الذين أضاعوا الكثير ..!

مع تفاقم هذه الضائقة المعيشية التي تعتصر السواد الأعظم من الناس وهم القابضين على جمر المعاناة الحارق.. ولا أظنهامعاناةً تعرف بوابات البيوت التي ينتمى أهلها الى كوكب السلطة البعيد عن أرض الواقع أو من هم دائرون في فلكها تمتعا بصلة القُربى ..!
في هذ التوقيت الدقيق تحديداً تعلن الجهات المعنية أن فتحاً بتروليا جديداً يتفجر في منطقة الراوات بولاية النيل الأبيض ..وهنا لانريد أن نستبق الأحداث ونبدي روح التشكيك في نوايا توقيت الإعلان رغم العلم المسبق أن العمل كان يجري فعلاً في تلك الحقول المتاخمة لدولة الجنوب التي استأثرت منحدراتها بالفيض الأكبر من نعمة الزيت الأسود وتركت لنا غيضاً متواضعاً منه نأمل ألا تمُحق بركته هوالآخر على قلتها ذات الأفواه التي لقفت ريع الكثيرمنه الذي كان كفيلاً بتحويل بلادنا وفي أصغر مساحات خصوبتها لتتفوق على هولندا في الإكتفاء بل والتصدير من خيرات الزراعة بأنواعها والإنتاج الحيواني بمختلف مشتقاته !
لن تعود الفرص التي ضاعت في لجة الفساد وعدم توظيف القرش الأبيض لمثل هذا اليوم الأسود الذي يخيم بساعاته الطويلة المملة على شعبنا ..ولن يتعافى الإقتصاد بتجريب ذات العقليات للسياسات الغارقة في خطل العشوائية مهما تضاعف إنتاج هذا الحقل الذي يكون مشكورا لوأنه أغنانا عن استيراد حاجتنا من المحروقات بعدأن يبلغ مداه في ضخها من أعماق الأرض ..ولن ينعم جيد الوطن بالذهب الذي بلغ إنتاجه مئات الأطنان والمسئؤلين يتحدثون دون خجل عن معرفتهم بالطريقة و المنافذ التي يغادر بها مُهرباً في رحلة اللاعودة!
فالكثير من الدول التي تنتج يومياً ملايين البراميل من النفط يعاني شبابها من التبطل أويبحثون عن المخارج لمغادرتها ..لان علتها في سوء إدارتها لمواردها إما تكريسا لحماية أنظمتها أوللفساد الضاربة اطنابه في أجهزتها المختلفة !
ولهذا وبما أن ذات الأمراض مستوطنة في نظام الحكم الذي لا يرى في رقبته إعوجاجا يستوجب البتر بعد أن استعصى على كل المعالجات الممكنة ..فلن ينجح أهله في الإستفادة من بصيص الأمل الذي يلوح في نهاية النفق المظلم بموجات النفط أو بريق الذهب ..بعد أن بددوا قبلاً تلك الآمال الكبيرة من بين أيادي الزمن الذي اضاعوه من عمروطننا أيضاً !
[email][email protected][/email]