القيادة من أجل التنمية!

السودان يعاني من مشكلة إدارية أوقفت عجلة التنمية والإنتاج، هكذا يقول كثير من الخبراء؛ ولذلك أود طرح مفهوم “المرشد التنموي” الذي يناط به قيادة المجتمع المحلي وتوجيهه نحو الانخراط في مشاريع إنتاجية بسيطة، من شأنها النهوض بالمجتمع، وزيادة الإنتاج حسب معايير حديثة وغير تقليدية. ولهذا الغرض، يفترض أن تتوفر لدى المرشد التنموي بعض أو كل صفات القيادة مثل الدقّة والتنظيم والقدرة على اتّخاذ القرار المناسب؛ بحيث يؤثّر في الآخرين، ويتواصل معهم، ويوجّههم لتحقيق الأهداف المطلوبة. ويجب أن يتمتع المرشد التنموي بالمعرفة والخبرة القيادية المعقولة، والقدرة على التواصل مع الآخرين لإيصال أفكاره، على أن يُطوّر من نفسه، ومن قُدراته، وإمكانيّاته، ومهاراته، بالاطلاع والدورات التدريبيّة ويستطيع قيادة الناس وتدريبهم مهنياً في شتى المجالات.
ذلك لأن مسألة التنمية المستدامة ذات أهمية قصوى لكافة دول العالم النامي؛ خاصة في القرى والمناطق الريفية الأقل نمواً، في ظل تناقص مريع في الإنتاج والإنتاجية حتى في مجال قوت الناس، الأمر الذي يدعو إلى الإسراع في القيام بتحرك ريادي من قبل الأجهزة الرسمية والشعبية تضامنياً من أجل بلورة مفاهيم قابلة للتنفيذ ووضع الأولويات وانتهاج التخطيط السليم من أجل ضمان إدارة التنمية وزيادة الإنتاج والمحافظة على الموارد بفعالية وكفاءة. وفي هذا الصد، نحاول في هذه العجالة، وضع ملامح أساسية لفكرة تأهيل بعض المرشدين والرواد في مجال إدارة التنمية الريفية المستدامة؛ خاصة في محليات ولاية شمال كردفان التي تتوفر فيها فرص تنموية تقوم أساساً على الموارد المحلية وطبيعة المنطقة وسكانها واحتياجاتهم الاقتصادية والمعيشية، بحيث يستفاد من بعض الشباب المؤهلين، بعد تدربيهم مهنياً وإدارياً، في قيادة العمل التنموي في تلك المناطق، واضعين في الاعتبار أن شمال كردفان مؤهلة لأن تكون منطقة رائدة في مجال الإنتاج لكثير من المنتجات الزراعية والحيوانية؛ نظراً لما تحظى به من عوامل مناخية وتربة ومياه وإنسان قادر على العمل في هذه المجالات. بيد أن المنطقة تعاني من بعض المشاكل التنموية المختلفة، التي تواجهها المناطق الريفية بشكل عام، وشمال كردفان بشكل خاص، ومن أبرز تلك المشاكل الهجرة الداخلية والفاقد التربوي والأمية التقنية وضعف الإشراف الرسمي على الأنشطة الإنتاجية كالزراعة والثروة الحيوانية التي تفتقر لأدنى مساعدة مهنية من قبل الجهات ذات الصلة.
لذلك نقترح تدريب بعض الكوادر المحلية في المجالات المذكورة؛ حتى يكونوا قادرين على توجيه المنتجين بطريقة سليمة تضمن لهم إنتاجية مجزية باستخدام طرق وأساليب حديثة. ويتضمن المفهوم تطوير إدارة التنمية في المنطقة والأساليب التي يمكن أن تستخدمها الأجهزة المعنية لتحقيق الأهداف المنشودة.
وبما أن التنمية المستدامة هي أهمّ الأنشطة البشرية التي تعتمدها الدول النامية بغرض النهوض بالمجتمعات الريفية، والانتقال بها إنتاجياً إلى وضعٍ أفضل، فإنها تركز على استغلال الموارد المتاحة بهدف تطوير ورفع كفاءة العمل في الميادين الحياتية المختلفة، بالاعتماد على الخبرات، والقدرات، والكفاءات، والعقول البشرية، والأفكار الخلاقة، وتوظيف التقنيات الحديثة بهدف التغيير للأفضل، بحيث تشمل التنمية كافة المجالات الإنتاجية، على مستوى الأفراد، والجماعات. وفي ذات الوقت نود أن تكون هنالك مساعي حثيثة من أجل تدريب المنتجين وتوسيع مداركهم، وقدراتهم العلمية والعملية. ولذلك فإن من المتوقع والمطلوب أن يكون هؤلاء المرشدون على درجة من الوعي والالتزام بمتطلبات المنطقة مثل ارتباط الإنسان بالأرض والتنسيق مع الجهات ذات الصلة من مؤسسات حكومية وغيرها لتوفير الدعم اللازم على أن يكون المرشدون التنمويون هم حلقة الوصل بين المنتج وتلك المؤسسات تقليلاً للتكلفة والجهد المبذول ومن أجل وضع الحلول المناسبة والمعقولة لما قد يعترض سير العمل من مشكلات.
من جانب آخر، يناط بهؤلاء الشباب من المرشدين بلورة تطلعات المجتمع عن طريق وضع السياسات المحلية الملائمة، وتصميم الخطط والبرامج والمشاريع الإنتاجية والتنموية مهما كان حجمها ورأسمالها، والمساعدة في تنفيذها أو متابعة تنفيذها بكفاءة من منطلق قدرتهم على تحريك قوى المجتمع من أجل المشاركة الفاعلة في التنمية المجتمعية بشتى الوسائل والأساليب، وكل ذلك بالتنسيق التام بين منظمات المجتمع المدني والجهات الرسمية المختصة وذات الصلة. إن الهدف هو إشراك أكبر شريحة مجتمعية في تطوير المنطقة وتوجيهها نحو العمل بحيث يستفيد المواطن دون أن يضطر للنزوح أو البحث عن مصادر دخل غير مضمونة؛ مثل العمل في التنقيب العشوائي عن الذهب أو العيش في أطراف المدن والاشتغال بأعمال هامشية لا تؤمّن أي مستقبل أو عيش كريم للإنسان.
ويشترط في مثل هؤلاء المرشدين أن يكونوا على علم تام وقناعة راسخة بضرورة تحقيق التنمية المستدامة مع إمكانية الحفاظ على الموارد المتاحة واستدامة استقرار الأهالي وتلبية حاجاتهم، بتقديم الدعم المعرفي والمهني لهم في أماكن سكناهم حتى يتعزز الالتزام بالتنمية وزيادة الإنتاج. وباختصار شديد، هنالك حاجة ملحة إلى قيادات قادرة على استدامة التنمية، باعتبارها عملية مجتمعية موجهة لا تتحقق بدون وجود إدارة مقتدرة ومستوعبة لهذا المفهوم الذي يجب أسناد تنفيذه إلى عنصر إنساني مدرب وقادر على تحقيق أهداف التنمية وإدارتها.
[email][email protected][/email]
شوفو الكوز الوهم ده بقول في شنو ؟
المرشد التنموي الحقيقي هو الذي ينهض بقلع شجرة الفساد شجرة المؤتمر اللاوطني ؛ فهي شجرة تمتص ما بداخل الأرض من ماء وخصوبة وتتركها باخسة .. هذا هو المرشد التنموي الحقيقي
هذا الثقش زول خايب ومنافق كبير
شوفو الكوز الوهم ده بقول في شنو ؟
المرشد التنموي الحقيقي هو الذي ينهض بقلع شجرة الفساد شجرة المؤتمر اللاوطني ؛ فهي شجرة تمتص ما بداخل الأرض من ماء وخصوبة وتتركها باخسة .. هذا هو المرشد التنموي الحقيقي
هذا الثقش زول خايب ومنافق كبير