ما بين (قدقدو) و (حفيد ال بدري) وازدواجية المعايير

ما بين (قدقدو) و (حفيد ال بدري) وازدواجية المعايير لدي ذيول “النخب” العشائرية في المركز – (3)

قبل عدة سنوات مضت انتشر مقطع فيديو لشرطي (جندي نَفَر) تابع للنظام العام من الأقاليم الطرفية لهوامش السودان يدعي ((قدقدو )) يجلد فيها بقسوة فتاةً في إحدي الأقسام أمام أعين الناس، وقد أصبح ذلك الفيديو احدي أفظع إمثلة القمع والعنف ضد النساء و تم استخدامه من قبل الإعلام المحلي والعالمي والمنظمات المحلية والدولية والناشطات النسويات كدليلٍ حي على معاناة المرأة من العنف و الفظاعة المنظمة و غير المنظمة في السودان بشكل يومي.

ذلك الضرب الذي قام به (عسكري نَفَر) وجد كماً هائلاً من الإدانة و الاستنكار وتحمل ((القدوقدو )) المسكين قدراً كبيراً من التقريع والإهانة و سباً لعرقه و شخصه واخلاقه في حين أنه لم يكن سوى (العبد المأمور) الذي ينفذ قرار القاضي، و وكيل النيابة والضابط الاعلي منه رتبه٠٠!!
و دارت الأيام دوراتها وإذ نتفاجأ بفيديو “لقدقدو” آخر إلا ان هذه المرة من خشم بيوتات العشائر النخبوية الكبيرة انه حفيد ال البدري ( قاسم)، فاذا الإدانات تحولت إلى تبريرات والضرب الذي كان عنفا ضد النساء أصبح حبا وحماية أبوية٠٠!!

ان هذا الفارق في ردود الأفعال – توجيه الاساءات و التقريع للعسكري وما تم من أيجاد مبررات لما يسمي “ببابا” قاسم هو الفارق بين المأمور وعبد المأمور ٠٠!!

فالسودان ينقسم فيه رد الفعل على الأحداث ليس على حسب موضوعية الحدث ولكن على حسب فاعله. فاذا كان الفعل أتى من قاسم ابن ال بدري فالصمت يخيم على جمعيات المرأة ومجموعات مناهضة العنف ضد قهر النساء ، وغيرها من منظومات المركز السياسية والحقوقية ومدعي الدفاع قضايا حقوق الانسان، في الوقت الذي إذا أتى فيه نفس الفعل من عسكري الهامش عبد المأمور مثل (القدوقدو) تقوم الدنيا ولا تقعد٠٠!!

هذا التناقض في المحاسبة والتمايز في اجراء المحاكمات الأخلاقية هو إحدى أهم مشكلات التمييز التي يعاني منها السودان. فهذه العشائر النخبوية التي تشعر أنها لا يحق لأحد أن يحاسبها تعلم أنه لا أحد سيجرؤ على ذلك ، لأنها هي الآمرة نفسها و هي التي في يدها الحساب والعلاقات والروابط الاجتماعية والامتيازات التي تشكل لها كامل الحماية٠٠!!

ان الإشارة الى ازدواجية المعايير في هذه القضية. لا تقل أهميةً من توضيح انه لا فرق بين تصرف و سلوك (قاسم بدري) الذي يقال عنه معلم و مربي و( العسكري قدو قدو) في قهر و إهانة النساء٠٠!!
ومما يؤسف له أن الإزدواجيون جاءت ردودهم في موازةٍ بغيضة مع خط التمييز الطبقي و العرقي بالضرورة. و إلا فما الفرق بين جريمة من ضرب وعنف النساء و هو قاسم بدري و العسكري المهمش الذي ليس في نسبه آل بدري ولا أموالهم ومؤسساتهم ولا انتماءاتهم الاثنية المهيمنة لكي تدافع عنه٠٠!!

أخر القول ؛ يجب علينا جميعا وضع اعتبار لهذه المفارقات في ردود الأفعال واعادة النظر في هذه التناقضات التي تحاكم الناس بأسمائهم وانتمائاتهم وليس بأفعالهم وجرائمهم.
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠

صور حادثة اعتداء (قاسم ال بدري) علي طالبات الأحفاد بتاريخ الموافق (10/1/2018) وشرطي النظام العام (قدقدو) علي إحدي الفتيات في أقسام الخرطوم في ديسمبر من العام (2010))


makibrhim @yahoo.com

تعليق واحد

  1. الفرق بينهما أن قدوقدو هو ذاته من الهامش كما تزعم. والفرق أنك حولت القضية وبسرعة لقضية عنصرية. على العكس تماما من النخب الصفوية كما زعمت زعما باهتا هو اننا أدنا وسندين العنف أيا كان مصدره ولكنك لاترى إلا التبريرات ولعلها واهية في نظرك العنصري. وانت لا تدري أن جماعة ما يسمى بالإنقاذ تتربص بجامعة الأحفاد وهي تتحين أي فرصة للانقضاض عليها وتصفيتها. لانها بؤرة للاستنارة والحداثة.
    والفرق الأكثر أيلاما أن قدوقدو الهامشي كان يضرب بسوط السلطة بينما الأب بدري يضرب كمعلم وأن كانت فعلته لا تتناسب مع وضعه الابوي ولا التربوي وهو تصرف مدان.
    راجع كم هي كمية الانتقادات التي وجهت للأب أكرر للأب قاسم بدري مما اضطره للإعتذار علانية.
    والفيك اتعرفت فسرعان ما دبجت المقالات نلتي تزم بها الصفوي النخبوي لكي تحصل سوق الاهانات غير المبررة. كان يمكنك نقد الحاصل دون ربطه بالعنصرية؟
    مثل تلك المقالات تزيد الوضع المتأزم اصلا تعقيدا وعلى الحادبين على رتق تلك الهوة أن تدارك الأمر فقد بلغ السيل الزبى.

  2. راجع مقال الأستاذ الطاهر مكي … هذا إلهاء عن القضايا المهمة إلى أشياء لا ترقى إلى هذا النقد للأستاذ قاسم بدر حفظه الله

  3. لأخ شوقي بدري تحية طيبة … في انتظار ردك على هؤلاء الأفاكين الذين نالوا من القامة البروفيسور قاسم بدري
    وأفضال هذا العائلة على السودان … وتعليم البنات … والحركة الوطنية … والذين يصفون الأستاذ قاسم بدري
    بأوصاف أربأ عن ذكرها … في انتظار ردك .. وسوف أكرر هذا النداء في كل الذين كتبوا عن قاسم بدري وآل بدري
    وأنا والله لست من آل بدري .. ولكن لا أنكر فضلهم على السودان وعلى الحركة الوطنية

  4. الفرق بينهما أن قدوقدو هو ذاته من الهامش كما تزعم. والفرق أنك حولت القضية وبسرعة لقضية عنصرية. على العكس تماما من النخب الصفوية كما زعمت زعما باهتا هو اننا أدنا وسندين العنف أيا كان مصدره ولكنك لاترى إلا التبريرات ولعلها واهية في نظرك العنصري. وانت لا تدري أن جماعة ما يسمى بالإنقاذ تتربص بجامعة الأحفاد وهي تتحين أي فرصة للانقضاض عليها وتصفيتها. لانها بؤرة للاستنارة والحداثة.
    والفرق الأكثر أيلاما أن قدوقدو الهامشي كان يضرب بسوط السلطة بينما الأب بدري يضرب كمعلم وأن كانت فعلته لا تتناسب مع وضعه الابوي ولا التربوي وهو تصرف مدان.
    راجع كم هي كمية الانتقادات التي وجهت للأب أكرر للأب قاسم بدري مما اضطره للإعتذار علانية.
    والفيك اتعرفت فسرعان ما دبجت المقالات نلتي تزم بها الصفوي النخبوي لكي تحصل سوق الاهانات غير المبررة. كان يمكنك نقد الحاصل دون ربطه بالعنصرية؟
    مثل تلك المقالات تزيد الوضع المتأزم اصلا تعقيدا وعلى الحادبين على رتق تلك الهوة أن تدارك الأمر فقد بلغ السيل الزبى.

  5. راجع مقال الأستاذ الطاهر مكي … هذا إلهاء عن القضايا المهمة إلى أشياء لا ترقى إلى هذا النقد للأستاذ قاسم بدر حفظه الله

  6. لأخ شوقي بدري تحية طيبة … في انتظار ردك على هؤلاء الأفاكين الذين نالوا من القامة البروفيسور قاسم بدري
    وأفضال هذا العائلة على السودان … وتعليم البنات … والحركة الوطنية … والذين يصفون الأستاذ قاسم بدري
    بأوصاف أربأ عن ذكرها … في انتظار ردك .. وسوف أكرر هذا النداء في كل الذين كتبوا عن قاسم بدري وآل بدري
    وأنا والله لست من آل بدري .. ولكن لا أنكر فضلهم على السودان وعلى الحركة الوطنية

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..