مستمرة.!

حلت الذكرى السابعة للثورة التونسية التي أزاحت حكم بن علي 2011م وأنبتت بذرة تحولت لثورات متتالية في المنطقة فيما عُرفت بـ ?الربيع العربي?، لكن الذكرى السابعة لثورة الياسمين حلت والوضع غير، إذ تزامنت مع احتجاجات للمئات ضد الإجراءات الاقتصادية والتقشف مما تولد عنه زيادة في الأسعار والضرائب.
الآن الاحتجاجات تعم تونس والاعتقالات والحملات الأمنية والغلاء.. لكن هل هذا يعني أن الثورة فشلت؟
تونس التي مثلت أيقونة لثورات المنطقة، كانت قد قطعت مسافات طويلة بعد إنهاء الحكم الديكتاتوري، فأنجزت دستورها بامتياز، ثم تعاقبت حكومات وبرلمانات في نقل السلطة بسلاسة.
بعد إزاحة بن علي، خاضت تونس تجارب ديمقراطية دون إراقة دماء ولا حتى حالة احتقان سياسي لكن بقي التحدي الكبير في كيف تدوم حالة النجاة التي تعيشها تونس، فهي أمام تحدٍ إقليمي كبير، فما حوله موج يتلاطم، وتحدٍ آخر داخلي، وهو ما تجري الاحتجاجات بشأنه اليوم، في الذكرى السابعة لثورة الياسمين.
التجربة في تونس نجحت بلا شك، وتونس عبرت، عبرت لأنها أزاحت الصخرة الثقيلة، أما ما يحدث الآن فالشعب قادر على إعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه.
هذا النجاح ينطلق من أرضية وعي صلبة، هذا الوعي تجسد تماماً في الخطاب السياسي هناك، النخبة التونسية ما يميزها عن نُخب المنطقة أنها تتمتع بنفوس أبية، فهي تسمو فوق صغائر شهوة السلطة، جميعها وضعت تونس أولاً، وقد تجلى هذا الأمر في تجربة حقيقية أذهلت كل العالم.. وهذا ما تفتقده بلدان المنطقة، كذلك الوعي تجسد في المجتمع نفسه الذي نهض لاقتلاع حقه بل وحرسه، ولا يزال يحرسه.
المستفاد في تونس أن الشارع تشبع بالشجاعة ولم يعد يخشى بطش سلطة ولا قبضة أمن، فهو كسر الحاجز الأكبر في الخوف وأزاح الصخرة الثقيلة.
تونس في كل مرة تُقدم الدروس.. لكن من يستفيد؟.
التيار