المكسرون للمجاديف (بمناسبة موكب الثلاثاء)

الحركة الذكية من مديرية الحزب بالعاصمة ، التى وضعت السلطة بين “ووبين” كما يقولون ، ووب القبول ووب الرفض ، وجدت تاييدا كبيرا من قبل المعارضة وافراد الشعب غير المنتمين ، اذ ان فيها اختبار لكلام طالما رددته ابوق السلطة من الكبار والصغار : الحرية الموجودة فى السودان ليست موجودة فى اعتى الديموقراطيات ، فهناك أكثر من مائة حزب ? ممنوعة عمليا من النشاط السياسى- وعشرات الصحف ? التى لاتصدر الااذا قالت ماتريد السلطة وامتنعت عما لاتريد – ، والدستور السودانى ? الانتقالى ? يتيح للكل حرية كل الانشطة السياسية ? ولكن فى المشمش ? كما يقول المصريون . ثم اخيرا تصريحات بعض المسئولين ، وعلى راسهم وزير الدولة بالداخلية بالسماح للتعبير السلمى !
ولكى تدخل المسالة فى اختبار عملى ، امام انظار العالم وفى موضوع يعلمه القاصى والدانى بعد الميزانيات الكارثية . اختبار سهل ممتنع ! ومن آيات امتناعه أن بدأ سقوط الممتحنين حتى قبل بداية الامتحان : اعتقالات ومحاصرات وهضربات ، وليس أكثر من ذلك دليل على ذكاء الحركة . ومع ذلك فقد جاء قليل من تعليقات من لايعجبهم العجب ، جاء فى شكل محاولة لتكسير المجاديف ، واليك بعض الامثلة .
قال أحدهم فى تعليق على الخبر : دة شغل شيوعيين بيعملو دعاية لنفسهم ! ومالو؟ أليس الحزب الشيوعى حزبا سياسيا يسعى للوصول الى السلطة ليطبق ماظل يدعو له خلال ستين عاما ؟! وآخر يقول : لماذا لايطلع الحزب الجماهير التى يدعوها للخروج ،على المذكرة التى سترفع لحكومة الولاية ؟ وله فى ذلك حق اذا لم يفعل الحزب ذلك حتى الآن ، على الرغم من ان الحال اصبح ينطبق عليه قول الذى كان يوزع اوراق بيضاء خالية من الكلام على انها منشورات ، اذ ان الكل يعلم الحاصل وبالتفصيل ! ثم يواصل : لماذا لم يدعو الحزب كافة الجماهير ، لأنه، كما قال ،يخاف ان يخرج اعضاء الحزب لوحدهم فتستفرد بهم السلطة ؟! وهناك من قال لماذا يقف الحزب ضد ميزانية ولاية الخرطوم وليس الميزانية العامة للدولة ؟! والرد متوفر بالتفصيل : الحزب لم يمل عن الحديث فى أمر الخراب الاقتصادى الممنهج الذى ظلت تمارسه الانقاذ والذى أوصل البلاد الى ماعكسته الميزانية الاخيرة . ومع ذلك فقد رأت مديرية الحزب بالخرطوم ان تقوم بدورها تجاه نديديتها فى الولاية ، فهل فى ذلك مايضر ؟!
ان تحركات أهلنا فى دارفور وجنوب النيل الازرق وجنوب كردفان وتحركات أهلنا فى الشمالية ضد السدود ودفن النفايات وحريق النخيل وبيع اراضى البلد بأبخس الاثمان وللمصلحة الخاصة ، والوقوف الصلب لمزارعى الجزيرة ضد بيع المشروع سدادا للديون التى ذهبت لنفس الجيوب التى لاتمتلئ ، وكفاح اهل الجريف للمحافظة على أراضيهم ، ومحاولات الديموقراطيين استرداد نقاباتهم المسروقة بليل .. و .. كل ماحدث منذ الاول من يوليو 1989 وحتى يوم الثلاثاء ، ماهو الاجزء من تيارات الثورة التى مافتأت تتجمع لتكون النهر الهادر الذى سيقتلع الفساد والفاسدين من جذورهم والى غير رجعة فى يوم الثلاثاء أو الاربعاء أو حتى الثلاثاء القادم !
غير انه لايفوتنى التعليق على الموقف الكبير لحزب المؤتمر السودانى ، الذى دعا جماهيره وكافة جماهير الشعب لتلبية الدعوة . وهوموقف يؤكد ان الدعوة التى ظلت تتردد بين جنبات دور الاحزاب والحركات المعارضة لن تتحقق الا على الارض ، فى مثل يوم الثلاثاء !!

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..