الإمدادات الطبية .. صورة غيرمكتملة

في مؤتمر صحفي عقد أول أمس بمركز طيبة برس بالخرطوم رسم بالخطوط العريضة وزير الصحة الاتحادي بحر إدريس أبوقردة صورة زاهية للصندوق القومي للإمدادات وتبعه الدكتور جمال خلف الله المدير العام للصندوق بالأرقام التي تقول إن الصندوق تجاوز تحديات الماضي والمشاكل الكثيرة والمديونيات الكبيرة والوضع الكارثي الذي كان قائماً في العام 2009 رغم الوضع الاقتصادي الجيد في ذاك الوقت والمخازن كانت شبه خالية من الدواء الوضع. مضي جمال خلف وذكر أرقام تدعم الصورة التي رسمها أبو قردة للصندوق عندما قال في المؤتمر الصحفي ” ياريت لو كل المؤسسات تشتغل زي الإمدادات عشان نمشي لقدام ” نعود لبعض الأرقام التي قدمها جمال خلف الله ، زاد معدل الوفرة الدوائية من46% في العام 2010 إلي 95 % في المتوسط في الأعوام الأخيرة ، استطاع خفض أسعار أدويته والحفاظ علي الأسعار دون تغيير يذكر لأكثر من ثلاثة أعوام رغم الارتفاع المستمر في سعر الصرف ويدعم الصندوق أسعار حوالي 50 صنف من الأدوية جميعها من الأدوية غالية الثمن بنسبة دعم أكثر من 40% في المتوسط.
أرقام جمال خلف الله ورؤية أبو قردة كانت تكشف فقط عن جانب من الصورة وفي الجانب الأخر والواقع كانت أدوية الإمدادات تباع في السوق وبأسعار السوق ، أدوية الإمدادات رخيصة ولكنها لاتصل إلي المواطن بأسعار رخيصة والمواطن لا يجد الدعم الحكومي لأسعار الأدوية ولا الأدوية المجانية ، ما فائدة الدواء المدعوم إذا لم يصل إلي المواطن بأسعار معقولة ، الحكومة تقول إنها تدعم الدواء وجهات حكومية لا تأبه كثيراً لقرارات الحكومة وتبيع الدواء الحكومي بسعر السوق ، ولاية الخرطوم أكبر ولاية من حيث عدد السكان وباعتراف وزير الصحة الاتحادي خارج ” سيستم الإمدادات الطبية” وكذلك ولاية الجزيرة ، وإذا افترضنا صحة كل الأرقام التي تأتي من الصندوق ومنها أن الحكومة توفر 3 أنواع من الأدوية المجانية ، منها أدوية الحوادث وتوفر 96 صنف من الأدوية 150 مستهلك طبي ،منها أدوية الكلي والسرطان ، بالنسبة للسرطان يوفر53 صنف دوائي مجاناً رغم تكاليفه العالية وتقدم كل خدمات بنك الدم بالمجان وأسعار أدوية الإمدادات أقل من أسعار السوق ب53 % ، ولكن الواقع يقول خلاف ذلك ونعني بالواقع أن المواطن يشتري هذه الأدوية إن وجدت بأسعار مرتفعة جداً وكيف يمكن أن تكون الصورة مكتملة والخرطوم والجزيرة خارج مظلة الدعم الحكومي وبل أكثر من ذلك تقوم وحدات حكومية ببيع أدوية مفترض أنها مدعومة بسعر السوق وتحت سمع وبصر كل الناس ، ما فائدة الدعم الذي يذهب بعيداً عن المواطن والوفرة الدوائية التي لا تري بالعين ، الأزمة في ملف الدواء قائمة ومعظم العناصر الفاعلة فيها رسمية وحكومية بصورة أو بأخري.

حسن بركية
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..