اللّبَن ،، أَبُوا لَيْ بَيْه !!

@ السئوال التقليدي الشائع في جميع المجالس الآن وأصبح لا يحتاج لإجابة ، هو (الحكومة دي مِوَدّيَا البلد دِى عَلَي وَيَن؟؟) .ظل هذا السؤال مرتبطا بالانقاذ التي حاربت المواطنين في أرزاقهم مع بيانها الاول بإحالة مئات الآلاف من العاملين بالقطاع العام الي الصالح العام بكافة مسمياته تنفيذا لسياسة التمكين ولم ينج من الصالح العام حتي العاملين بالقطاع الخاص بعد تجفيف مصادر العمل وتعويق إنتاجهم بإستغلال و تسخير آليات الدولة من ضرائب و زكاة و رسوم الي افقارهم مع البيوت التجارية و رجال الاعمال حتي يخرجوهم من السوق لينفردوا به (دخلونا الجوامع و كَبَسُوا السوق). ليتهم توقفوا علي حرب الارزاق ، ليواصلوا حربهم علي غذاء المواطن بضرب الزراعة و الصناعة ورفع الاسعار و تركيز حالة الغلاء المتصاعدة الآن.
@ كل الشواهد و الحقائق الماثلة الآن تؤكد علي أن فشل هذه الحكومة ، (مركب) . فشل في وضع السياسات و فشل في أي تنفيذ وقد تأكد أيضا عقب اجازة ميزانية الفريق الركابي التي دخلت موسوعة (جنيس) للكوارث الاقتصادية بأن الطاقم الاقتصادي لهذه الحكومة (قاعد أم فكو وفي السهلة كمان) ولا علاقة له بإقتصاديات الدولة ، يكفي أن موازنتهم (المضروبة ) قبل سريانها ،خلقت سلسلة من الازمات أشبه بلعبة (الدومينو)التي تتساقط حجارتها بمجرد سقوط اول حجر و لن تنته قبل الاسراع في التراجع عنها . أي محاولة لاستجواب هذا الطاقم امام المجلس الوطني لن يحل الإشكال بل علي العكس يعمل علي تثبيتهم و حمايتهم لأن مجلس (نُوَامَنا) الذين صفقوا لهذا الميزانية مهللين مكبرين لم و لن يجرأوا علي محاسبة أي مسئول رغم كثرة الاستدعاءات للوزراء الذين لا تتم محاسبتهم ليعودون أكثر شراسة و إفتراء و إصرار علي المضي في سياساتهم و مخالفاتهم و تجاوزاتهم .
@ لم يفق المواطنون من رفع اسعار رغيف الخبز لألف جنيه و من قبلها الكهرباء وبعد قليل الوقود و الغاز حتي تفاجأ الجميع بارتفاع اسعار اللبن الحليب بسبب ارتفاع مدخلات الانتاج و أهمها الاعلاف و الخطورة الاكبر أن هنالك اكثر من 35% من اصحاب القطيع المنتج للالبان في العاصمة التي (يقطنها ثلث السكان) قرروا ترك العمل و التخلص من القطيع بعد أن تعذر الاحتفاظ به في ظل ارتفاع اسعار المدخلات و عدم جدوي اسعار البيع للمستهلك والذي كان يشتري الرطل بمبلغ 5 جنيهات بينما كل التوقعات تشير الي أن سعر الرطل في طريقه الي 10 جنيهات خاصة و أن الشركات المصنعة للألبان ومستخرجاتها الأخرى ينافسون المواطنين الذين يعتمدون إعتمادا كليا علي اللبن بإعتباره الغذاء الكامل لاحتوائه علي كل المواد الغذائية التي يحتاجه الجسم وكل الاسر السودانية تعتمد علي اللبن باعتباره وجبة رئيسية كاملة مع رغيف الخبز. الآن يتعذر تماما الاعتماد عليه كوجبة بعد أن أصبح بعيد المنال ، يتعذر الحصول عليه .
@ الطاقم الاقتصادي (المودي البلد دي في ستين داهية) ، بلا شك لا يقدر أهمية و ضرورة توفر سلعة هامة كاللبن الحليب للمواطن السوداني و لا يمكن الاستغناء عنه باللبن المجفف الذي تجاوزت فاتورة استيراده ربع مليار دولار سنويا ، كفيلة بأن توفر متطلبات الانتاج المحلي من الألبان و التي تحتاج فقط لعقلاء وليس (لخبراء اقتصاد مواهيم ) كما في هذه الايام . لابد من معالجة الخلل الداخلي الذي يؤثر علي انتاج الالبان بتوفير الاعلاف بأسعار معقولة و الاحصائيات توضح أنه و قبل اعلان الموازنة كان سعر جوال العلف 190 جنيه و جوال الردة 130 جنيه لترتفع الاسعار بعد اعلان الموازنة الي 250 جنيه جوال العلف و 180 جنيه جوال الردة يواصل ارتفاع العلف ارتفاعه ليصل الآن الي 300 جنيه/ الجوال بينما اصبح جوال الردة 200 جنيه الجوال .
@ ارتفاع اسعار العلف مرتبطة بارتفاع اسعار الذرة المكون الرئيسي للعليقة وارتفاع الذرة ارتبط بفتح الصادر للجنوب وتصدير بالات العلف العشبي الي السعودية و الامارات بدون نصيب لاصحاب الارض وهذه (مَغَسَة) تَشُق، علاوة علي تقلص مساحات الذرة المزروعة و فشل العروة الصيفية. المصيبة الاكبر أن هنالك مجلس للتخطيط الاستراتيجي يجب تسريحه فورا و محاسبة القائمين عليه لأنهم و كما يبدو ، يخططون لإحداث الأزمات كما إتضح من أزمة اللبن الحالية التى لم تتصاعد أسعاره علي هذا النحو ولا حديث عن اسعار الجبن و الزبادي و الزبدة و القشدة و هي قيمة مضافة وأصبحت الآن (سلع استفزازية) رغم أنها مستخرجة من اللبن و لا تستورد من الخارج ، قال أيه ؟ طاقم إقتصادي و تخطيط استراتيجي ! حِلُّوا عَنَّنَا جاتكم البَلَي، مَلِيتُونا فقر ، أزمات و إحباطات .