العمل العام السوداني مهد إقصاء الآخر..!

الاقصاء في اعتقادي إنه البوابه التي تؤدي التهميش بكل أشكاله، مازال معظم السودانيين النشطاء السياسيين وغير السياسيين أو معظم السودانيين يمارسون الاقصاء في الحياة العامة بعكس ما يدعون إليه من تعايش وقبول الآخر المختلف .
في ظني اننا لا نتوحد الا لأجل إقصاء آخرين لم نجرب أن نتوحد لأجل إدارة اختلافنا لان داخل كل منا ديكتاتور يتعهده بالرعاية ، يصغر ويكبر ويقمع بحسب موقعه في اي منظومة ابتداء من الواتساب مرورا بمنظمات المجتمع المدني والأحزاب والهيئات فكل مختلف عنا نحاول أن نجد أي سلطة لنقمعه به ابتداء من الوصايا في الرأي أو تجريم مواقفه أو محاولات اغتيال الشخصية والالقاب الجاهزة من قبيل عميل أو كافر او عنصري أو جهوي أو تبع فلان أو علان.
إن الحياد شي مستحيل لذلك الجهر بالراي يعد شجاعا فمهما تبدو دبلوماسيا فانت منحاز لجهة ما وهذا ليس العيب العيب في الخصومة التي تحاول كسب وتجميل صورتها و تشيطن الآخر بحيث يصبح مخالف في الرأي عدوك .
لذلك تظهر عيبوبنا الديكتاتورية بمجرد ان ينتهي تكتيك وحدتنا فإذا من كان ولي حميم بالأمس صار من الد الخصام ، لذلك لن نعرف الدميقراطية حتى نعترف ببعضنا جهرا وعلانية دون حياد وان نعترف بحقوق بعضنا في الحياة والانتماء لاي فئة اثنية اجتماعية ثقافية سياسية وان نتفق على أن نتعايش في ظل اختلاف وليس في ظل تتطابق اراء فهي لن تتطابق ابدا والا
فلن نستطيع أن نتداول السلطة التي هي سبب الصراع فيما بيننا .فلا يعقل أن جبهة تحرير إريتريا رغم نضالهم لم يستطيعوا أن يتداولوا السلطة في بينهم وكذلك الحركة الشعبية لتحرير السودان التي تحكم الجنوب الان ، فقد كانوا يظنون ان رؤيتهم كرفاق متطابقة ولم بكونوا مستعدين لقبول اي اختلاف بينهم ليتداولوا على اساسه السلطة .
وتسير في الدرب شقيقتها بجنوب كردفان وجنوب النيل الازرق فإذا قررت مصيرها وهذا حقها أو لم تقرره هل يستطيع أي من الرفاق المنشقين أن يمارس اي عمل عام في مناطق رفاقه الاخرين المحررة يقينا لا ورفاق هذه فقط في السابق رغم عن أن العدو واحد .وهذا الشي يحدث بنفس الآلية في منظوماتنا السلمية انظر تقلباتهم التكتيكية ما بين إجماع وطني ونداء السودان لن تجد لاي منهم مؤتمر عام أدى لتجديد إدارات هذه القوة الوطنية وتداولوها في بينهم منذ ثلاثين عاماً لا يتغيروا الا بانشقاق أو يغيب احدهم بسبب المصير المحتوم.
الصراع مستمر والاختلاف شي حميد ولابد منه لكن المحك في أن يظل حميد هو درجة اقصاءك لمن يختلف معك فهي تذداد إقصاء كلما امتلك الآخر قوة . أزعم أن في بلد مثل السودان اذا قبلنا مسألة التنوع الثقافي والاجتماعي والاثني يمكن أن تكون الجهوية والمناطقية شي حميد قد يساعد على التداول السلمي للسلطة لفترة انتقالية أساسها اتفاق يحفظ الحركات التحررية السودانية جيوشها لتكون ضمانا لوحدة مختلفة عن الوحدة الغير جاذبة حاليا .
فليس عيبا ان ينادي سكان كل إقليم بنهضة اقليمهم ويتعصبوا لحقوقهم وكذلك سكان الأقاليم الآخرى وفقا لما مكتوب ومنصوص عليه في دستور الدولة وكذلك دستور كل إقليم.
[email][email protected][/email]