إلى متى هذا الخذلان!!

? محزن جداً حالنا.

? أعني تحديداً حال الطبقة المستنيرة في البلد.

? فالكثير من أفراد هذه الطبقة يرددون ليل نهار عبارات تحفز الناس على رفض الظلم والطغيان والعمل على تغيير أوضاعنا المائلة في كافة المجالات.

? إلى أن كل ذلك قد يتبخر ( أقرب لفة) ، ليفتقد الناس القدوة في هؤلاء المستنيرين للأسف الشديد.

? كثيراً ما يجد المستنيرون صعوبة بالغة في الوفاء للمبادئ التي يكتبون عنها أو يحدثون قومهم بها.

? يصارع الواحد منهم ويجاهد ويناهض كيانات وأحزاب وحكومات ومجموعات تتخلى عن مواطنيها وتظلمهم وتذيقهم الويلات، وتتخلى عمداً ومع سبق الإصرار والترصد عن مباديء وقيم إنسانية تستحق كامل الإحترام.

? لكن بمجرد أن يجسد هذا الظلم فرد نعرفه نبدأ ( البطبطة واللجلجة).

? حينها تجد نفس من كانوا ينادون بالأمس بمبادئ محددة قد انقلبوا على أعقابهم لتطالع أو تسمع منهم كلاماً وآراءً لا تتسق مع ما كانوا يعبرون عنه قبل ذلك.

? وهذا هو الخذلان بعينه.

? صرنا في حالة بحث مضنِ ومستمر عن قدوة قلما نجدها.

? وهذه واحدة من أكبر مشاكلنا.

? والمؤسف أنه لا يمر علينا يوم أو أسبوع على الأكثر، إلا وعانينا الخذلان ممن ينظر لهم الناس بعين الاحترام والتبجيل والتوقير.

? قبل أسابيع قليلة خذلنا أحد علمائنا الأجلاء هو الدكتور قاسم بدري بذلك التصرف المشين الذي قتله الناس نقاشاً وبحثاً.

? وقبل أن نمتص صدمة التصرف ? الذي يستحيل تبريره ? جدد االدكتور خذلاننا بتلك الحوارات الصحفية التي تعرفون جميعاً ما قاله فيها.

? قد يقول قائل ما سبب العودة لهذا الموضوع مجدداً.

? والإجابة هي أن ما دعاني لإعادة فتحه هو خذلان جديد.

? فقبل يومين كتبت زميلة مستنيرة ومؤهلة أكاديمياً مقالاً للدفاع عن الدكتور قاسم وجامعة الأحفاد، التي لا أظن أن هناك من أساء لها حين تناول النقاد تصرف رئيسها.

? لم يكن ما كتبته الزميلة يتطلب مني تخصيص مقال كامل، وظننت أنني سأكتفي بالتعقيب الذي كتبته لها أسفل المقال.

? في ذلك التعقيب طلبت منها أن تقدم هي الأخرى اعتذاراً للقراء وجموع أفراد الشعب السوداني، لأنها خذلتهم أيضاً.

? ولو لا أنها تعد عندنا واحدة ممن يقرأ لهم الناس بتأمل وتمحيص وتروِ وإعجاب بما يخطه يراعها، لما أسميت ما كتبته حول تصرف رئيس جامعة الأحفاد خذلاناً.

? إذاً بسبب هذه المكانة التي يمنحها لها القراء طالبتها بالإعتذار، لأن الدفاع عن مثلما أتى به البروف قاسم أراه من وجهة نظري وقوف صريح مع الباطل.

? فالناس لم ينتقدوا سلوكه بتلك القسوة إلا لأنه أتى من شخصية يتعشمون فيها خيراً كثيراً.

? ولم تتوال الهجمات على البروف، إلا لأنه زاد الطين بِلة بتصريحات للصحف انطوت على الكثير من الغطرسة، وبينت عمق أزمة المثقف والعالم والمستنير السوداني الداخلية.

? لما تقدم عندما تأتي مثل الزميلة التي أعني بمثل دفاعها غير الموفق عن البروف، كان لابد أن نطالبها بالإعتذار.

? وما دعاني للكتابة الآن هو أن الأستاذة بدلاً من الإعتذار لقرائها، سعت لتبرير ما كتبته، وهنا يتبين لنا أحد وجوه الأزمة.

? فالإنسان السوداني رغم ما ظل يعانيه في العقود القليلة الماضية، ما يزال صاحب سمات متفردة يندر وجودها وسط شعوب أخرى كثيرة تشاركنا العيش على هذه البسيطة.

? وكل من قرأ تعليقات الكثيرين على مقال الأستاذة، لابد أنه يدرك ما أعنيه بإشارتي لهذه السمات المتفردة.

? هذا الإنسان السوداني تعود أن يعيش حراً، حتى وإن صبر كثيراً على ظلم الحكومات.

? وحراً هنا أعني بها حرية المعتقد والفكرة والرأي.

? لذلك يصعب جداً علينا ككتاب أن نسوق لهذا الإنسان السوداني مبررات واهية، أو نحاول أن نلف وندور حول فكرة خاطئة نكون قد طرحناها.

? الاعتراف بخطئنا في تقدير أي موقف أراه من أوجب واجبات الكاتب.

? وليس بالضرورة أن يعني الخطأ في موقف بالطبع خروجاً دائماً لصاحب الرأي عن جادة الصواب.

? الصدق يفرض عليك أن تعبر عن الأفكار التي تؤمن بها كما هي، وحين تخطيء في تقدير أمر ما لابد أن تقر ونعترف دون لجلجة.

? لا يعني فتح بعض الصحف أو المواقع الإلكترونية صفحاتها لنا، او إبرازها لمقالاتنا أننا نفوق الجميع معرفة ودراية وحسن تقدير للأمور.

? بل على العكس الكاتب يتعلم من قرائه أكثر مما يتعلم من أي وسيلة أخرى.

? وهؤلاء القراء يملكون الكثير الذي يمكن أن يضيفونه لأي صاحب فكرة.

? والسؤال الذي أود طرحه هنا بكل صراحة – أعلم أنها لن تروق للبعض – هو: هل نكتب جميعاً من أجل توصيل افكار محددة نؤمن بها حقيقة ونتوق لأن تسهم في التغيير المنشود، أم أن الكتابة صارت لدى بعضنا عادة أو وسيلة لكسب الشهرة والسلام؟ !

? إن كانت الإجابة على السؤال أعلاه بالإيجاب، فلابد أن نتساءل عن عدد كتاب الرأي الذي يتفاعلون مع قرائهم ويردون ولو بين الفينة والأخرى على بعض الملاحظات والاستفسارات والتعليقات التي تردهم من هؤلاء القراء!

? الواقع يقول أن جلنا يكتبون مقالاتهم ويغادرون غير مبالين برأي أي قاريء مهما علا شأنه.

? وفي اليوم التالي يتناول الكاتب منا فكرة أخرى، ينزلها على الورق ويروح في حال سبيله.

? ومثل هذا السلوك أراه شخصياً نوعاً من التعالي غير المحبب على قراء هم زاد الكاتب ومدرسته المجتمعية التي يمكن أن يتعلم منها ما فاته في مدارس وزارة التربية والتعليم وفي الجامعات.

? ليس مطلوباً منا أن نفرغ أنفسنا ونجلس طوال الوقت أمام الكي بورد لكي نعقب على كل كلمة ترد.

? لكن بعض المواضيع تتطلب نقاشاً وتوضيحاً وإزالة للبس، فهل تفعل غالبيتنا ذلك؟ !

? بالطبع لا.

? بل الغالبية هي من تضرب ( طناش) ولا تعبأ بالآراء المطروحة.

? وفي هذا نتشارك ككتاب رأي مع من ننتقدهم ونطالبهم بالتواضع والتفاعل مع آهات وأوجاع المواطنين.

? وإن كنا ككتاب غير مبالبين بآراء قرائنا، فكيف يجوز لنا أن نطالب كبار المسئولين بمخاطبة احتياجات الناس والوقوف على آلامهم؟!

? ألا يتفق معي البعض في أن تصرفنا على هذا النحو، يجعل منا هواة تنظير لا أكثر؟!

? أعود للنقطة الأساسية، أي افتقاد القدوة والتنازل عن المباديء حين يلامس النقد شخصاً مقرباً منا ( وأرجو ألا يفهم كل ما أكتبه هنا على أنه ضد الزميلة التي أشرت لمقالها).

? فالزميلة المعنية عقبت مشكورة على بعض التعليقات التي وردت في مقالها.

? لكنها حاولت التبرير ولم تقدم الإعتذار الذي طلبه البعض ( شخصي الضعيف منهم)، ولهذا نناقش ما سطرته، ونتوسع بالنقاش ليصبح شاملاً، عله يساهم في حل معضلة كبيرة نعاني منها.

? مسألة افتقاد القدوة والتنازل عن المباديء تحت ظروف محددة، مشكلة عامة لا تخص شخصاً بعينه، بل يعاني منها الكثير من المثقفين السودانيين.

? والأمر ليس بسيطاً كما قد يتخيل البعض.

? بل هو كبير جداً ومرتبط بصورة مباشرة بمناهضتنا لأي حكم غير رشيد.

? إذا لا يعقل أن ننتقد مثلاً أفراد الشرطة والأمن على ضربهم المبرح للمحتجين والمتظاهرين، بينما نوافق على ضرب البنات إن قام بذلك شخص مثل بروف قاسم تحت تبرير فطير هو أن الرجل أراد أن يحمي طالباته اللاتي يعاملهن كأب، وهو مبرر قرأته في مقالات الكثيرين.

? وكما قالت الأخت سوسن مختار في تعقيبها على مقال الأستاذة، إن رفضنا الضرب والهمجية من شرطي بسيط في تعليمه ووعيه، فكيف لا نرفضه وبشدة أكثر من بروف مستنير نعول عليه كثيراً في عملية التغيير المطلوبة!

? هذا منطق سليم جداً، يدحض فكرة كل من حاول الدفاع عن تصرف البروف بمثل هذا المبرر الواهي.

? وكيف لنا أن نكتب مطالبين كافة جموع الشعب السوداني بالخروج للشارع ومناهضة القرارات والممارسات الجائرة للحكومة وفي ذات الوقت نبرر للبروف بأنه تصرف كذلك لأن جامعته تمنع الطالبات من الخروج للشارع كمحتجات !

? أي منطق هذا بالله عليكم؟ !

? ومن أين نأتي إذاً بالمحتجين !

? فإن سارت جميع الجامعات والكليات على نهج الأحفاد بإقرار قوانين مُنظمة تمنع طالباتها من مشاركة مجتمعهم أوجاعه والتعبير عن رفضه، فمن الذي سيخرج لرفض أي قرارات أو ظلم يقع؟ !

? وكيف لنا أن نتحدث عن منارة التعليم ( الأحفاد) وهي تمنع طالباتها حقاً نقاتل من أجله ونخاطب المنظمات الدولية لكي تقف معنا في حث الحكومة على احترامه؟ !

? بمثل هذا المنطق يكون حالنا كحال (بعض) كتاب الرياضة الذين يحمسون الجماهير كل صباح لتشجيع ومؤازرة أنديتها، وربما التبرع لها، لكنهم لا يريدون لهذه الجماهير أن تكون صاحبة كلمة في الجمعيات العمومية التي تأتي برؤساء أبعد ما يكونوا عن تطلعات هؤلاء الأنصار.

? هل المقصود أن يخرج الغبش في الجامعات الأخرى ويتعرضوا لإعتداءات أفراد الشرطة، ليأتي دور طالبات الأحفاد بعد ذلك، حالهن حال بعض السياسيين الذين يطأطئون الرؤوس لكل حاكم دكتاتور، ويوم أن يحدث التغيير يظهرون فجأة في محاولة لسرقة عرق الآخرين، لنحسبهن ضمن من شاركوا في الاحتجاجات؟ !

? ثم لماذا نحن هكذا دائماً.

? يخطيء من يخطيء، ونطالب بعضنا بنسيان الأمر باعتباره صفحة وأنطوت !

? حتى في الرياضة عندما تكتب عن أخطاء الكاردينال أو جمال الوالي أو صلاح إدريس أو غيرهم من الإداريين، يصرخ في وجهك البعض مرددين عبارات محفوظة من شاكلة ( ما عندكم شغلة غير فلان أو علان).

? يطالبونك بالكف عن النقد، لكنهم لا يلتفتوا اطلاقاً إلى أن الأخطاء التي تنتقدها مستمرة دون توقف.

? بدلاً من أن يصرخوا في وجه المخطيء، يطالبون الناقد بالصمت.

? ونفس الشيء ينطبق على حادثة البروف وغيرها.

? فلكما وقع كائن نحبه في خطأ، يريدون منا أن نتجاوز الأمر دون أن يعتذر المخطيء أو ينال العقاب الواجب على الخطأ عندما يكون شنيعاً.

? لم يعد هناك متسع من التصالح مع هذا الخذلان المستمر.

? ومرة اخرى أقول أنه بمثل هذا المنطق لن يحق لنا أن ننتقد الحكومة أو مسئوليها أو نشير لأخطائهم وأوجه قصورهم، إذ تكفي إشارة واحدة، طالما أن المطلوب منا دائماً أن نتجاوز المساويء والأخطاء قبل تصحيحها.

? إن كنا نتوق لتغيير حقيقي، فعلينا أن نمارس كل ما نقوله ونكتبه في حياتنا كسلوك حياتي يومي.

? وألا نقول أبداً ما نعجز عن ممارسته في هذه الحياة اليومية.

? وأن نكف عن قبول ما نرفضه من الخصوم، حين يأتي من الأصدقاء أو الأقارب والمعارف.

? فالتغيير المنشود يحتاج للقدوة.

? والكثير من المواطنين العاديين يتساءلون دوماً عن ماهية البديل.

? وحين نفتقد القدوة في كبارنا (علماً ومعرفة وتجارباً) لا شك أن ذلك سيعطل فكرة التغيير، إن لم يهزمها كلياً.

? بدون ما تقدم لا أرى شخصياًَ في الأفق أي ملمح لتغيير نحو الأفضل، إن خرجنا للشارع أم بقينا في بيوتنا.

? ويجب أن يتذكر بعضنا دائماً أن الناس إن أضاعوا من وقتهم الكثير في قضية يرونها هم هامشية، فالمؤكد هو أن وراء إضاعة هذا الوقت شخص مستنير ومثقف كان من الممكن أن يجنبنا كل ذلك إن تصرف كما يجب.

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. الزميلة المقصودة هي د. سعاد ابراهيم عيسي وكتبت مقال في الراكوبة يوم الاثنين الماضي بعنوان :
    جامعة الأحفاد للبنات، المفترى عليها، ودفاعا عن مديرها

  2. الزميلة المقصودة هي د. سعاد ابراهيم عيسي وكتبت مقال في الراكوبة يوم الاثنين الماضي بعنوان :
    جامعة الأحفاد للبنات، المفترى عليها، ودفاعا عن مديرها

  3. الأخ الفاضل ليس من العدل ان ننسى فضل الفاضلين بمجرد عثرة او خطأ وخاصة اذا اعتذر المخطىء وفى الأثر ان النبى الكريم عليه اقضل الصلاة و اتم التسليم كان يقبل عذر المعتذر مهما كان عذره و لمل التوبة فى ديننا الحنيف دليل على طبيعة الخطأ فى الحياة وثجىء التوبة لثقويم وتصحيح تلك الطبيعة.

  4. عزيزي كمال (اليوم دخلت اللحم الحي جدا وهو ميت جدا نخبنا ) وكما تذكر شخصيا كثيرا ما اقول ان محنتنا هي نحب وحسب واذا اردت ان تعرف مستوي اي بلد انظر لحال نخبه في العطاء والتضحية !! النخب لدينا مصابة بالازدواجية ومصالحه الضيقه اقرب ما فعلته الانقاذ وكما تري 76 وزير اتحادي لماذا وفي ماذا ؟؟؟ مرتباتبهم تكفي لدعم الاسعار لكن الشمولية تعرف محنة المثقف وضعفه وتلعب به عيه الا من رحم ربي والسبب عدم التصالح مع النفس والازدواجية لا يوجد رجل الان في مقام مثلا محمود محمد طه مثلا وانظرا مثلا من كانوا يطالبون بالحرية امثال السنوسي بالامس لنفس مستوي الحرية قال السودان يتمتع بحريات واسعه لهذا يستمر الاستبداد رغم الجوع !!!

  5. سلام وتحية للجميع
    أخ كمال لك الشكر، مصيبتنا مصيبة كل يوم فجيعة تليها فجيعة اخرى فيمن نحب ونعشم أن يزيدوننا وعيا، فجعنا في بروف قاسم وقلنا ربما لحظة غضب إعترته وهو يصارع الجهل وحرق الاعصاب في هذا الزمن اخرجته من طوره يكفيه اعتذار بسيط وواضح لمحبيه ولكن فجعنا مرة أخرى في تصريحاته الصحفية وثالثة في الاعتذار الباهت وفجيعة أخرى من اخونا شوقي بدري وهو يقول لنا لا بديل لقاسم الا قاسم ولم ولن يلد السودان (نبيا) غيره.وفجيعة أخرى بقلم الدكتورة سعاد أشد حرقة وألما. أمرنا لله نعمل شنو؟؟

  6. مين هي الزميلة المشار إليها ؟ عمود طويل عريض سبقنا فيه الكلمات علنا نحظي باسم الزميلة عشان نمشي نقرا المجال بتاعها ..لكني ح اسميها الزميلة الخفية ..لو جبنا إسمو الهواء بقسمو…مافي داعي للالغاز يا أستاذ..كفاية علينا اللغز الكبير الاسمو السودان ..الفنان زيدان ابراهيم قال ليك خليك واضح يا جميل

  7. ياخى بطل الظهوروخلق المواقف البطوليه الوهميه من خلال مواقف الاخرين نتمنى ان تاتى مبادربمواقف تعبر عنك وليس معقبآ عن اراء الاخرين ياصحفى الغفله

  8. اقتباس[…بدون ما تقدم لا أرى شخصياًَ في الأفق أي ملمح لتغيير نحو الأفضل، إن خرجنا للشارع أم بقينا في بيوتنا]

    هذا الحاصل!! عشان ما في حد يقول انا مؤتمر وطني وكوز من الذين سلطهم الله علينا.. وعشان ما اضعف الهمم وادخل في نفوس الناس اليأس..

    لكن لابد أن اقول هذا ولو على نفسي فنحن الذي نعمل فيه يغضب الله سبحانه وتعالى …والله سوف يجازينا بهؤلاء الظلمة.. وقد يقول قائل بل هذه المسائل جاءت مع هؤلاء.. اقول نعم وتفشت في عهدهم.. ولكننا عشان سكتنا عن الحق والساكت عن الحق شيطان اخرس.. اصبح هدفنا في الحياة ارضاء اهل المؤتمر الوطني نفاقاً وكذباً لكي نفوز بالانضمام وابداء السمع والطاعة لهؤلاء.. وافترينا على انظمة ورؤساء سابقين[مثل الازهري وعبود ونميري+ وتجربة الديمقراطيتين ما بين هذه الانظمة]

    تقربوا إلى الله واطلبوا الغفو والمغفرة والغفران والتوبة النصوح.. لابد أن نبدأ في انفسنا كافراد ثم جماعات ثم شعوب.. فبعدها سوف يكون قوله تعالى( فإني قريب اجيب دعوة الداع إذا دعانِ) ملاذنا وحصننا وركيزتنا..

    إذا ظلم الناس بعضهم بعضا سلط الله عليهم من يظلمهم بقوله سبحانه وتعالى: (وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا بما كانوا يكسبون) ليس لدينا ألا نطلب ونعيد حساباتنا وصلتنا بالله تعالى كافراد وكشعوب.. والله إن لم نغير ما بأنفسنا لم غيرنا الله..

    كيف يغير الله لنا هذا النظام؟؟ وليس بغريب على الله ان يغيره بين لمحة بصر وقبل ان يرتد إلينا طرفنا.. بأمره كن فيكون!!!

    ولكن انا اعتبرها عقوبة لنا.. اصبحنا [زناة + نساء عراة + دعارة+ قاتلين روح في سفة تمباك أو سيجارة + سارقين+ نصابين+ اكلي رشوة وحرام+ متعاطي مخدرات ومسكر+ الولد يضرب ويقتل امه واباه+ مغتصبين اطفال+ شاهدي زور+ نستعمل التلفونات فيما لا يرضي الله… التاجر اصبح غير امين+ الجزار اصبح يضبح الحمير والنطيحة والمتردية والفطيسة+ المزارع يستعمل المبيدات+ السرطانات+ امراض الكلى+ موت الفجأة+ رجال محنين ومدخنين يرتدون السلاسل ويلبسون ملابس النساء… حوادث السيارات اصبحت على رأس الساعة بل الدقيقة بمئات الموتى.. اصبحنا نلوك اعراض بعضنا بعض.. الزاني يزني بخليلة جاره[ودي كترت كتير جداً] اصبحنا نؤدي فروضنا وعباداتنا لكي يقول الناس ان فلان يصلي ويصوم ويزكي.. اصبحت عباداتنا عادة وفشخرة وليست طاعة.. اصبح المتزوج فينا هو من يبحث عن الحرام متفوقاً على المراهق.. اصبحت امة الله في الاسواق وفي الشارع تمشي وترفع صوتها بدون حياء كاشفة لرأسها ولابسة الضيق ومحزق الذي يظهر مرتفعاتها ومنخفاضتها بصورة مقززة.. ياربي ياربي ياربي.. نبوء لك بذنوبنا فاغفر لنا فإنه لا يغفر الذنوب إلا انت]

    اصبحنا نتعاطف مع هؤلاء المجرمين لأن لكل منا أحد في المؤتمر الوطني نافذ ومسؤول.. اصبحت البيوت السودانية سرطان كل بيت فيه احد أو ثلاثة أو جلهم موالين لهذا النظام.. ونحنا بدورنا نتعاطف مع هذا النظام لان ابن عمي أو ابن خالتي أو ابن اخي شخص مسؤول نافذ ويقضي حوائجنا عبر واسطته أو شفاعته…

    الشباب الان.. مهموم بالنت والشبكة والابراج( في ما في) .. وكلما حصلت رجة أو شيء مثل هذا تجد طوالي ان شبكات النت استعدلت بامر امني وهذا هو المطلوب..

    انتبهوا هذا عقاب هذا عقاب الهي.. لا حول ولا قوة لنا إلا بالله العلي العظيم.. لا حول ولا قوة لنا إلا بالله العلي العظيم..لا حول ولا قوة لنا إلا بالله العلي العظيم.. اللهم انا عبادك الضعفاء الازلاء الخانعين الخاضعين لك يا الله.. اللهم اكشف وازل عنا الزنا والزلال والمحن ما ظهر منها وما بطن.. اللهم الطف بنا يا الله فانت اللطيف..

  9. الأخ الفاضل ليس من العدل ان ننسى فضل الفاضلين بمجرد عثرة او خطأ وخاصة اذا اعتذر المخطىء وفى الأثر ان النبى الكريم عليه اقضل الصلاة و اتم التسليم كان يقبل عذر المعتذر مهما كان عذره و لمل التوبة فى ديننا الحنيف دليل على طبيعة الخطأ فى الحياة وثجىء التوبة لثقويم وتصحيح تلك الطبيعة.

  10. عزيزي كمال (اليوم دخلت اللحم الحي جدا وهو ميت جدا نخبنا ) وكما تذكر شخصيا كثيرا ما اقول ان محنتنا هي نحب وحسب واذا اردت ان تعرف مستوي اي بلد انظر لحال نخبه في العطاء والتضحية !! النخب لدينا مصابة بالازدواجية ومصالحه الضيقه اقرب ما فعلته الانقاذ وكما تري 76 وزير اتحادي لماذا وفي ماذا ؟؟؟ مرتباتبهم تكفي لدعم الاسعار لكن الشمولية تعرف محنة المثقف وضعفه وتلعب به عيه الا من رحم ربي والسبب عدم التصالح مع النفس والازدواجية لا يوجد رجل الان في مقام مثلا محمود محمد طه مثلا وانظرا مثلا من كانوا يطالبون بالحرية امثال السنوسي بالامس لنفس مستوي الحرية قال السودان يتمتع بحريات واسعه لهذا يستمر الاستبداد رغم الجوع !!!

  11. سلام وتحية للجميع
    أخ كمال لك الشكر، مصيبتنا مصيبة كل يوم فجيعة تليها فجيعة اخرى فيمن نحب ونعشم أن يزيدوننا وعيا، فجعنا في بروف قاسم وقلنا ربما لحظة غضب إعترته وهو يصارع الجهل وحرق الاعصاب في هذا الزمن اخرجته من طوره يكفيه اعتذار بسيط وواضح لمحبيه ولكن فجعنا مرة أخرى في تصريحاته الصحفية وثالثة في الاعتذار الباهت وفجيعة أخرى من اخونا شوقي بدري وهو يقول لنا لا بديل لقاسم الا قاسم ولم ولن يلد السودان (نبيا) غيره.وفجيعة أخرى بقلم الدكتورة سعاد أشد حرقة وألما. أمرنا لله نعمل شنو؟؟

  12. مين هي الزميلة المشار إليها ؟ عمود طويل عريض سبقنا فيه الكلمات علنا نحظي باسم الزميلة عشان نمشي نقرا المجال بتاعها ..لكني ح اسميها الزميلة الخفية ..لو جبنا إسمو الهواء بقسمو…مافي داعي للالغاز يا أستاذ..كفاية علينا اللغز الكبير الاسمو السودان ..الفنان زيدان ابراهيم قال ليك خليك واضح يا جميل

  13. ياخى بطل الظهوروخلق المواقف البطوليه الوهميه من خلال مواقف الاخرين نتمنى ان تاتى مبادربمواقف تعبر عنك وليس معقبآ عن اراء الاخرين ياصحفى الغفله

  14. اقتباس[…بدون ما تقدم لا أرى شخصياًَ في الأفق أي ملمح لتغيير نحو الأفضل، إن خرجنا للشارع أم بقينا في بيوتنا]

    هذا الحاصل!! عشان ما في حد يقول انا مؤتمر وطني وكوز من الذين سلطهم الله علينا.. وعشان ما اضعف الهمم وادخل في نفوس الناس اليأس..

    لكن لابد أن اقول هذا ولو على نفسي فنحن الذي نعمل فيه يغضب الله سبحانه وتعالى …والله سوف يجازينا بهؤلاء الظلمة.. وقد يقول قائل بل هذه المسائل جاءت مع هؤلاء.. اقول نعم وتفشت في عهدهم.. ولكننا عشان سكتنا عن الحق والساكت عن الحق شيطان اخرس.. اصبح هدفنا في الحياة ارضاء اهل المؤتمر الوطني نفاقاً وكذباً لكي نفوز بالانضمام وابداء السمع والطاعة لهؤلاء.. وافترينا على انظمة ورؤساء سابقين[مثل الازهري وعبود ونميري+ وتجربة الديمقراطيتين ما بين هذه الانظمة]

    تقربوا إلى الله واطلبوا الغفو والمغفرة والغفران والتوبة النصوح.. لابد أن نبدأ في انفسنا كافراد ثم جماعات ثم شعوب.. فبعدها سوف يكون قوله تعالى( فإني قريب اجيب دعوة الداع إذا دعانِ) ملاذنا وحصننا وركيزتنا..

    إذا ظلم الناس بعضهم بعضا سلط الله عليهم من يظلمهم بقوله سبحانه وتعالى: (وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا بما كانوا يكسبون) ليس لدينا ألا نطلب ونعيد حساباتنا وصلتنا بالله تعالى كافراد وكشعوب.. والله إن لم نغير ما بأنفسنا لم غيرنا الله..

    كيف يغير الله لنا هذا النظام؟؟ وليس بغريب على الله ان يغيره بين لمحة بصر وقبل ان يرتد إلينا طرفنا.. بأمره كن فيكون!!!

    ولكن انا اعتبرها عقوبة لنا.. اصبحنا [زناة + نساء عراة + دعارة+ قاتلين روح في سفة تمباك أو سيجارة + سارقين+ نصابين+ اكلي رشوة وحرام+ متعاطي مخدرات ومسكر+ الولد يضرب ويقتل امه واباه+ مغتصبين اطفال+ شاهدي زور+ نستعمل التلفونات فيما لا يرضي الله… التاجر اصبح غير امين+ الجزار اصبح يضبح الحمير والنطيحة والمتردية والفطيسة+ المزارع يستعمل المبيدات+ السرطانات+ امراض الكلى+ موت الفجأة+ رجال محنين ومدخنين يرتدون السلاسل ويلبسون ملابس النساء… حوادث السيارات اصبحت على رأس الساعة بل الدقيقة بمئات الموتى.. اصبحنا نلوك اعراض بعضنا بعض.. الزاني يزني بخليلة جاره[ودي كترت كتير جداً] اصبحنا نؤدي فروضنا وعباداتنا لكي يقول الناس ان فلان يصلي ويصوم ويزكي.. اصبحت عباداتنا عادة وفشخرة وليست طاعة.. اصبح المتزوج فينا هو من يبحث عن الحرام متفوقاً على المراهق.. اصبحت امة الله في الاسواق وفي الشارع تمشي وترفع صوتها بدون حياء كاشفة لرأسها ولابسة الضيق ومحزق الذي يظهر مرتفعاتها ومنخفاضتها بصورة مقززة.. ياربي ياربي ياربي.. نبوء لك بذنوبنا فاغفر لنا فإنه لا يغفر الذنوب إلا انت]

    اصبحنا نتعاطف مع هؤلاء المجرمين لأن لكل منا أحد في المؤتمر الوطني نافذ ومسؤول.. اصبحت البيوت السودانية سرطان كل بيت فيه احد أو ثلاثة أو جلهم موالين لهذا النظام.. ونحنا بدورنا نتعاطف مع هذا النظام لان ابن عمي أو ابن خالتي أو ابن اخي شخص مسؤول نافذ ويقضي حوائجنا عبر واسطته أو شفاعته…

    الشباب الان.. مهموم بالنت والشبكة والابراج( في ما في) .. وكلما حصلت رجة أو شيء مثل هذا تجد طوالي ان شبكات النت استعدلت بامر امني وهذا هو المطلوب..

    انتبهوا هذا عقاب هذا عقاب الهي.. لا حول ولا قوة لنا إلا بالله العلي العظيم.. لا حول ولا قوة لنا إلا بالله العلي العظيم..لا حول ولا قوة لنا إلا بالله العلي العظيم.. اللهم انا عبادك الضعفاء الازلاء الخانعين الخاضعين لك يا الله.. اللهم اكشف وازل عنا الزنا والزلال والمحن ما ظهر منها وما بطن.. اللهم الطف بنا يا الله فانت اللطيف..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..