الدم بودر الخطا

الدم بودر الخطا
فاروق المراد
[email protected]
في ثقافة الجودية والتسامح المعمول بها في كل انحاء السودان هنالك مثل دراج يقول الدم بودر الخطا وذلك عندما يكون رد الفعل معالجة الخطا بخطا اكبر منه. قادني الي ذلك الوضع المتازم بمنطقة ابيي جراء الاحداث الاخيرة لاعتداء نفر من جيش الحركة الشعبية علي كتيبة شمالية اثناء رحلة الانسحاب وبشهادة قوات اليونيميس التي كانت ترافق الكتيبة. هنالك قرابة العشرين لقوا مصرعهم بينما ظل حوالي 160 في عداد المفقودين ولا يدري احد عنهم شيئاالا انه وبالرغم من فداحة الحدث جاء رد الحركة باهتا ومتاخرا علي لسان احد قادتها الذي اختزل الاعتداء في انه تصرف من فرد احمق دونما اشارة لما كان يجب ان تقوم الحركة من اجراءات ازاء ذلك التصرف.وقد تمت ادانة الحركة بواسطة الامم المتحدة وكثير من منظمات المجتمع المدني واشتبشرنا خيرا وقتها ان المسالة عدت علي خير كسابق الخروقات والتحرشات التي اعتبرت فردية وظننا ان المسالة تحسب خصما علي الحركة الشعبية التي نفت علمها بالامر من منطلق ان المجنون بربطوه اهله.
لكن خطوة قوات الشعب المسلحة ودخولها واحتلال المنطقة ولغة الخطاب من شاكلة دحرنا العدو وما شابه ذلك وما ترتب عليه من دمار وهروب ونزوح للسكان من قراهم بشهادة المراقبين ومنظمات الامم المتحدة (150 الف نازح)يقنع كل ذي بصيرة بان قادتنا شمالا وجنوبا (من منطلق تعاملهم بردود الافعال) اخر ما يفكرون فيه هو سلامة امن وطمانينة المواطن السوداني ويوضح للعالم اجمع اننا امة تفرض علي نفسها الوصاية جراء سلوكها الصبياني المتكرر.
اذا قمنا بمقارنة بين تصرف الحركة في حادثة الهجوم الاخيرة وبين ردة فعل قوات الشعب المسلحة نجد ان ما اقدمت عليه قوات الشعب في حق المواطنين العزل بمثابة الدم الذي ودر الخطا هذا بعرفنا السوداني ناهيك عن القانون وحقوق الانسان وحتي اتفاقية السلام الشامل الملزمة للطرفين.
الان الجيش السوداني يصر علي البقاء متذرعا بحفظ الامن وبسطه حتي تتم ترتيبات اخري وحكومة الجنوب اوقفت كل ابواب الحوار في القضايا العالقة الي ان يتم الانسحاب التام لقوات الشعب المسلحة وكل هذه المشاكسات ستؤدي لخلق عراقيل ومطبات قد ترجع بنا لمربع الحرب الاول وستبدا الشرارة الاولي بعد ان تبدا الحكومة في اجلاء جنود الحركة الموجودين شمال حدود 1956 في الاسبوع القادم كما اعلنت قيادات في قوات الشعب المسلحة اخيرا.
نحن لا نعرف السياسة وكاتب المقال شخصيا لا يتشرف بمعرفة ما يدور في اضابيرها لكنه يعرف كغيره من البسطاء ان الذي يدفع الثمن هو المواطن البسيط اذا كان في ابيي او جودة او الخرطوم.اذا اندلعت الحرب من جديد لا قدر الله علينا ان نضع في الاعتبار اننا ستنزل علينا جنود لاقبل لنا بها ودا والله شعر نحن ما عندنا ليهو رقبة.
نرجو صادقين ان نسمع من السيد رئيس الجمهورية ونائبه الاول رئيس حكومة الجنوب سلفاكير التصدي لهذه الاشكالات بقدر المسئولية الملقاة علي عواتقهما وان يقوما بتقديم التنازلات التي من شانها ان تدفع بنا الي بر الامان والرجوع للحق فضيلة واخيرا ( الدم بودر الخطا)