هل سيحقق شعار القمة الافريقية، تطلعات شعوب افريقيا في العيش الكريم ؟؟

**تنعقد هذه الايام في العاصمة الجميلة اديس ابابا ، مؤتمر القمة الافريقية، تحت شعار (الانتصار في مكافحة الفساد ، منهج مستدام نحو تحول افريقيا ) ، ويرى الاتحاد الافريقي ان ( الفساد مايزال يعرقل الجهود الرامية ، للارتقاء بالحكامة الديمقراطية ، والتحول الاجتماعي والاقتصادي ، والسلام والامن ، وتكريس حقوق الانسان بالدول الاعضاء في الاتحاد الافريقي )، وتسعى افريقيا جادة، ومن خلال فعاليات القمة، التي تضم رؤساء اكثر من 55 دولة ، على مستوى رؤساء الدول والحكومات ، لاعتماد عام 2018، عاما لمكافحة الفساد في القارة السمراء ..

**اكثر من سؤال امام رؤساء دول القارة الافريقية ،ولعل اهمها على الاطلاق كيف تقضي دول القارةعلى ظاهرة غسيل الاموال كمثال اول ؟ وماهي الضمانات التي ستتواثق عليها دول القمة لمجابهة وصد الاموال التي سترد الى خزائنها ؟؟ هنا ستدخل في ملفات التحدي ، نقاء وصفاء الذمم ، وتعزيز كفالة الحكم الراشد السليم ، وصعود صوت القانون ، وفقا لمباديء الاخلاق ، ولكن هل يكفي هنا القسم لسد منافذ هذا التدفق ؟ ام ان التوافق وحده والالتزام باعلان اديس ابابا في ختام القمة ، يكفي لبث الثقة في نفس الشعب الافريقي ، الذي اصبح في بعض الدول ، مكمم الافواه، يبتلع رأيه ، ليعاني غصة في حلقه على المدى القريب والبعيد ، علما ان من يفتح الطريق امام تدفق اموال القارة للخارج ، ونهب ثرواتها ، هي الحسابات السرية، التي ترد اليها الاموال من القارة السمراء ، فتعطي الادلة والبراهين على ان الاداء الحكومي ، لايعتمد الشفافية والمؤسسية، توجها مستداما ، بل تذهب اموال الدول لحسابات شخصية !!!

**الفساد ليس امرا مخبوءا في افريقيا ، فجويس باندا الرئيسة السابقة لملاوي ، تم القاء القبض عليها لتورطها في الفساد ، واستغلال السلطة وغسل الاموال ، اما في نيجريا ، فلقد كشف رئيس الدولة بوهاري ، بعد توليه السلطة فساد بعض رجال الحكومة وتورطهم في صفقات مشبوهة ، والاستيلاء على المال العام ، واذا كانت الدولتين مثالا وليس حصرا ، فان ذلك بالمقارنة مع دول افريقية اخرى ، نجد ان مايحدث فيها لايقل من دولتي ملاوي ونيجريا ،ولكن يستمر الحكم فيها ، رغم تناول الصحف لهذه الملف الخطير من حين لاخر ، وتاتي ردة فعل بنفي قاطع وادعاء براءة الذمة من قبل رؤساء تلك الدول ، لكن مايعرفه ويشاهده المواطن يوميا من ادلة هذا الفساد ، يعزز ولغهم في مواعين الفساد حتى القمة ، يقودنا هذا لتاكيد غياب الشفافية، وتعمد اخفاء الارقام واحصائيات الفساد، والاهم من ذلك ، عدم تطبيق بنود وادوات واليات القانون ، عل كبار المسؤولين الفاسدين وهم على سادة الحكم والسلطة .

** لااود ان استبق الاحداث والفرص التي ستتاح لرؤساء دول القارة من اجل ترجمة شعار القمة لتقييم وتطبيق مخرجات ا لقمة وحتى نهاية العام ،وموعد انعقاد القمة القادمة ، لكن اذا استرجعنا ماحدث في ختام القمة الماضية التاسعة والعشرين ، نجد ان الختام دمغ على ضرورة انهاء النزاعات في القارة السمراء، والان تنعقد القمة والاحتقان والتربص يترى بين بعض دول القارة، وينعكس في سوء علاقات الجوار، مايبرهن على ان مخرجات القمم لاتراوح اوراقها ، ومايفيد ايضا بعدم الالتزام بخارطة التواثق والتوافق في اجتماعات الرؤساء ، الامر الذي يجعل النزاع يطل برأسه ، كأحد البنود التي تدرج ضمن المناقشات في القمة التي تلي سابقتها ..هل ياترى ستنفض القمة بالالتزام تجاه مكافحة الفساد ، ام يكفي الرؤساء الاستمتاع والتحديق في الزهرة الجديدة ؟؟..

-** ارحل ياعبد الحميد كاشا ، وفي يدك كل اعضاء حكومة النيل الابيض ….

[email][email protected][/email] الجريدة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..