لغة العنف !!

خالد عويس

الأحداث المؤسفة التي كان مسرحها السكن الطلابي في جامعة الخرطوم، وكانت نتيجتها إحراق قسم منه، وتشريد آلاف الطلاب و(الطالبات) تؤشر بجلاء إلى عنف كبير قادم، تتحمله بالكامل، السلطة القائمة حالياً. فالمسؤول الأول عن ما يجري في الوطن، هو السلطة التي أشاعت، منذ يومها الأول، ثقافة العنف والدماء، وحمّت تنظيماتها الطلابية، بل وشجعتهم على اعتبار سوح الجامعات، شأنها شأن مسارح العمليات العسكرية في الجنوب، إلى الدرجة التي أصبح فيها التنظيم المتأسلم في أية جامعة، قادراً على حشد مئة طالب يحملون السيخ في مواجهة زملائهم وزميلاتهم، وعاجزاً عن جمع خمسة بوسعهم إدارة فاعلية فكرية أو ثقافية !

الزرع العنفي، لا يحصد إلا مشاعر الإنتقام التي تنتشر إنتشار النار في الهشيم، وتتخذ أشكالاً مختلفة. وهو – أي الزرع العنفي – بلغ مرتقىً صعباً من تشويه النفوس، غالبية النفوس، فالتشويه النفسي لا يقتصر على المعتدي والمُعتدى عليه وحدهما، إنما ينسحب على المجتمع بأسره، والذي صار يعيد إنتاج العنف اللفظي والجسدي والفكري بأشكالٍ شتى !
المعتدون الذين يرتضون رمي آلاف الطالبات، في الشارع، في ليلٍ بهيم، هم بدون أدنى شك، مجردون من أقل قيمة إنسانية، وهم بلا أدنى مواربة، يحتاجون علاجاً مكثفاً من نزعات العنف التي زُرعت فيهم، مجردةً إياهم من الإنسانية والفطرة السليمة !
صحيح أن المسؤولية في هذا العنف البالغ الذي يحيط بنا إحاطة السوار بالمعصم، لكن المسؤوليات متدرجة، أعلاها، مسؤولية السلطة التي هيأت المناخ لهذا كله، ولم تحاول مداراة تغليبها منطق القوة على قوة المنطق، واستخدامها عنف الدولة بطريقة مفرطة في أحايين كثيرة، حتى أن بعض أجهزتها، باتت تحتاج بكل تأكيد إلى إعادة هيكلة شاملة، تتعلق بالمفاهيم أولاً، لتتحول إلى أجهزة أكثر إنسانية، وفي خدمة الشعب، لا لقهره !

ما جرى في جامعة الخرطوم، هو حلقة في سلسلة طويلة وممتدة من العنف، الذي سيكون مآله تحوّل إيمان حتى من يؤمنون بالعمل السلمي والوسائل غير العنفية، إلى مسارات أخرى، ستدمر ما تبقى من الوطن، وتحيله إلى جهنم من الإكراهات والكراهية ومشاعر الإنتقام.

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. عشا ن الصادق المهدي يؤمن ان هؤلاء لايجدي معهن اي حل سبمي ديل يجب ا سقا طهم بمثل ما اتو كا نت الجبهة الثورية عندما تبنت التغيير ب القوة

  2. عشا ن الصادق المهدي يؤمن ان هؤلاء لايجدي معهن اي حل سبمي ديل يجب ا سقا طهم بمثل ما اتو كا نت الجبهة الثورية عندما تبنت التغيير ب القوة

  3. من يزرع شوكآ لا يجني عنبا .. و علي نفسها جنت براقش ..
    ( ويمكرون و يمكر الله والله خير الماكرين ) .. صدق الله العظيم .

  4. اخى العزيز خالد عويس هذه العصابة استباحت السودان منذ 1989 ومدير الشرطة الحالى وهو ليس بضابط شرطى مؤهل وتنحصر مهمته فقط فى فحص الدماء بمكان الحادث وهو من اوائل قادة ما يسمى بالشرطة الشعبية وبما انهم منظومة واحدة فان هذا الاعتداء يتم بتنسيق كامل مع هذا الفحيص والان فى يتم نقل الضباط الى شرطة مكافحة الشغب بعد تمحيص شديد ولابد من التاكد ولاء ضباط مكافحة الشغب ويسمونهم جنود النصرة وكتيبة الصدام الاولى ولهذا يغدق عليهم النظام بما يطلبون وما لايطلبون فتجدهم يتعاملون مع الشعب الاعزل بكل غلظة وشدة وذات مرة قال لهم ابو العفين نحنا وانتو فىمركب واحدة والغرق بكون جماعى عشان كده راقبوا المركب وما فى حاجة اسمها مظاهرة مرقت تخبتوهم اول باول
    ن

  5. متى يفهم الشعب السودانى بانه لايفل الحديد الا الحديد!!هولاء الفاسدين القمعيين لايفهموا سوى لغة القوة ولا شىء غير القوة! مالم يفهم النظام بان العنف سيقابله عنف لن يرتدع والعبرة عند الشباب المصرى بتدشينه لجماعة البلاك بلوك لتردع مليشيات الاخوان والبلطجية !

  6. يعنى يا عويس فسرت الماء بالماء فالنظام الحاكم وليد انقلاب عسكرى وحليفه فاقدى اخوان الشياطين اعوذ بالله وكلاهما فاقد لعقله والنتيجة زى ما انت شايف .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..