قاسم بدرى ورط “الإسلاميين” وإعلامهم السالب!

رب ضارة نافعة.
خلال الأسبوع الماضى، تابعنا جميعا على مواقع التواصل الإجتماعى، حملة رفض وأستهجان وغضب لتصرف البروفسير قاسم بدرى مع طالباته، قادها الليبراليون واليساريون والشيوعيون والجمهوريون والمنظمات النسوية ونشطاء حقوق الإنسان وغيرهم من فئات ومكونات الشعب السودانى، ومن حقهم أن يغضبوا وأن يشجبوا .. حتى لو كانت ردة فعلهم أعلى مما يجب وحتى لو صرفتهم تلك الخطئية عن قضايا وطنية أكثر أهمية، من مصلحة “النظام” البائس وأرزقيته ومأجوريه أن تصرفهم لعدد آخر من الأيام حتى يجد له وسيلة أخرى تصرفهم من صنع النظام أو من صنع الآخرين، خاصة والمسيرة السلمية التى طلب الحزب الشيوعى من السلطات تسييرها تحاصره وتذيقه المر إذا وافق عليها أو إذا رفض التصديق بتسييرها بمبرراته المعهودة التى تجعله يرفض أى فعل سلمى وديمقراطى طالما لا يؤيد قرارات النظام وسياساته.
على كل .. خيرا فعل بروف “قاسم بدرى” أخيرا، بإعتذاره عن تلك الحادثة نتيجة للضغط الشعبى مهما كان شكل ذلك الإعتذار.
لكن المحير فى الأمر أن ينضم الى تلك “الحملة” فى مواجهة قاسم بدرى التى زادت عن حدها وشغلت المجتمع السودانى عن قضايا أهم كثيرا، “إسلاميون” خاصة فى إعلامهم وصحافتهم “البائرة”، أؤلئك الذين لا تهمهم مصلحة الوطن بل جيبوهم والدليل على ذلك أنهم لا زالوا يكتبون ويترأسون إدارات صحف “شبه حكومية” خاسرة لا يزيد توزيع أفضلها عن 2000 نسخة على أحسن حال ولا تهمهم من كتاباتهم غير رضاء “النظام” ومنحه وعطاياه التى يتلقونها من وقت لآخر فى شكل قطع سكنية أو سيارات معفاة من الجمارك أو من الإستثناءات المفروضة على باقى قطاعات الشعب السودانى وكأن “الصحفى” و”الإعلامى” أهم دورا واشرف من “المعلم”!
اضحكنى رئيس تحرير إحدى صحفهم “البائرة” وهو المدعو “ضياء الدين بلال” الذى إنتقد سلوك البروف/ قاسم بدرى مع المنتقدين قائلا عن نفسه وعن باقى السودانيين “أننا نعانى من حالة فصام حادة وشاذة، ليست فكرية وسياسية، هى أخلاقية فى الأ ساس فى تعريف القيم وتحديد المبادئ ووصف الصاح والخطأ”.
واضاف متحدثا عن التلوين والشخصنة قائلا: “مناصتنا الأخلاقية متحركة ومعاييرنا مزدوجة ومواقفنا متلونة ومراوغة، نفتقد للإستقامة الأخلاقية. إنها أزدواجيتنا المزمنة وتناقضنا البغيض”.
إنتهى كلام ضياء الدين بلال.
ورب ضارة نافعة فعلا .. تلك الحادثة إن كان من ورائها خير، فإنها جعلت أحد “كتاب” الإنقاذ “يتقيأ” كل هذا الإعتراف الذى لم نعهده منهم وقد سبقه زميله الإعلامى”حسين خوجلى” على إعتراف مشابه.
لكن المؤسف أن إعترافاتهم هذه لا تتعدى السنتهم، فضياء الدين بلال ورفاقه لا يختشون ولا يستحيون، فهل إعتذر رئيسه “عمر البشير” عن جميع أخطائه فى حق الشعب السودانى، ومن ضمن تلك الأخطاء “جلد” وإهانة مئات الألاف من حرائر السودان؟
الا يعلم “ضياء الدين بلال” أن نظامه وبموافقة رئيسه، جلد خلال عام واحد فى ولاية الخرطوم وحدها حوالى 45 الف إمرأة وسبب بذلك الما جسديا ونفسيا للمجلودات ولأسرهن، لأن المادة التى عوقبن تحتها تسمى “الفعل الفاضح”، حتى لو كانت الجريمة “زى” ترتديه فتاة أو كانت لحظة أنس برئ بين طالبة وزميلها فى إحدى الجامعات والمسافة بينهما اقل من متر !!
فأين كان “بوق” النظام ضياء الدين بلال فى ذلك الوقت؟
وماذا كتب عن “مأمون حميدة” وجامعته التى اساءت للسودان بتصديرها عدد من “الدواعش”.
أكثر من ذلك فإن ضياء الدين بلال وشيعته من الصحفيين “الإسلاميين” أو “المؤتمرجية”، يعانون فعلا من “إنفصام” شخصية ومن شيزوفرينيا فكرية حادة، فهم يؤيدون نظاما ويدافعون عنه و”منهجه” متخلف الا إذا كانوا يجهلون ذلك، فهو منهج يؤمن “بالجلد” كوسيلة لتأديب الزوجة وفق أحكام شريعة القرن السابع المأخوذة من نصوص مثل “وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ”.
اضحكنى أحد “المستهبلين” الذين لا يريدون أن يقتنعوا بأن “احكام” تلك الشريعة اصبحت لا تناسب إنسانية هذا العصر حيث قام “بلى” عنق اللغة وحرف المعنى الواضح المراد من الآيه قائلا أن “الضرب” المقصود يعنى “المباعدة والإبتعاد خارج بيت الزوجية”!! .. فذكرنى بذلك نكتة “عادل إمام” فى مسرحية “شاهد ما شافش حاجه” التى قال فيها “ومال الدم ده جا من فين”؟؟
يا صحفيو الغفلة ويا إعلام الضلال ليس من حقكم أن تنتقدوا أى فعل مهما كان قبيحا طالما أنتم تؤيدون منهج “سيد قطب” و”الوهابية” الأكثر دموية وتطرفا وقبحا الذى يقر قتل الأسير .. ويقر “الجهاد” الذى يعنى إرسال جيش “لفتح” دولة من الدول دون أن تعتدى عليك وأن تأخذ رجالها “عبيدا” ونسائها “جوارى” و”سبايا” تستمتع ببعضهن وتبيع الآخريات الى جانب العبيد فى سوق يؤسس “للنخاسة”.
أكثر من ذلك أنه “منهج” ينافى ابسط قيمنا السودانية الأصيلة.
فى فقه معاملة الزوجة، تجد العجب العجاب، على سبيل المثال إذا مرضت شريكة الحياة وأم الأبناء فالمسئول عن علاجها “ولى أمرها” حتى تعود معافاة الى زوجها .. وهناك خلاف بين “الفقهاء” فيمن عليه أجر “القابلة” هل الزوج أم ولى الأمر!
أخجلوا واستحوا يا كتاب التخلف والضلال فسوف يصبح نظامكم فى المستقبل “نكتة” وسوف تبصق على وجوهكم أجيال المستقبل.
التى لن تصدق أن نظاما بهذا الشكل كان يحكم بلدها خلال فترة زمنية كؤودة وأن صحفيين وإعلاميين مثلكم كانوا يطبلون لذلك النظام ولقائده ويعملون من أجل بقائه على كرسى السلطة الى الأبد.
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. أقـتـباس :
    حيث قام “بلى” عنق اللغة وحرف المعنى الواضح المراد من الآيه قائلا أن “الضرب” المقصود يعنى “المباعدة والإبتعاد خارج بيت الزوجية”!! .. ———————————————————————————
    بالـرغـم من اننى ضـد هـذا الـنظام واتـمـنى زواله الآن لكن اود ان افـيـدك بأن تـفـسـير كلمة ” الضرب ” فى هـذه الآية لها اكـثـر من تـفـسـيـر وارجـو الرجـوع الى موقع الدكـتور مهندس / محمد شـحـرور الـمـفـكـر الأسـلامى الـسـورى الجـنـسـيـة فى موقـع الـ يـوتـيـوب ” you tube ” وهـو قـد تـنـاولـهـا بالـتـفـسـيـر الذى يـطابـق تـفـسـيـر الصحفى ضـياء الدين بلال .

  2. أقـتـباس :
    حيث قام “بلى” عنق اللغة وحرف المعنى الواضح المراد من الآيه قائلا أن “الضرب” المقصود يعنى “المباعدة والإبتعاد خارج بيت الزوجية”!! .. ———————————————————————————
    بالـرغـم من اننى ضـد هـذا الـنظام واتـمـنى زواله الآن لكن اود ان افـيـدك بأن تـفـسـير كلمة ” الضرب ” فى هـذه الآية لها اكـثـر من تـفـسـيـر وارجـو الرجـوع الى موقع الدكـتور مهندس / محمد شـحـرور الـمـفـكـر الأسـلامى الـسـورى الجـنـسـيـة فى موقـع الـ يـوتـيـوب ” you tube ” وهـو قـد تـنـاولـهـا بالـتـفـسـيـر الذى يـطابـق تـفـسـيـر الصحفى ضـياء الدين بلال .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..