه قد عملت على تقويض الاقتصاد وألجأت النميري إلى الرضوح أكثر لإملاءات خارجية من السعودية تحديدا.. ولكن النميري في نفس الوقت كان يخشى على حكمه من الأخوان المسلمين [والسلفيين عموما] وهم حلفاء اليوم أعداء الأمس.. وأراد أن يسحب البساط من تحت أرجلهم بأن يختط له طريقا “إسلاميا” لا يغضبهم ولا يغضب السعودية.. في هذا الجو صدر كتاب “النهج الإسلامي.. لماذا”.. ويمكن لقارئ هذا الكتاب أن يستنتج أن النميري كان يحاول تبني “إسلام” أقرب إلى فهم الجمهوريين [بدون أن يذكرهم بالإسم طبعا].. وقد أخرج الجمهوريون كتابا إسمه “نميري .. والنهج الإسلامي والدعاة السلفيون” في نفس العام الذي خرجت فيه الطبعة الأولى من كتاب نميري [1980].. وأوضحوا فيه دعمهم لمثل هذا النوع من الفهم.. الجدير بالذكر أن الجمهوريين أخرجوا العديد من الكتب التي تنتقد نهج الأخوان المسلمين في تطبيق الشريعة الإسلامية وفي تعديل القوانين لتتمشى مع الشريعة الإسلامية.. في عام 1983 أوعزت قوى الهوس الديني بدعم سعودي بمحاولة تحويل نميري عن خطه الذي كتبه في كتاب “النهج الإسلامي.. لماذا” [يُقال أن الكتاب ليس من تأليفه هو وإنما من تأليف آخرين].. المهم بدأت حملة شيخ إسمه محمد نجيب المطيعي في مسجد “التقوى” وهو المسجد الذي كان اللواء عمر محمد الطيب رئيس جهاز الأمن ونائب رئيس الجمهورية قد بناه في حي كوبر بالخرطوم بحري.. الجمهوريون أخرجوا كتابهم “الهوس الديني يثير الفتنة ليصل إلى السلطة” وانتقدوا فيه اللواء عمر محمد الطيب في تفريطه في أمن البلد بسماحه للشيخ المطيعي بالخطابة فيه، وهو الذي اعترف بنفسه بأنه كان وراء أحداث الزاوية الحمراء التي حدثت في مصر عام 1981، وهي الأحداث التي تداعت إلى اغتيال الرئيس السادات على أيدي جماعة التكفير والهجرة التي خرجت من عباءة تنظيم الأخوان المسلمين.. في تقديري أن الأيام ستثبت أن هذه الجماعة كانت مدعومة من السعودية كما كانت مدعومة من إيران ووجدت الكثير من القبول في الدول العربية والإسلامية.. كل هذا كان السبب وراء رضوخ نميري لتأثير قوي ولكنه كان دائما يريد أن يكون له هو الفضل في “تحكيم الإسلام”، ولذا لم يتورع عن اغتيال الأستاذ محمود للإبقاء على كرسي الحكم، وما درى أنه بذلك قد حفر حفرة لنظام حكمه ودفنه فيها.. بعد أقل من شهرين على تصفية الأستاذ محمود، قام النميري بالقبض على الترابي وقادة تنظيمه وألقى بهم في السجن في 11 مارس 1985 إلى أن خرجوا بعد الانتفاضة، التي اتضح فيما بعد دور حزبه في سرقتها، وقد ثبت بما لا يدع مجالا للشك بأن الاتجاه الإسلامي كان له تأثير على كثير من أعضاء المجلسين، المجلس العسكري الانتقالي ومجلس الوزراء، وكنموذج يمكن للمرء أن يذكر أسماء المشير عبد الرحمن سوار الدهب والدكتور الجزولي دفع الله والدكتور حسين سليمان أبو صالح.. هذين المجلسين فشلا في إلغاء قوانين النميري، فكأنما أزالوه بينما أبقوا على أسوأ قوانينه وهي التي تناقض دستور 1973 بصورة مؤسفة..

    وقد تمكن الترابي بعد الفترة الانتقالية من ابتزاز جميع الأحزاب للإبقاء على قوانين نميري [قوانين سبتمبر] وهم الذين لا يريون أن يُقال عنهم أنهم هم الذين ألغوا القوانين الإسلامية.. ولم يكن هناك بعد الجمهوريين من قوة فكرية يُحسب لها حسابا، وهذا الأمر أدركته الحركة الشعبية لتحرير السودان، وقد أدركه كثير من المثقفين الجنوبيين مثل الدكتور فرانسيس دينق، وقد كتبه في كتابه “صراع الرؤى”.. المهم كانت مسألة “إسلامية الدولة” أو “علمانيتها” هي العقبة الكؤود التي منعت الحركة الشعبية من وضع يدها مع بقية القوى السياسية بعد الانتفاضة.. وظلت على موقفها من النضال المسلح بالرغم من أن هذه القوى السياسية كانت قد جمدت العمل بهذه القوانين.. الحركة الشعبية كانت تطالب بإلغاء قوانين سبتمبر، وهو ما طالب به الأستاذ محمود والجمهوريون في منشورهم الشهير “هذا .. أو الطوفان” كما هو معروف..

    كانت جبهة الترابي الإسلامية في العهد النيابي قد تغلغلت في الجيش وهذا مكن لها من تدبير انقلاب الثلاثين من يونيو 1989.. ولم يلبث الترابي أن أعاد صياغة القوانين ووضعها موضع التنفيذ منذ عام 1991؛ ثم قام بتحويل الحرب في جنوب السودان إلى حرب “جهادية” بين المسلمين والكفار الجنوبيين، وقصص أعراس الشهداء وغير ذلك معروفة ومشهورة.. وفي عام 1998 قامت جماعته بكتابة دستور السودان لسنة 1998، ولكنه جعل القوانين فوق هذا الدستور وهو وضع معكوس..

    الغريب أن الدكتور الترابي يطالب بإخضاع المسئولين عن جرائم دارفور وفظائعها للمحكمة الجنائية في لاهاي بحسب قرار مجلس الأمن رقم 1593.. وهو لا يدري أن هذه القرارات قد فتحت الطريقة لمساءلة كل الذين أفسدوا الحياة السياسية في السودان وكانوا السبب في فرض قوانين القطع والصلب والجلد والقطع من خلاف.. هذه أيضا جرائم يا دكتور الترابي، وهي لا تسقط بالتقادم.. وهناك سودانيون لن يهدأ لهم بال إذا لم يحضروا كل الذين قاموا بهذه الجرائم إلى المساءلة..

  16. لم تأت بجديد حضرة الإمام,
    وثيقة الفجر الجديد تضمنت كل ماسبق لك ذكره, وثيقة توحيد آهل
    القبلة المقترحة ماهي إلا حيلة تستقطب بها دراويش الفتة, وسيدي قال.
    مكانك يا حضرة الإمام هو المتحف السياسي, لأن أيدلوجيتك لإصلاح السودان
    لا تزيده إلا فسادآ وجهلآ وتخلفآ تدميريآ, اما وسيلة التغيير بالسلاح
    فأذكرك بأنك من سنها من قبل بليبيا, (عبدالله زكريا+ محمد نور سعد)
    أما زالت ذاكرتك تحمل هذه الأسماء حضرة المرشد ؟؟؟

  17. قال ميثاق(ميثاق لتوحيد أهل القبلة ) اي ميثاق هذا. نحن مش معاك وبعدين انت ما قلت اتنحيت من المناصب الحزبية والا كلامك خارم بارم.

  18. )(اهل القبله)لابالله احسن اصحاب اللحي المحننه
    الواحد ميت وعايز يتكلم مع الحيين يازؤل شيف لك
    قبله صلي فيهو

  19. محدودي الفكر والرؤي الي حد الجهل والتخلف ٠ رجاء النشر!

    لا لثقافة التصحر والغباء

    وفي الحقيقة إن قيم، ومفاهيم، وتعاليم ورؤى ابن تيميه، كانت قد وضعت ضمن سياق سياسي بحت، فهذا الكهنوت كان دائماً في خدمة السلاطين والقتلة والطغاة والديكتاتورية والاستبداد،

    هي أنظمة فاشلة بامتياز، وهي أنظمة فردية وعائلية وشخصانية وقبلية تعمل لمصالحها الخاصة وليس للصالح العام والدليل هذا التردي والانحطاط العام والوفرة والبحبوحة لأصحاب الذوات، لقد فشلت صحياً وتنوياً، وتعليمياً، وحضارياً، ومدنياً، وأصبحت في مؤخرة شعوب العالم في ميادين الحياة المختلفة، ولا تقوى حتى على منافسة ميانمار والنيبال في أي ميدان من الميادين، بسبب طبيعة وبنية العقل الصحراوي المعادي لكل قيمة وجمال وإبداع، المتكل على عقيدة الغزو والسبي والسطو على إنجازات الغير، واعتبار نفسه مع شلة البدو الأوائل خير أمة أخرجت للناس، فلذا يتقاعس ويتكاسل ويفشل في القيام بأي شيء، ومن فشلت هذه الأنظمة، حتى في حماية شعوبها وحدودها، التي اصبحت سداحاً مداحاً مشرعة أمام الغرباء ومفتوحة للغادي والبادي،

    مأزق تاريخي وحضاري لا فكاك منه ؟إلا بالتخلص من تراث صحراوي رث وقاحل غزا هذه المجتمعات في غفلة تاريخية، وأفلح في تثبيت ذاته بالسيف والنار وقطع الرقاب، لكنه لم يعد صالحاً، ولم يعد سوى عبء على الجميع ينذر في النهاية، ليس باستهداف الآخر،

    لابد من إنقاذ بعض الحضارة الباقية و تدمير الأصولية بشتى الطرق ….

  20. ( وأكد وجود ميثاق لتوحيد أهل القبلة يدخل فيه كل الناس لتوحيد كلمة المسلمين،)
    قبلة ايه يا سيادة الصادق؟؟؟ انا سودانى .. ماكلنا انفقنا على التعدديه .. ياخى خليها : ميثاق لتوحيد كل اهل السودان .. على اختلاف اعراقهم واديانهم .. ياتو مسلمين البتتكلم عنهم .. مسلمى ينغلادش .. .. مصر .. تونس .. اليابان .. اليمن .. امريكا .. حزر القمر ..باكستان .. جنوب افريقيا.. زمبابوى .. سيراليون .. الفلبين .. بتسوانا .. الصين ..مدغسقر .. غانا .. لا توجد بقعة فى الارض الا وبها مسلمين .. الاسلام ليس وطن .. الاسلام دين .. وليست لنا مشكلة مع الدين .. دعنا نتوحد كسودانيين لنحل مشكلة السودان .. اليس كذلك ؟؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..