الغباء السياسي (حول ردود الافعال على المسيرة)

قرأت نموذجا من ردود افعال بعض الموتورين المرتجفين من نتائج موكب الثلاثاء. وكما هو متوقع فقد تقيأ المقال ما سكتت عنه حتى ابواق الراسمالية الكبيرة فى العالم . يتحدث عن مفارقة الشيوعيين للدين ! وفى هذا لا أرد باكثر من احدى نكات الشعب السودانى المعلم ، التى تقول : الشيوعيون قد يشكون فى وجود إله ولكن الاسلاميين متأكدين من عدم وجوده! وهذا واضح من السرقات والاغتصابات وكل المنكرات التى نسمع عنها يوميا من قبلهم، وهم يقرأون القرآن ليل نهار ، أفلا يتفكرون . ثم يتحدث عن الديموقراطية المكفولة للحزب.. وللرد أحيله للشعبى شقيق الوطنى والذى فعل به مالم يفعله هولاكو ببغداد وغيرها من بلاد الله ، وكفى !
لكنى الغباء هو الذى يجعل هؤلاء لاآذان لهم يسمعون بها ولا عيون ولاقلوب .. هم كالانعام ..! فهم ان كانوا يعقلون فليس الوقت مناسب لمثل هذا القئ .. فلقد بلغ السيل الزبى وصرنا على ابواب النهاية.. أفلا يبصرون ! فى مثل هذا الوقت لاينفعهم مال اكتنزوه أو مناصب حصلوا عليها بمثل هذا النفاق.
هذا نموذج لمطبلى الزفة ، غير ان المثال الابرز هو “للناس اللى فوق”. هذه التصرفات التى تدعو للضحك : المنع من التصوير واعتقال المراقبين ، فى هذا الزمان الذى اصبحت الاقمار الاصطناعية تصور دبة النملة فى الليلة الليلاء ! ثم دفق المياه الآسنة بميدان المدرسة الاهلية . وعلى الرغم من ان أغلب الميادين ، مثلها مثل “حتت “أخرى قد تم بيعها باعتراف السيد الوالى ، الا ان الذين خرجوا ليواجهوا الرصاص لن يغلبهم ايجاد مكان للتجمع ! هؤلاء الناس ، مثل من سبقهم من الطغاة لايسمعون الافى ضحى الغد . تكون الفرص متاحة أماهم للخروج باقل الخسائر ، ولكن يمنعهم التمسك بما اكتسبوا من الآثام المالية وغير المالية من انتهازها . فقد ظل الجار حسنى مبارك يعاند ولكنه استخدم فى النهاية مابقى من ذكاء للمحافظة على الروح ، على الاقل !
واخيرا ، فقد أتى اليوم الذى سيندم بعده المطلوبون للمحكمة الجنائية على عدم انتهاز الفرصة التى مازالت متاحة للحفاظ على الروح ، ولو الى حين .