التمرد…والادمان

التمـــــــرد…والادمــــان

منتصر نابلسى
[email][email protected][/email]

التمرد هو وليد الاحساس بالظلم الذى ينطوى على القهر، والانصياع له وينـــطوى مفهوم التمرد على معنى تحدى الاوضاع السائدة ، ورفضها وهو يحتوى فى كثير من الاحيـــــان على معنى انسانى اخلاقى، يود منه تحقيق العـــــدالة والمساواة، اثر انتشار الفــــساد والظلم والبغى ، كرد فعل للواقع الاقتصادى والاجتماعى والسياسى.
ربما من معانى التمرد هو ما نطمح من خلاله، إلى الإرتقـــــــاء بالإنسان إلى مستويات تتجاوز آفاق الخضوع لتقاليد وأعراف ، تنتمي إلى ماضي اضطر الإنسان إلى الخضــوع لها مرغــــما… نتيجــــــة للإضطهاد والقهر، التي سلبت إرادته وبالتالي حريته… او هو محاولة فرض واقـــــع جديد، باى وسيلة …وبناء مستقبل بمفهوم جديد، نظرا للــــــواقع الغبر مرضى وغيرعادل…
يقول الفيلسوف الفرنسي ألبير كامي…التمرد يحقق للحياة قيمتها و عظمتها،لأنه يحرض التفكير و اعتزاز الانسان بأمور عدة لحقيقة تتجاوزه ذاته
وقد اصبح التمرد سمة تميز القطر المنقوم عليه والناقم على اهله بيد من اهله ….. منذ اكثر من خمسين عام ، ظلت حركات التمرد تنهش فى اعماق الوطن ، ويظل التنافر الفكرى محتدما ومشتعلا دون ان تتوصل الفرق والحكومات الى تقارب او تنازل ممكن حتى تحقن تلك الدماء وينعم المنقوم عليه بشىء من سلام ولو الى حين… ويتم وقف شلالات النزيف الذى استمر، ولم يتمكن اباطرة السياسة على امـــتداد الحقب ان يرفعوا عن السودان هذه النقمة الدموية الملازمة له …
وجاءت الانقاذ بخيلها ورجلها… والتى انقذت السودان بمعكوس المعنى فــقد فتـــحت الابواب على السودان بمزيد من الاسف والحزن والهلاك ، وسقط الشباب اليافع الغض فى ساحات القتل العمد تحت مظلة الجهاد اوياليت الانقاذ المعكوس ? تمسكت بالقضايا المصيرية مسألة حياة او موت ، كما كانت تتردد اهازيج اناشيدهم الجوفاء… الا انــــها فاقمت المصائب بظلمها للعباد وتمـــادت بتخريب الواقـع… واستمرت فى اضهاد الشعب المبتلى … وهى بين التخريب والتفريق استطاعت ان تصل الى الاجنــــــدة التى ترضى اطماعها وتمد فى عمر سلطتها وجبــــروتها
وبالتالى اججت نيران التمرد – اى الانقاذ المعكوس- زادت بها روح التـــــــمرد والكراهية والانقاذيون يقدحون زناد الفتنة الكبرى ويساومون على وحـــــدة الســـــودان بكل بساطة
ياتى التفريط الكريه ويكون عطاء من لا يملك لمن لا يستحق فشمال السودان ليس ملكا لاهل الشمال والجنوب ليس ملكا لاهل الجنوب وتشطر البــــلاد كــــما يشـــطر الرأس من الجسد، ويذبح السودان فى مسلخ الانقاذ، تحت سمعكم وابصاركم جميعا ، وتقـــــــطع الزبيحة وتطبخ على نيران الفشل والانهزام والانكسار ، وتوزع المكاسب يبنهم كما توزع الغنائم بين اللصوص… اما الخسارة الفادحة… وما ادراك ما الخسارة هى مـــــن نصيب الشعب الســــودانى فى الجنــــــوب او الشمال.. ويصدق البشيروهو كاذب حينما قال نحن العملناهو للبلد دى مافى زول بيعملوا تانى… وهى حقيقة
ويدخل الخراب ارض اججتها الفتن ، وهزمها الظلم واتعبها الكذب، وسيطر عليها الطاغوت ومفكريه، ومحقها الطمع ،ومزقها التمرد… ارض غنية فقيرة … كبيرة صغيرة
ضاقت بشعبها ….ويبدو اننا ادمنا حياة التمرد والانقسام ووجـــد الفيروس مناخ متــاح وظروف ملائمة لبستشرى فى كل خلية من جسد السودان … وجاء موسم الحصاد … وماذا يحصد زارع الشــــوك غيرالحسرة والندم.. ويتخطى التمرد المسافات ومثلما ادمن الشمال روح التمرد والانقسام فان الجنوب قد استنشق افيون التمرد حين ضاق بهم الحال بل دخل الادمان فى نخاعهم و نخر السوس شمالنا وجنوبنا… فمتى يستفيق الـــــــــوطن المســـــطول من…. سكرته شفاه الله…..

– – – – – – – – – – – – – – – – –
تم إضافة المرفق التالي :
092.JPG

تعليق واحد

  1. شكراً لتعرضك في مقالك لهذا الموضوع الهام الذي كان يتحاشى مثقفو السودان الخوض فيه….
    وأقول لك بدء أنت تتكلم عن التمرد وكأنه هو سبب تخلف السودان ومصائبه .. وتتكلم عن دور نظام الإنقاذ في تأجيجه (وهذه حقيقة) وتتناسى متعمداً أو جاهلاً دور النخب الطائفية التي ظلت على دست الحكم وتنكر وتنمروا على الهامش بإستخدام أساليب الخداع والتحايل لإقصائه وتجاهل مطالبه منذ الإستقلال دون أن تراعي أية مصلحة للوطن .. ممارسات هي أقرب ما تكون إلى ما كان يدور من الدسائس والمكائد ونصب الشراك للخصوم في قصور ملوك الطوائف في أواخر حكم العرب في الأندلس .. تلك الممارسات التي أدت إلى قتلهم وطرد من تبقى منهم دون أن يتركوا أثراً يوازي حضورهم المدوي التليد..
    سبب بلاء السودان ليس التمرد .. التمرد نتيجة وليس سبباً .. أما السبب فهو ممارسات النخب التي حكمت البلد منذ الإستقلال إلى يومنا هذا .. تلك الممارسات التي إقتقرت إلى أدنى قدر من الحكمة ومصلحة الوطن .. فدفعوا الناس في الهامش إلى التذمر ثم التمرد .. وممارسات نظام الإنقاذ التي وصفتها إنما هو الجزء الظاهر من جبل الجليد الذي يمثل الجزء الغاطس منه نخب الطائفية التي سبقتها في الحكم .. والقوى التي تحمل السلاح في الهامش عندما تقول إنها تريد إعادة هيكلة الدولة السودانية إنما تعني إحلال هيكل الدولة التي تأتي بتلك الشاكلة من الحكام بنظام تراعي مصالح كل السودانيين بصرف النظر عن الجهة أو العرق أو القبيلة .. أي على أساس المواطنة لا غير ..

    ويقيني أن المنطلق الذي تكتب منه لا يتعدى منطلقات الإنكار والكذب على النفس بإخفاء الأسباب الحقيقية التي أدت إلى ما آل إليه السودان اليوم شاملاً التمرد السابق والحالي .. أما إن كنت تجهل حقائق التاريخ المعاصر للسودان فليس لدي ما أقوله لك

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..