مقالات سياسية

ولكن كيف يصادرون الشارع ..!

لم تأتِ صحيفة الجريدة بعنوان ذلك الخبر من لدُن قريحتها الشعرية وإنما نقلته كلحن دوت به في شوارع الخرطوم بحرى حناجر الجماهير التي تحدت بسلمية زحفها ..القوى التي حشدتها السطات الإنقاذية ليس للمحافظة على سلمية هذا الدأب الحضاري وإنما مبادرةً باستعداء أصوات البشر بلعلعة السلاح واستقصاداً لبصائر الشرفاء بقبضات الخوف ..ومحاولة غمض أعين الوعي بدخان القنابل النتنة وشل أرجل المسيرات بلسعات العصي الكهربائية..وهي مشاهد إن لم تنشرها الجريدة وإخواتها نقلا من أرض الواقع ..فإنها كان قد تعالى غبارها في كل الفضاءات المفتوحة التي لن تستطيع كل أصابع الوهم أن تحجب شمسها التي لاتحتاج الى أية بوابات أونوافذ ولا إستئذان أحد لتنسرب الى شاشات المتلقي في كل مكان بكبسة زرمن أجهزة التحكم عن بعد..فضلا عن تغريدات المواقع الإسفيرية ومقالات الصحف الإلكترونية التي نثرت حروف متابعتها المكتوبة بمداد التواصل الإجتماعي لكل الأماكن عبر أزمنة قياسية !

ولم يكن بيان من سمى نفسه ناطقاً باسم السلطة القضائية الناقم على ما اسماه بمحاولة البعض تحقيرها والتقليل من قداستها ..والتي كنا ولازلنا نعول على أن يكون إحترامنا حيالها كشعبٍ يوقرها.. كحافزٍ لها لتعود مثلما كانت حصناً حامياً للعدالة ونحن نراها الآن تنكس رأسها تحت أرجلها وهي ترى حرية الرأي تصادرها السلطة في الصباحات الباكرة محمولة في أكياس التكميم و أقلام الجسارة تكسرها أصابع الجهل قبل أن تقرأ جيداً ماتكتبه من حقائق ..ولاتحرك سلطتنا القضائية الجالسة ساكنا وهي التي كانت تقف سداً منيعا يحصّن الجماهير بسلاح الوقفات الجسورة والإضرابات التي ترتعد لها فرائص الأنظمة القاهرة فتنحني تراجعاً..مثلما كان الأمر وظل منحوتاً في حوائط التاريخ المعاصر ولطاما حدّث وحكى للذين إقتفوا خطواتهما عن ثورتي أكتوبر وابريل ..وكم كانت لمساندة القضاء الواقف الأثر الكبير في إحداث النهايات التعيسة لتلك الأنظمة التي راهنت على خنوع الشارع السوداني لقمها له .. فخاب فألها عند مفترق الطرق !

فمصادرة الجريدة ..وكل الجرائد الورقية لا ولم ولن يعني غياب مشاهد و هتافات الحقيقة التي باتت تنتشر صورها بسرعة الضوء الى كل الأنظار وتتلقف أصواتها طبلات المسامع قبل أن تتفرق أغبرتها عن ساحة الحدث .. ومن الجهل بمكان أن يظن المصادرون أنهم نجحوا في مهمتهم وهم لايعلمون أنهم يزيدونها تعقيدا بحقيقة أن التعبير عن أشواق الشعب للتغيير ولو على نار هادئة قد تجاوز الحدود وصولا الى سفارات النظام في كل العواصم التي تسعى اليها دبلوماسيته لاهثة لكسب ود تلك الدول وبالتالي فإنهم قدخربوا عليها ما كانت تبنيه عبر كل سنوات عزلتها ..فأضافوا دون إدراك لخطل فعلتهم الى شعارات سلمية سلمية ولا لحكم الحرامية ..شعاراً قديما … سارت به الركبان وهو .. رب ضارةٍ نافعة ..ليعلوا الصوت الى أبعد سماوات العالم !

[email][email protected][/email]
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..