خدعة سابينا والحلم النبيل

مشروع ام هاني الزراعي كمثله من المشاريع التي تم تدميرها في عهد الانقاذ مع سبق الاصرار والترصد – ولا غرو في ذلك فقد دمر مشروع الجزيرة كاكبر قطعة ارض زراعية في الشرق الاوسط تروى بالري الانسيابي – مشروع ام هاني الزراعي والذي يرجع تاسيسه الى اوائل الخمسينات كان عبارة عن شراكة ما بين المزارع قاطن المنطقة والحكومة وهذا ما قبل الاستقلال وما زال على تلك الحال مزدهرا بتنوع محاصيله واساسها القطن الممول لمحالج مدينة كوستي والتي اصبحت اثر بعد عين – ومن منتجاته الذرة بانواعها – كما يمد المدينة بالخضروات والالبان حتى اوائل السبعينات – بدأت بوادر التدمير حين آل امره الى الاصلاح الزراعي ثم مؤسسة النيل الابيض الزراعية ومن ثم بدأ في انحدار ( الانقاذ تمت المقصرة ) الى ان تلاشى واصبح اطلال – ومن افرازات هذا الدمار الهجرة الدؤوبة من الريف الى المدن وما نراه من وظائف ومهن هامشية ( ستات الشاي – اطفال الدرداقات ) الا نتاج لذلك الدمار الذي اصاب مناطقهم – ولما كان داء وأوهام صناعة السكر والذي اصاب الولاية والشاهد على ذلك قيام مشاريع السكر وعلى رأسها مشروع سكر كنانة والذي يعد الاكبر من نوعه في شرق افريقيا او في الشرق الاوسط عموما – ويليه مشروع سكر عسلاية – ثم النيل الابيض والذي اثبت فشله في مراحله الأولى وما زالت المحاولات جارية لتعويض اهل تلك الاراضي ولكن دون جدوى – مشروع سكر مشكور هو الاخر في اراضي جزيرة ام جر يطل برأسه بين الفينة والاخرى – كل هذه المشاريع كانت خصما على اراضي اهل الولاية والعائد منها صفر على الشمال – واصبحت كشجرة الدليب منبتها هنا وظلها في الأقاصي – مشروع ام هاني الزراعي والذي انتقل اليه هذا الداء اللعين ( صناعة السكر ) وذلك عبر بعبع ما يسمى شركة سابينا التابعة لما يعرف بمجموعة وفرة المصرية – والتي حصلت بقدرة قادر على مساحة ( 250,000 ) فدان بعقد مجحف لمدة ثلاثون عاما قابلة للتجديد وقد مضى من هذا الزمن اكثر من ثلثه – وزهاء العشر سنوات او اكثر ما يعرف بسابينا واضعة يدها على اراضي المشاريع المروية ( ام هاني – ام حيايا – الزليط ) بل وحتى الراضي الملك الحر دون وجه حق ولا حتى بوادر او امل في التعويض – مدعية بانها اي سابينا تستصلح كل هذه المساحة بحلول عام 2011 وها نحن وما زلنا في حلمنا النبيل في انتظار المجهول – حتى الان لم نرى منها سوى الوعود الزائفة وخدعها لأهل المنطقة واستقلال لبعض ضعاف النفوس ليقفوا معها على هذا الباطل – علما باننا لا نرفض الاستثمار وتنمية المنطقة بل ندعوا ونساهم في ايجاد الحلول الناجعة لانقاذ ما يمكن انقاذه من هذه المشاريع ولكن لا بد من الوضوح والشفافية تجاه مثل هذه الاستثمارات لتنعم المنطقة بالانتاج والوفرة والنهوض بالبنية التحتية من صحة وتعليم وطرق وكهرباء- ولكن هنا تجدر الاشارة لضبابية الاتفاق ومحتويات العقد المبرم وقد ظهر جليا الاخفاق في شروط العقد واحداث قرية الغزالة في العام قبل الماضي ليست ببعيدة عن الاذهان والتي راح ضحيتها شاب في مقتبل العمر فأطفأت شمعة شبابه بمجرد مطالبته بتنفيذ بند ضئيل في شروط العقد كان من الممكن ان يقوم بها فاعل خير من ابناء المنطقة الا وهو تسوية ارض لميدان كرة قدم – ما احقر الطلب وما افجع النتيجة – ومن هذا المنطلق اناشد السيد الوالي الدكتور عبد الحميد موسى كاشا – والذي استبشرنا بقدومه خيرا لهذه الولاية خلفا للاناء جلدتها والذين لم ينالنا منهم سوى التهميش والاهمال – كما اناشد الوالي واعضاء حكومته وكل السلطات الولائية وعبرهم جميعا وزارة الاستثمار الاتحادية اناشدهم بوضح حلول واضحة لهذه المعضلة وازالة الغبن وارجاع الحق الى اهله واعادة المشاريع سيرتها الاولى حتى ينعم المواطن بخيرات ارضه من زراعة ورعي وتلك هي حرفة اهل المنطقة

والله من وراء القصد
علي عبدالله ادريس العجب
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..