ديسالين محترم.. ولا نزايد بورقة المياه

مثلما اتهم سفير المملكة العربية السعودية بالخرطوم حسن بن علي جعفر، قبل أيام جهات ? لم يفصح عنها ? بالسعي لضرب علاقات السعودية والسودان، وكان صادقاً في اتهامه، من واقع ما نطالع ونشاهد من أخبار مفبركة ومساعٍ متواصلة لإشعال الفتنة بين البلدين، كذلك هناك جهات تسعى بكل ما تملك الآن لضرب علاقات السودان مع إثيوبيا، وزرع شكوك في قلوب السودانيين بعد زيارة رئيس الوزراء الإثيوبي إلى القاهرة، بأن مؤامرة ما تدار لتجاوز الخرطوم..
بل، إن الفبركة صارت تتم (بعين قوية) كما يقولون، حيث تم بث خبر سخيف وخبيث بأن ديسالين وافق في قمة ثنائية مع السيسي على مقترح القاهرة بإشراك البنك الدولي كوسيط في المفاوضات واستئناف مسار اللجنة الفنية.
ونشرت بعض المواقع السودانية والمصرية الإلكترونية هذا الخبر، بل سقطت مواقع ? كنا نحسبها (شاطرة) ودقيقة في مصادرها ? في فخاخ الأخبار المفبركة المغروضة والخبيثة، حتى حسم المؤتمر الصحفي المشترك بين السيسي وديسالين الأمر، وخرج يعكس قدر ومقدار الحكمة والذكاء السياسي والوفاء عند الإثيوبيين.
ديسالين هذا رجل محترم، وليست مثل هذه الأفعال تشبه الأشقاء في إثيوبيا.. كما أن المنطق والواقع يحتم على مصر نفسها أن تعي أهمية وجود السودان في هذه المفاوضات حتى النهاية، واستحالة التفكير في عزل السودان أو تجاوزه في هذا الملف إطلاقاً.
المهم الذي يجب قوله إن السودان والشعب السوداني ليس شعباً حقوداً على المصريين لهذه الدرجة، ولا يفكر أهل السودان بل لم يفكروا إطلاقاً، ومهما واجهنا من أذى وضرر وتعدٍّ على حدودنا، لكننا لسنا مجرمين، حتى نفكر في الانتقام من الشعب المصري أو إلحاق الضرر بمصر، والمزايدة بورقة المياه، أو العبث بشريان الحياة لمائة مليون مواطن مصري.
هذا غير مقبول مبدئياً وفعل لا يفعله السودانيون تحت أي ظرف كان.. لأن أخلاق الشعب السوداني وقيمه وتربيته تحصنه تماماً من مثل هذا النوع من التفكير في مواجهة عدو أو صديق سياسي.
سنظل نذكر حكومتنا كل يوم ونذكر العالم كله بعدم تنازلنا عن أرض السودان المحتلة، ونظل نكرر مطالبتها بممارسة أشكال الضغط المختلفة والمستمرة لاسترداد هذه الأرض السودانية المحتلة، لكننا نمارس ذلك بأخلاقنا ودون سقوط في وحل اللا أخلاق، والمزايدة على شعب كامل بحقه في المياه والحياة.
نحن شعب يحترم نفسه ويتباهى بأخلاقه.. لا يتعدى على حقوق الآخرين ويصبر كثيراً، وبشكل يفوق التوقع يصبر ويصبر على الأذى والضرر، قبل أن يلجأ إلى خيارات المواجهة، لكنه لا يستسلم ولا ينسى حقه أبداً.
شوكة كرامة
لا تنازل عن حلايب وشلاتين
اليوم التالى