لا تضربوهم ولا تضربوهن ..!

الضجة التي احدثها ضرب د. قاسم بدري مدير جامعة الأحفاد لطالبات الجامعة الخاصة التي يديرها وهي متخصصة بتعليم البنات ، والتي تعود ملكيتها لآل بدري ، و يعود تاريخ تأسيسها للأستاذ بابكر بدري رائد تعليم المرأة بالسودان حيث أسس اول مدرسة تخصصت في التعليم الخاص بالنساء في السودان صارت أو تطورت لاحقاً إلى جامعة الاحفاد .
كالعادة كانت الضجة تهتم بالحدث الآني لما فعل الدكتور قاسم بدري من اعتداء على الطالبات وطالب البعض بمحاكمته ، التي من الممكن اذا قدمت دعوى عبر نظام القضاء في السودان ان يصدر القضاء حكما بالجلد على د. قاسم نفسه بالجلد . حينها سيفرح كثيرين لانهم لا يمانعون من الضرب ولا يعتبرونه مهينا لكرامة بن آدم.
في ردود الفعل الاولى تمادي د. قاسم في وأصر على ان ما فعله شي طبيعي بحكم اننا مسلمون والله تعالى يقول واضربوهن ، هنا تكمن العقدة التي في المنشار ، لم يكن الدين الاسلامي هو الديانة الوحيدة التي اقرت عقوبة الضرب أو الجلد فقد سبقته ايضا الديانة المسيحية واليهودية في السماح باستخدام هذه العقوبة مما يعني أن معظم الناشطين الذين ادانوا فعل د. قاسم لم يدينوا ما قام به من ضرب من أجل رفضهم لعقوبة الضرب إنما من أجل عدم وجود سبب يبرر الضرب.
لقد تطورت الإنسانية حتى أصبحت تقر التشاريع التي تتعارض مع الأديان فقد تم الغاء الرق بقوانين تم وضعها بواسطة بشر حيث حرمت الأمم المتحدة الرق حتى أضحت كفارة عتق الرقبة مستحيلة في كل دين ، وهو شي لم يكن يلقى قبولا قبل الف عام والان يعد الرق وبيع وشراء البشر كاملاك يعد شي من التاريخ، ولم يؤثر ذلك على الأديان ولم يلغي العبادات وكل المتدينين الان لا يقبلون أن يكون هناك ارقاء مملوكين لهم .
خلصت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان العام 1997 إلى أن “العقوبات الجسدية (مثل الجلد) ترقى إلى عقوبة قاسية أو الإنسانية أو مهينة، وحتى إلى التعذيب”. لماذا يخاف الناشطين الحقوقيين معاملة عقوبة الجلد والضرب كالمعاملة التي حدثت لموضوع الرق فالجلد والرق من الأشياء المهينة لكرامة الإنسان وهي اشياء كانت مقبولة قبل الف عام مالذي يمنع الان من جعلها غير مقبولة طالما أنها تتخذ من أصحاب الشهادات العليا والنخب والدول ذريعة ومبرر يقهرون بها كل من لهم سلطة عليه. لذلك يجب المطالبة بوقف هذه العقوبة المزلة للبشر وهي وسيلة لقهر الشعوب وخصوصاً المرأة.
[email][email protected][/email]