عصابات الشباب والمسؤولية المشتركة

كلام الناس

* عزيزي الأستاذ أنطون القزي بعد التحية والتقدير .. أحزنني ما كتبته في عمودك المقروء”ماقل ودل”بإفتتاحية جريدة “التغراف”الغراء بسدني يوم الجمعة الماضية تحت عنوان “الأمن الأبيض الذاتي” لأنه لايشبه تأريخك المهني في بلاط صاحبة الجلالة الصحافة.

* في البدء لابد من الإعتراف بأن ظاهرة العصابات الإجرامية موجودة في كل المجتمعات والأجناس والألوان، وأنها ليست ماركة مسجلة لجنس او قبيلة أو لون، إنما هي ظاهرة مجتمعية سالبة لها أسبابها الخاصة والعامة.

* مع تقديري للمواقف الإيجابية التي اوردتها في ذات العمود الصحفي تجاه بعض افراد الجالية السودانية إلا أن إنفعالك بما رشح مؤخراً في الصحف وأجهزة الإعلام عن بعض العصابات الشبابية الخارجة على القانون والشرطة منسوباً بتعميم مخل إلى الجالية السودانية اوقعك في مطب عنصري لا يشبهك.

* لا شك فى أنك تعلم إن استراليا إبتداء من مواطنيها الأصليين تجري في عروقهم الدماء الأفريقية، وقد تجاوزت الإنسانية عهد التفرقة العنصرية البغيضة، وأصبح الإنسان الأفريقي يشق طريقه بمسؤولية وإقتدار في كل مناحي الحياة والأمثلة العملية ماثلة في جميع أرجاء العالم لاتحصى ولاتعد في كل مجالات العمل والإنتاج والثقافة والفنون والاداب والرياضة والقيادة.

* هناك مجموعات من أصول أفريقية مقدرة وفاعلة في أستراليا من بينها الجالية السودانية من دولتي السودان وجنوب السودان التي نشأ بناتها وأبناءها في أستراليا وتعرضوا لبعض الأمراض النفسية والذهنية والمجتمعية، وهم جميعاً – من مختلف الأجناس والأعراق – في حاجة إلى معالجات تربوية وتأهيل نفسي وإجتماعي، إضافة للقانون الذي يسري على الجميع بلا تفرقة عنصرية أو غيرها.

لذلك عجبت لما قلته في ختام عمودك الصحفي: “لا داعي لتذكير السودانيين بالأوضاع الإقتصادية السيئة في بلادهم”، وتنسى أن كل المجموعات البشرية التي جاءت إلى استراليا كانت تعاني من ظروف قاسية وطاردة في بلادها خاصة البلاد العربية،إلا ان هذا لايبرر الجريمة والإنحراف كما لايبرر السخرية المرة التي لاتشبهك.
الأخطر من ذلك دعوتك لقيام مجموعة عمليات أمنية للبيض لتحقيق ما أسميته الأمن الأبيض الذاتي، فهذه ردة عنصرية في دولة تأسست على التعددية الثقافية والعرقية .. الأمر الذي يفرض على كل مكونات النسيج المجتمعي الأسترالي حماية الأمن المجتمعي العام وتعزيز التعايش السلمي بينها، وتكثيف الجهود مع الأجهزة الشرطية والعدلية والإجتماعية لمحاصرة تفلتات بعض الشباب بغض النظر عن جنسياتهم أو ألوان بشرتهم.

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. الاستاذ نور الدين مدني شكرا لك على ردك الموزون بميزان العقل والتجرد على رجل واضحة عنصريته وان تستر عليها حينا. الا انني واقرأ ردك شعرت بالاسى من حال السودان وما آل اليه حالنا في الداخل والخارج بسبب المجموعة الاجرامية التي تحكم السودان وعلى رأسها رئيس مطارد هارب دوليا من وجه العدالة. رغم ذلك يصنف السودان ثاني شعب في العالم بعد الشعب الايرلندي من حيث الامانة والاستقامة الشخصية Personal Integrity .هناك أمران في مسالة الصاق تهمة العنف بالسودانيين في استراليا: اولهما حقيقة ان الجواز السوداني اصبح متاحا لكل الجنسيات لمن يدفع أكثر . ثانيهما ان حكم المجرمين في السودان لمدى ثلاثين سنة كفيل بان يغير المنظومة الاخلاقية التليدة التي عرف بها أهل السودان , والحقيقة هي ان أحدى الشعارات الاولى التي رفعها النظام الاسلاموي على يد منظريها من الرعيل الاول مثل على عثمان هي “إعادة صياغة الانسان السوداني”, بمعنى احداث “هندسة اجتماعية” لتغيير فكر واخلاق المجتمع. اتمنى الا يكونوا قد نجحوا في ذلك. الا انه بلا شك ان الكثير من الشباب الناشئ تحت هذه الايديولوجيا لا يعرفون الكثير عن الاخلاق السودانية الاصيلة وهم قد تم “تغريبهم alienated” عنها عمدا.

  2. الاستاذ نور الدين مدني شكرا لك على ردك الموزون بميزان العقل والتجرد على رجل واضحة عنصريته وان تستر عليها حينا. الا انني واقرأ ردك شعرت بالاسى من حال السودان وما آل اليه حالنا في الداخل والخارج بسبب المجموعة الاجرامية التي تحكم السودان وعلى رأسها رئيس مطارد هارب دوليا من وجه العدالة. رغم ذلك يصنف السودان ثاني شعب في العالم بعد الشعب الايرلندي من حيث الامانة والاستقامة الشخصية Personal Integrity .هناك أمران في مسالة الصاق تهمة العنف بالسودانيين في استراليا: اولهما حقيقة ان الجواز السوداني اصبح متاحا لكل الجنسيات لمن يدفع أكثر . ثانيهما ان حكم المجرمين في السودان لمدى ثلاثين سنة كفيل بان يغير المنظومة الاخلاقية التليدة التي عرف بها أهل السودان , والحقيقة هي ان أحدى الشعارات الاولى التي رفعها النظام الاسلاموي على يد منظريها من الرعيل الاول مثل على عثمان هي “إعادة صياغة الانسان السوداني”, بمعنى احداث “هندسة اجتماعية” لتغيير فكر واخلاق المجتمع. اتمنى الا يكونوا قد نجحوا في ذلك. الا انه بلا شك ان الكثير من الشباب الناشئ تحت هذه الايديولوجيا لا يعرفون الكثير عن الاخلاق السودانية الاصيلة وهم قد تم “تغريبهم alienated” عنها عمدا.

  3. على من يقع اللوم في نشوء هذه العصابات الإجرامية من البنات والأولاد من دولتي السودان وجنوب السودان الذين نشأوا في أستراليا؟
    لقد قرأت عن هذه العصابات وترويعها للناس وعملياتها الإجرام وحيث انهم قصر فلا يطالهم عقاب رادع وأن كثير من الأسر من دولة جنوب السودان من المقيمين فى استراليا قد اضطروا إلى ارسال أبنائهم إلى كينيا ليدرسوا هناك حتى لا ينخرطوا فى هذه العصابات وبالطبع أهل البلد مضطرين لحماية أنفسهم لكن ليس عن طريق الخروج على القانون ولا نستطيع أن نلومهم.

  4. على من يقع اللوم في نشوء هذه العصابات الإجرامية من البنات والأولاد من دولتي السودان وجنوب السودان الذين نشأوا في أستراليا؟
    لقد قرأت عن هذه العصابات وترويعها للناس وعملياتها الإجرام وحيث انهم قصر فلا يطالهم عقاب رادع وأن كثير من الأسر من دولة جنوب السودان من المقيمين فى استراليا قد اضطروا إلى ارسال أبنائهم إلى كينيا ليدرسوا هناك حتى لا ينخرطوا فى هذه العصابات وبالطبع أهل البلد مضطرين لحماية أنفسهم لكن ليس عن طريق الخروج على القانون ولا نستطيع أن نلومهم.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..