معاناة السودانيين في ليبيا

# قراءة موجزة لمعاناة السودانيين في ليبيا :

تعدد صور ومظاهر الاتجار بالبشر ويبدو أنها لن تكون قابلة للحصر بسهولة لأن التطور التقني والتقدم العلمي يفرزان لنا بقوة صور ومظاهر الاتجار والاستغلال ربما لم تكن مألوفة ولا متوقعة بمفاهيم الوقت الحاضر والسابق ولعلنا نتذكر وسائل الاتصالات والانترنت قد أفرزت حاليا بعض الصور لشباب يتعرضون لتعذيب بصورة بشعة من قبل بعض الجماعات الإسلامية فى دولة ليبيا بطريقة لم تكن موجودة ولا مألوفة من قبل ؛ فيزداد انغماس وتورط عصابات الإجرام العالمية في الاتجار بالأشخاص لغرض الاستغلال الجسدي والجنسي بسبب الأرباح العالية التي تحققها هذه التجارة وكذلك بسبب صعوبة اكتشاف أمرهم نسبة لما تعيش دولة ليبيا من فوضى عارمة إذ نستطيع القول أنهم يعيشون في عهد المجتمع البدائي الذي ينظمه القاعدة الذهبية آنذاك ( القوة تنشي الحق وتحميه) وافلاتهم نسبيا من العقوبة اذا ما تم إلقاء القبض عليهم حيث أن أكثر ما يمكن أن يدانوا به هو تزوير جوازات السفر او التأشيرات الدخول وكل إصابة لها جماعات من العاملين في مركز السلطة وخصوصا بعض العاملين في دوائر الهجرة والعاملين في مؤسسات مختلفة ؛ وكما تابع الجميع في وسائل التواسل الاجتماعي تداول صورة انسب إلى أحد السودانيين الذين يعملون ضمن هذه الشبكة الإجرامية ؛ وكيف انه يحول مبالغ مالية من ليبيا إلى السودان لصالح اخاه المقيم في السودان حسب زعم مصدر الخبر ؛ لذا ان صح هذا الخبر فوضع استراتيجيات دولية لمواجهة هذه الظاهرة الإجرامية الشديدة الخطورة والواسعة الإنتشار أمرا غاية الأهمية . تفاديا من الاسترقاق والسخرة والتي تشمل بحسب الاتفاقيات الدولية تجنيد وايواء ونقل وامداد او توفير شخص للعمل او تقديم خدمات من خلال القوة والخداع والإكراه من أجل أن يقوم باشغال شاقة غير طوعية او قد يتجلى في العبودية القسرية التى تعتبر أحد أسوة أشكال الاتجار بالبشر وأكثرها انتشارا التي يقع فيها العديد من المهاجرين لأسباب إقتصادية ؛ إذ أصبح الكثير من أبناء السودان في دولة ليبيا يتم بيعهم أمام أعين الجميع بقليل من الدولارات مقابل أخذهم إلى مشاريع للعمل ليلا ونهارا او حجزهم مقابل الابتزاز على ذويهم بدفع الفدية .
وكما تابعتم حالات الاعتداءات التي تعرض لها كثير من الشباب في دولة ليبيا حيث شاهد الجميع عملية الحرق الذي تعرض له ذلك الشاب وهو خالي من ملابسه وكان المنظر مؤلما لكل من يحمل ذرة إنسانية ؛ لكن للاسف للاسف لم نقرأ بيانا واحدا من جمهورية السودان تدين مثل هذه الجرائم في مواجهة رعاياها بل ما يؤسفني أكثر هو مقال منسوب لأحد المقربين على الحكومة معلقا على الفيديو واصفا اياه ذلك الفتى المحروق بأنه من منسوبي الحركات المسلحة وإذا افترضنا جدلا انتماء ذلك المجني عليه لحركة مسلحة هل حرقه بذلك الكفية مبررا ؟ وهل القتل خارج سور العدالة مهما كان جريمة المجني عليه يجدي نفعا ؟ الجناة حين قاموا باقتياد المجني عليه ثم أحرقوه هل كان ذلك بدافع انه اجنبي ؟ أم لانه ينتمي إلا حركات مسلحة ؟ وماذا لو وقع هو ذاته في أيادي الارهابيين هل سيطلق سراحه لانه غير منتمي إلى حركات ام سيكون عرضة للتعذيب كغيره من السودانيين ؟ وباي حق يتهم الآخرين ؟ وما هو المعيار في ذلك ؟ وهل من عاقل يصدق مثل هذه الادعاءات ؟ وهل كل الأفارقة الذين يتعرضون للتعذيب في ليبيا هم حركات مسلحة ؟ …
خلاصة القول يقع على أبناء الوطن الكف عن الهجرة ومن هاجروا عليهم العودة إلى وطنهم من أجل بناءها وأن كان الظروف غير مواتية إلا انه يجب خلق وضع أفضل في أوطانهم بدلا من الموت والاهانة في بلاد الآخرين لأن هؤلاء بنوا بلدانهم بعد جهد جهيد وبصبر ومثابرة وأن الموت على سبيل الوطن خير بالف مرة من الإهانة والإساءة في الخارج لأن يقيني ان الموت والمعاناة والتشريد داخل الوطن سوف يكون له نهاية ….
واخيرا نتقاسم عميق حزني مع الذين فقدوا أبناءهم غرقا في البحر متجهين نحو أروبا ؛ وأيضا الذين قتلوا في أيادي الارهابيين الليبيين ؛ مع خالص تمنياتي بالشفاء العاجل لضحايا التعذيب ..

[email][email protected][/email]
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..