حزب الأمة والمأزق الثلاثي 2

(المأزق الثاني: الدولة الدينية )
في الحلقة السابقة تناولت أزمة الهوية السودانية عند حزب الأمة وقلت ان حزب الأمة يعتمد العروبة في تعريف الهوية السودانية إعتماداً على عروبة اللسان السوداني باعتبار أن اللغة العربية هي لغة التواصل بين كافة اللغات واللهجات المحلية السودانية ، وفي تقديري فإن تعريف الهوية إذا استند على اللغة فيجب يكون ينطلق من الاعتراف باللغة اليومية الموروثة التي تستخدمها المجموعات الاجتماعية في التعبير عن مكنوناتها وليس انطلاقاً من اللغة الثانية التي تستخدمها في التواصل مع المجموعات الاخرى .
وقلنا ان تعريف حزب الامة للهوية ينفي اعتماد الإفريقية (كعنصر ) بل يعتبر الافريقية ظرف تاريخي وجغرافي، وهذا التعريف هو قفز على حقيقة الأعراق والثقافات والأديان والاصول المتباينة للقبائل والمجموعات السكانية المختلفة، ونرى أن اعتماد (السودانية) كهوية فيه انصاف لهذه المكونات بما فيها المكون العربي دون استعلاء أو تمييز لاحد المكونات.
الحق يقال فإنني قد وجدت كثيرا من الإشارات في برامج ومنشورات حزب الأمة التي تناهض الاستعلاء العرقي والديني، وهذا أمر ايجابي يلقى الدعم والترحيب لذلك ادعو قيادة الحزب وناشطوه لتطوير هذه الجوانب الايجابية ووضع ما يكفي من ضوابط وتعريفات تكون اكثر موضوعية في وصف الواقع بما يجعل تنوع المكونات واختلافها رصيدا ايجابيا للوطن، أما التخلص من بذور الاستعلاء ونقدها فهو واجب المثقفين داخل وخارج الاحزاب السياسية، وعليه فإن نقدي لحزب الأمة حث له ليتدارك بؤر الاستعلاء في بنائة الثقافي والفكري، كما ان عدم انتمائي للحزب لا يسلبني الحق كمواطن في الإطمئنان إلى ان هذا الحزب لن يعيد انتاج أزمة الاستعلاء التي قتل بسببها آلاف السودانيين وهو ذات الاستعلاء الذي ارتبط بتركة مثقلة بجرائم الاسترقاق والعنصرية البغيضة التي نحملها على ظهورنا منذ أجيال، لذلك فإن الأمر جلل ولا بد من الانتباه إليه ومعالجته بحكمة وشجاعة.
مأزق الدولة الدينية هو المأزق الثاني الذي أسعى لاستيضاحه في بناء حزب الأمة القومي السوداني ، فقد نشأ حزب الأمة من تحالف طائفة الانصار الدينية وبعض زعماء العشائر وبعض المثقفين والخريجين، فعصب الحزب هو طائفة دينية اسلامية نتجت من حركة دينية سياسية أقامت دولة دينية بعد أن قامت بثورة وطنية عظيمة اخرجت بها الأستعمار التركي المصري وأقامت دولة وطنية على انقاض دولة الاستعمار وفقاً لظروف عصرها وقراءتها للدين، وإن لم تنل رضا كافة السودانيين بل دخلت في صراعات متعددة معهم وبين مكونات الدولة نفسها، لكنها رغم ذلك علقت في وجدان جماهير الانصار التي ظلت أسيرة بدرجة كبيرة لحلم إستعادة دولة المهدية . وقد نجح حزب الأمة في طرح طفرة مفاهيمية كبيرة فيما يتعلق بالدين تتميز بالانفتاح على مكتسبات الحضارة الانسانية وعدم التمييز على اساس الدين مع قدر من الحرية الشخصية، وهذا يعتبر تطويراً لما مارسته المهدية وتجلت هذه الطفرة في مؤتمره الأول عام 1965 حيث جاء ما يلي :
“يقع الإسلام في قسمين كبيرين:
– قسم العبادات والعقائد
– قسم المعاملات والأحكام
فأما الأول فيخص علاقة الإنسان بربه وهي أمر شخصي ليس للدولة أو المجتمع واجب قهري يلزم التدخل فيه. فالمسلم يعتقد ويعبد بمحض أختياره وليس للدولة دخل قانوني فيما يصنع هذا أو ذاك.
أما القسم الثاني فيخص علاقة الإنسان بالإنسان وهو أمر يستوجب تدخل المجتمع والدولة لتنظيمه علي أساس واضح المعالم إعلاناً للحقوق، ونفياً للمظالم (…) وإن تطبيق هذه النظم والتشريعات والمبادئ لا يميز مسلماً علي غير المسلم، وإن في الإفصاح عنها وتوضيحها وبيان وسائلها لتحقيق الحرية والإخاء والمساواة كسباً عظيماً للتراث الإنساني.
قد يقول قائل إن هذا تفسير جديد للإسلام (…) بهذا الفهم للإسلام نستطيع أن نستوعب جوانب الخير والقوة من التجارب الإنسانية الأخري، ونستطيع أن نمكن لما نقتبس بربطه بجذور عميقة الوشائج في أنفسنا”.
كانت هذه الاطروحات مثالية وجيده في تناولها للاسلام وقتها، وتخالف نهج المهدية التي كانت تتدخل في القسمين، وهذا تطور ايجابي كان الواجب يحتم على مثقفو وقيادات الحزب واخص في ذلك شخص الصادق المهدي على وجه الخصوص – لعب دور اكبر في زيادة الوعي الديني لدى طائفة الانصار وعموم الشعب السوداني بتقديم رؤية جديدة للاسلام كما أشار البرنامج، وشرح وتأصيل تقاربه مع مكتسبات الحضارة الانسانية وتطور الفكر السياسي في العالم، وحقوق الاقليات والديمقراطية والعلمانية والانفتاح على تجارب الشعوب وان ينعكس كل ذلك في برامج الحزب اللاحقة واطروحاته السياسية، لكن ذلك لم يحدث ? ويا ليته حدث لكان كل الشعب السوداني تحت مظلة حزب الأمة – بل من السهل ملاحظة أن موقف الحزب لم يتجاوز هذا المفهوم منذ المؤتمر الأول سنة 1965 بل ظل يحوم حول نفس الفكرة بلا تطوير بل مع الكثير من التقهقر الفكري والتذبذب السياسي والتسويف، ورغم التجارب القاسية التي مر بها السودان تحت انظمة الاستبداد الديني فقد وقف الصادق نفسه رئيس الحزب حجر عثرة امام إلغاء قوانين سبتمبر التي كان يقول انها لا تساوي الحبر الذي كتبت به، لكنها في عهده كلفت وحدة السودان الوطنية ثمناً باهظا سيدفعه السودان لاحقاً في عهد الانقاذ ، فأسهم بالقدح المعلى في انحسار الثقة بين مكونات السودان الدينية والثقافية والسياسية، وكان ذلك التقهقر في موقف الصادق وتراجعه عن إلغائها نتيجة منطقية لعدم تطوير التفسير الجديد للاسلام كانت تترقبه الجماهير، ونحن ندعو اليه هنا.
إن الزمان قد استدار واعاد كتابة فصولا دموية بشعه امام اعيننا لنماذج الاسلام السياسي المختلفة ، فكان حصادها جميعا الجهل والانغلاق والفساد والتآمر على الامة فتكررت نفس النماذج من الامويين وحتى الانقاذ وفشلت جميعها بلا استثناء، وفتحت اعين الناس على حقيقة الاحزاب الاسلامية وخداعها للجماهير فصارت عاراً على الاسلام ودنكم توثيقات الترابي في قناة الجزيرة وتاريخ الانقاذ، وثبت أن العلمانية هي النظام الأقدر على تحقيق الحياة الكريمة للجماهير لانها تقوم على المدنية ودولة القانون ومحاسبة للمسئولين بلا حصانة دينية ولا سلطة روحية كاذبة. فأي درس ما زال حزب الامة ينتظره ليصحح المفاهيم المغلوطة في برنامجه وأي نخبة ينتظرونها لتوعية جماهير الحزب والشعب بالنهايات المنطقية لشجرة الدولة الدينية وثمارها المسمومة.
حزب الأمة مطالب اليوم اكثر من أي وقت مضى في تاريخه بالإستفادة من الدروس المجانية التي قدمتها كل نماذج الدولة الاسلامية عبر التاريخ انتهاء بداعش والانقاذ ، وعلى الصادق المهدي القيام بدوره التاريخي في نشر التنوير الديني بشجاعة وسط الانصار ووسط الشعب السوداني للخروج من مأزق الدولة الدينية والسير في خطى تطوير المهدية بنهج علمي مستنير.
بقدر ما خلط الصادق المهدى وكل الكتاب السياسين الاسلامين بين االدين والدوله واكدو للجميع فهمهم القاصر للاسلام وتقزم أفكارهم بطريقة محدوده فى إطار الحدود وعجزو عن وضع فكر سياسي انسانى يعالج قضايا الإقتصاد والمجتمع والعدالة وتحكيم الدستور لحسم الفساد والمفسدين وتجاوز الجهويه والطائفية وكل مايفرق بين الشعب السودانى الذى توحد في جبهة الثورة المهديه وقاتل الظلم التركى وقبله توحدت قبائل السودان عربها وعجمها فى دولة ابو شلوخ والعبدلاب وتحت الطوائف الدينيه محبة فى الله كما تحابو وتهادو فى الوطن وتقاسمو أرضه ووديانه حبا وكرامة لافرق بين عربى واعحمى إلا بالتقوى وعاش السودانين وجاء إلاستعمار وجاء الاستقلال بعد مقاومه شارك فيها الجميع كل فى ناحيته وناصيتة وتعاقبت الحكومات الوطنيه عسكريه وحزبيه ولكن بدلا من أن تقود تلك الأنظمة السودان إلى بر إلا مان اغرقته بمفاهيم عقول متخلفة مفاهيم العقل الرعوى الذى كتب عنة الدكتور النور حمد ليتخلف السودان ويسقط فى تحقيق مشروع ما بعد الإستقلال السياسى والاجتماعى والاقتصادى وجر البلد الى حروب أدت إلى فصل جنوبه وباقيها مازال قائما لأن القائمين على الأمر من ذلك الوقت وإلى اليوم يدورن فى حلقه فارغه مثل ما كتبه صاحب المقال الذى زين مقاله بعنوان فاتح للشهيه ولكن ولكن مذاقه مذاق العقل الرعوى الذى أورد السودان موارد الجهل والهلاك والتشرذم والتخلف والانحطاط وتزين الجو لأصحاب النفوس الدنيئة للاستفاده من مثل هذه الكتابات التى لاتسمن ولاتغنى من جوع تجيرها لصالحها كما فعلت الجبهة الإسلاميه بسقطات التجمع السودانى فى مؤتمر اسمرا للقضايا المصيريه وكما فعلت الأحزاب اليساريه بمواقف المثقفاتيه من الرعيل لأول الغابه والصحراء وهو مايشبه فكر الاخ كاتب المقال والسؤال ماذا جنينا من فكر العقل الرعوى غير الدمار وتعميق جراح السودانين وتمكين الانتهازين مثل سفهاء وفقهاء الإنقاذ
بقدر ما خلط الصادق المهدى وكل الكتاب السياسين الاسلامين بين االدين والدوله واكدو للجميع فهمهم القاصر للاسلام وتقزم أفكارهم بطريقة محدوده فى إطار الحدود وعجزو عن وضع فكر سياسي انسانى يعالج قضايا الإقتصاد والمجتمع والعدالة وتحكيم الدستور لحسم الفساد والمفسدين وتجاوز الجهويه والطائفية وكل مايفرق بين الشعب السودانى الذى توحد في جبهة الثورة المهديه وقاتل الظلم التركى وقبله توحدت قبائل السودان عربها وعجمها فى دولة ابو شلوخ والعبدلاب وتحت الطوائف الدينيه محبة فى الله كما تحابو وتهادو فى الوطن وتقاسمو أرضه ووديانه حبا وكرامة لافرق بين عربى واعحمى إلا بالتقوى وعاش السودانين وجاء إلاستعمار وجاء الاستقلال بعد مقاومه شارك فيها الجميع كل فى ناحيته وناصيتة وتعاقبت الحكومات الوطنيه عسكريه وحزبيه ولكن بدلا من أن تقود تلك الأنظمة السودان إلى بر إلا مان اغرقته بمفاهيم عقول متخلفة مفاهيم العقل الرعوى الذى كتب عنة الدكتور النور حمد ليتخلف السودان ويسقط فى تحقيق مشروع ما بعد الإستقلال السياسى والاجتماعى والاقتصادى وجر البلد الى حروب أدت إلى فصل جنوبه وباقيها مازال قائما لأن القائمين على الأمر من ذلك الوقت وإلى اليوم يدورن فى حلقه فارغه مثل ما كتبه صاحب المقال الذى زين مقاله بعنوان فاتح للشهيه ولكن ولكن مذاقه مذاق العقل الرعوى الذى أورد السودان موارد الجهل والهلاك والتشرذم والتخلف والانحطاط وتزين الجو لأصحاب النفوس الدنيئة للاستفاده من مثل هذه الكتابات التى لاتسمن ولاتغنى من جوع تجيرها لصالحها كما فعلت الجبهة الإسلاميه بسقطات التجمع السودانى فى مؤتمر اسمرا للقضايا المصيريه وكما فعلت الأحزاب اليساريه بمواقف المثقفاتيه من الرعيل لأول الغابه والصحراء وهو مايشبه فكر الاخ كاتب المقال والسؤال ماذا جنينا من فكر العقل الرعوى غير الدمار وتعميق جراح السودانين وتمكين الانتهازين مثل سفهاء وفقهاء الإنقاذ