للمهنة التب ما صابا وهن … رسالة لكل معلمي بلادي

الحصة وطن

المعلمون رأس رمح الحاضر والمستقبل يفقدون هيبتهم في بلدي يوماً بعد يوم وعاماً بعد عام يعلو صوتهم حيناً ويصمتون وهم يعضون كلاماً أحياناً كثيرة تعالت الأصوات في العام السابق مطالبة بتعديل طبيعة العمل والإيفاء ببدل اللبس وأتت الوعود من أعلى رأس الهرم بالدولة وعودًا جوفاء جنت بعض التكبيرات من نقابة المعلمين الموالية للسلطة ثم ذهبت أدراج الرياح لاحقة بسابقاتها من الوعود والأكاذيب على شاكلة الغاء رسوم العبور بين الولايات وإعلاء رواتب المعلمين كأعلى رواتب بالدولة ولكن دون طائل ..
ما استغربت له كثيرًا هو حافز مراقبي امتحان الشهادة السودانية للعام الماضي بمبلغ 20 جنيهاً للساعة نعم لا تستغربوا عشرون جنيهاً أي ما يعادل عشرون رغيفة خبز ويزيد بكسر عشري عن النصف دولار وأما المصححين فقد منحوا حوالي خمسة آلاف جنيه لفترة التصحيح الممتدة ما بين ثمانية عشر يوماً إلى خمسة وعشرون يوماً يأكلون منها ويترحلون منها مع توفير سكن لهم ليس سكنًا مريحا أو مهيأ وإنما فقط بتعديل بعض المدارس ليقيموا بها رفقة إنسها وجنها فهم لا يستحقون في نظر أولي الأمر ولو فندقًا بنجمة وحيدة وببرج المعلم المبني من عرقهم ومما استقطع منهم أو بالسلام روتانا أو بأرض المعسكرات سوبا أسوة بطلاب المؤتمر الوطني أو غيرهم من البعثات المختلفة للفرق الرياضية أو الموسيقية فهم ليسوا سوى معلمين.. خمسة آلاف جنيه بخصم الترحيل والوجبات والنثريات اليومية لأصبح صافي ما يجنونه في اليوم الواحد حوالي مائة جنيه وهي مع احترامنا لكل المهن هي ما يعادل غسل عربتين لأحد غاسلي العربات في أقل من ساعتين إذن فإن ما يواجهه المعلمون من تهميش وإهمال لأدوارهم التي نعيها جميعاً في صنع الحاضر والمستقبل واضحاً للعيان ولا يحتاج إلى كثير شرح فهم يحسونه وهم يقدمون حصصهم في بيئة مدرسية هي الاسوأ يتقاسمون المناضد والمقاعد والوسائل والشعور بالدونية يحسونه وهم يتأملون في الخرط المنقوشة على جدران المكاتب والفصول جراء تساقط البياض وتشوه الطلاء القديم قدم التاريخ وشقوق الأبواب والنوافذ التي لا تحمي من سموم الصيف ولا تقيهم وطلابهم زمهرير الشتاء بيئة أبسط دليل على سوئها الحادثة الأشهر لسقوط الحمام بإحدى المعلمات وما يشاهده المعلمون بشكل راتب ويومي في شتى المدارس التي يتشارك فيها الطلاب والعقارب والثعابين الفصول والحمامات والساحات وكم من معلم قطع حصته مرور عقرب وصراخ التلاميذ والطلاب والمعلمات كم من مشهد لمكتب آيل للسقوط وفصل أسقطه الخريف ينتظر أن يصله دور التنمية وأن يلتفت إليه أولي الأمر الذين يتعالون في البنيان وشواهق العمارات للأجهزة الأمنية والقصور والفيلل الرئاسية بمبالغ بها من الأصفار ما لا يحمله السطر وتستكثر ذلك على المعلمين والتلاميذ فيلجؤون إلى رجال البر والإحسان الذين يبنون مدارسنا من أساسها شريطة أن تحمل اسم رجل البر مثل (الراجحي) على سبيل المثال ماحية تاريخ المدارس من جدرانها مثلما يسعى إعلام السلطة على محوه من أذهاننا يتحمل معلمونا كل ذلك ولكم يحسون بالضآلة وهم يستلمون راتبهم آخر الشهر منقوصا لا يفي بمتطلبات حياة شخص واحد فما بالك بصاحب أسرة ممتدة منقوص راتبه حتى عن أنداده في بقية المؤسسات ولسان حال أولي الأمر يكرر القول إنهم ليسوا سوى معلمين.. ورغم كل هذا يستمرون في أداء مهنة ارتضوها واستمروا في إيصال رسالتها استمروا في أدائها ولعلها من المهن التي لم تطلها يد الرشوة والمحسوبية مثلما طال معظم مؤسسات الخدمة المدنية حيث لا يوجد فيها متسع من المجال للسفريات والمأموريات والدورات والورش والمؤتمرات ذات النثريات بالعملة سهلها وصعبها وظلت تحافظ على شيء من هيبتها لولا بعض الرشاش الذي يصيبها هنا وهناك ولنقابتها دور كبير في هذا الرشاش نسبة لانحيازها للسلطان ومزايدتها على حقوق المعلمين وائتمارها بأمر المؤتمر الوطني وزبانيته وأمنه.
عليه ومما سبق فإني أبعث بهذه الرسالة إلى كل معلمي بلادي وحتى يكون للمعلمين دور على الأقل في المطالبة بحقوقهم الخاصة ناهيك عن المطالبة بحقوقهم الإنسانية من الحرية والكرامة والإنسانية ولعل الوقت مناسب للضغط على أولي الأمر فعلى الأبواب حدث يجمع كل السودان ألا وهو امتحان الشهادة السودانية الذي يمثل وقت الحصاد للطلاب وعلينا أن نجعله وقتاً لحصاد حقوق المعلمين كافة ونيل كل المطالب وذلك بأن نلتزم جميعاً وبشكل فردي (بأنه في حال لم استلم كافة المتأخرات للعام 2017 ولم يتم تعديل طبيعة العمل وادخالها ضمن الراتب الأساسي في المرتبات التي ستصرف في فبراير ٢٠١٨م فإنني أنا المعلم فلان الفلاني أعلن مقاطعتي لامتحانات الشهادة السودانية مراقبة وتصحيحاً وأن أعمل ومنذ الآن مع زملائي في تكوين ودعم لجان المعلمين الحقيقية غير الموالية للنظام وأن أقوم رفقة زملائي بتكوين لجان بمدارسنا في كل بقاع السودان تعلى انتماءها للمهنة على كافة الانتماءات الحزبية تمثلنا وتوحد كلمتنا).
حينها فقط ستختفي عبارة ليسوا سوى معلمين عن أفواه أولي الأمر ونقابتهم وسيؤخذ مطلبكم على وجه الجدية وستتسارع الحلول فهذا نظام لا يهب حقاً ولا يمنح مطلباً إلا بقوة السلاح أو قوة ووحدة الكلمة حينها ستضعون بصمة واضحة في التغيير وستنالون ما تستحقون أدبياً ومادياً وتنالون احترام الجميع الذي أنتم أهل له وسيكون الأول من مارس هو وقتكم فالتزموا واخرجوا صوتكم وكلنا آذان صاغية.
وكما يقول الراحل حميد:
حقاً تحرسوا ولا بيجي
حقك تقاوي وتقلعوا
الزول يحن حن يا ولد
حنا يقدمك اتبعوا
وتش عينو دجال الضلال
قبال يمد لك أصبعو ..
هسه وقبل بكرة
المعلمون
كلمة واحدة
صوت واحد
كل ناس مدرسة يعملوا لجنة للمقاومة وانتزاع الحقوق..
إما كل الحقوق وإما مقاطعة الامتحانات.. وللحديث بقية.

أخبار الوطن

تعليق واحد

  1. “يعنى شنو لو الانقاذ شالت ليها دستة مدرسين ونزّلتم المعاش!ممكن نجيب غيرُم اذاانت ما تقدر!هو موش كتّر خيرنا اديناهم معاشات”
    *اكيد ايها الاخ (الابن) يا صالح يا امين ما ظنيتك سمعت بالكلام الفوق دا او طرش اضانك القالو منو وليمنو! ومتين وايه المناسبه!
    (1)دا كلام قالو نائب رئيس مجلس قيادة الانقاذ(الزبير مهمد سالح)فى ردّو على اول وزير تربيه(اللى اصلو مدرّس ودرّس الزبير فى المدرسه الوسطى)قالو ليه فى تانى اسبوع بعد يونيو1989..(2)دستة المدرسين كانوهم وكلاءالاابتدائى.. المتوسط (قبل سلم سبدرات)والثانوى وعدد من مديرى تعليم الاقاليم(سموهم وزراء ولائيين)(3)وزير التربيه قال جاتو ورقة فلسكات بدون توقيع..طولب فيهااحالة المذكورين ادناه(كبار قيادات التربيه اللى كانو مجتمعين لمدة سبوعين قبل جمعة30 حزيران الحزينه!بيعملو ايه(قال بيجهزوا لبداية العام الدراسى!
    *كفاياك يا صالح!.. دا كان راى اهل الانقاذ فى التعليم وفى المعلمين!
    *وكيف تنسى الحافزالمليونى(165)مليون اللى لهفِن الوكيل الاول” المعتصم بالله بن عبرحيم” قال مقابل رئاستو لمجلس الامتحانات واشرافو على الشهادة الثانويه.. *لما الناس نضمت انبرت ليهم الست حرمو(رقم2)اللى عيّنهاسيادتو محررة فى مجلة التربيه اللى كان هو بيرأس هيئة تحريرا لتدافع عنه وتدين رفاقه فى المؤتمر الوطنى(منو فيكم ما شال حوافز مرتين قدرالشالو معتصم وهو قال ان المبلغ كان بيوزّعو على الفقراء بواسطة مدير مكتبو! *(دا لمجرّد الذكرى)

  2. “يعنى شنو لو الانقاذ شالت ليها دستة مدرسين ونزّلتم المعاش!ممكن نجيب غيرُم اذاانت ما تقدر!هو موش كتّر خيرنا اديناهم معاشات”
    *اكيد ايها الاخ (الابن) يا صالح يا امين ما ظنيتك سمعت بالكلام الفوق دا او طرش اضانك القالو منو وليمنو! ومتين وايه المناسبه!
    (1)دا كلام قالو نائب رئيس مجلس قيادة الانقاذ(الزبير مهمد سالح)فى ردّو على اول وزير تربيه(اللى اصلو مدرّس ودرّس الزبير فى المدرسه الوسطى)قالو ليه فى تانى اسبوع بعد يونيو1989..(2)دستة المدرسين كانوهم وكلاءالاابتدائى.. المتوسط (قبل سلم سبدرات)والثانوى وعدد من مديرى تعليم الاقاليم(سموهم وزراء ولائيين)(3)وزير التربيه قال جاتو ورقة فلسكات بدون توقيع..طولب فيهااحالة المذكورين ادناه(كبار قيادات التربيه اللى كانو مجتمعين لمدة سبوعين قبل جمعة30 حزيران الحزينه!بيعملو ايه(قال بيجهزوا لبداية العام الدراسى!
    *كفاياك يا صالح!.. دا كان راى اهل الانقاذ فى التعليم وفى المعلمين!
    *وكيف تنسى الحافزالمليونى(165)مليون اللى لهفِن الوكيل الاول” المعتصم بالله بن عبرحيم” قال مقابل رئاستو لمجلس الامتحانات واشرافو على الشهادة الثانويه.. *لما الناس نضمت انبرت ليهم الست حرمو(رقم2)اللى عيّنهاسيادتو محررة فى مجلة التربيه اللى كان هو بيرأس هيئة تحريرا لتدافع عنه وتدين رفاقه فى المؤتمر الوطنى(منو فيكم ما شال حوافز مرتين قدرالشالو معتصم وهو قال ان المبلغ كان بيوزّعو على الفقراء بواسطة مدير مكتبو! *(دا لمجرّد الذكرى)

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..