أنحن أحق أم الجنقلي

دعوني اُعلمكم كلمة واحدة فقط من عربي جوبا لا ازيدكم عليها.. الكلمة هي (الجنْقلي).. وتعني مريض الجذام.. أو الشخص المصاب بـمرض (هانسن) الذي يأكل الأصابع والاطراف..
ايها السادة:
(الشحاد) أمونة كباسي.. استطاع قبل عقود مضت ان يقود ثورة الجياع البسطاء المتوسدين الشطف الملتحفين المسغبة.. عندما قاد ثورته تلك كان يصف الحكومة بانها تريد قتل الجنقلي..
(شجرة الجنقلي) واحدة من اشهر اشجار جوبا.. موقعها في شمال المدينة.. وهي مركز تجمع مرضى الجنقلي بما فيهم امونة كباسي العقل المدبر..
الحكومة وقتها كانت ترسل (الكشات) تباعا لتجميع مرضى الجنقلي بغية ايداعهم داخل معسكرات العلاج.. وعزلهم عن المجتمع حتى لا يستشري المرض.. لكن سرعان ما تتجاهلهم و تنكرهم بل وتلفظهم.. ثم يعودون ثانية بمشقة مؤلمة وجهد منهك الى شجرتهم المحببة حيث عطف المحسنين وعطاء الكرماء وهكذا دواليك..
قرر امونة كباسي ومن معهم ان يضعوا حدا لصلف الحكومة وجبروتها وكذبها ونفاقها.. عندما ارسلت الحكومة كالعادة وحداتها من الشرطة المدججة بالعصي والهراوات لقطع شجرة الجنقلي وكنسهم و(كشتهم) الى المعسكرات البعيدة النائية.. وقف امونة كباسي ومن معه وقفة صلبة وشجاعة حيث وعوا الدروس السابقة وهضموها جيدا.. بدلا من انتظار الشرطة توجهوا هم اليها.. افراد الشرطة توجسوا خيفة من ان يصابوا بالمرض اللعين الذي تسري عدوته بالملامسة والاحتكاك.. ولوا الادبار هربا مخافة انتقال جرثومة مرض هانسن الي اجسادهم.. تركوا هراوتهم وعصيهم وخوذاتهم كما تركوا ايضا سيارة الكومر العتيقة التى وفدوا بها.. لكنهم حافظوا على سلامة اطرافهم..
ايها السادة:
كما يقول الجنقو العابرون تحت اشعة الشمس..المتشبثون برذاذ الحياة.. (المرض ليس عيب.. العيب ان تظن المرض عيب).. ان نتعظ من ثورة الجنقلي ليس عيبا.. فالله لم يستح ان يضرب الامثال بالعوضة الصغيرة لاهداف سامية كبيرة..
ايها السادة:
اذا كان الجنقلي أصحاب العاهات والعلل تظاهروا ونالوا حقهم المسلوب.. اما أولى لنا نحن المعافون الأشداء ان نخرج ونرفع رأيتنا..
اذا كان الجنقلي يدافعون عن ظل شجرة مساحته ?اي الظل- امتار معدودة.. اما اولى لنا نحن الذين ندافع عن وطن بحجم قارة ان نتزاحم على الشوارع ونسد الطرقات..
اذا كان الجنقلي صاحوا (الحكومة تريد تقتلنا) أي لم تقتلهم بعد.. اما اولى لنا نحن الذين قتلت الحكومة منا اكثر من عشرة الاف شهيد باعتراف الحكومة نفسها.. ان نخرج في 31 يناير وخياشيم انوفنا يغذيها البمبان..وصدورنا يثقبها الرصاص.. ونصيح بصوت عال الشعب يريد تغيير النظام.
النذير زيدان
[email][email protected][/email]