الشريف حسين يوسف الهندي في الابرار والاحرار ماازكى شمائله

(1)
في ذكرى رحيل الشقيق الشهيد الشريف حسين يوسف الهندي فقد السودان الرجل الذي قاتل اعتى الدكتاتوريات في الوطن الجريح الذي لايزال ينزف بالدماء والدموع ؛كان الشريف مقاتلاًومناضلاً ومعلماً للنضال والثورة حتى ارتبط النضال ضد الدكتاتوريات والانظمة الشمولية والعسكر في وطننا باسمه ..فكان نضال الحسين شريفا وهو يقاتل ويصمد من اجل استرداد كرامة وعزة وعافية وطننا المسلوبة عسكرياً الذي تربًع على عرش البلاد في مايو 69 حتى كانت مارس ابريل المجيدة معلنة انتفاضة الشعب الكريم .
(2)
كان القائد الشقيق الرفيع حسين الهندي وزيرا للمالية والسودان مصدًراً للقطن ومشروع الجزيرة في قمة انتاجه ..عندها اصابه المرض فاستلقى بمكتبه حتى تم اسعافه بواسطة الاطباء وباستفسار الرئيس (اسماعيل الازهري ) عن حالة وزيره اجابه الطبيب ان السيد وزير المالية مصاب بالجوع فقط ((لانه ولمدة ثلاثة ايام لم يكن يأكل))- بل كان يعمل فقط ???!!!!
كان بامكانه ان ياكل كل ثروة السودان فهو المسؤول عنها حينئذ!!!
ولكنه كان من طراز اخر ولا ينبغي له الا ان يكون ابن السودان والمدافع الاول عن حقوق الشعب وليس سرقتها فهو من بعانخي وتهراقا وعلي عبد اللطيف والمستشهد عند مدفعه الماظ عبد الفضيل ..
الحسين لم يكن نبياً ولا رسولاً من إله حتى يبيت عند ربه فيطعمه ويسقيه ولكن كان وطنياً مخلصاً يحمل رسالة حزبه ووطنه لأجل مليون ميل مربع ويدعم كل القوى الثورية والوطنية الشريفة المقاتله من أجل الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية وكان هذا الحسين ينام ببيوت العزابة في الخرطوم !
(3)
والخرطوم تسقط على ايدي العسكر ..تقدم الشريف الي (الجزيرة ابا) لبناء التحالف المضاد للشمولية والديكتاتورية منذ الوهلة الاولى وحتى استشهاد تلك القيادة الرشيدة التي كانت تناضل من اجل حرية وديمقراطية ورفاهية شعبنا العظيم ..فنحن الشعب _الذي لا يموت ؛فإن اصابنا المرض فننا لا نستكين فالاوطان كذلك لا تموت وزكرى الاحرار لا تموت ولا تنهار فالشريف كان منا قوسنا قوسه وجرحه جرحنا فما ازكى شمائله وما انداها …
(4)
تكونت الجبهة الوطنية العريضة فقاتل بجانب الشريف كل من (حزب الامة والاسلاميين) قبل ان تتم ما تمت تسميته بالمصالحة الوطنية قاصمة ظهر (السابقون) ؛فبقي الشريق مقاتلا ومكافحاً ضد القوى المتسلطة والمعادية للشعب مثل السيف وحده حينما هرع ضعاف الجبهة الى مهد الجمال ودرة الاوطان (الخرطوم) ليوقًعوا مصالحتهم مع النظام ؛المصالحة التى لم تكن لها صلة لا بالقضية الوطنية ولا باسترداد كرامة شعبنا الابي بل كانت لمصالح شخصية تخدم فقط الاهواء الشخصية للموقعًين عليها ..
فكان الشريف هو الكريم ابن الشعب الذي قدًم نفسه فداء وتضحية وكان طيلة حياته مدافعاً على مبادئه الاساسية ان لا تنازل عن حرية وديمقراطية الحركة السياسية في السودان ومن اجل رفاهية وتنمية قدرات الشعب المعلم ..
(5)
بوجوده كان الاتحاديون الديمقراطيين الركيزة الاساسية التي تلعب الدور السياسي المعارض ومنذ سقوط النظام الديمقراطي كان الشريف يؤدي دوره المطلوب بكفاءة وصلابة الابطال وكان دوراً قاسياً له ولجميع اشقائه من الاتحاديين الامر الذي تركهم بلا مأوى ولا سكن فكانوا بالمعتقلات مساجيناً وكانو بالفيافي والصحارى ومعسكرات التجنيد بل ان الشريف نفسه اصابه التشريد بحثاً عن المناطق التى يبدأ منها معركته ضد العسكر …
نعتته اذاعة النظام بالشريف الهارب ووعدت بجزل العطاء لكل من يدلي باخبار عنه والمضحك ان الشريف الهارب يستمع للاذاعة في احدى (الدكاكين) وهو يطلب من البائع علبة سجاير واذا به يقول للبائع :
انا هذا الشريف الهارب وانا اريد علبة سجاير من حر مالي وان اردت اامول اكثر من علبة السجاير فقم بتسليمي للحكومة لتعطيك ما وعدت به !!!
فيضحك البائع !!!
اي مجنون هذا ؟؟؟
انت من؟؟؟ وكيف ؟؟؟وماذا ؟؟؟
حتى ان البائع لم يصدًق ان الذي بين يديه هو حسين دريب النور !!
نعم فقد كان كذلك …كان سودانياً ملامحه من هذا البلد ولم تظهر عليه (النعمة التى تأتى للوزراء في زماننا هذا بغتة من ابناء الجوعى المتنكرين لشعبهم )!!القائلون انما هي من عند الله !!!
الم اقل لكم انه كان وزير المالية الجائع ؟؟؟
الم اقل لكم انه كان مؤسس لبند العطالة ومنفذا له ؟؟؟
البند الذي كان ينص على ان يتم توظيف جميع الخريجين من حملة الشهادات الجامعية وحتى الذين لم يم توظيفهم كانت وزارته تقوم بدفع رواتبهم لزيادة دخل الأسر مخافة الفقر ومكافحة للاستغلال المادي الذي يمكن أن يؤدي لأن يبيع الشخص أعزً ما يملك !! اليست هذه افكار الاحرار الديمقراطيون المتحررون فكراً ونضالاً ومسارا ؟؟اليس هذا الحد الادنى من الاشتراكية الديمقراطية؟؟؟
(6)
قال حسين ان الرجال والانفس والارواح كلها ذاهبة وتبقى الارض ويبقي الوطن ويبقى الشعب ويبقى التاريخ .
لقد كان حسين الهندي وطناُ يحمل بين جنباته جميع تفاصيل هذه البلاد فهو ابن الشعب واب الشعب فهو القائل ان حزبكم هذا هو الحركة الشعبية السودانية الاصيلة ..ان حزبكم هذا هو الوطن مصغراً وان الوطن هو الحزب مكبراً..وان حزبكم هذا هو حزب الحريات والديمقراطية ليست في قطره فقط بل في جميع الاقطار؛فعندما كانت العواصم العربية تقرُ ب (نعم) للكيانات الغاصبة للحريات والمستبدة كان الشريف هو مهندس قمة الخرطوم التي قالت (لا) للاعتراف بالغاصبين والمستبدين والقتلة والاضهاد والاستسلام والتفاوض مع الشموليين ..
برحيله فقد الاتحاديون الديمقراطيون القائد والمصادم والمفكرو الملهم والرجل القادر على قلب موازيين الصراع السياسي ..
بانتقاله فقد الحزب كيانه فامتطاه الانتهازيون اصحاب النفوس المريضة واصحاب المصالح الشخصية التي لا تخدم القضية الوطنية بشي بل تشارك الانظمة الديكتاتورية وتبارك الوقوف صفاً واحداً مع العسكر ضد الشعب المعلم ؛فليعلموا أنهم لامحالة ساقطون بنظامهم !!فمن شارك ومن بارك هما سيًان ..فالديمقراطية هي الديمقراطية وخطى حسين هي خطاه فمن مشاها فقد كُتب عليه انه مع خطى الشعب ومن ابى فهو مع اولئلك القتلة المستبدين ..فاينما كنت فولًي وجهك شطر خطى هندينا الشريف فهي ليست خطى اتحادييون فقط بل هي خطى الثورة والنضال والحرية والعدالة والديمقراطية والدولة المدنية ومن باع قضيته فان الحساب أت..
فزكرى الحسين هي زكرى الوفاء والحب والقدوة والحرية .
إن غاب جسده فان روحه هي بين الاحرار بين المناضلين والمقاتلين بين الطلائع وبين الذين ياتون من جينات اسماعيل بافكاره ومبادئه وثوابته ..بين الامهات والشقيقات والسودانيات المناضلات عموماً فهو ابنهنً وشقيقهنً ووالدهنً هو الرمز وهو البطل الذي نكست في يوم رحيله هذا اعلام الدول حداداً على روحه الطاهرة النقية ..فهو الحر وقائد الاحرار التي طلبت ليبيا دفنه ببنغازي جوار المختار فهو ابن افريقيا التى دكًت حصون المعتدي ..
فان اردنا نحن (الاتحاديون الديمقراطيون) ان نسلك طريق الاحرار ودعاة الحرية والديمقراطية والعدالة والتنمية والثورة والوقوف مع الشعب في هذا الزمن ضد الشمولية والعسكر فالسبيل امامنا واحد فقط فهو بخطى حسين هذا الشريف المغوار والا ف لا سبيل لدينا !!!
الا رحم الله الاب والشقيق والمناضل الجسور وقائدنا الفذ والمفكر الشهيد الشريف حسين يوسف الهندي .

احمد الطيب السناري
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. “لم اقل لكم انه كان مؤسس لبند العطالة ومنفذا له ؟؟؟
    البند الذي كان ينص على ان يتم توظيف جميع الخريجين من حملة الشهادات الجامعية”
    بند العطالة او بند الادارة العمومية كان يتم فيه تعيين وتوظيف كل خريجي المدارس الوسطي والثانوية في السودان في ستينات القرن الماضي ولم يكن هنالك عاطلا جامعيا واحد في ذلك الزمن الجميل.

  2. “لم اقل لكم انه كان مؤسس لبند العطالة ومنفذا له ؟؟؟
    البند الذي كان ينص على ان يتم توظيف جميع الخريجين من حملة الشهادات الجامعية”
    بند العطالة او بند الادارة العمومية كان يتم فيه تعيين وتوظيف كل خريجي المدارس الوسطي والثانوية في السودان في ستينات القرن الماضي ولم يكن هنالك عاطلا جامعيا واحد في ذلك الزمن الجميل.

  3. غايتو يا أخوانا جنس كضب ودجل وتكسير تلج بصورة غير طبيعية…والله يا الكاتب انت مبااااالغة نحن الطائفيين والبيوتات دي طلعت عيننا في السودان ….أسكت بالله عليك وسيبنا في حالنا….المظاهرات اخبارها شنو؟ والغلاء وحلة الملاح والعلاج تقول لي شنو كدا مش عارف الهندي!!

  4. غايتو يا أخوانا جنس كضب ودجل وتكسير تلج بصورة غير طبيعية…والله يا الكاتب انت مبااااالغة نحن الطائفيين والبيوتات دي طلعت عيننا في السودان ….أسكت بالله عليك وسيبنا في حالنا….المظاهرات اخبارها شنو؟ والغلاء وحلة الملاح والعلاج تقول لي شنو كدا مش عارف الهندي!!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..