المقالات والآراء

يا مسافر جوبا..اا

تراســـيم..

يا مسافر جوبا!!

عبد الباقي الظافر

وصل أمس الأول الأستاذ علي عثمان نائب رئيس الجمهورية لحاضرة الجنوب، وفي معيته مائة نفر أو يزيد، رجال أعمال وساسة وصحفيين وفنانين.. ودخل الجنرال سلفاكير قاعة الاجتماع.. وكما تقتضي مراسم استقبال الرؤساء، وقف جميع الحضور تحية للرئيس ميارديت.. ووقّعت عقود بلغت في مجملها خمسمائة مليون من الدولارات تتحمّلها الخزينة العامة، من أجل صناعة الوحدة الجاذبة، في الوقت الضائع تماماً. لن يتمكّن فرد مهما كان نفوذه أن يدرك الوحدة.. في أفضل الفروض سيتم تأجيل القرار الى بعض الوقت.. وهذا الفشل الكبير تَتَحمّله النخب الجنوبية في المقام الأول، وبقدر كبير أيضاً الحزب الحاكم في الخرطوم.. الطرفان لم يجعلا الوحدة هدفاً إستراتيجياً، لذلك الحديث عن الوحدة في هذه الأوقات، مجرد أشواقٍ. المؤتمر الوطني كان متردداً، في داخله أكثر من رؤية بشأن مستقبل الجنوب، حتى اتفاق نيفاشا الذي صنع السلام لم يكن موضع إجماع داخل (حوش) الحزب الحاكم.. صقور الحزب يرون أنّ نيفاشا أخرجت الجنوب من دار الإسلام.. ومنحت الجنوبيين أكثر مما يستحقون.. وهؤلاء هُم أصحاب الأجندة الحربية الذي يفضلون الحرب على السلام المكلف! وبعض من العقلانيين يرون ليس في الإمكان أبدع مما كان.. وهؤلاء هُم الذين يهرولون من أجل أي شكل من أشكال الوحدة التي تحفظ خارطة المليون ميل مربع.. وتأتي مهمة الأستاذ علي عثمان الى جوبا في هذا الإطار. ومجموعة صغيرة ولكنّ صوتها عالٍ في صفوف الحزب الحاكم.. وفرزت عيشها لدواعٍ تكتيكية.. هذه المجموعة ترى في الانفصال الحل الناجع.. وخلطوا لتحقيق هدفهم عملاً طيباً بآخر.. وهذه الأصوات الانفصالية، تأثيرها ضعيف على تحقيق الوحدة من عدمه.. لأنّ تأثيرها محدود جداً على المواطن الجنوبي الذي بيده بطاقة الاقتراع، ولكنها تخدم أهداف الحزب الحاكم، بتقليل صدمة الانشطار الذي هو واقع لا محالة على الوجدان الشمالي. ولكن الحقيقة أنّ النخب الجنوبية من لدن اقري جادين الى مشار وأخيراً باقان اموم، كانت كل هذه النخب وعلى مختلف مسمياتها تحلم بوطن جنوبي مستقل.. والميل نحو الانفصال هو انعكاس حقيقي لرغبة هذه النخب.. ولا علاقة مباشرة له مع تطلعات الإنسان الجنوبي البسيط. نزوع بعض من رموز النخب الجنوبية للوحدة.. هو نزوع وقتي وعارض.. الدكتور جون قرنق كان يرى وحدة السودان في سياق وطن جديد.. تبني فيه الأغلبية على عناصر جديدة، مثل التهميش.. وتجهل العوامل الأخرى من ثقافة ودين وعرق، بمعنى أنّ الوحدة صممت من أجل وصول جون قرنق دي مبيور لسدة الحكم في كل السودان.. واحتاط المفكر قرنق بحق الإنزواء جنوباً إن فشلت نظرية وحدة قوى التهميش. من الأوفق أن يجتهد ولاة أمرنا شمالاً وجنوباً، في التنظير للوحدة التي تعقب الانفصال.. التي تبنى على المصالح لا العواطف.

التيار

تعليق واحد

  1. ياخوى انت بجدك . صدمة شنو البتصيب الوجدان الشمالى . تعرف انها تكون كارثه لوالجنوبين اختاروالوحده . الخمسين مليون دى انشاألله تكون كرامة الانفصال.

  2. ياعمك الاغلبية مسلمة طيب يحكموهم بي شنو
    في امريكا عشان انت مسلم بعملو ليك مفوضية وكدا صح ؟
    انفصلو وانت ممكن تمش معاهم

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..