أبراء الذمم بعد خراب سوبا

نـــــــــــــور ونــــــــــار
أبراء الذمم بعد خراب سوبا
م.مهدي أبراهيم أحمد
[email protected]
ومما يروي أن أحدهم الذي كان مشهورا بفساده قد أولم في بيته وليمة كبيرة سرعان مادعا لها الوجاهات وزعامات القوم الذي لبوا الدعوة سراعا ولم يتأخروا عن الموعد والميعاد وأكتظ المنزل بالمدعوين وحضر الطعام الشهي الذي لرائحته سالت له لعابات القوم وتحفزت له البطون في شفقة وزهلت له العيون فلما رأي صاحبنا أن الأيادي ثد وصلت للطعام لم يتوجس خيفة بل وقف خطيبا وقال لهم أني أريد أن أبرئ ذمتي فتعجب القوم ثم واصل في حديثه أن هذا الطعام لم يأتي عبر المال الحلال وأنما عبر أموال مشبوهة نصفها (لغف ولبع) وبعضها أشياء أخر فأن شئتم أكلتم وأن شئتم رفعتم أيديكم عنه وأحدهم ينظر للطعام تارة ولأبراء الذمة أخري فما لبث أن قال له (يازول نحنا نأكل أول حاجة وبعدين نستغفر الله ) وأحدهم يرمق فلانا العالم المتدين وقد سبق القوم لأكل الطعام فقال (ولكن فينا شيخ فلان) صاحب العلم والدين قد أكل فمالنا لأناكل ثم هجم القوم علي الطعام هجمة مضرية قضت عليه تماما بعيدا عن براءة الذمة التي راحت في خبر كان تحت طحين الأضراس وتقطيع النوائب .
ومدير دائرة الثراء المشبوه والثراء الحرام يوجه الدعوة الي كل القيادات بما فيها العسكرية والتنفيذية والمدنية للمسارعة بأشهار ممتلكاتهم وتبرئة ذممهم والخطوةوأن جاءت متأخرة بعض الشئ بعد أن طالب بها الشعب وصارت مهوي سمرهم وجلساتهم الخاصة وفي خلواتهم التي صارت لم تخلو صراحة من التشكيك في ثروة فلان وفي عمارة فلان الذي قد لايؤهله منصبه في الخدمة المدنية علي أن يمتلك منزلا ?بتلك الماهية المعروفة للعامة-فأضحي يتطاول في البنيان وعن موظف الحكومة الذي أضحي بقدرة قادر ثريا يشار له بالبنان وعن مصدر ثروة فلان الذي لم تعرف له ثروة لدي أجداده وأبائه ولكنه دخل في الحكومة فأكتسب ثراء فاحشا باديا للعيان للتفكر والتدبر وعن أشياء أخر أدع المجال فيه للقراء ليس خوفا من التفسير ولكني أمتدحهم بعدم التقصير ..
هذا هو الحال قبل قرار مدير الدائرة فالشعب قد صار يدخل الي ميدان الفساد بدون أستئذان وينبش في سير أعوانه بلا خوف ولارهبة فالحكومة إن لم تلفت الي الفساد فللشعب عين تراقب وتنظر وتعي وتدرك أن تلك الصورة لابد لها من تعديل ولابد للواقع من عين ثاقبة تنظر اليه وتدركه قبل أن تنفجر الأوضاع وتتحول ثورة المجتمع الي غبن فاضح قد يقضي علي أخلاق العباد ويؤدي الي خراب البلاد .
الناس قد تفاوتت تماما في أوضاعها وصار الناس في قمة هذه المعاناة والتمايز الصريح لايفرقون بين الحلال والحرام لأن تلك الأوضاع لاتساعد في نشؤ قيم المدينة الفاضلة بل تساعد في هدم الأخلاق وتقضي علي الصفات الجميلة في بلد أضحي المال وكل الخدمات لدي طائفة معينة هي التي لها الحق في التعليم الخاص والعلاج الملكي والحج السياحي وغيرهم يعيشون المعاناة البليغة والواقع المر الذي لايملكون فيه غير أضعف الأيمان بالدعاء بالتغيير وأصلاح الحال .
وغير بعيد لمناسبة الأشياء أن يزكر بعضها بعضا ما تناقلته الناس في أحد الولايات الوسطية-والقصة مشهورة- عن ذلك الرجل الذي أستيقظ ضميره فجأة من فساده البائن فبادر بأرجاع رأسمال الفساد المنهوب الي خزينة الدولة بينما صار يتنعم بربحه وطهارة المال الفاسد لاتعرف أرجاع رأس المال فقط بل تعترف برأس المال وربحه ووالي الولاية في ساعتها يعد الخطوة دليل عافية علي صحوة الضمير الأنساني بالتحرر من الفساد.
وخطوة مدير دائرة الثراء الحرام هي وأن جاءت متأخرة فهي خير له وللدولة من أن لاتبدأ وأن أملت تلك الخطوة ظروف الواقع ومقتضيات الأحوال التي قد صارت تجبر الدولة الي استصحاب أراء الناس في مطالبهم فقط يبقي التنفيذ الفعلي ليس للوزراء الحالين فقط بل لكل من أعفي وأستقال طوعا أو كرها حتي تتحقق العدالة المطلوبة والمحاسبة الصريحة ومحاكمة الفاسدين هو ماينتظره جل الشعب صونا لماله العام وحماية له من كل متغول وفاسد .
سوبا ما خربانة…..خربانة الذمم
الاخ د. مهدى
ليه تزيدوا من آلامنا بكلام جنس ده ؟؟
نحن فاهمين إنو قانون إقرار الذمة ده برضو بيسائل سيد الاقرار ………….
طـيب دا كـلّـو جـيـبـتـو مـن ويـــن ؟؟……. عـشـان كدا لازم اى إقرار يكون قابل للنشر طالما الشئ حلال فى حلال …………….. و اللا انـا غلطان يا ناس ؟؟؟
رايكم شنو يا اهل القوانين ؟؟؟؟
و الشئ الذى ياتى متاخرا خير من مما لاياتى .
كارثة الفساد والكلام عنها صار غير مجدي طالما المفسدين هم الحكام يعني عندهم الواش والجلادة ثم انكم تناشيدهم بأسم مال الشعب وهم ادرى منكم بأنه مال الشعب ماعندكم مخرج من الورطة دي الا بالتضرع الى الله ثم ان ثلاثة ارباع تضرع السودانيين لا يجدى على حسب ماجاء في الحديث عن المصطفى (ص) انه لا تستجاب دعوة من مأكله من حرام فعليكم بالبحث الجاد لتجدوا انا سا مأكلهم حلال حتى يدعوا عليهم بالاتي:
اللهم اشغلهم في ابدانهم بالامراض
اللهم اجتثهم كما اجتثت النخلة الحمقاء
اللهم سلط عليهم سيف اوكامبو
اللهم افتنهم في بعض
اللهم لا تدع منهم احد
وزير العدل قصد من تقديم ابرء الذمة للمسؤلين تثبيت ما تم لقفة قبل ان تاتيهم محاسبة غير محسوبة لكي يصدر لهم شهادات البراءة بما تم لغفة ونهبة خلال العشرين سنة الماضية – ومندور المهدي نصح الوزراء الجدد ان يتم اللغف في السر وليس كما كان في الماضي (النهب المصلح )