ما ننوم ولا شنو!!
الساعة 25
وكأنما الهموم تولد مع مطلع كل شمس يوميا في هذي البلاد، ولعل الطرفة تجسد عن الحال فاخوما الجنوبي قبل الانفصال والتلاميذ بعد يقاعات الدرس ينشدون ـ “منقو قل لا عاش من يفصلنا” المواطن الجنوبي الذي طلب صابونة غسيل من “سيد الدكان” بالحي تفاجأ ان سعرها قد زاد فقال: ما في مشكلة نغسل هدوم بكرة، الا ان بكرة فاجاته بزيادة مضافة على سعر الامس فما كان منه ا ان يطلق عبارته الشهيرة: شنو يعني واحد ما ينوم ولا شنو! …. وبكرانا كما بكرو اخونا الجنوب بلاتت دوما بفجأنا وتفجعنا يجملة زيادات ترمي بظلالها خصما عبى الالتزامات الاسرية من رغيف وخضار ، كهربا/ مياه ، مصاريف للي ماشين المدارس والمصاريف والكتب اما العلاج ومفابلة الطبيب فقد باتت عصية على الشرائح الضعيفة فاكتفوا باجتهاداتهم واللواذ بالطب البديل .. جردقة ،كمون، قرض وما شابه …
وفجر الامس يقصم ظهر المواطن بما حمله من اخبار تقول :كشفت مجموعة من أصحاب المخابز لـ(المصادر) عن زيادة جديدة في أسعار الدقيق بلغت 110جنيه للجوال، وقال عصام عكاشة صاحب مخابز بأمدرمان: ( إن سعر جوال الدقيق زاد من 440 الى 550) موضحاً أن وزارة المالية بولاية الخرطوم طالبت أصحاب المخابز بانقاص وزن الرغيفة من 70 جرام إلى 60جرام ، لتغطية تكاليف التشغيل ، مبيناً أن الـ(60جرام) لا تغطي تكاليف التشغيل لجهة أن مدخلات صناعة الخبز خاصة الزيت والخميرة إرتفعت أسعارها بصورة كبيرة، وطالب عكاشة بإلغاء الأوزان لأنها غير منصفة لأصحاب المخابز ، وشدد على الجهات المختصة بأن تكون عادلة وشفافة
وفي السياق ذاته قال وكيل لشركة ويتا ? فضل حجب إسمه- لـ(الجريدة) : (الزيادة بالنسبة للمطاحن جيدة لأن هناك كميات من القمح محجوزة بميناء بورتسودان ، بسبب الارتفاع المضطرد للدولار وعدم دعم دولار القمح) ،وأضاف الزيادة الحالية ستنعكس ايجاباً على المطاحن كونها تستطيع تخليص القمح المحجوز ببورتسودان وهذا يعني تحقيق الوفرة
من جهته نفى الطيب العمرابي رئيس اتحاد المخابز علمه بالزيادة ، وتحفظ على التعليق مؤكداً إن كانت هناك زيادات ستعلن في وقتها…. إزاء هذا المشهد القاتم لا يمكبك المواطن سوى إستعارة حاجب دهشة اخوما الجنوبي يومها حين تجاوز مستويات الدهشة محلقا في فضاءات ميتافيزيقية: ما ننوم ولا شنوّ!!
