“الكتاب الأسود”: سقف برجوازية دارفور الصغيرة للنهضة

جلست قبل سنتين إلى حلقة من الماركسيين في الخرطوم لألقي عليهم هذه الكلمة في تقييم “الكتاب الأسود” الذي صدر في اوائل القرن وأنبت ظلامة دارفور وخروجهم بالسلاح للإنصاف على حجته. فإلى النص:
ربما تأخرنا في تشخيص مسألة دارفور بالنظر إلى “الحركات” وقياداتها البرجوازية الصغيرة كجزء من المشكلة لا الحل. وما منعنا من مؤاخذة هذه الطبقة في فكرها وممارستها هو “تواطؤ” المعارضة الذي تغفل فيه عن التمييز الطبقي في ما بينها هي نفسها على بينة الرغبة العامة على التخلص من النظام وحسب. وهو تمييز لا مهرب منه لسداد المقاومة ذاتها للنظام، وليضع الماركسي يده في القوى التي ستحمل الثورة إلى غايتها الجذرية. ومن المؤسف أن يقع هذه التغافل في الريف الذي هو بؤرة الثورة الوطنية الديمقراطية. فرهن مثل هذه الثورة بقيادات غاب عنها البعد القومي، وأيقظت فتنة النعرات الأثنية والثقافية لمآربها. وهذه نكسة لأننا نستبدل ريف الآباء الطبيعيين العشائريين بريف الفتنة البرجوازية الصغيرة.
لم ننجح بعد في حصار البرجوازية الصغيرة الإثنية حول مسألتين:
الأولى: هو توظيفها الأثنية والعرقية في مشروعها لنهضة الهامش بمعزل عن التحالف الوثيق مع القوى الديمقراطية وحركة الكادحين، بل وربما يأساً منها. وساقها هذا الاعتزال إلى وضع بيضها كلية في سلة المحاور العالمية والإقليمية. والأدهى أن نزاعاتها ظلت تسوقها إلى مساومات مختلفة مع نظام الإنقاذ زادت مسألتهم تعقيداً. ومن مظاهر ذلك تفاقم الانشقاقات في الحركات فتخرج جماعة من “قبيلة” على جماعة قبلية ثم يجري الهدم في نفس الجماعة القبلية فتتقسم إلى حركات بطون وأفخاذ. ونجم من هذا تداعي الصف الدرافوري مما جعل عملية السلم مع الحكومة ضرباً لحركة بحركة.
الثانية: لم نخضع سقف حركات البرجوازية الصغيرة البرنامجي لشواظ النقد السياسي. فأوسع تظلماتها انتشاراً كان “الكتاب الأسود” الذي انصرف بشكل رئيسي لبيان قلة حظ “مثقفي دارفور”، في قول بيان عظيم وحيد للحزب الشيوعي بولاية دارفور، من وظائف الدولة الدستورية والقيادية. ولم يلتفت لمتاعب كادحي دارفور إلا لماما. وصارت هذه الوظائف مشتهاة يخرج من لم تكن في نصيبه من الصفقة السلمية ويعود أدراجه للسلاح.
كتاب “الكتاب الأسود” يوفر لقارئه صورة من قريب لسقف التغيير الذي تنشده قيادة الحركات المسلحة في دارفور وهي التي وصفناها ب”البرجوازية” الصغيرة. فالكتاب في عبارة عامة استدراك ل”السودنة” التي فات قطارها مع الاستقلال وترك الدارفوريين خلواً من الوظائف الدستورية المؤثرة. فالكتاب يبحث في صور اختلال ميزان تقسيم السلطة التي هيمن فيها أبناء الإقليم الشمالي (النيل والشمالية) على الجهاز التنفيذي ووظفوه لإعمار إقليمهم. فاحتلوا حتى 1999 في قول الكتاب 59 فاصل 4 في المائة من الوظائف الدستورية بينما هم مجرد 12 فاصل 2 من مجموع السكان. ومع ذلك حسب احصائيات الكتاب لم يحكم السودان رئيس من غير الشمال قط. وقال واضعو الكتاب ببؤس حصيلتهم في الجاه خلال الديمقراطية الثانية. فنال أهل المركز 74 فاصل 4 من هذه الوظائف بينما لم ينل الٌإقليم الغربي (كردفان ودارفور) سوى 22 فاصل 4 من المائة بما زاد عن نصيب الأوسط الذي كان 14 فاصل 7 في المائة. فحتى دولة ثورة أكتوبر خلت من ممثل للإقليم الغربي وكذلك الأوسط ومن مثلوا الأخير كانوا من مهاجرة الشمال أصلاً.

من أبرز عيوب الكتاب المنهجية أنه لم يعتبر العاصمة كإقليم مستقل تجري عليه قسمة الوظائف والخدمات في حد ذاته. وهذا إلغاء ل”البندرة” ، أي التحول التاريخي لجماعات من شتى بقاع القطر من سكنى الريف ومعاشه إلى البندر، واستنباطهم لهوية جديدة لم تجفف ذاكرتهم من حيث جاؤوا ولكنها هوية مستقلة مصالحها غالبة ووثيقة. ومن صور التخلص من العاصمة كجهة قولهم إنها من محميات الإقليم الشمالي وإقطاعياته. ففي باب إلغاء العاصمة قول الكتاب إن صفوة السيطرة أزاحت بدر الدين طه من سدة ولاية الخرطوم مع أنه خرطومي مؤثل واستبدلوه بمجذوب الخليفة. ولم يثبت الكتاب مع ذلك عند صفة بدر الدين الجهوية فذكر أنه من الوسط في موضع لاحق.
ومن صور التخلص من العاصمة كجهة أيضاً نزع الانتساب لها من الحساب. فالأزهري معروف أنه من الغرب ولكنه ولد وترعرع في العاصمة. وقد رحل أهله عن الشمالية قبل قرون. ومع ذلك فهو عند الكتاب شمالي برغم مهاجر أهله العديدة اللاحقة. ولذا يستغرب المرء قول الكتاب إنه لم يكن بين من تقلدوا رئاسة السودان رجل من الغرب. فإن لم يكن أزهري من الغرب صار من العاصمة. وستكون نسبته للشمالية مشتطة إلا إن كانت النسبة للشمالية عاهة لا تبرأ.
لا يدري المرء لماذا اختار الكتاب الإقليم وحدة قياس في وقت هو مقتنع بأن جمهرة كبيرة من الإقليم الشمالي السيد نفسه مظاليم. فذكر من العناصر العربية المظلومة في الإقليم المناصير علاوة على النوبيين. بل قال صراحة إن الهيمنة للشايقية والجعليين والدناقلة. والأخيرون نوبة بالطبع.
شذَّ الإقليم الأوسط، بؤرة مثلث حمدي، عن افتراضات الكتاب. فنصيبه، وهو في الشمال كان أقل من الغرب في دولة الديمقراطية الثانية (22 فاصل 2 مقابل 14 فاصل 7) كما رأينا. ومن جهة أخرى مثّل الغرب 3 أعضاء بمجلس انقلاب الإنقاذ بينما لم ينجح أحد من الأوسط. وقال واضعو الكتاب مرة إنه حتى من نسبوه للإقليم الأوسط هو في الختام من أصول شمالية قريبة عهد بالوفود للأوسط.
وجدت توزيع أفراد الطبقة التي تمكنت من الوظائف في الكتاب عشوائياً. فقالو إن سبدرات شمالي وهو من القطينة على النيل الأبيض بينما قالوا إن المتعافي أوسطي وهو من الدويم. فلماذا إرجاع سبدرات للشمالية وهو من النيل الأبيض بينما لم يرجعوا بالمتعافي إلى أصوله في جعليين الشمالية. وصار ابو القاسم محمد إبراهيم في الكتاب أوسطي بينما عاش أهله لأجيال في بري والهاشاب بأم درمان بينما أصلهم لو بحثت عنه فهو في كمير الهاشماب بدار الجعليين. وقال الكتاب بأن غازي العتباني أوسطي بينما هو عاصمي لأهله أحياء معروفة باسمهم مثل تلك التي في أم درمان وبحري.
وتوقفت عند صفة الآتي أسماؤهم:
عمر طه ابو سمرة شمالية
بدور ابو عفان شمالية
حسن جحا شمالية
كمال علي محمد شمالية
بدرية سليمان شمالية
سعاد الفاتح شمالية
إبراهيم أحمد عمر شمالية
صلاح محمد محمد صالح شمالية
على عثمان شكالي البشير شمالية
وأين هم من منشأهم في العاصمة؟
يشير الكتاب إلى فترات استثنائية حظي الغرب فيها بميزات جاه. من ذلك قوله إن فترة السبعينات قاربت في التنمية العادلة للقطر بعد تباعدها منذ عهد الاستعمار. ثم اختلف الأمر في العقود التالية التي تركزت فيا الخدمات في الشمال والأوسط:
من يزعم بما سبق سيصعب عليه الإجابة على ما يلي:
1-كيف تنازلت الفئة المهيمنة من امتياز قصر التنمية على أهلها في الشمالية وقادت، وهي ما تزال في دست الحكم، تصحيحاً مقاربة منها للقسط؟ هل من عادة طبقة متنفذة شديدة التحيز أن تنقلب على نفسها وتعدل بدون سبب معلوم؟
2-ما الذي جعل الأوسط يحظى بالخدمات الموصوفة وهو الخاسر في ميزان السلطة كما رأينا؟ بل هو الأخسر من الغرب أحياناً.
مما يعيب منهج الكتاب في تحليل طبيعة السلطان الذي ظلمهم بالنظر إلى العرق (وفي العرق قبائل عن قبائل) أنه لم يتوقف عن طبيعة القوى الحاكمة في ما دون المركز. فأشتكى من ضرب من التهميش في القضارف من غير أن يتوقف إن كان سببه طبقة المركز الحاكمة من شايقية ودناقلة وجعليين أم طبقة القضارف الحاكمة التي لم لا نعلم عنها شئياً؟ أم أنه تحالف لهذه الجماعات في المركز والولايات؟
ولعل أكثر ما أفسد حجج الكتاب أنه ثمرة خصومة الإسلاميين المعروفة. وهي خصومة خسر فيها قطاع من الشماليين المتنفذين من شيعة الترابي وفاز الآخرون. وبدلاً أن يتوقف الكتاب عند هذا الانقسام في الطبقة الحاكمة الشمالية (طالما قال أن مقاليد الأمور ظلت في يدها بشكل سرمدي ومنهم الترابي حتى فارقته جماعته) في سياق مشروعها الإسلامي. فقد قال إن ما سبق الإنقاذ من حكومات نأت عن الإسلام في صورتها لحكم السودان. والتزمت الإنقاذ بذلك. وكان من شأن استصحاب تطبيق الإنقاذ للحكم الإسلامي (مهما كان الرأي فيه) أن ينقلنا من حكم الجعليين والدناقلة والشايقية وهي نقلة من القبائلية إلى العقدية. وكان السؤال الجدير التالي لمثل هذا القول هو: هل أفسد الشماليون الحكم بغريزتهم المهيمنة العرقية أم لأنهم طرف في مشروع إسلامي غير موفق؟ فإذا كان الشماليون هم نفس الوحش القديم (العرقي المهيمن) فما جدوى معالجة قصورهم على ضوء الحاكمية لله كما فعل الكتاب؟
ولم ينجح الكتاب في التمييز بين عرق الطبقة الشمالية الحاكمة ومشروعها الإسلامي. فنجده إما صمت عن هذه الإثارة أو مال إلى الترابيين. فنعى على خصوم الترابي كيدهم لإبراهيم السنوسي والشفيع محمد أحمد وحسن حمدين ود. على الحاج من أبناء الغرب. وكأنهم بهذه الصفة براء من المؤاخذة على فعائل الإنقاذ.
ولما لم ينظر الكتاب في سداد المشروع الاسلامي عاد يزكيه بغير المنتصرين من الإسلاميين. فالحل في نظر الكتاب تأصيلية الحكم مما اتفق للترابي وحركته بعد أن أغلقت الإنقاذ الباب في وجههم. وعناصر هذا التأصيل جاءت في فصل من الكتاب يبدو أنه نصيب الترابي من الترويج له. فركائز الحكم الإسلامي التي ينبغي استعادتها حسب الكتب الأسود هي:
إعمار الأرض، الحرية، إشاعة العدل، الشورى، الحكم رسالياً
قال الكتاب إن تمحور السياسة على محوريّ الطائفية (ختمية وأنصار) غذى تهميش الغرب وغيره. وأشار إلى ظاهرة تصدير النواب (كيف حوربت؟) فنظام عبود مثلاً ختمي ولذا لم يكن فيه تمثيل للغرب. فركز على الشمالية ولم تتعد مساهمته في دارفور عن مدرستين مهنيتين وثانوية بالأبيض. وتعييب الطائفية هنا في غير موضعه. فالكتاب نفسه يعتقد أن من أميز الفترات التي وجد الغرب فيه حظه من بعض السلطة كان على عهد الديمقراطية الثالثة للصادق المهدي. والسبب غير عصي. فقد نال الغرب تلك الميزة بفضل الولاء الطائفي للأنصار.
ومن صور عشوائية الكتاب نقدهم لقلة الإخصائيين بدارفور. وهذه مسألة علاقتها بهيمنة جماعة عرقية ما سطحية ولا تنفذ إلى جذرها. فالأخصائيون “متمردون” على وزارة الصحة لا يريدون مفارقة جنان الخرطوم ومستوصفاتها حتى لو نقلتهم إلى المتمة المحروسة.
1-من جهة هموم دارفور الأكابر، الشعب، نقد الكتاب محقاً إهمال الزراعة المطرية (السمسم، الصمغ، الكركدي، الفول السوداني) أو التقليدية لدعم الزراعة المروية. ونسب الإهمال إلى جريهم وراء توطين القمح في الشمالية هرباً من الجزيرة نفسها.
2-تصفية وحدات القطاع المطري الآلية في ولايات الهامش مثل مشروع جبل مرة وغرب السافنا. لم يذكر تصفية مشروعات الشمالية (بل قال إنها لم تحدث) التي أدارت عداً كبيراً من مشروعات الشمالية كالقرير والعالياب وغيرها.
ولكن الكتاب كل ما ذكر قضية من الأكابر عاد يتحدث عن بؤس نصيب صفوة دارفور في وظائف المؤسسات التي تدير قمم الاقتصاد: البنوك، الزكاة (وصراع الشايقية والجعليين والدناقلة) ولجنة تقسيم المارد القومية.
الكتاب الأسود في رأيي هو صورة برجوازية دارفور لإشكالية الهامش والمركز تمثلت في “جوع” للوظيفة العامة والديوانية. ومر بنا هذا منقبل عقود على عهدنا الأول بالسودنة. تماسك فيه الشماليون الحزز حول سقطها. ورأيناها في الجنوبيين بعد اتفاقية أديس أبابا في 1972 التي كرهها العقيد قرنق لسباق الوظيفة فيها. وهكذا: فسقف صورة البرجوازية الصغيرة للوطن هو الوظيفة العامة التي رأينا كيف دبجوها بالامتيازات والسيارات والتأمين الصحي الخارجي والسفر في إجازات مدفوعة والحادات والحادات وتعاركوا حولها عراكاً قصرت به قاماتهم حتى أمام أنفسهم. فلا برجوازية المركز الصغيرة ولا الهامش تلقي بالاً للكادحين إلا مكاء وتصدية.

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. الكتاب الأسود عرقي . وجاء بعد أن زور فيه المؤتمر انتخاباته تحت رعاية الترابي وأدى لفوز غازي صلاح الدين ضد الفائز الحقيقي وهو من منطقة الغرب. بعده بدأت حرب دار فور . ورئيس العدل والمساواة السابق كان المسؤول عن الأمن في العاصمة
    أكثر من 90% من طلاب جامعة الخرطوم الذين يؤيدون الإخوان المسلمين من أبناء غرب السودان !!

    الحركات التي قدمت الكتاب وبدأت المعارك هي إسلامية المنبع

  2. مهما حاولت لن تستطيع ان تتفند سيطرة الشماليين على السلطة. لكن بإذن الله سيأتي اليوم الذي يسيطر ابناء الهامش على السلطة بقوة السلاح ويتم تهميشكم لمئة عام قادمة. انظر اين كان سنة العراق واين هم اليوم.

  3. رائع يادكتور تحليل دقيق ومحنك
    اعجب به غندور وقال لى ووعدنى بان لك محطة موسكو
    حتى تتفرغ لدراسة الديالكتية فى منبعها

  4. ” … وما منعنا من مؤاخذة هذه الطبقة في فكرها وممارستها هو “تواطؤ” المعارضة الذي تغفل فيه عن التمييز الطبقي في ما بينها هي نفسها على بينة الرغبة العامة على التخلص من النظام وحسب.”

    المعارضة كان يجب ان تعمل على الفرز “التمييز” الطبقي لكي تصنف حاملي السلاح بأن توجهاتهم برجوازية … دعنا نقول جدلا بصحة هذا الكلام …

    اليس الأحرى بالذي يمسك بالقلم ويميز بين هذا وذاك ان يميز لنا اولا وضعية الحكومة نفسها ؟ اين موقعها من هذا التمييز الطبقي ؟ … كيف يمكننا ان “نميز” صهينة الدكتور عبد الله عن تمييز وضع الحكومة نفسه في معظم مقالاته ( ما عدا النذر اليسير ) .

    ولكن يبدو ان هنالك حرجا عظيما ندخل فيه اذا قمنا بهذا التمييز ( من وجهة نظر الدكتور ) . فموقف الدكتور بتحليله التمييزي هذا من الحكومة واضح منذ إشتراكه ” من قولة تيت ” مع الإنقلابيين في مؤتمراتهم دون ان يكون له الى يومنا هذا موقف كالذي اتخذه ( وما زال ) ضد الحركات والمعارضة …

    واذا تجرأ البعض بأن “يميز طبقيا” ويصف دولة الكيزان بأنها دولة للرأسمالية الطفيلية ( وهو اجتهاد يستحق الفهم النقدي ) نجد الدكتور يسخر من هذا الوصف ( دون اي تحليل نقدي مرادف لهذه السخرية ) لأنه ببساطة يريد ان يتحاشى ويتجنب اي وصف لوضع حكومة الفساد .

    واخيرا تكاد لا تخلو معظم كتابات الدكتور عن ” اولاد المدن ” حتى كدنا نفهم بأنهم طبقة لذاتها … اما اليوم ولأن الكتاب الأسود بدأ في مهاجمتهم انبرى الدكتور لكي يعود بهم الى جذورهم لكي يخلصمهم من هذه الورطة المزعومة ثم وبلا شك سوف ينقلب عليهم في اول سانحة بعدما استهلك الدفاع المبطن عنهم ضد من “يكجنهم” من الحركات المسلحة …

    في رايي ان المقال يدعي الحياد العلمي في التحليل بينما اظنه يبطن المدارات “الطبقية ” لأوضاع الحكومة وجماعة الحزب الحاكم .

  5. إقتباس من المقال: إجازات مدفوعة والحادات والحادات…فتشت كل قاموس عربي عن كلمة الحادات دي ما لقيت ليها معني ..واحد مستنير يشرح لينا معليش أخوكم العربي ده إتعلمته في المدارس

  6. محاولة تسويف الحقيقة – تفريغ الكتاب الاسود من دواعية وغاياته التي كشف وانك تحاول صرفه الي شيء متصل بالعنصرية ولكن يكفي انه للان محرم ظهوره في البلاد!! الم تفهم هذا!!

    ثم ذات الامر كررته في مفهوم مثلث حمدي الذي قاعدته الابيض – كوستي – سنار وضلعه الاخر كسلا وبورتسودان وراسه الولاية الشمالية!!

    هي ذات العنصرية المنتهجة والتي كشفها الكتاب الاسود ما ادت لحدوث كل الخلل البنيوي الذي طال البلاد بلا هوادة

  7. مالم يستأذن أهل الهامش نخب الوسط، خاصة الصفوة اليسارية، تظل كل تحركات أهل الهامش عبرة عن “برجوازية صغيرة ذات سقف محدود” في معتقد مثقفاتية مثلث حمدي. هذا هو مقصد الدكتور وإن لم يصرح به

  8. لفهم أفضل لمغزى المقال أعلاه، و الذي يختزل فيه د عبد الله علي إبراهيم مظلمة إنعدام العدل والمساواة في توزيع السلطة والثروة والتنمية بين أقاليم السودان المختلفة في وصفه لحركات المقاومة المسلحة ضد طغمة المتأسلمين التي سمت نفسها “الإنقاذ” ب 【ربما تأخرنا في تشخيص مسألة دارفور بالنظر إلى “الحركات” وقياداتها البرجوازية ?الصغيرة كجزء من المشكلة لا الحل ?? و【صورة برجوازية دارفور لإشكالية الهامش والمركز تمثلت 【في “جوع” للوظيفة العامة والديوانية
    ،
    قد يفيد القارئ كثيرا من مراجعة تعريفات وأمثلة المغالطات المنطقية أدناه

    يجدر التذكير هنا بأن د عبد الله علي إبراهيم قد أورد نفس تكنيكات الكتابة للأخذ من فكرة السودان الجديد كما طرحها الراحل د جون
    .قرنق
    والتي بخس منها هي أيضا!!

    وهميات: وهي القضايا الكاذبة التي يحكم بها الوهم في الأمور غير المحسوسة، مثل:(يلزم الخوف من الميت).
    مشبهات لفظية: وهي القضايا الكاذبة التي تشبه القضايا الصادقة، لاشتباه لفظي مثل قول (هذا إنسان) لتمثال (الإنسان) فيقال ـ مثلا ـ (هذا إنسان) (وكل إنسان ناطق) (فهذا ناطق).
    أو لاشتباه معنوي مثل: (الإنسان حيوان) و(الحيوانجنس) (فالإنسان جنس).

    الاحتكام من التجميع: وهي ان تقول ما هو صحيح لمركبات أو اقسام أو مكونات جسم, لا بد ان يكون صحيح للجسم ككل. على سبيل المثال, (الكربون مادة غير خطرة كما يقول العلماء) (أيضاً, الأكسجين ليست مادة خطرة) (اذاً, ثاني اكسيد الكربون ليس له ضرر على صحة الإنسان)مغالطة التركيب
    الاحتكام من التقسيم: وهي ان تقول ما هو صحيح للجسم لابد ان يكون صحيح لمركبات أو مكونات أو اقسام الجسم. على سبيل المثال, (الثوب لونه أبيض) (اذاً, الذرات المكونة للثوب لونها أبيض). وهذا ليس صحيح لأن العلماء لم يقولوا إذا كان للذرات لون.مغالطة التفكيك

    الاحتكام من السلطة: وهي ان تأخذ برأي شخص كمختص في مجال معين, وهو ليس مختص في هذا المجال. مثلاً, (خالد ميكانيكي) (خالد قال ان نظرية اينشتاين خاطئة بحكم خبرته) (اذاً, نظرية اينشتاين خاطئة).الاحتكام إلى السلطة
    الرجل القشة: وهي ان تغير أو تضعف ادعاء الشخص ليكون أسهل انتقادها.
    القدح الشخصي: وهي ان تنتقد الشخص صاحب الإدعاء بدلاً من الإدعاء بحدّ ذاته.
    الاحتكام من العادات: وهي ان تقول بصحة ادعاء لأن بعض العادات تأخذ به. مثلاً, (الإبر صينية معروفة بالصين من آلاف السنين) (اذاً, لابد ان تسجل الإبر صينية كعلاج طبي صحيح).
    الاحتكام من الجهل: وهي ان تقول بما ان ادعاءك لم يثبت خطأه فلابد انه صحيح. أو ان تقول بما أن ادعاء فلان لم يثبت صحته, فلابد انه خاطئ. مثال حقيقي على هذا, انه بعض الأشخاص ادعوا نزول المذنبات في أمريكا (قبل هذا لم يكتشف المذنب). كثير من الناس لم يصدقوا باقوال الأشخاص لأنه لم يكن لديهم دليل دامغ على صحة ادعائهم ولكن علمياً كثير من الناس يصدقون بوجود المذنبات. لكن هذا ليس معناه تصديق اي نظرية ليس لها دليل دامغ, ولكن ان النظرية أو الإدعاء حتى بلا دليل دامغ, تظل من الممكن (ولو إمكانية بسيطة) ان تكون صحيحة.
    الاحتكام من العاطفة: وهي ان تملئ ادعائك بندائات عاطفية بلا ندائات منطقية. هذا ليس معناه الغاء العاطفة من الإدعاء, لأن النداء العاطفي يجعل الإدعاء أقوى, ولكن معناه انه لابد من جمل و روابط منطقية داخل الإدعاء.
    مغالطة التفكيك ويتم ارتكابها حين يستدل شخص بأن ماهو صحيح بالنسبة للكل، فهو صحيح بالنسبة لجميع الأجزاء، وبدون تقديم مسوغات لهذا الاستدلال.[1] وهناك نوعان من هذه المغالطة :

    النوع الأول، حينما يستدل شخص بأن ماهو صحيح بالنسبة للكل، يجب أن يكون صحيحاً بالنسبة لكل الأجزاء وبدون أن يقدم مسوغات منطقية لهذا الاستدلال. وتسير على النحو التالي:

    كل س، لديها الخصائص التالية: أ، ب، ج، ..
    إذن، كل الأجزاء في س، لديها الخصائص التالية: أ، ب، ج، ..
    وهذه المغالطة واضحة بالمثال التالي: 4 عدد زوجي، إذن 1 و 3 يجب أن يكونا زوجيان.

    ولكن هناك حالات لا تنطبق عليها هذه المغالطة وذلك حين يكون هناك مسوغ منطقي للاستدلال. فمثلا الجسم البشري مكون من مادة، ومن هنا يعتبر معقولاً أن تستنتج أن الأجزاء التي تكون الجزء البشري أيضا مكونة من مادة. لأنه لايوجد أي سبب للاعتقاد بأن الجسم مكون من مكونات غير مادية وتتحول إلى مادية حين تتحد معاً.

    النوع الثاني من هذه المغالطة يتم ارتكابه حينما يتم رسم استنتاجات عن خصائص أفراد المجموعة بناء على خصائص المجموعة ككل، بدون وجود مسوغات منطقية تدعم هذا الاستدلال. وهذه المغالطة تسير على النحو التالي :

    إجمالا، مجموعة (س) تملك الخصائص التالية: أ، ب، ج، ..
    إذن، الأجزاء التي تكون (س) تملك الخصائص التالية: أ، ب، ج، …
    وهذا النمط يعتبر مغالطة كما في المثال الآتي: “الرياضيون، كمجموعة، هم لاعبو كرة قدم، ولاعبو كرة سلة وسباحون. إذن، كل رياضي يجب ان يكون لاعب كرة قدم، لاعب كرة سلة، وسباح” .

    ولكن قد يكون هناك مسوغات منطقية تسوغ مثل هذا الاستدلال، فمثلا، “قطة أ من الثديات، لأن كل القطط من الثديات”. فعبارة “كل القطط من الثديات” هنا تعتبر مسوغ منطقي يجعلنا نستنتج صفات الجزء من الكل.

  9. رداً على بروف عبد الله في انتقاده للكتاب الاسود .. بقلم: إسماعيل عبدالله
    في مقال بعنوان (الكتاب الاسود : سقف برجوازية دارفور الصغيرة للنهضة) , تحامل الدكتور عبد الله علي ابراهيم كثيراً على مقاصد هذا الكتاب الذي اثار جدلاً كبيراً , فقام بانتقاد النخبة الدارفورية و اطلق عليها اوصافاً من شاكلة برجوازية دارفور , و له في ذلك حق اصيل كاكاديمي ضليع ومراقب للشأن السوداني عامة , و للأزمة في دارفور بصفة خاصة , مثلما لنا من حق الرد على ما نراه غير متسق مع الطرح الشامل , الذي جاء به الكتاب المعني , فمحاولته تسفيه ما جاء به الكتاب الذي فضح منظومات الحكم المركزية المتعاقبة , وذلك بكشفه لاعتلال و اختلال ميزان العدالة في الدولة السودانية الحديثة , وبالارقام والاحصائيات الدقيقة , فهذا امر غير موفق من رجل باحث واكاديمي يرجى منه تقديم الحلول , و المعالجات النافعة لازمات الوطن السياسية و الفكرية, بحيادية لا يشوبها الميل العاطفي لذوي القربى و الاهل في الجهة , ان حساسية قضايا الهامش السوداني الذي اهملته النظم المركزية في التنمية , تتطلب الدقة وعدم الانسياق وراء إلهامات الترف الفكري , و اتباع الطريقة التقليدية للمثقف المركزي في نظرته لازمات الوطن الشاملة , فوصفه لقيادات حركات دارفور بالبرجوازية الصغيرة وصف جانبه فيه الصواب , فالبرجوازية بحسب تعريف الفكر الذي يعتنقه كاتب المقال , هي طبقة تمتلك رؤوس الاموال وتسيطر على مؤسسات الدولة و المجتمع , وتعيش هذه الطبقة على فائض قيمة عمل العمال , ومن طرافة هذا التعريف ان كل هذه الاوصاف التي حواها تنطبق على عصبة المؤتمر الوطني التي يداهنها الكاتب , في كثير من كتاباته و احاديثه المنقولة عبر تلفاز الحكومة , اكثر من تطابقها مع حال قادة الحراك الثوري في دارفور , فالشهيد خليل ابراهيم كان ابن اسرة بسيطة من قرية (الطينة) , التحق بالمدارس الحكومية مثله مثل ابن اي مزارع , او موظف دولة صغير في ذلك الزمان , و على ذات الطريق سار الشهيد المهندس داؤود يحي بولاد , ابن الاسرة المتواضعة التي لا علاقة لها باكتناز الاموال و التجارة , ولا يشغل اعمامه و ابناء عمومته وظائف عليا في الدولة.
    يقول عبد الله :(فرهن مثل هذه الثورة بقيادات غاب عنها البعد القومي , وايقظت فتنة النعرات الاثنية و الثقافية لمآربها ) , ولكأني بالبروفسور الشهير يحاول رمي قيادات الحراك الدارفوري بداء قومه وينسل , لانه من المعلوم بداهةً لنا جميعنا , ان البعد القومي قد غاب عن منظومات الحكم المركزية في السودان منذ الاستقلال , فاكثر ما يميز كل الانظمة الحاكمة التي تعاقبت على كرسي السلطة , هو نشاز التشكيلة المسيطرة على دفة الادارة , وبين ظهرانينا نظام الانقاذ و تمكينه للممارسة الجهوية في مفاصل مؤسسات السلطة , اما فتنة النعرات الاثنية يا عزيزنا عبد الله فقد أسس لها النظام القائم اليوم , وانشأ لها قسم متخصص في جهاز امنه ومخابراته , اطلق عليه مسمى شعبة القبائل , لكي يمدد رجليه ليخطط وينفذ اوامر إشعال الحروب القبلية و النزاعات العرقية في السودان , وفي سبيل هذا النشاط الاجرامي بُذلت الاموال و الميزانيات الضخمة , وفي ذات المقال الذي نحن بصدده اليوم سطر قلم الدكتور ما بين القوسين : (فاوسع تظلماتها انتشاراً كان الكتاب الاسود الذي انصرف بشكل رئيسي لبيان قلة حظ مثقفي دارفور) , وهنا افتقار للامانة العلمية و تبسيط مخل لما جاء في الكتاب الذي كشف عن خبايا الظلم المؤسس , الذي ظلت تمارسه انظمة الحكم المركزي عبر جميع حقبها , حيث ان الكتاب ابان بشكل رئيسي اختلال ميزان العدالة في جميع اقاليم السودان , وكانت الجدولة شاملة , و لم تترك اقليم الا واحصت ما له من عدد من السكان , مقابل ما يستحوذ عليه من نفوذ اداري في هرم سلطة الدولة , فرؤية الكتاب يجب ان لا تُختزل في المحور الدارفوري , لان محتوى الكتاب بمجمله يعبر عن رؤية شاملة , يمكن ان تكون قاعدة بيانات يعتمد عليها في إحقاق الحق , وحل الازمة الوطنية المستحكمة بشكل جذري , كما اعيب على الدكتور عبد الله هذه العبارة الغير دقيقة و المزيفة للحقيقة (قلة حظ مثقفي دارفور) , فحصر حقوق اهل دارفور ومثقفيهم في قدرية الحظ و معادلة القسمة والنصيب , يمثل عينة و نموذج من الكتابات المستهترة والصادرة من المثقفين المركزيين , تجاه القضايا المصيرية لسكان هامش البلاد , والتي تتعلق بالهجرة و النزوح و مواجهة الموت والتقتيل بآلة النظام , فايداع مسودة حقوق الناس في سلة الحظ و القدر و النصيب , ليس بالرأي السديد الذي يجب ان يصدر ممن يريد ان يقدم نقداً علمياً بناءً للقضية , وهي ذات النزعة السيكلوجية المحركة لحكام المركز تجاه قضايا المهمشين , والتي ادت الى استمرار المأساة زمناً طويلاً دون حل , والسبب هو هذا الشعور الخفي و الاحساس الضمني بعدم الاعتراف بالآخر و بحق هذا الآخر في ان يكون آخراً , وفي ذات سياق المقال أتانا البروف بهذه الجملة : (من ابرز عيوب الكتاب المنهجية انه لم يعتبر العاصمة كاقليم مستقل تجري عليه قسمة الوظائف و الخدمات في حد ذاته) , وانا اقول له ان العاصمة المثلثة لا يمكن النظر اليها بمعزل عن اقاليم السودان الاخرى , ولا يمكن استثنائها من شمول رؤية الكتاب المعالج لازمة اختلال ميزان العدالة في السودان , فبرغم غلبة كثافة سكان العاصمة من ذوي الاصول الكردفانية والدارفورية و الشرقاوية , الا ان ظاهرة الجعللة و الشقشقة و الدنقلة التي اشار اليها الكتاب , تجدها طاغية على وظائف مؤسسات هذه العاصمة , وهذه حقيقة واجب على كل صادق يؤمن بضرورة اعادة هيكلة مؤسسات الدولة , بما يتوافق مع التمييز الايجابي لسكان السودان ان يتبعها , اما المقاربة في صراع السلطة في ولاية الخرطوم بين بدر الدين طه والراحل مجذوب الخليفة , فهي مثل عملية ازاحة علي عثمان و تنصيب بكري حسن صالح , وهي مقاربة تثبت الحقيقة الراسخة في اطروحة جدلية المركز والهامش , وهي السيطرة الجهوية على مفاصل السلطة والوظائف العليا للدولة المركزية , وهو عكس ما اراد ان يوصله الدكتور عبد الله الى وعي القاريء.
    اخيراً يستغرب البروفسور عبد الله في مقاله هذا , في لماذا جعل الكتاب الاسود الاقليم كوحدة للقياس في تحليل ازمة الحكم و الادارة في البلاد , واستغرابه هذا ينم عن نظرة تقليدية معتادة من قبل كتاب المركز الذين يعتبر هو واحد منهم تجاه الاقاليم السودانية , فكثير منهم لا يستصحبون تاريخ هذه الاقاليم الغابر , عندما كانت ممالك وسلطنات و دول لها وجود سابق لكينونة و وجود الدولة السودانية الحديثة , فهذه الاقاليم عبارة عن كتل بشرية ذات سبق حضاري وموروث خاص بها في شئون الحكم و الادارة , ومن الصعوبة بمكان ان تتماهى مع نظام مركزي متسلط , فهب ان هذه الاقاليم السودانية كانت تحت مظلة نظام ادراي فدرالي حقيقي , لكانت حينئذ هي المساهم الاكبر في بناء دولة سودانية عظمى في المنطقة , وما تفجر الصراع في كردفان ودارفور والنيل الازرق و شرق السودان , الا لأن هذه الشعوب لها بنيان حضاري يمتاز بالاستقلالية , ويرفض عمليات الادماج القسري في الانظمة و الحكومات المصنوعة بواسطة المستعمر الاوروبي.
    دائماً ما نفاجأ نحن ابناء الهامش السوداني , الذين حباهم الله ببصيص ضوء متواضع من الوعي و المعرفة , بفجاجة كتاب ومثقفي المركز في تناولهم لازماتنا التي لا ينظرون اليها , الا من على سطح قشورها , فتأتي تحليلاتهم و تنظيراتهم فطيرة و مبتورة , ولا تلامس جذور هذه الازمات , لقد كان وما يزال الكتاب الاسود بمثابة السفر الذي اهتدى اليه الكثيرون من ابناء الهامش التائهين , فهو الملهم للثوار الذين ما زالوا متمسكين بالطريق الذي اختطه لهم الراحلون والشهداء الاوائل , من امثال يوسف كوة مكي و داؤود يحي بولاد و خليل ابراهيم محمد.
    اسماعيل عبد الله
    [email protected]

  10. الكتاب الأسود عرقي . وجاء بعد أن زور فيه المؤتمر انتخاباته تحت رعاية الترابي وأدى لفوز غازي صلاح الدين ضد الفائز الحقيقي وهو من منطقة الغرب. بعده بدأت حرب دار فور . ورئيس العدل والمساواة السابق كان المسؤول عن الأمن في العاصمة
    أكثر من 90% من طلاب جامعة الخرطوم الذين يؤيدون الإخوان المسلمين من أبناء غرب السودان !!

    الحركات التي قدمت الكتاب وبدأت المعارك هي إسلامية المنبع

  11. مهما حاولت لن تستطيع ان تتفند سيطرة الشماليين على السلطة. لكن بإذن الله سيأتي اليوم الذي يسيطر ابناء الهامش على السلطة بقوة السلاح ويتم تهميشكم لمئة عام قادمة. انظر اين كان سنة العراق واين هم اليوم.

  12. رائع يادكتور تحليل دقيق ومحنك
    اعجب به غندور وقال لى ووعدنى بان لك محطة موسكو
    حتى تتفرغ لدراسة الديالكتية فى منبعها

  13. ” … وما منعنا من مؤاخذة هذه الطبقة في فكرها وممارستها هو “تواطؤ” المعارضة الذي تغفل فيه عن التمييز الطبقي في ما بينها هي نفسها على بينة الرغبة العامة على التخلص من النظام وحسب.”

    المعارضة كان يجب ان تعمل على الفرز “التمييز” الطبقي لكي تصنف حاملي السلاح بأن توجهاتهم برجوازية … دعنا نقول جدلا بصحة هذا الكلام …

    اليس الأحرى بالذي يمسك بالقلم ويميز بين هذا وذاك ان يميز لنا اولا وضعية الحكومة نفسها ؟ اين موقعها من هذا التمييز الطبقي ؟ … كيف يمكننا ان “نميز” صهينة الدكتور عبد الله عن تمييز وضع الحكومة نفسه في معظم مقالاته ( ما عدا النذر اليسير ) .

    ولكن يبدو ان هنالك حرجا عظيما ندخل فيه اذا قمنا بهذا التمييز ( من وجهة نظر الدكتور ) . فموقف الدكتور بتحليله التمييزي هذا من الحكومة واضح منذ إشتراكه ” من قولة تيت ” مع الإنقلابيين في مؤتمراتهم دون ان يكون له الى يومنا هذا موقف كالذي اتخذه ( وما زال ) ضد الحركات والمعارضة …

    واذا تجرأ البعض بأن “يميز طبقيا” ويصف دولة الكيزان بأنها دولة للرأسمالية الطفيلية ( وهو اجتهاد يستحق الفهم النقدي ) نجد الدكتور يسخر من هذا الوصف ( دون اي تحليل نقدي مرادف لهذه السخرية ) لأنه ببساطة يريد ان يتحاشى ويتجنب اي وصف لوضع حكومة الفساد .

    واخيرا تكاد لا تخلو معظم كتابات الدكتور عن ” اولاد المدن ” حتى كدنا نفهم بأنهم طبقة لذاتها … اما اليوم ولأن الكتاب الأسود بدأ في مهاجمتهم انبرى الدكتور لكي يعود بهم الى جذورهم لكي يخلصمهم من هذه الورطة المزعومة ثم وبلا شك سوف ينقلب عليهم في اول سانحة بعدما استهلك الدفاع المبطن عنهم ضد من “يكجنهم” من الحركات المسلحة …

    في رايي ان المقال يدعي الحياد العلمي في التحليل بينما اظنه يبطن المدارات “الطبقية ” لأوضاع الحكومة وجماعة الحزب الحاكم .

  14. إقتباس من المقال: إجازات مدفوعة والحادات والحادات…فتشت كل قاموس عربي عن كلمة الحادات دي ما لقيت ليها معني ..واحد مستنير يشرح لينا معليش أخوكم العربي ده إتعلمته في المدارس

  15. محاولة تسويف الحقيقة – تفريغ الكتاب الاسود من دواعية وغاياته التي كشف وانك تحاول صرفه الي شيء متصل بالعنصرية ولكن يكفي انه للان محرم ظهوره في البلاد!! الم تفهم هذا!!

    ثم ذات الامر كررته في مفهوم مثلث حمدي الذي قاعدته الابيض – كوستي – سنار وضلعه الاخر كسلا وبورتسودان وراسه الولاية الشمالية!!

    هي ذات العنصرية المنتهجة والتي كشفها الكتاب الاسود ما ادت لحدوث كل الخلل البنيوي الذي طال البلاد بلا هوادة

  16. مالم يستأذن أهل الهامش نخب الوسط، خاصة الصفوة اليسارية، تظل كل تحركات أهل الهامش عبرة عن “برجوازية صغيرة ذات سقف محدود” في معتقد مثقفاتية مثلث حمدي. هذا هو مقصد الدكتور وإن لم يصرح به

  17. لفهم أفضل لمغزى المقال أعلاه، و الذي يختزل فيه د عبد الله علي إبراهيم مظلمة إنعدام العدل والمساواة في توزيع السلطة والثروة والتنمية بين أقاليم السودان المختلفة في وصفه لحركات المقاومة المسلحة ضد طغمة المتأسلمين التي سمت نفسها “الإنقاذ” ب 【ربما تأخرنا في تشخيص مسألة دارفور بالنظر إلى “الحركات” وقياداتها البرجوازية ?الصغيرة كجزء من المشكلة لا الحل ?? و【صورة برجوازية دارفور لإشكالية الهامش والمركز تمثلت 【في “جوع” للوظيفة العامة والديوانية
    ،
    قد يفيد القارئ كثيرا من مراجعة تعريفات وأمثلة المغالطات المنطقية أدناه

    يجدر التذكير هنا بأن د عبد الله علي إبراهيم قد أورد نفس تكنيكات الكتابة للأخذ من فكرة السودان الجديد كما طرحها الراحل د جون
    .قرنق
    والتي بخس منها هي أيضا!!

    وهميات: وهي القضايا الكاذبة التي يحكم بها الوهم في الأمور غير المحسوسة، مثل:(يلزم الخوف من الميت).
    مشبهات لفظية: وهي القضايا الكاذبة التي تشبه القضايا الصادقة، لاشتباه لفظي مثل قول (هذا إنسان) لتمثال (الإنسان) فيقال ـ مثلا ـ (هذا إنسان) (وكل إنسان ناطق) (فهذا ناطق).
    أو لاشتباه معنوي مثل: (الإنسان حيوان) و(الحيوانجنس) (فالإنسان جنس).

    الاحتكام من التجميع: وهي ان تقول ما هو صحيح لمركبات أو اقسام أو مكونات جسم, لا بد ان يكون صحيح للجسم ككل. على سبيل المثال, (الكربون مادة غير خطرة كما يقول العلماء) (أيضاً, الأكسجين ليست مادة خطرة) (اذاً, ثاني اكسيد الكربون ليس له ضرر على صحة الإنسان)مغالطة التركيب
    الاحتكام من التقسيم: وهي ان تقول ما هو صحيح للجسم لابد ان يكون صحيح لمركبات أو مكونات أو اقسام الجسم. على سبيل المثال, (الثوب لونه أبيض) (اذاً, الذرات المكونة للثوب لونها أبيض). وهذا ليس صحيح لأن العلماء لم يقولوا إذا كان للذرات لون.مغالطة التفكيك

    الاحتكام من السلطة: وهي ان تأخذ برأي شخص كمختص في مجال معين, وهو ليس مختص في هذا المجال. مثلاً, (خالد ميكانيكي) (خالد قال ان نظرية اينشتاين خاطئة بحكم خبرته) (اذاً, نظرية اينشتاين خاطئة).الاحتكام إلى السلطة
    الرجل القشة: وهي ان تغير أو تضعف ادعاء الشخص ليكون أسهل انتقادها.
    القدح الشخصي: وهي ان تنتقد الشخص صاحب الإدعاء بدلاً من الإدعاء بحدّ ذاته.
    الاحتكام من العادات: وهي ان تقول بصحة ادعاء لأن بعض العادات تأخذ به. مثلاً, (الإبر صينية معروفة بالصين من آلاف السنين) (اذاً, لابد ان تسجل الإبر صينية كعلاج طبي صحيح).
    الاحتكام من الجهل: وهي ان تقول بما ان ادعاءك لم يثبت خطأه فلابد انه صحيح. أو ان تقول بما أن ادعاء فلان لم يثبت صحته, فلابد انه خاطئ. مثال حقيقي على هذا, انه بعض الأشخاص ادعوا نزول المذنبات في أمريكا (قبل هذا لم يكتشف المذنب). كثير من الناس لم يصدقوا باقوال الأشخاص لأنه لم يكن لديهم دليل دامغ على صحة ادعائهم ولكن علمياً كثير من الناس يصدقون بوجود المذنبات. لكن هذا ليس معناه تصديق اي نظرية ليس لها دليل دامغ, ولكن ان النظرية أو الإدعاء حتى بلا دليل دامغ, تظل من الممكن (ولو إمكانية بسيطة) ان تكون صحيحة.
    الاحتكام من العاطفة: وهي ان تملئ ادعائك بندائات عاطفية بلا ندائات منطقية. هذا ليس معناه الغاء العاطفة من الإدعاء, لأن النداء العاطفي يجعل الإدعاء أقوى, ولكن معناه انه لابد من جمل و روابط منطقية داخل الإدعاء.
    مغالطة التفكيك ويتم ارتكابها حين يستدل شخص بأن ماهو صحيح بالنسبة للكل، فهو صحيح بالنسبة لجميع الأجزاء، وبدون تقديم مسوغات لهذا الاستدلال.[1] وهناك نوعان من هذه المغالطة :

    النوع الأول، حينما يستدل شخص بأن ماهو صحيح بالنسبة للكل، يجب أن يكون صحيحاً بالنسبة لكل الأجزاء وبدون أن يقدم مسوغات منطقية لهذا الاستدلال. وتسير على النحو التالي:

    كل س، لديها الخصائص التالية: أ، ب، ج، ..
    إذن، كل الأجزاء في س، لديها الخصائص التالية: أ، ب، ج، ..
    وهذه المغالطة واضحة بالمثال التالي: 4 عدد زوجي، إذن 1 و 3 يجب أن يكونا زوجيان.

    ولكن هناك حالات لا تنطبق عليها هذه المغالطة وذلك حين يكون هناك مسوغ منطقي للاستدلال. فمثلا الجسم البشري مكون من مادة، ومن هنا يعتبر معقولاً أن تستنتج أن الأجزاء التي تكون الجزء البشري أيضا مكونة من مادة. لأنه لايوجد أي سبب للاعتقاد بأن الجسم مكون من مكونات غير مادية وتتحول إلى مادية حين تتحد معاً.

    النوع الثاني من هذه المغالطة يتم ارتكابه حينما يتم رسم استنتاجات عن خصائص أفراد المجموعة بناء على خصائص المجموعة ككل، بدون وجود مسوغات منطقية تدعم هذا الاستدلال. وهذه المغالطة تسير على النحو التالي :

    إجمالا، مجموعة (س) تملك الخصائص التالية: أ، ب، ج، ..
    إذن، الأجزاء التي تكون (س) تملك الخصائص التالية: أ، ب، ج، …
    وهذا النمط يعتبر مغالطة كما في المثال الآتي: “الرياضيون، كمجموعة، هم لاعبو كرة قدم، ولاعبو كرة سلة وسباحون. إذن، كل رياضي يجب ان يكون لاعب كرة قدم، لاعب كرة سلة، وسباح” .

    ولكن قد يكون هناك مسوغات منطقية تسوغ مثل هذا الاستدلال، فمثلا، “قطة أ من الثديات، لأن كل القطط من الثديات”. فعبارة “كل القطط من الثديات” هنا تعتبر مسوغ منطقي يجعلنا نستنتج صفات الجزء من الكل.

  18. رداً على بروف عبد الله في انتقاده للكتاب الاسود .. بقلم: إسماعيل عبدالله
    في مقال بعنوان (الكتاب الاسود : سقف برجوازية دارفور الصغيرة للنهضة) , تحامل الدكتور عبد الله علي ابراهيم كثيراً على مقاصد هذا الكتاب الذي اثار جدلاً كبيراً , فقام بانتقاد النخبة الدارفورية و اطلق عليها اوصافاً من شاكلة برجوازية دارفور , و له في ذلك حق اصيل كاكاديمي ضليع ومراقب للشأن السوداني عامة , و للأزمة في دارفور بصفة خاصة , مثلما لنا من حق الرد على ما نراه غير متسق مع الطرح الشامل , الذي جاء به الكتاب المعني , فمحاولته تسفيه ما جاء به الكتاب الذي فضح منظومات الحكم المركزية المتعاقبة , وذلك بكشفه لاعتلال و اختلال ميزان العدالة في الدولة السودانية الحديثة , وبالارقام والاحصائيات الدقيقة , فهذا امر غير موفق من رجل باحث واكاديمي يرجى منه تقديم الحلول , و المعالجات النافعة لازمات الوطن السياسية و الفكرية, بحيادية لا يشوبها الميل العاطفي لذوي القربى و الاهل في الجهة , ان حساسية قضايا الهامش السوداني الذي اهملته النظم المركزية في التنمية , تتطلب الدقة وعدم الانسياق وراء إلهامات الترف الفكري , و اتباع الطريقة التقليدية للمثقف المركزي في نظرته لازمات الوطن الشاملة , فوصفه لقيادات حركات دارفور بالبرجوازية الصغيرة وصف جانبه فيه الصواب , فالبرجوازية بحسب تعريف الفكر الذي يعتنقه كاتب المقال , هي طبقة تمتلك رؤوس الاموال وتسيطر على مؤسسات الدولة و المجتمع , وتعيش هذه الطبقة على فائض قيمة عمل العمال , ومن طرافة هذا التعريف ان كل هذه الاوصاف التي حواها تنطبق على عصبة المؤتمر الوطني التي يداهنها الكاتب , في كثير من كتاباته و احاديثه المنقولة عبر تلفاز الحكومة , اكثر من تطابقها مع حال قادة الحراك الثوري في دارفور , فالشهيد خليل ابراهيم كان ابن اسرة بسيطة من قرية (الطينة) , التحق بالمدارس الحكومية مثله مثل ابن اي مزارع , او موظف دولة صغير في ذلك الزمان , و على ذات الطريق سار الشهيد المهندس داؤود يحي بولاد , ابن الاسرة المتواضعة التي لا علاقة لها باكتناز الاموال و التجارة , ولا يشغل اعمامه و ابناء عمومته وظائف عليا في الدولة.
    يقول عبد الله :(فرهن مثل هذه الثورة بقيادات غاب عنها البعد القومي , وايقظت فتنة النعرات الاثنية و الثقافية لمآربها ) , ولكأني بالبروفسور الشهير يحاول رمي قيادات الحراك الدارفوري بداء قومه وينسل , لانه من المعلوم بداهةً لنا جميعنا , ان البعد القومي قد غاب عن منظومات الحكم المركزية في السودان منذ الاستقلال , فاكثر ما يميز كل الانظمة الحاكمة التي تعاقبت على كرسي السلطة , هو نشاز التشكيلة المسيطرة على دفة الادارة , وبين ظهرانينا نظام الانقاذ و تمكينه للممارسة الجهوية في مفاصل مؤسسات السلطة , اما فتنة النعرات الاثنية يا عزيزنا عبد الله فقد أسس لها النظام القائم اليوم , وانشأ لها قسم متخصص في جهاز امنه ومخابراته , اطلق عليه مسمى شعبة القبائل , لكي يمدد رجليه ليخطط وينفذ اوامر إشعال الحروب القبلية و النزاعات العرقية في السودان , وفي سبيل هذا النشاط الاجرامي بُذلت الاموال و الميزانيات الضخمة , وفي ذات المقال الذي نحن بصدده اليوم سطر قلم الدكتور ما بين القوسين : (فاوسع تظلماتها انتشاراً كان الكتاب الاسود الذي انصرف بشكل رئيسي لبيان قلة حظ مثقفي دارفور) , وهنا افتقار للامانة العلمية و تبسيط مخل لما جاء في الكتاب الذي كشف عن خبايا الظلم المؤسس , الذي ظلت تمارسه انظمة الحكم المركزي عبر جميع حقبها , حيث ان الكتاب ابان بشكل رئيسي اختلال ميزان العدالة في جميع اقاليم السودان , وكانت الجدولة شاملة , و لم تترك اقليم الا واحصت ما له من عدد من السكان , مقابل ما يستحوذ عليه من نفوذ اداري في هرم سلطة الدولة , فرؤية الكتاب يجب ان لا تُختزل في المحور الدارفوري , لان محتوى الكتاب بمجمله يعبر عن رؤية شاملة , يمكن ان تكون قاعدة بيانات يعتمد عليها في إحقاق الحق , وحل الازمة الوطنية المستحكمة بشكل جذري , كما اعيب على الدكتور عبد الله هذه العبارة الغير دقيقة و المزيفة للحقيقة (قلة حظ مثقفي دارفور) , فحصر حقوق اهل دارفور ومثقفيهم في قدرية الحظ و معادلة القسمة والنصيب , يمثل عينة و نموذج من الكتابات المستهترة والصادرة من المثقفين المركزيين , تجاه القضايا المصيرية لسكان هامش البلاد , والتي تتعلق بالهجرة و النزوح و مواجهة الموت والتقتيل بآلة النظام , فايداع مسودة حقوق الناس في سلة الحظ و القدر و النصيب , ليس بالرأي السديد الذي يجب ان يصدر ممن يريد ان يقدم نقداً علمياً بناءً للقضية , وهي ذات النزعة السيكلوجية المحركة لحكام المركز تجاه قضايا المهمشين , والتي ادت الى استمرار المأساة زمناً طويلاً دون حل , والسبب هو هذا الشعور الخفي و الاحساس الضمني بعدم الاعتراف بالآخر و بحق هذا الآخر في ان يكون آخراً , وفي ذات سياق المقال أتانا البروف بهذه الجملة : (من ابرز عيوب الكتاب المنهجية انه لم يعتبر العاصمة كاقليم مستقل تجري عليه قسمة الوظائف و الخدمات في حد ذاته) , وانا اقول له ان العاصمة المثلثة لا يمكن النظر اليها بمعزل عن اقاليم السودان الاخرى , ولا يمكن استثنائها من شمول رؤية الكتاب المعالج لازمة اختلال ميزان العدالة في السودان , فبرغم غلبة كثافة سكان العاصمة من ذوي الاصول الكردفانية والدارفورية و الشرقاوية , الا ان ظاهرة الجعللة و الشقشقة و الدنقلة التي اشار اليها الكتاب , تجدها طاغية على وظائف مؤسسات هذه العاصمة , وهذه حقيقة واجب على كل صادق يؤمن بضرورة اعادة هيكلة مؤسسات الدولة , بما يتوافق مع التمييز الايجابي لسكان السودان ان يتبعها , اما المقاربة في صراع السلطة في ولاية الخرطوم بين بدر الدين طه والراحل مجذوب الخليفة , فهي مثل عملية ازاحة علي عثمان و تنصيب بكري حسن صالح , وهي مقاربة تثبت الحقيقة الراسخة في اطروحة جدلية المركز والهامش , وهي السيطرة الجهوية على مفاصل السلطة والوظائف العليا للدولة المركزية , وهو عكس ما اراد ان يوصله الدكتور عبد الله الى وعي القاريء.
    اخيراً يستغرب البروفسور عبد الله في مقاله هذا , في لماذا جعل الكتاب الاسود الاقليم كوحدة للقياس في تحليل ازمة الحكم و الادارة في البلاد , واستغرابه هذا ينم عن نظرة تقليدية معتادة من قبل كتاب المركز الذين يعتبر هو واحد منهم تجاه الاقاليم السودانية , فكثير منهم لا يستصحبون تاريخ هذه الاقاليم الغابر , عندما كانت ممالك وسلطنات و دول لها وجود سابق لكينونة و وجود الدولة السودانية الحديثة , فهذه الاقاليم عبارة عن كتل بشرية ذات سبق حضاري وموروث خاص بها في شئون الحكم و الادارة , ومن الصعوبة بمكان ان تتماهى مع نظام مركزي متسلط , فهب ان هذه الاقاليم السودانية كانت تحت مظلة نظام ادراي فدرالي حقيقي , لكانت حينئذ هي المساهم الاكبر في بناء دولة سودانية عظمى في المنطقة , وما تفجر الصراع في كردفان ودارفور والنيل الازرق و شرق السودان , الا لأن هذه الشعوب لها بنيان حضاري يمتاز بالاستقلالية , ويرفض عمليات الادماج القسري في الانظمة و الحكومات المصنوعة بواسطة المستعمر الاوروبي.
    دائماً ما نفاجأ نحن ابناء الهامش السوداني , الذين حباهم الله ببصيص ضوء متواضع من الوعي و المعرفة , بفجاجة كتاب ومثقفي المركز في تناولهم لازماتنا التي لا ينظرون اليها , الا من على سطح قشورها , فتأتي تحليلاتهم و تنظيراتهم فطيرة و مبتورة , ولا تلامس جذور هذه الازمات , لقد كان وما يزال الكتاب الاسود بمثابة السفر الذي اهتدى اليه الكثيرون من ابناء الهامش التائهين , فهو الملهم للثوار الذين ما زالوا متمسكين بالطريق الذي اختطه لهم الراحلون والشهداء الاوائل , من امثال يوسف كوة مكي و داؤود يحي بولاد و خليل ابراهيم محمد.
    اسماعيل عبد الله
    [email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..