الساعة الخامسة والعشرون..!

ما تبقى من صرح إقتصادنا القصير يتهاوى بعد أن أكل سوس التضخم المِرق والعِرق ..و حركة هلع الناس نحو نوافذ المصارف لسحب أرصدتهم من العملة السودانية المترنحة في فقر دمها الذي سيقودها الى حتفها الصفري تتصاعد تباعاً .. ليستبدلوها بعملات ثابتة الأقدام أو بجنيهات الدهب الذي إرتفع سعر الجرام منه من الف جنية الى ضعفها خلال الأيام القليلة الماضية !
نسبة التضخم حسب تقديرات الخبراء بلغت المائة وعشرين في المائة ..وزادوا في نبرة تشاؤمهم أن وصوله الى مرحلة المائة وخمسين في المائة فإن ذلك يعني أن جنيهنا التعيس سيفقد قيمته الشرائية تجاه أرخص السلع ..مما يعني أن يحمل المواطن قفة كبيرة منه ليشتري شيئا لايحتاج الى إناء أوكيس ورق صغير ليحمله فيه ..فيكون خيارنا مثل الذي فعله الرئيس الزيمبابوي المخلوع روبرت موغابي وقد الغى العملة المحلية لبلاده معتمداً الدولار الأمريكي ورقة للتعامل الرسمي والشعبي !
الان المشكلة ليست في صغار المودعين الذين سيسحبون بضعة الالاف لتحريزها ببدائل تنجيها من فقد قيمتها بصورة كلية ..وإنما في تماسيح الفساد الذين سيسبحون المليارات بغرض كنس كميات الدولار من السوق الموازي بل المتفوق على مخزون المصرف المركزي الذي لم يعد أمامه من سبيل غير مد يده مستنجداً بالقريب والغريب لمساعدته حتى يستطيع مقابلة إحتياجات البلاد من ضروريات الحياة ..وهوحل يماثل تناول مسكنات سكوت الأعراض التي لن تزيل أسباب الأمراض وأوجاعها !
ومن سيستأثرون على المتوفر من العملات الأجنبية في السوق الموازي لن يتكرموا بها للدولة ..وإنما سيهربوها الى الخارج عبر البوابات المشرعة بايدي من يستفيدون من مثل هذه التسهيلات ..ويظل المواطن المسكين منتظرا الفرج من لدن الفراج وهو يضع كفه على خد حيرته المتطاولة الظلال ..وقدجاوز يوم إنتظاره في غروب شمس ترقبه الساعة الخامسة والعشرين .. فإن هو استسلم لواقعه نوماً وهويتوسد طوبة الخنوع مات جوعا وغما وإن خرج رافعا ساعد الغضب وعقيرة الرفض أصطادته آلة من كان السبب في مأساته !
[email][email protected][/email]
المشكلة يا عزيزي الكيزان يقومون بطبع كميات كبيرة من العملة المحلية دون غطاء ليحصدوا بهشيمها الدولار من كل الأسواق الموازية و المتقازمة ..وذلك يعني في علم الإقتصاد شراء بدون قيمة مقابلة ..وهنا تكون الكارثة الحقيقية و بوادر الإنهيارالتام .
المشكلة يا عزيزي الكيزان يقومون بطبع كميات كبيرة من العملة المحلية دون غطاء ليحصدوا بهشيمها الدولار من كل الأسواق الموازية و المتقازمة ..وذلك يعني في علم الإقتصاد شراء بدون قيمة مقابلة ..وهنا تكون الكارثة الحقيقية و بوادر الإنهيارالتام .