هزيمة الدولار بالإنتاج فقط

الحكومة حتى وقت قريب كانت تتعامل مع تراجع سعر العملة الوطنية مقابل الدولار بنوع من القلق والانزعاج الذي تعبر عنه في شكل إجراءات وحزم وسياسات جديدة، يعلن عنها البنك المركزي مع كل مرحلة من مراحل الهبوط مع وعود قاطعة بالسيطرة الأكيدة على الأمور قريباً.. ومينشيتات حمراء تتصدر صحف الخرطوم ما بين ملاحقة المضاربين وتغيير تكتيكات (حراسة مرمى الجنيه)..
وكان بالفعل هناك نوع من التأثير المؤقت لهذه الإجراءات على أسعار صرف الدولار صبيحة كل مينشيت، وكل منشور جديد للبنك المركزي، حيث كان السوق الأسود يحتاط أحياناً لاحتمالات نجاح هذه الإجراءات فتجد هناك هبوطاً مؤقتاً يحدث تحت تأثير الإعلام، لكنه لا يلبث أن يعود بهجمة مرتدة مواصلاً فعله المشين بالاقتصاد السوداني.
لكن الملاحظ في الآونة الأخيرة ومنذ أن تخطى الدولار حاجز الثلاثين جنيهاً في هذا السوق الأسود اللعين، أن السلطات الاقتصادية تخلت عن مينشيتات التهديد ومنشورات تغيير التكتيكات..
وكأن الحكومة أصابها إرهاق من ملاحقة الدولار بهذه الطريقة التي تبدو فيها وكأنها تحاول ملاحقة سيارة مسرعة بدراجة هوائية.
الوقت الذي بددته الحكومة وقطاعها الاقتصادي في المعالجات والحلول الطارئة من محاولات ضخ مبالغ من العملة الصعبة من مصادر غير دائمة أي غير إنتاجية.. ودائع خارجية أو موارد غير منتظمة كان يمكن أن يكون هذا الوقت كافياً تماماً لو تم استغلاله في تحريك عجلة الإنتاج وتناسي خيارات الأزمة منذ الانفصال، وحتى الآن كان الوقت كافياً لأن تكتمل اليوم دورات مشاريع إنتاجية هائلة تحقق بديلاً مستمراً للإيرادات النفطية التي فقدتها خزانة البلاد بعد الانفصال.
لكننا غرقنا في حلول الأزمة ومعالجات رزق اليوم باليوم وأوهام السياسات والإجراءات الاقتصادية الفاشلة التي لم تكن تقديراتها سليمة، فجعلت القيادة السياسية تظهر في الإعلام أكثر من مرة وبناءً على وعود الاقتصاديين لهم فتتحدث الدولة بثقة كاملة بأنها بعد شهر أو شهرين أو ستة أشهر ستعيد للجنيه عافيته وستضبط الصرف في مستوى سعر محدد.. لكن ذلك لا يحدث لأن التقدير الذي زودهم به رجال الاقتصاد كان غير دقيق وغير صحيح، ليحدث العكس تماماً في كل موعد مقطوع..!
لأن أي حلول غير زيادة الإنتاج بشكل حقيقي وبسياسات تتيح بل تشجع كل منتج لخيار العمل والإنتاج وتفجير الطاقات الإنتاجية الزراعية والصناعية لهذا البلد صاحب الإمكانيات والثروات الطبيعية غير المحدودة، أية حلول غير هذه الحلول والخيارات الإنتاجية التي تُدخِل موارد حقيقية مستمرة للخزانة العامة، فهي حلول فاشلة ولم تعد لها حتى القدرة على إرهاب السوق الطفيلي إعلامياً، فلو ضخت الدولة مليارات الدولارات والسوق يعرف أنها ليست من موارد إنتاجية، فإن النتيجة ستكون ضعيفة الأثر، لأن السوق الطفيلي هذا أصبح قادراً على ابتلاع أي مبلغ محدد ومعروف من العملات الصعبة، ما لم يكن هناك مصدر ثابت يجعل هذا المبلغ هو رقم إيرادي منتظم في خزانة الدولة.
الإنتاج هو الرادع الوحيد للسوق الأسود والعلاج الناجع لأمراض الاقتصاد السوداني الحالية..
هؤلاء يرتعبون من الإنتاج أكثر من خوفهم من العقوبات القانونية التي يمكن أن يتعرضوا لها في حال تم القبض عليهم، كما أن هذه العصابات المنظمة أصبحت لها قدرة على العمل في ظروف بالغة التضييق والملاحقة..
شوكة كرامة
لا تنازل عن حلايب وشلاتين.
اليوم التالى

تعليق واحد

  1. من حقك تحلم .. لا تنازل عن بورسودان .. لا تنازل عن دارفور .. لاتنازل عن كردفان .. لا تنازل عن النيل الازرق .. هو فيه دوله اصلا .. عندما تكون هناك دوله اصلا من حقك تتكلم

  2. صدقتم أيها الأستاذ الكريم.مطاردة الدولار لن تجدي . الاجدر بنا زيادة الإنتاج وإلغاء العملة الحالية لنصك عملة ذهبية بدلا عنها. انتاجنا من الذهب بلغ اكثر من مائة طن. وأسعار الذهب اكثرا استقرارا فلماذا لانتخذ الذهب كقاعدة للتعامل بذلك ترتفع قيمة منتجاتنا.
    انتج السودان 100 طن من الذهب كما صرح السيد وزير التعدين.
    سعر الجرام من الذهب 43.2$ بذلك تكون قيمة ما انتج من ذهب فقط 4.32$ مليار دولار. اضف الي هذا قيمة منتجاتنا الأخرى علي قلتها فان سعر الصرف الحقيقي للعملة سيكون احسن مما هو عليه الان. وعندما نزيد الإنتاج سترتفع قيمة عملتنا.
    فهل من مجيب؟

  3. من حقك تحلم .. لا تنازل عن بورسودان .. لا تنازل عن دارفور .. لاتنازل عن كردفان .. لا تنازل عن النيل الازرق .. هو فيه دوله اصلا .. عندما تكون هناك دوله اصلا من حقك تتكلم

  4. صدقتم أيها الأستاذ الكريم.مطاردة الدولار لن تجدي . الاجدر بنا زيادة الإنتاج وإلغاء العملة الحالية لنصك عملة ذهبية بدلا عنها. انتاجنا من الذهب بلغ اكثر من مائة طن. وأسعار الذهب اكثرا استقرارا فلماذا لانتخذ الذهب كقاعدة للتعامل بذلك ترتفع قيمة منتجاتنا.
    انتج السودان 100 طن من الذهب كما صرح السيد وزير التعدين.
    سعر الجرام من الذهب 43.2$ بذلك تكون قيمة ما انتج من ذهب فقط 4.32$ مليار دولار. اضف الي هذا قيمة منتجاتنا الأخرى علي قلتها فان سعر الصرف الحقيقي للعملة سيكون احسن مما هو عليه الان. وعندما نزيد الإنتاج سترتفع قيمة عملتنا.
    فهل من مجيب؟

  5. استاذ جمال الحكومة راح ليها درب من زمان كيف ننتج والحكومة هي من حطم الانتاج فقط لو تتذكر الحكومة يوم الانقلاب كان هناك 4 انواع من زيت الطعام انتاج محلي وكل الصابون غسيل وحمام انتاج محلي هذه عينة الان كله مستورد الحكومة ليست جزءا من الحل لان الحل موجود لكنها ان تنفيذه .ثم ازيدك من الشعر هل تتذكر النفرة الخضراء اين انتاجهاوقد انفقت الحكومة 75 عليها اين ذهبت طبعا الي جيوب النافذين الذين مافيا السوق الاسود وهم من ارضعت الحكومة من ثديها فصاروا اكبر منها غيلان يسيرون حتي الحكومه في الاتجاه المعاكس لذلك الحكومة عاجزة وتريد الشعب يدفع ثمن عجزها !!!هل تذكر النفرة الخضراء 35مليار اين ذهبت لماذا لا يتم القبض والتحقيق مع من اهدروا المليارات هذه ؟؟؟ تماما كما في اليونان الحلول موجودة لكن الحكومة لا تريد ان تنفذها رغم انها تعرفها لكن العجز !!!
    يا اخي من دمر البلد لا يعيدها الي الطريق تماما كما فعلت اليونان لانهم سبب الكارثه .
    هناك 2 ميزانية السرية فيها التجنيب لكل الايرادات مثل الذهب والبنوك الحكومية والشركات الحكومية فقط اين يصرف هذا التجنيب ؟؟؟ الميزانية المعلنه عجزها ليس 28 مليار عجزها 83 مليار لان هناك طباعة نقد دون غطاء 55مليار لذلك المحنة ليس في سعر الدولار وهو طبيعي المحنة في التضخم الهائل الذي سيحدث لان الكتلة النقدية بالسوق اكبر 300% تقديريا من حجم الانتاج والخدمات بالدولة لعدم وجود احصائيات شفافه صراحة العشل والعجز لا يقدم بلد وشكرا

  6. استاذ جمال الحكومة راح ليها درب من زمان كيف ننتج والحكومة هي من حطم الانتاج فقط لو تتذكر الحكومة يوم الانقلاب كان هناك 4 انواع من زيت الطعام انتاج محلي وكل الصابون غسيل وحمام انتاج محلي هذه عينة الان كله مستورد الحكومة ليست جزءا من الحل لان الحل موجود لكنها ان تنفيذه .ثم ازيدك من الشعر هل تتذكر النفرة الخضراء اين انتاجهاوقد انفقت الحكومة 75 عليها اين ذهبت طبعا الي جيوب النافذين الذين مافيا السوق الاسود وهم من ارضعت الحكومة من ثديها فصاروا اكبر منها غيلان يسيرون حتي الحكومه في الاتجاه المعاكس لذلك الحكومة عاجزة وتريد الشعب يدفع ثمن عجزها !!!هل تذكر النفرة الخضراء 35مليار اين ذهبت لماذا لا يتم القبض والتحقيق مع من اهدروا المليارات هذه ؟؟؟ تماما كما في اليونان الحلول موجودة لكن الحكومة لا تريد ان تنفذها رغم انها تعرفها لكن العجز !!!
    يا اخي من دمر البلد لا يعيدها الي الطريق تماما كما فعلت اليونان لانهم سبب الكارثه .
    هناك 2 ميزانية السرية فيها التجنيب لكل الايرادات مثل الذهب والبنوك الحكومية والشركات الحكومية فقط اين يصرف هذا التجنيب ؟؟؟ الميزانية المعلنه عجزها ليس 28 مليار عجزها 83 مليار لان هناك طباعة نقد دون غطاء 55مليار لذلك المحنة ليس في سعر الدولار وهو طبيعي المحنة في التضخم الهائل الذي سيحدث لان الكتلة النقدية بالسوق اكبر 300% تقديريا من حجم الانتاج والخدمات بالدولة لعدم وجود احصائيات شفافه صراحة العشل والعجز لا يقدم بلد وشكرا

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..