بمبان الانقاذ مطابق للمواصفات والمقاييس

ايها السادة :
في الفترة من 93 الى 97 اندلعت مظاهرة جمعتنا بها محاسن الصدف.. كنت وقتها أقف بقرب صديقي (ص ع) جوار كلية الصيدلة شارع القصر.. في الحال دخلنا انا و (ص ع) في جوف المظاهرة المنددة بسياسات الحكومة العرجاء الكسيحة.. كنت سيء الحظ.. القي القبض علي من قبل افراد من الامن.. ورفعوني ك(البهيمة) ورموني داخل البوكس.. كنا حوالي 7 معتقلون ..
في البوكس (دقونا دق العيش).. وأغلب (الدق) كان في الرأس بخرطوش أسود.. لأن الرأس في فقه جهاز الأمن محل المشاكل ومكمن الفتن و(يحتاج دوما الى وزنة بلوفة) .. كان الوعيد الشديد أننا سنقضي الليل كله في نيل مزيد من الضرب المبرح والغزير كالمطر.. وسيجعلوننا نطلب في وجبة العشاء واحد (بمبان بشطة زيادة)..
تم تجميعنا ومعتقلين اخرين عند تقاطع شارع البلدية مع شارع القصر.. وشاءت الصدف أن رأيت احد الأقرباء واقفا.. صحت عليه في الحال.. وجاء وأنقذني من الورطة والكربة التي كنت فيها..
نمت في البيت ممدا على ظهري من شدة الألم الناجم عن الضرب ب(الخراطيش السوداء ) على ظهري وعلى رأسي (محل المشاكل ومكمن الفتن).. لكنني بعون الله نجوت بإعجوبة من الوليمة الموعودة المسماة (بمبان مع شطة زيادة)..
الموقف الثاني في يوم 16 فبراير ذهبت للمشاركة في الموكب الذي دعا له الحزب الشيوعي السوداني.. اتخذت جانبا به مجموعة من الناس كان بينهم شيخ يوسف الكودة.. ظل يوسف الكودة يقول عن الوجود الامني الكثيف: ان الموجودين من الأمن على الميدان اكثر من عدد المتظاهرين الفعليين..
جاء أحد افراد الامن وتحدث باحترام شديد ووقار غير معهود.. وطلب منا البعد قليلا من شارع القصر.. رجعنا نحو عشرة أمتار ناحية الشرق.. بعدها بربع ساعة جاء احد افراد الامن ثانية.. وتحدث برفق وطلب ان نرجع عشرة امتار اخرى.. وبتهذيب شديد طلب من يوسف الكودة الذهاب معه الى البوكس وقد كان.. ظل يستخدم كلمة (شيخ) وهو يخاطب الكودة.. اعتقل الكودة بهدوء دون جلبة او خراطيش سوداء..
في (شارع الجمهورية) تحرك الموكب ناحية الغرب.. كانت الشرطة تسمح له بالمرور.. الى ان وصل قبالة صيدلية كمال حيث أطلق عقيد من الشرطة الغاز المسيل للدموع (البمبان).. وكان البمبان هذه المرة بنا رحيما وقليل الخطورة ولم يشكل تلك الآلام الكبرى داخل الصدر مثلما حدث في الاعوام السابقة.. نعم لم يكن كبمبان المظاهرات السابقة في عز جبروت الانقاذ وصلفها.. بمبان المظاهرات السابقة الذى استخدمته الحكومة كان به (شطة زيادة) وربما قليل جدا من (الكيميائي) وربما به مثبتات تجعله يمكث في الرئة وقتا أطول..
أدركت جيدا ان تعامل الحكومة (الناعم) مقارنة بالقمع الشديد في المظاهرات السابقة مرده خوفها من (امريكا) والمجتمع الدولي ..فاعادت تصنيع البمبان بما يتنفق مع الخطوط العامة المواصفات والمقاييس.. فقللت من المواد (الحراقة).. وربما ابعدت بعض التركيبات الكيمائية من دورة التعبئة.. وربما ازالت مثبات الغاز داخل الرئة..
ايها السادة:
بمبان الانقاذ اصبح حاليا مطابق للموصفات والمقاييس دون شك .. تبقي ان تصبح ثورة الانقاد ذاتها مطابقة للمواصفات والمقاييس.. فـ (وهم إبنغهاوس) الذي حاولت الحكومة من خلاله ان تبدو اكبر من حجما من الواقع زال بتاريخ 16 فبراير..
النذير زيدان
[email][email protected][/email]
حمدلله على السلامة.. لكن، يا النذير أخوي، يبدو أن البمبان لخبط راسك شوية.. فالموكب كان يوم 16 يناير و ليس 16 فبراير!
يا شيخ النذير البمبان دا الظاهر مدتو منتهية زي لبن البودرة المالي السوق!!
حمدلله على السلامة.. لكن، يا النذير أخوي، يبدو أن البمبان لخبط راسك شوية.. فالموكب كان يوم 16 يناير و ليس 16 فبراير!
يا شيخ النذير البمبان دا الظاهر مدتو منتهية زي لبن البودرة المالي السوق!!