“المحرَّش ما بيكاتِل”

ولا يزال الكذب سياسة ينتهجها القوم بديلا لإنعاش الإقتصاد المنهار وحلحلة إشكالاته الحقيقية والإقلاع عن الفساد وإمساك آياديهم العابثة عن موارد ومكتسبات الشعب ،علما بأنهم فشلوا حتى في إنتاج الأكاذيب تماما كما فشلوا فشلا ذريعا في سياسة وإدارة البلاد ومعاش العباد .. فالطفل حتى الطفل حين تروي له حدوتة يجتهد قليلا ويعمل عقله الغرير في تدوير وإعادة ذات الحدودة ليلقيها على مسامعك، بينما هم في جهلهم لا يملكون قدرات الطفل في الإخراج ، وبعد ان وجد تحذيرهم للمواطن من التعامل مع العملة فئة الخمسين جنيها بدعوى تزويرها من قبل دولة جارة وإغراق السوق… بعد ان وجد تهكما و سخرية لاذعة بالمجالس ، خرجوا علينا بما هو أقرب لتصريحات الجقور بكبري المنشية، وكذلك إرتفاع الدولار الذي أرجعوه الى الكريمات ،وكل ما ورد بقاموسهم البئيس، فبالله عليكم ما هي قيمة العملة المحلية اليوم؟ لتتكبد دولة خارجية كلفة طباعتها اذا علمنا سعر ورق البنكنوت الباهظ بالاسواق العالمية والأحبار والتقنية المتبعة في طباعة العملة ،فأية دولة بكل هذه السذاجة السياسية ! ولماذا تجتهد تلكم الدولة في محاربة إقتصاد منهار أصلا وقد بلغ من الهزيمة حال المصارع المهزوم ملقيا على أرضية الحلبة ولا يقوي على إقتناص آخر فرصة لمواصلة الجولة لا تكلفه سوى رفع يده!… لتفاجئنا الاخبار بالتحذير الكليل ـ هناك دولة اغرقت السوق بكميات من العملة فئة الخمسين جنيه لمحاربة الاقتصاد السوداني !… شفتو كيف! وليحرص الجميع على مسح الريالة التي طمرت الصدور، ثم الحزب الحاكم على لسان امين التعبئة السياسية عمار باشري يتهم أجهزة مخابرات أجنبية بإثارة المواطنين وتحريضهم للخروج على الحكومة، وزاد هناك مخابرات دول تعمل على إثارة الهلع بين السودانيين للخروج على النظام، وشدّد على تطبيق سياسة الإصلاح الاقتصادي رغم قسوتها، وقال باشري، في مقابلة مع وكالة الـ”أناضول” التركية، يوم الثلاثاء، إن الإجراءات الاقتصادية كانت قاسية، ودخلت على كل منزل لكن لا يوجد خيار سوى الإصلاح والمضي بالمشروع حتى نهاياته، انتهى التصريح الكسيح بينما لا يزال القوم و حزبهم الحاكم في في متاهة لولبية. فبالله عليكم، انظروا كيف يرى القوم دواعي الخروج وكيفية يتبلور الغضب الشعبي !! يبدوا ان القوم تنطبق عليهم المقولة الشعبية ـ (لا قريتو لاباريتو!؟) وفي ذات القاموس الشعبي نستلهم القادة العظيمة ـ (المحرش ما بيكاتل) فيا سادتي ساستي ان الهبة الشعبية نتاج شعور جمعي في غنى عن أية تعبئة سياسية أو لجان مجتمعية او خلافه انه نقطة تبلغها الشعوب بفضل سياسات أنظمتها التسلطية المتجبرة … هي نقطة مطيتها الى الشارع الفساد المستشري وسط اركان النظام القمعي المستبد… هي غطبة لا تحركها احزاب المعارضة ولا الخارج هو حراك يعاظمه الظلم والظلامات وامتهان كرامة إنسان البلاد الذي كرمه المولى عز وجل هي ثورة من أجل صباح وشمس الخلاص ..
هي كما قالت أبيات الشاعر ابو القاسم الشابي:
إذا الشعب يوما اراد الحياة/ فلا بد ان يستجيب القدر/ ولا بد لليل ان ينجلي
ولا بد للقيد ان ينكسر.
فبأي آلاء ربكم تكذبون
[email][email protected][/email]