من القذافي الي البشير …هل ولي عهدنا قادم !!!

*من الاستعمار الايطالي وهوأسوأ انواع الاستعمار الي القذافي اعتاد الليبيون الا يتكلموا في السياسة مع بعضهم البعض خوفا وحذرا وكانت مكاتبنا علي عهد القذافي هي المنتدي المناسب لاخراج الهواء الساخن واطلاق النكات خاصة علي الرؤساء من الدول الافريقية الفقيرة او امريكا اللاتينية الذين يزورون ليبيا ويخرجون بصيد مشتهي وثمين ويسالنا دائما الليبيون (تري كم شكارة(شوال) فلوس أخذ هذا المنحوس ونحنا ياود عمي مملحين لوطا (يعني علي الارض )وقمة ضحكنا تكون انهم لا ينطقون اسماء الرؤساء والبلاد صحيحا اما جهلا او سخرية او يضيفون اليها كلمات غير بريئة لبلاد مثل (نيكاراجوا ) فيقولون هذه اخذت برا وجوه وعادة الواحد فيهم حين يدخل مكتبنا يغلق الباب من خلفه ويبدأ الكلام بالسلام متحركا الي النوافذ وناظرا خلف الستائر في البلكونات خشية الحيطان لها اذان ويتكلم وظهره الي الحائط وعينه علي الباب حتي اذا ما تحركت قفل الباب يقطع الكلام ويحول الكلام فاذا كان الداخل احد منا يقول له (ادخل يا ود عمي زوعت قلبي سكر علي الواحد اي الباب قبل ان يدخل ليبي اخر اما اذا كان الداخل الينا ليبي فالاخر يواصل تحويل الكلام سائلا عن شئ ويخرج حتي يتنفس الاخر بدوره وكنا كثيرا ما نداعبهم عطفا علي صغر عمر القذافي قائلين لهم ( ان شاء الله بي عمر ابوه ) وكان ردهم حاضرا (يا ود عمي بعيد السو علينا ) خاصة ان والد القذافي عمر فوق المئة سنة وكنا نقول لهم ان اولاده سيخلفونه وستصبح ملكية كان ردهم (يا ود عمي خليه يمشي العيال مقدور عليهم ) وكنت كلما امر مع احد اصدقائي منهم بقرب باب العزيزية اقول له ( الكابو بالداخل ) فكان ردهم باستمرار ( ابعدوا عنه المرابطية السودانيين والباقي علينا ) والمرابطية تعني الفقرا والسحرة وكان القذافي يؤمن بذلك ويستخدمهم وقد حكي ذلك مرة في العيد ال15 للثورة كيف انه نجا من محاولات كثيرة حتي من اقرب الناس اليه وشخصيا في زيارة لادارة النقل العام قابلت احد هؤلاء الفقرا حين لاحظت وجود امتعه في غرفة صديق لي هناك واخبرني بذلك ولحسن الحظ وانا اودع الصديق جاءت سيارة فولفو ذهبية برقم مدني انزلت الشيخ واسرعت بالمغادرة مما مكننا من السلام عليه وقد روي الصديق ان هذا الشيخ قادم من السودان عبر الهند حيث احضر انواع والوان من الاعشاب شهدتها بنفسي لهذا العمل ومصداقا لذلك فقد وجد في جيب القذافي لحظة مقتله حجاب صغير وكيف تم القبض علي احدي الساحرات من المجندات اللائي كنا حوله والاخوة الليبيون شديدوا الثقه بنا عامة وفي هذه النواحي خاصة ما تحدث اي مشكلة لاي ليبي الا ويذهب لاقرب سوداني طالبا منه او يدله علي فقير لحل المشكلة وشخصيا جاءني صديقي ناصف مسعود الخمايسي من ابناء الجبال تحديدا من نالوت ان اذهب به لواحد في سكن النقل العام وحاولت تحاشي ذلك رغم معرفتي بالرجل الدرويش الذي يملك (السر الاعظم ) كما قال وبالحاح منه ذهبنا اليه وعمل له ما يلزم ولكن ذلك الرجل ليس دجالا وهو واضح ولا ياخذ اي فلوس وكان علي راس النقل العام الاخ محمد جلود شقيق عبد السلام جلود وكان رجلا مهذبا متواضعا محبا للسودانيين وكان قد اعطي ذلك الرجل اذنا مفتوحا في اي لحظه يذهب لحل اي مشكله وحين تساله يقول (هذا رجل زاهد وزول الله يحل مشاكلنا ولا ياخذ فلوس ) وكنا حين نمر نسلم عليه يضحك ويبادر (بدكم فلان ) فنرد ضاحكين نحن ساكنين معه وحتي مغادرتي ليبيا لم يستدعي صديقي ناصف للخدمة العسكرية بل تزوج وهو شئ لا يحدث الا بعد اداء تلك الخدمة وهكذا نري ان الايمان بهذه الاشياء ليس وقفا علي السودان وانما هو ثقافه عربية راسخه وهذه هي القضية !!!
*عطفا علي اعلاه وباستمرار حكم الرئيس البشير وماراج ويروج لمستوي ان رجلا في مستوي الاستاذ كمال حسن بخيت البعثي النحرير الذي كتب مرة ان شيخا قال للبشير ستحكم اكثر من ربع قرن وعطفا ما يشاع من قصة العصا التي يحملها كما حملها نميري سابقا ويحملها بكري حسن صالح والنائب حسبو محمد عبد الرحمن واخرون يظهر سؤال الا يجعل استطالة امد الحكم هكذا ان يحمل الرئيس لئن يكون له ولي عهد وهو الابتر حتي الان وقد خالجني احساس من طول زيارته للامارات مع زوجته السيدة وداد ان يكون وراء الاكمه ما وراءها هو فقط مجرد احساس ليس الا لا املك اي معلومه عن ذلك ولست معنيا بذلك ولا ابحث عن المعلومات الا من باب ما يطلع عليه العامة عبر الوسائط الميسره للعموم ولا يتوفر لي اي مصدر الا الاحساس البعيد والذي قد يصدق اويكذب او بعض من صفاء الروح الذي قال لي فيه الرئيس (انت ضدنا )قلت له (ليس ضدا شخصيا وانما ضد سوء الادارة والخوف علي البلد من دون اساءه ) رد قائلا (نعم من دون اساءه والان نحن بانتظار شئ اتركنا !!! مما يعضد ما ذهبت اليه هو الصرف علي الامن واهمال حال الوطن والمواطن من ناحية ومن ناحية ضيقه بالاعلام واخبار الفساد بل وحماية الفساد كما حدث للوزيرة التي بدل ان تقال تم رفض استقالتها ويبقي السؤال المهم جدا هل نحن مقبلون علي ملكية علي طريقة سوريا مذكرا ان الرئيس نميري حمله علي الاستطاله الظن بانه سليل ملوك والرئيس البشير يملك نفس الاسباب فهل نحن كسودانيين قادرين علي استيعاب ذلك والتعامل معه ام سيكون مصيرنا مثل مصير ميشيل عفلق الذي قالها للاسد بذكاء وهرب الي العراق !!! فالي اين نحن نهرب !!!
[email][email protected][/email]